أكتوبر..والرد المزلزل بقلم: فايز أبو شرخ
عدنا لنقاوم ... على المبادئ لا نساوم ... بهذه الكلمات ... كان الاختراق الاكثر إقدامية للاختراق الصهيوني لقلب القضية الفلسطينية الممثلة بإوسلو ..
هذه الرسالة التي اطلقها آنذاك القائد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ابو علي مصطفى عشية عودته لأرض الوطن وبعدها ...
ففي الوقت الذي كان الهدف لمشروع اوسلو الصهيوني بان يكون قطاع غزة مقبرة للثورة الفلسطينية كان ذلك القائد الداعية الثوري يوقد نار الثورة لدى الجماهير الشعبية ويواكبها متقدماً زاحفاً والى الأمام صوب تحويل ذلك الهدف الاجرامي الى خندقه للمقاومة فيكون بذلك قد قلب السحر على الساحر ...
في المؤتمر الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المنعقد 1993 وبعد ان كون الحكيم سابقة لا مثيل لها على صعيد النظام الفلسطيني والعربي بالتخلي عن الموقع القيادي الاول ليكون الرفيق ابو علي مصطفى اميناً عاماً منتخباً للجبهة الشعبية .
لقد كان صادقاً الرفيق أبو علي مصطفى حينما قال ان عدونا مجرم ,لا يرحم احداً وعليه يجب اطلاق الرصاصا على الرؤوس.
قالها وقد اشتقت قوات المقاومة الشعبية الجهاز المقاتل للجبهة الشعبية طريقها والتي كانت اولى مداميك صرح المقاومة الذي كان تجسيداً لذلك الشعار الخالد ةالذي اطلقه القائد ابو علي مصطفى مع بواكير انتفاضة الاقصى المجيد "عدنا للوطن لنقاوم على المبادئ لا نساوم"...
لقد كان قدوم الثائر الملهم ابو علي مصطفى شعلة استنهاضية ليس للجبهة الشعبية فحسب وانما لمجمل الحالة الوطنية برمتها, فأبو علي لم يكن يوماً ضيق الأفق او فئوياً بل كان قائداً وطنياً قومياً اكثر شمولية في خطابه السياسي حتى بات قائداً للأمة وجامعاً لآمالها وطموحاتها.
لم يدع ابو علي مؤسسة حزبية كانت ام وطنية الا وكان له بصماته التحريضية لتوحيد الجهد والعمل على مقاومة الاحتلال وفضح زيف المشاريع المشبوهة اهدافها ومراميها...
لقد خاطب ابو علي قوى وجماهير شعبنا بأن تبقى الاصابع على الزناد ما بقي المستوطن على ارضنا ,لقد ادرك العدو الصهيوني مدى خطورة هذا القائد ...
كانت نخبة العمليات النوعية التي غطى صداها ارجاء القدس من تفجيرات داخل مدن الكيان كفيلة ان تدفعهم الى قرارهم القذر القديم الجديد والذي طالما مارسوه على القيادة الفلسطينية وعلى مدار سنين الثورة , الاغتيال المجرم لأبو علي مصطفى ...
حقيقة لقد كان وقع عودة الرفيق صاعقاً يحمل في طياته انفجار وبركان ديناميت الغضب الشعبي والانتفاضة فكان القرار الاجرامي لمطبخ الكيان الصهيوني اغتياله لطي صفحة من الرعب ونواميس الخوف التي يراكم اسبابها هذا الرجل ففي صبحية السابع والعشرون من شهر اغسطس الساعة الحادية عشر والربع تماماً ,انطلقت طائرات الاباتشي لتحلق من فوق مكتب القائد ابو علي مصطفى ليرن جرس النقال مؤكداً حضوره ووجوده في المكان الذي قررت به يد الغدر والنذالة الصهيوني لتنفيذ الجريمة حين اطلقت صاروخين كانتا كفيلين لارتقاء ابو علي الى علياء السماء نجماً تدور حوله كواكب الشهداء غسان كنفاني ووديع حداد وابو جهاد وابو اياد والشقاقي ونزال وعمر القاسم وابو خديجة واسحاق مراغمة ..
ما ان سمح الشعب الفلسطيني على وجه العموم ورفاقنا على وجه الخصوص هذه الفجيعة حتى وكأن اسرائيل قد فتحت ابواب جهنم على نفسها من كافة قوى المقاومة بكافة المناطق ...
ولقد اعلنت كتائب الشهيد القائد ابو علي مصطفى التي انطلقت امتداداً لقوات المقاومة الشعبية بأن قطعت على نفسها العهد والقسم بأن لا تذهب دماء ابو علي هدراً مؤكدة انه من المحتم ان يخرج من الجبهة الشعبية ليثأر لهذا الرجل السهل اللمتنع الذي وهب حياته للوطن الذي احتضنة بمسكه وعطرة ... بدمائه التي اتروى بها ...
لم يمضٍ الوقت الزهيد حتى من استطاعت ان تختاره الجبهة الشعبية من قائد خلف لشهيد قد مضى وسلف ..
فكان الرفيق القائد البطل صاحب الوعد الصادق الأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات .. حين قال في كلمته الشهيرة في اول كلمه له بعد تسلم امان المسؤولية , ان رصاصاتنا كثر وان بنادقنا لم تصداً بعد ولن يكون الرد اقل من الرأس بالرأس فكان الطوفان الجبهاوي مخترقاً اكثر المواقع امناًلتكون السيارات المفخخة بجوار سجن المسكوبية اكثر المناطق امناً وخطراً ..
في السابع عشر من اكتوبر 2001 كان احد اهم تجليات الاختراق التي غرسه ابو علي مصطفى حين كان حراك الغليان الجيفاري فكانت الضربة المزدوجة لدليل قاطع ان الجبهة وحدها هي التي تعي خصوصيات العمل السري والعمل بصمت القبور حين انطلق الاستشهادي البطل فؤاد ابو سرية يوم السادس عشر من اكتوبر متوجهاً الى مدينة السبع صوب صيد ثمين وفي هذا الوقت نفسه كان الرفاق حمدي الريماي وباسل الاسمر يتخندقون في اكبر قلاع الكيان الصهيوني امناً .. "في قلب فندق ريجنسي حياة" في عمق القدس نفسها ...
ليفجر نفسه فؤاد في احد جيبات العدو التي اعترضت طريقه صوب الهدف وليطيح حمدي برأس رحبعام زئيفي صاحب المشروع الفاشي الترانسيفر لترحيل شعبنا من ارضه الى الشتات وسقاء المنافي.
ولتسجل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولأول مرة في تاريخ الثورة الفلسطينية عن اغتيال اول وزير للكيان الصهيوني كهدف سياسي.
في 17أكتوبر .. وصايا القائد أبو علي مصطفى تُنفذ .. والجبهة الشعبية تطلق النار على الرؤوس
من 27 آب 2001م .. إلى 16 أكتوبر 2001م الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تستوفي حدادها على اغتيال أمينها العام .. وفي 17/ أكتوبر كتائب الشهيد أبو علي مصطفى .. لمجموعة الشهيد وديع حداد ترفع هذا الحداد وتنقله إلى داخل الكيان .
وفي 17/ أكتوبر .. الجبهة الشعبية تنتقم لدماء أمينها العام أبو علي مصطفى .. ومجلس وزراء العدو يدفع الثمن .
وفي 17/ أكتوبر .. ميجر جنرال ورئيس حزب ووزير صهيوني يسقط أمام قدم مقاتل جبهاوى .
وفي 17 / أكتوبر .. رصاصة واحدة في رأس زئيفي كانت كافية لأن تقتله ولكن الجبهة الشعبية أرادت قتله أكثر من مرة .
وفي 17/ أكتوبر .. أثبتت الجبهة الشعبية أن رصيد ترسانة حكومة الإرهاب العسكرية المكدس بأسلحة القتل والإرهاب والدمار الشامل لا يعادل رصاصة واحدة من مسدس كاتم صوت جبهاوي الأم والأب .
وفي 17/ أكتوبر .. الجبهة الشعبية تفرض الإقامة الجبرية على وزراء وحكام وقادة العدو .
وفي 17/ أكتوبر .. حكومة تل أبيب تعلن أكبر حالة استنفار بين صفوف أجهزتها السياسية والعسكرية والأمنية .
وفي 17/ أكتوبر .. سلاح الإرادة والإصرار الجبهاوي ينتصر على ترسانة إسرائيل العسكرية ونظرية الأمن الجبهاوية تقهر نظرية الأمن الصهيونية وتمرغها في التراب .
وفي 17/ أكتوبر .. نامت فلسطين على غير حزن .. ونامت واستيقظت إسرائيل على أحزان الأرض .
وفي 17/ أكتوبر و18 أكتوبر و100 أكتوبر .. الجبهة مستمرة وتستمر ترفع من رؤوس أبناء فلسطين وأبناء الجبهة في السماء .. تفاخر الأرض والبشر .. وتدفع ضريبة انتمائها ووجودها وحفاظها على الوطن من دماء أبنائها وقادتها .. وليدفع العدو فواتير قمعه وبطشه وإجرامه واستهدافه لقادة وأبناء فلسطين
وكما قالها زئيف شيف أحد أبرز صحافي دولة الكيان..
ان الجبهة الشعبية وحدها هي التي تقول لماذا لم تقتل عفاديا يوسف اضافة الى محاولات عديدة كان من اهمها محاولة اغتيال اولمرت رئيس بلدية القدس آنذاك ورئيس الوزراء لاحقاً.
وفي ظل اوسع وابشع حملة عسكرية قامت بها حكومة الكيان بحثاً عن افراد مجموعة وديع حداد حيث الفشل الذريع كان اسهل من ان يسجل الى جهودهم واطقم استخباراتهم واقمارهم الصناعية وطائراتهم ودباباتهم وليستمر رفاقنا في التخفي الى فترة تقارب الثلاثة شهور الى ان اختمرت الخيانة لدى من سموا انفسهم قادة الاجهزة الامنية بسلطة اوسلو وعلى رأسهم الاجهزة المفعلة اسرائيلياً – المدربة امريكياً لتحاصر رفاقنا في وسط مدينة نابلس وتعتقلهم بعد عملية مقاومة طويلة .. حيث اعتقل الرفيق عاهد ابو غلمة المتهم بالمسؤولية عن كل ما حدث ومسؤولية الجهاز العسكري للجبهة الشعبية ..
والذي قفر من الطابق الرابع ليغدو قعيداً كما بان للجميع على المقعد المتحرك ..
ان ما اقدمت عليه سلطة اوسلو بتواطؤها في عملية الاعتقال لرفاقنا الابطال في المقدمة منهم اميننا العام احمد سعدات ..
لهو مؤشر خطير وتأكيداً اخطر من الترجمات الملموسة لتمسك هذه السلطة الاوسلوية بالتزاماتها الأمنية للسياسة الصهيونية الامريكية وقبلوهم بالرضوخ للابتزاز هي الحلقات المتكاملة لكل ما هو امبريالي صهيوني رجعي ... بترجماته على الارض ما حصل من تسليم وشراكة ادوار بمحطات اعتقال القائد الامين العام احمد سعدات ..
وهناك لا بد من الاشارة الى العناوين التي اعتقلت منابر الاخبار بعد قتل زئيفي .
- كان الاجدر ان يصنع تمثالاً لمن صنعوا 17 اكتوبر ...
- من صنع 17 اكتوبر لقادر على ان يكرره ..
- ما بين زئيفي وعفاديا يوسف كانت رصاصة ...
- الجبهة الشعبية استهدفت مجرماً ومشروعاً صهيونياً ...
- قتلته الجبهة الشعبية في القدس تعبيراً عن رفضها لوجوده الصهيوني هناك ...
- من يعيش بالتطرف والتعنت لابد وان تكون نهايته مثله ...
الفرق بين ان تقول وتفعل وبين ان تفعل وتفعل
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر