الكاتب: ابو بكر الطيار
من خلال الشعارات المرفوعة في الساحات العربية التي تشهد تحركات شعبية يتبين ان مطالب ذات ابعاد وطنية تتعلق بالفساد والرشوة والبطالة وتداول السلطة وأقامة انظمة مدنية وإشاعة الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير هي الطاغية دون ان يستشف أي موقف لأي ثورة قامت بشأن مستقبل العلاقة مع الغرب او بشأن مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي . ولوحظ بالمقابل ان هناك عدم وضوح ايضاً لدى الإدارات الرسمية الغربية التي تتعاطى بحذر مع ما يجري في العالم العربي خاصة وأن اجهزتها الدبلوماسية لم تتوقع في تقاريرها حصول أي ثورة ، وكانت تظن ان الأنظمة العربية التي سقطت كانت ستعيش سنوات طويلة قبل ان تشهد أي تهديد فعلي . وحالة الأضطراب والضياع في دوائر صناعة القرار الغربي يمكن رصدها من خلال تمهلها عدة ايام قبل اصدار أي موقف سلبي او ايجابي بدليل ان وزيرة خارجية فرنسا السابقة ميشيل اليو ماري عرضت على نظام زين العابدين بن علي تزويده بخبراء وتجهيزات ظناً منها ان ما يحدث في تونس كان كناية عن تمرد او عن عمليات اضطراب ذات ابعاد ارهابية . والولايات المتحدة الأميركية كانت تظن عند اندلاع الثورة المصرية انها لا زالت قادرة على الإمساك بزمام الأمور وأن إزاحة الرئيس حسني مبارك والإتيان بمن يخلفه من نظامه سيحل المشكلة .
ولكن المفاجأة كانت هي ازاحة النظام بأكمله .
وفي ليبيا اليوم لا زال البعض يظن من امثال رئيس فنزويلا هوغو تشافيز ان المسألة يمكن حلها من خلال فتح باب الحوار بين نظام العقيد معمر القذافي والثوار . وجاء الجواب بأن المطلوب هو اقتلاع النظام من جذوره . وهناك الحالة اليمنية والبحرينية والأردنية والعراقية حيث الصورة لم تتضح بعد بشأن ما ستؤول اليه المفاوضات الجارية بين الحركات الشعبية وبين الأنظمة السياسية . هذا الواقع يفيد ان الوقت لا زال مبكراً من اجل معرفة التوجهات السياسية الخارجية للدول العربية التي شهدت او تشهد تحركات شعبية ، وهذا ما يستدعي من الدول الغربية رسم عدة سيناريوهات كلها قائمة على احتمالات افتراضية وليس على ثوابت . والأكثر ارباكاً من الغرب هي اسرائيل التي تعتبر نفسها انها قد حققت الكثير من الإنجازات خلال العقود القليلة الماضية حيث وقعت اتفاقية كمب ديفيد مع مصر ، وإتفاقية وادي عربة مع الأردن ، وأقامت علاقات "مساكنة " مع تونس والبحرين وليبيا . ولكن ماذا عن المستقبل فيما لو اعادت هذه الدول النظر بعلاقاتها مع تل ابيب ليس على قاعدة الغاء اتفاقيات السلام المعقودة بل على قاعدة عدم التعاطي الإيجابي مع اسرائيل والعودة للتضامن بشكل فاعل مع الشعب الفلسطيني دون النظر الى الى انتماءاته السياسية سواء كان البعض مع حركة فتح او البعض الأخر مع حركة حماس ؟ .
وما هو مستقبل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس فيما لو ظل يعتبر ان التفاوض هو اقصر طريق للوصول الى السلام ؟ . وما هو مصير الرعاية الأميركية لمسار السلام في الشرق الأوسط في ظل انحياز واشنطن الى تل ابيب ؟ . وماذا لو بادر الشعب الفلسطيني في الداخل الى اعلان انتفاضة شعبية سلمية جديدة ضد المحتل ؟ . هذه الأسئلة عصية على الإجابة عنها في القريب العاجل . وبقدر ما يُنظر بإيجابية الى بعض التغييرات التي حصلت في العالم العربي بقدر ما يخيم الخوف لدى الكثيرين من ان تتفلت التحركات الشعبية في بعض الدول العربية من حدود القدرة على ضبطها فتتحول الى شرارة لإندلاع حرب مذهبية في مكان ما ، وحرب قبلية في مكان أخر ، وحرب اهلية في مكان ثالث خاصة وأن الغرب المتطلع دائماً الى ضبط الإيقاعات في العالم العربي قد يكون هو الداعم لمشاريع الزعزعة فيما إذا كانت الأمور ذاهبة عكس ما تشتهيه رياح الغرب
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر