لقد تذكرت اسحاق شامير هذا المتطرف الذي قال بعد دقائق من انتهاء حفل افتتاح مؤتمر مدريد عام 1991 « سنتفاوض مع العرب عشر سنوات دون نتيجة «، تذكرته بعد البيان الصادر عن الرباعية الدولية الاخير وقيام اوباما بدعوة الاطراف المعنية لحضور « حفل « اطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وقتها للذي لا يتذكر قامت الدنيا لدى الاطراف العربية وكذلك لدى واشنطن على تصريحات شامير تلك ووصفت بانها متطرفة وتدل على النوايا السيئة.
في حقيقة الامر لقد كان شامير صادقا مع ذاته حد الوقاحة ، لم يكذب ولم ُيجامل، نطق بما ’يؤمن وَيرغب وهو انه يريد المفاوضات من اجل المفاوضات، ومن ناحية عملية اي من 1991 الى 2010 اي 19 عاما لم ٌيصنع السلام بل ان كل الجهود مازالت منصبة على الاطر والمرجعيات رغم انها ’معرفُة وواضحة، وبعبارة اخرى فان 19 عاما ضاعت في التفاوض.
خلال الـ 19 عاما الى الان تكونت للمفاوضات خمس مرجعيات واحدة « تتعكز» على الاخرى دون فائدة، الاولى كانت مؤتمر مدريد والثانية كانت اتفاقيات اوسلو والثالثة كانت اتفاقية خريطة الطريق والرابعة كانت بيان مؤتمر انابوليس هذا بالاضافة الى بيانات الرباعية الدولية السنوية والموسمية ومنها البيان الاخير ومع كل هذا مازلنا نراوح عند نقطة البداية الاساسية والخطيرة وهي المستوطنات وضرورة وقفها وهي النقطة التي لم تلتزم بها اي حكومة اسرائيلية طوال هذه السنوات الطويلة.
وبناء على هذه الخلفية مضاف اليها وجود شخصية متطرفة تجيد لعبة العلاقات العامة وتحديدا مع الادارات الاميركية مثل نتنياهو فمن السذاجة الذهاب بعيدا في التفاؤل بشان مفاوضات واشنطن المرتقبة، وبخاصة ان بيان الرباعية الاخير تمت صياغته وفقا لمشيئة نتنياهو ولم يتم الاشارة فيه و بالتفاصيل الى موضوع المستوطنات والبناء في القدس وقضايا الوضع النهائي كما كانت البيانات السابقة وخاصة بيان موسكو في 19 آذار/مارس الماضي.
من الصعب تجاهل الاسباب الحقيقية وغير المعلنة لهذا « الحفل « الذي تم الاتفاق المبدئي عليه بين اوباما ونتنياهو في قمتهما في البيت الابيض تموز الماضي، فالرئيس اوباما لا يريد اغضاب العرب وبالقدر نفسه لا يريد ان يتحول الى عدو في نظر اللوبي الصهيوني قبيل الانتخابات النصفية، لذا فقد بذل اقصى ما يستطيع لايجاد صيغة وسطية لا تغضب طرفي المعادلة، ومن جانبه يدرك نتنياهو نقطة ضعف اوباما تجاهه وتحديدا في موضوع الانتخابات النصفية نهاية العام الحالي فهو يدرك ان هذه الانتخابات هي التى منحته هامش المناورة الحالي وهو هامش مؤقت قد ينتهي بانقلاب ضده في البيت الابيض اذا ما نجح الديمقراطيون في الانتخابات النصفية و اذا لم يتعامل بجدية مع المفاوضات ويلتزم باستحقاقاتها وهذه الحسابات تعني ببساطة ان المفاوضات مع الفلسطينيين بالنسبة لنتنياهو ليست هدفا بحد ذاته بقدر ما هي ورقة تكتيكية لتحسين شروط العلاقة مع الادارة الاميركية.
... لم يخدعنا شامير الذي يعيش بقية ايامه خرفا غائبا عن الواقع بل كان تطرفه متواضعا عندما تحدث عن عشر سنوات فقط وها نحن على ابواب دخول العشر سنوات الثالثة «.
الكاتب: رجا طلب
في حقيقة الامر لقد كان شامير صادقا مع ذاته حد الوقاحة ، لم يكذب ولم ُيجامل، نطق بما ’يؤمن وَيرغب وهو انه يريد المفاوضات من اجل المفاوضات، ومن ناحية عملية اي من 1991 الى 2010 اي 19 عاما لم ٌيصنع السلام بل ان كل الجهود مازالت منصبة على الاطر والمرجعيات رغم انها ’معرفُة وواضحة، وبعبارة اخرى فان 19 عاما ضاعت في التفاوض.
خلال الـ 19 عاما الى الان تكونت للمفاوضات خمس مرجعيات واحدة « تتعكز» على الاخرى دون فائدة، الاولى كانت مؤتمر مدريد والثانية كانت اتفاقيات اوسلو والثالثة كانت اتفاقية خريطة الطريق والرابعة كانت بيان مؤتمر انابوليس هذا بالاضافة الى بيانات الرباعية الدولية السنوية والموسمية ومنها البيان الاخير ومع كل هذا مازلنا نراوح عند نقطة البداية الاساسية والخطيرة وهي المستوطنات وضرورة وقفها وهي النقطة التي لم تلتزم بها اي حكومة اسرائيلية طوال هذه السنوات الطويلة.
وبناء على هذه الخلفية مضاف اليها وجود شخصية متطرفة تجيد لعبة العلاقات العامة وتحديدا مع الادارات الاميركية مثل نتنياهو فمن السذاجة الذهاب بعيدا في التفاؤل بشان مفاوضات واشنطن المرتقبة، وبخاصة ان بيان الرباعية الاخير تمت صياغته وفقا لمشيئة نتنياهو ولم يتم الاشارة فيه و بالتفاصيل الى موضوع المستوطنات والبناء في القدس وقضايا الوضع النهائي كما كانت البيانات السابقة وخاصة بيان موسكو في 19 آذار/مارس الماضي.
من الصعب تجاهل الاسباب الحقيقية وغير المعلنة لهذا « الحفل « الذي تم الاتفاق المبدئي عليه بين اوباما ونتنياهو في قمتهما في البيت الابيض تموز الماضي، فالرئيس اوباما لا يريد اغضاب العرب وبالقدر نفسه لا يريد ان يتحول الى عدو في نظر اللوبي الصهيوني قبيل الانتخابات النصفية، لذا فقد بذل اقصى ما يستطيع لايجاد صيغة وسطية لا تغضب طرفي المعادلة، ومن جانبه يدرك نتنياهو نقطة ضعف اوباما تجاهه وتحديدا في موضوع الانتخابات النصفية نهاية العام الحالي فهو يدرك ان هذه الانتخابات هي التى منحته هامش المناورة الحالي وهو هامش مؤقت قد ينتهي بانقلاب ضده في البيت الابيض اذا ما نجح الديمقراطيون في الانتخابات النصفية و اذا لم يتعامل بجدية مع المفاوضات ويلتزم باستحقاقاتها وهذه الحسابات تعني ببساطة ان المفاوضات مع الفلسطينيين بالنسبة لنتنياهو ليست هدفا بحد ذاته بقدر ما هي ورقة تكتيكية لتحسين شروط العلاقة مع الادارة الاميركية.
... لم يخدعنا شامير الذي يعيش بقية ايامه خرفا غائبا عن الواقع بل كان تطرفه متواضعا عندما تحدث عن عشر سنوات فقط وها نحن على ابواب دخول العشر سنوات الثالثة «.
الكاتب: رجا طلب
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر