أغان شيطانية في سجن عصيون
الكاتب: عيسى قراقع
شريط الفيديو الذي بثته القناة العاشرة الاسرائيلية للجندي الإسرائيلي الذي يرقص ويغني الى جانب الأسيرة إحسان دبابسة وهي مقيدة اليدين ومعصوبة العينين في معتقل عصيون الإسرائيلي، أوضح بشكل حازم الوجه البشع لدولة اسرائيل وهي تعلن و بالبث المباشر والحي دخولها عالم العنصرية و الفاشيّة.
الأسيرة المرعوبة في تلك الليلة السوداء، وهي تسمع الجنود المبتهجين بصيدهم الثمين، العائدين بالفريسة بعد أن داهموا المنازل بعد منتصف الليل وأحدثوا جزعا وتخريبا ، شعرت أنها تجلس على بوابة جهنم وحولها شياطين كثيرة يرددون أغاني الانتصار بلغتهم العدوانية على إنسانة لم تفعل شيئا سوى أنها أرادت أن تحيا سيدة على نفسها وهوائها حرة بلا قيود.
وهذه ليست المرة الأولى التي يفتخر بها ما يسمى جيش الدفاع بأعماله التعسفية بحق الأسرى والأسيرات، وممارساته الممنهجة تجاههم بالتنكيل والإرهاب والضرب والتعذيب، فقد اعترف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بنفسه أنه يعذب الأسرى الأطفال، وتوعد بملاحقتهم وانه لا حصانة للمعتقلين من الإجراءات العميقة الاسرائيلية.
اعترافات الجنود والضباط والمسؤولين العلنية عن اقترافهم أعمالا لا إنسانية بحق الأسرى والأسيرات بمن يخالف أبسط القوانين والشرائع الدولية، يعتبر كافيا للاحتفال بالدولة العبرية كدولة قراصنة في منطقة الشرق الأوسط، ومنح جنودها وسام التفوق بجدارة على مبادئ حقوق الإنسان والقيم الحضارية العالمية.
الأسيرة إحسان دبابسة تسمع طيلة الليل في سجن عصيون الرهيب الذي يصفه الأسرى بالمسلخ، أصوات أطفال يصرخون يتعرضون للضرب وهجوم الكلاب وإطفاء السجائر في أجسادهم، يطلبون الماء والطعام فلا يستجيب أحد، يطلبون النوم فتنهال على رؤوسهم الضربات الموجعة.
الأسيرة دبابسة وهي تعيش في وسط الاحتفال الوحشي في عصيون تسمع آلام الأسرى وخاصة الأطفال وهم يتعرضون للتهديد بالاغتصاب، ويجبرون على خلع ملابسهم وإرغامهم على التوقيع على اعترافات لا يعرفون مضمونها.
إحسان سمعت الأسير زيد محمد عيسى عوض من بلدة بيت أمر وهو معاق يعاني من إعاقة سمعية ونطقية، كيف خلعوا السماعات الموجودة في أذنيه، واعتدوا عليه بالضرب لكي يعترف ويتكلم، وهو لا يستطيع الكلام ولا حتى الصراخ.
إحسان سمعت الأسير جهاد خالد المطور من بلدة سعير وهو يتعرض للضرب الشديد بالكلبشات على رقبته ووجهه، ومحاولة المحقق خنق الأسير بواسطة حبل وشده على رقبته حتى كاد أن يفارق الحياة.
تلك الليلة في سجن عصيون كانت مزدحمة بأطفال الخليل الذين وصل عددهم الى مائة طفل، اعتقلوا لأنهم يكرهون المستوطنين ويقاومون سياسة نهب الأراضي والمنازل والاستيطان المحموم في البلدة القديمة ومحيطها في مدينة الخليل.
أغاني شيطانية وهوس مجنون يجري في أقبية التحقيق ومراكز التوقيف الاسرائيلية، والتقارير والإحصاءات التي تسجلها مؤسسات حقوق الإنسان لم تعد قادرة على ملاحقة هذا الجنون الذي يفوق التصور، بل لم تعد قادرة على وضع حد لما يجري، لأن مصدر القرار لكل هذا هو الحكومة الاسرائيلية والثقافة والتربية العنصرية التي يتربى عليه هؤلاء الجنود.
الأسيرة إحسان دبابسة شاهدة على حرب مدروسة تجري على أجساد الأسرى صغيرا وكبيرا، وتقول أن ما رأته في سجن عصيون لا يحتمل ، استهتار بالإنسان وحقوقه وبالعالم، جنود يفتخرون بأنهم عدوانيين ويؤلفون الأغاني الخاصة لكل حالة اعتقال ولكل حفلة ضرب تجري على جسد الأسير.
الجنود يوزعون أشرطة التعذيب على المواقع الالكترونية وعلى الصحافة ولأصدقائهم وصديقاتهم، كأنهم ينتظرون التهاني والتبريكات على بطولات عظيمة أنجزوها وحققوها في سبيل أن تبقى الدولة العبرية دولة يهودية نقية لا صوت ولا وجود فيها للفلسطيني.
تسال الأسيرة إحسان دبابسة ماذا ستفعل الأمم المتحدة ومجلس الأمن ولجنة حقوق الإنسان في جنيف، وهي تتفرج على فلم ليلة اعتقالها في سجن عصيون.
هل سيتوقفون أمام موسيقى العذاب الممتد من الأرض حتى السماء، لامرأة عزلاء مربوطة الى مصير مجهول، والى صباح لا يطل على غد، ولا يفتح فمه إلا على قبر موحش في البعيد.
الأسيرة إحسان دبابسة تعلمت أن تعزف إيقاع الصمود بقلبها ولحمها ودمه وإرادتها، لتتغلب على إيقاع الشياطين السوداء وهي تحوم حولها في سجن عصيون، منتظرة أن تكتمل أغنية الحرية ضلعا ضلعا وجسدا جسدا حتى يطفأ صوت المزامير القادمة من هوس الأساطير.
الكاتب: عيسى قراقع
شريط الفيديو الذي بثته القناة العاشرة الاسرائيلية للجندي الإسرائيلي الذي يرقص ويغني الى جانب الأسيرة إحسان دبابسة وهي مقيدة اليدين ومعصوبة العينين في معتقل عصيون الإسرائيلي، أوضح بشكل حازم الوجه البشع لدولة اسرائيل وهي تعلن و بالبث المباشر والحي دخولها عالم العنصرية و الفاشيّة.
الأسيرة المرعوبة في تلك الليلة السوداء، وهي تسمع الجنود المبتهجين بصيدهم الثمين، العائدين بالفريسة بعد أن داهموا المنازل بعد منتصف الليل وأحدثوا جزعا وتخريبا ، شعرت أنها تجلس على بوابة جهنم وحولها شياطين كثيرة يرددون أغاني الانتصار بلغتهم العدوانية على إنسانة لم تفعل شيئا سوى أنها أرادت أن تحيا سيدة على نفسها وهوائها حرة بلا قيود.
وهذه ليست المرة الأولى التي يفتخر بها ما يسمى جيش الدفاع بأعماله التعسفية بحق الأسرى والأسيرات، وممارساته الممنهجة تجاههم بالتنكيل والإرهاب والضرب والتعذيب، فقد اعترف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بنفسه أنه يعذب الأسرى الأطفال، وتوعد بملاحقتهم وانه لا حصانة للمعتقلين من الإجراءات العميقة الاسرائيلية.
اعترافات الجنود والضباط والمسؤولين العلنية عن اقترافهم أعمالا لا إنسانية بحق الأسرى والأسيرات بمن يخالف أبسط القوانين والشرائع الدولية، يعتبر كافيا للاحتفال بالدولة العبرية كدولة قراصنة في منطقة الشرق الأوسط، ومنح جنودها وسام التفوق بجدارة على مبادئ حقوق الإنسان والقيم الحضارية العالمية.
الأسيرة إحسان دبابسة تسمع طيلة الليل في سجن عصيون الرهيب الذي يصفه الأسرى بالمسلخ، أصوات أطفال يصرخون يتعرضون للضرب وهجوم الكلاب وإطفاء السجائر في أجسادهم، يطلبون الماء والطعام فلا يستجيب أحد، يطلبون النوم فتنهال على رؤوسهم الضربات الموجعة.
الأسيرة دبابسة وهي تعيش في وسط الاحتفال الوحشي في عصيون تسمع آلام الأسرى وخاصة الأطفال وهم يتعرضون للتهديد بالاغتصاب، ويجبرون على خلع ملابسهم وإرغامهم على التوقيع على اعترافات لا يعرفون مضمونها.
إحسان سمعت الأسير زيد محمد عيسى عوض من بلدة بيت أمر وهو معاق يعاني من إعاقة سمعية ونطقية، كيف خلعوا السماعات الموجودة في أذنيه، واعتدوا عليه بالضرب لكي يعترف ويتكلم، وهو لا يستطيع الكلام ولا حتى الصراخ.
إحسان سمعت الأسير جهاد خالد المطور من بلدة سعير وهو يتعرض للضرب الشديد بالكلبشات على رقبته ووجهه، ومحاولة المحقق خنق الأسير بواسطة حبل وشده على رقبته حتى كاد أن يفارق الحياة.
تلك الليلة في سجن عصيون كانت مزدحمة بأطفال الخليل الذين وصل عددهم الى مائة طفل، اعتقلوا لأنهم يكرهون المستوطنين ويقاومون سياسة نهب الأراضي والمنازل والاستيطان المحموم في البلدة القديمة ومحيطها في مدينة الخليل.
أغاني شيطانية وهوس مجنون يجري في أقبية التحقيق ومراكز التوقيف الاسرائيلية، والتقارير والإحصاءات التي تسجلها مؤسسات حقوق الإنسان لم تعد قادرة على ملاحقة هذا الجنون الذي يفوق التصور، بل لم تعد قادرة على وضع حد لما يجري، لأن مصدر القرار لكل هذا هو الحكومة الاسرائيلية والثقافة والتربية العنصرية التي يتربى عليه هؤلاء الجنود.
الأسيرة إحسان دبابسة شاهدة على حرب مدروسة تجري على أجساد الأسرى صغيرا وكبيرا، وتقول أن ما رأته في سجن عصيون لا يحتمل ، استهتار بالإنسان وحقوقه وبالعالم، جنود يفتخرون بأنهم عدوانيين ويؤلفون الأغاني الخاصة لكل حالة اعتقال ولكل حفلة ضرب تجري على جسد الأسير.
الجنود يوزعون أشرطة التعذيب على المواقع الالكترونية وعلى الصحافة ولأصدقائهم وصديقاتهم، كأنهم ينتظرون التهاني والتبريكات على بطولات عظيمة أنجزوها وحققوها في سبيل أن تبقى الدولة العبرية دولة يهودية نقية لا صوت ولا وجود فيها للفلسطيني.
تسال الأسيرة إحسان دبابسة ماذا ستفعل الأمم المتحدة ومجلس الأمن ولجنة حقوق الإنسان في جنيف، وهي تتفرج على فلم ليلة اعتقالها في سجن عصيون.
هل سيتوقفون أمام موسيقى العذاب الممتد من الأرض حتى السماء، لامرأة عزلاء مربوطة الى مصير مجهول، والى صباح لا يطل على غد، ولا يفتح فمه إلا على قبر موحش في البعيد.
الأسيرة إحسان دبابسة تعلمت أن تعزف إيقاع الصمود بقلبها ولحمها ودمه وإرادتها، لتتغلب على إيقاع الشياطين السوداء وهي تحوم حولها في سجن عصيون، منتظرة أن تكتمل أغنية الحرية ضلعا ضلعا وجسدا جسدا حتى يطفأ صوت المزامير القادمة من هوس الأساطير.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر