المـلك ليــر
تأليف .. وليام شكسبير
كان الملك لير ملكا على بريطانيا .. وكانت له ثلاث بنات .. البنت الكبرى .. جونريل متزوجة من دوق الباني .. و البنت
الوسطي ريجان متزوجة من دوق كورنول .. أما البنت الصغرى كورديليا فقد كانت غير متزوجة .. وتقدم إلى خطبتها كل
من ملك فرنسا و دوق برجا ندى اللذين كانا موجودين بقصر الملك لير عندما بدأت أحداث تلك المسرحية .
كان الملك لير وقتئذ عجوزا تجاوز الأعوام الثمانين .. وشعر بان الوقت قد حان ليتخفف من أعباء حكم مملكته لذلك قرر
أن يقسم المملكة بين بناته الثلاث على أن يتحدد نصيب كل منهن بحسب ما تقوله من كلمات تعبر عن حبها لأبيها ..
وهكذا استدعى الملك لير بناته الثلاث وطلب من كل واحدة منهن أن تعبر عن مدى حبها له ..
ولان البنت الكبرى جونريل كانت على قدر كبير من المكر و الدهاء . و القدرة على تنميق الكلمات فقد قالت أنها تحب
أباها بما تعجز الكلمات عن وصفه وان أباها اعز من عينيها وحريتها وحياتها كلها وأعجب الملك لير بكلام ابنته الكبرى
فوهبها هي وزوجها دوق الباني ثلث مملكته.
وكانت البنت الوسطي ريجان لا تقل عن أختها مكرا و دهاء .وقدرة على تزويق الكلام فقالت إن كل متع الدنيا لا تقارن
بالسعادة التي تحسها بسبب حبها لأبيها .. وأعجب الملك لير بكلام ابنته الوسطي فوهبها وزوجها الدوق كورنول الثلث
الثاني من مملكته.
وكانت البنت الصغرى كورديليا تدرك مدى الزيف في كلمات كل من أختيها وتعرف أن كل واحدة منهما قالت كلماتها
المنمقة والمزوقة رغبة في الحصول على اكبر جزء من أموال أبيها .. ولذلك فقد أثرت هي أن يكون حبها لأبيها صامتا
وصادقا في نفس الوقت وقالت أنها تحب أباها طبقا للأصول الواجبة باعتبارها ابنته ..
بهت الملك لير عندما سمع تلك الكلمات الجافة من ابنته الصغرى .. كورديليا فقد توقع أن تكون كلمات هذه الابنة الأثيرة
لديه أكثر رقة وأجمل تعبيرا من الكلمات التي قالتها كل من أختيها.
وعندما طلب منها الملك أن تهذب حديثها وتختار كلمات أخرى رقيقة وجميلة قالت كورديليا أنها تحب والدها الذي أنجبها
وأحسن تربيتها وعلمها الطاعة و الصدق ولذلك فهي لا تستطيع أن تقول مثل أختيها بأنها لا تحب احد غيره في هذا
العالم لان معنى ذلك أنها ستقصر حبها على أبيها وحده ولن تحب أحدا سواه ولو كان زوجها وأبنائها.
ولان الملك لير كان عجوزا هرما فقد أفقده السن قدرته على التمييز السليم بين الكلام الصادق الذي يخرج من القلب
والكلام الزائف الذي قد ينطق به اللسان لذلك فقد اعتقد أن ابنته كورديليا تتكبر عليه فضب غضبا شديدا وقرر أن
يحرمها من الحصول على أي جزء من مملكته بل وأعطى الثلث الباقي من المملكة مناصفة بين الأختين جونريل وزجها
دوق الباني وريجان وزوجها دوق كورنول.
وجمع الملك كل رجال الدولة الذين كانوا موجودين بالقصر وتنازل أمامهم عن تاجه لابنتيه الكبرى و الوسطي كما تنازل
لهما عن جميع سلطاته في الحكم على أن يحتفظ لنفسه فقط بلقب الملك وبحقه في أن يقيم طوال حياته لمدة شهر
بالتناوب في قصر كل من ابنتيه ومعه مائة من فرسانه.
أصيب النبلاء ورجال القصر بدهشة شديدة من تصرف الملك على هذا النحو الخاطئ وغير العاقل وحزنوا كثيرا لمصير
الابنة الصغرى كورديليا التي كانت أكثر صدقا من أختيها ومع ذلك فقد كان عليها أن تواجه هذا المصير التعس.. ولكن
أحدا من هؤلاء النبلاء لم يستطع أن يعترض على تصرف الملك فلزموا الصمت ولم ينطقوا بكلمة فيما عدا النبيل ايرل
كنت الذي كان أكثر النبلاء أخلاصا للملك فقد تجرأ ونطق ببعض كلمات طيبة في صالح كورديليا فغضب الملك وطلب منه
أن يسكت وإلا أمر بإعدامه.
لم يهتم ايرل كنت بتهديد الملك فواصل كلامه الطيب في نصح الملك الذي استشاط غضبا وأمر بطرد ايرل كنت من
القصر وبنفيه من البلاد كلها وأعطاه خمسة أيام ليرحل وإذا بقى في المملكة حتى اليوم السادس فسوف ينفذ فيه
حكم الإعدام.
تأليف .. وليام شكسبير
كان الملك لير ملكا على بريطانيا .. وكانت له ثلاث بنات .. البنت الكبرى .. جونريل متزوجة من دوق الباني .. و البنت
الوسطي ريجان متزوجة من دوق كورنول .. أما البنت الصغرى كورديليا فقد كانت غير متزوجة .. وتقدم إلى خطبتها كل
من ملك فرنسا و دوق برجا ندى اللذين كانا موجودين بقصر الملك لير عندما بدأت أحداث تلك المسرحية .
كان الملك لير وقتئذ عجوزا تجاوز الأعوام الثمانين .. وشعر بان الوقت قد حان ليتخفف من أعباء حكم مملكته لذلك قرر
أن يقسم المملكة بين بناته الثلاث على أن يتحدد نصيب كل منهن بحسب ما تقوله من كلمات تعبر عن حبها لأبيها ..
وهكذا استدعى الملك لير بناته الثلاث وطلب من كل واحدة منهن أن تعبر عن مدى حبها له ..
ولان البنت الكبرى جونريل كانت على قدر كبير من المكر و الدهاء . و القدرة على تنميق الكلمات فقد قالت أنها تحب
أباها بما تعجز الكلمات عن وصفه وان أباها اعز من عينيها وحريتها وحياتها كلها وأعجب الملك لير بكلام ابنته الكبرى
فوهبها هي وزوجها دوق الباني ثلث مملكته.
وكانت البنت الوسطي ريجان لا تقل عن أختها مكرا و دهاء .وقدرة على تزويق الكلام فقالت إن كل متع الدنيا لا تقارن
بالسعادة التي تحسها بسبب حبها لأبيها .. وأعجب الملك لير بكلام ابنته الوسطي فوهبها وزوجها الدوق كورنول الثلث
الثاني من مملكته.
وكانت البنت الصغرى كورديليا تدرك مدى الزيف في كلمات كل من أختيها وتعرف أن كل واحدة منهما قالت كلماتها
المنمقة والمزوقة رغبة في الحصول على اكبر جزء من أموال أبيها .. ولذلك فقد أثرت هي أن يكون حبها لأبيها صامتا
وصادقا في نفس الوقت وقالت أنها تحب أباها طبقا للأصول الواجبة باعتبارها ابنته ..
بهت الملك لير عندما سمع تلك الكلمات الجافة من ابنته الصغرى .. كورديليا فقد توقع أن تكون كلمات هذه الابنة الأثيرة
لديه أكثر رقة وأجمل تعبيرا من الكلمات التي قالتها كل من أختيها.
وعندما طلب منها الملك أن تهذب حديثها وتختار كلمات أخرى رقيقة وجميلة قالت كورديليا أنها تحب والدها الذي أنجبها
وأحسن تربيتها وعلمها الطاعة و الصدق ولذلك فهي لا تستطيع أن تقول مثل أختيها بأنها لا تحب احد غيره في هذا
العالم لان معنى ذلك أنها ستقصر حبها على أبيها وحده ولن تحب أحدا سواه ولو كان زوجها وأبنائها.
ولان الملك لير كان عجوزا هرما فقد أفقده السن قدرته على التمييز السليم بين الكلام الصادق الذي يخرج من القلب
والكلام الزائف الذي قد ينطق به اللسان لذلك فقد اعتقد أن ابنته كورديليا تتكبر عليه فضب غضبا شديدا وقرر أن
يحرمها من الحصول على أي جزء من مملكته بل وأعطى الثلث الباقي من المملكة مناصفة بين الأختين جونريل وزجها
دوق الباني وريجان وزوجها دوق كورنول.
وجمع الملك كل رجال الدولة الذين كانوا موجودين بالقصر وتنازل أمامهم عن تاجه لابنتيه الكبرى و الوسطي كما تنازل
لهما عن جميع سلطاته في الحكم على أن يحتفظ لنفسه فقط بلقب الملك وبحقه في أن يقيم طوال حياته لمدة شهر
بالتناوب في قصر كل من ابنتيه ومعه مائة من فرسانه.
أصيب النبلاء ورجال القصر بدهشة شديدة من تصرف الملك على هذا النحو الخاطئ وغير العاقل وحزنوا كثيرا لمصير
الابنة الصغرى كورديليا التي كانت أكثر صدقا من أختيها ومع ذلك فقد كان عليها أن تواجه هذا المصير التعس.. ولكن
أحدا من هؤلاء النبلاء لم يستطع أن يعترض على تصرف الملك فلزموا الصمت ولم ينطقوا بكلمة فيما عدا النبيل ايرل
كنت الذي كان أكثر النبلاء أخلاصا للملك فقد تجرأ ونطق ببعض كلمات طيبة في صالح كورديليا فغضب الملك وطلب منه
أن يسكت وإلا أمر بإعدامه.
لم يهتم ايرل كنت بتهديد الملك فواصل كلامه الطيب في نصح الملك الذي استشاط غضبا وأمر بطرد ايرل كنت من
القصر وبنفيه من البلاد كلها وأعطاه خمسة أيام ليرحل وإذا بقى في المملكة حتى اليوم السادس فسوف ينفذ فيه
حكم الإعدام.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر