أصدقاء الإنسان الدولية
(منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان)بمناسبة يوم الاسير الفلسطيني، 17 نيسان (أبريل) 2008،
وتخليداً لذكرى من قضوا ظلماً في غياهب السجونتقرير بعنوان:
الإعتقال الإداري التعسفي
"أداة لتعطيل نمو المجتمع الفلسطيني"أعد هذا التقرير مجموعة من الخبراء الحقوقيين:
فؤاد الخفش (باحث)، أسامة مقبول (محامي) وغسان عبيد (حقوقي)
يحتوي التقرير على شهادات كل من المعتقلين الإداريين التالية أسماؤهم:
د. غسان هرماس (مؤلف ومحاضر جامعي)، مصطفى شاور (مؤلف ومدرس جامعي)،
وليد الهودلي (مؤلف) ووليد حرب (كاتب وصحفي)
فيينا، 17 نيسان (أبريل) 2008
رقم الوثيقة: P/ME/206/08/Ar
تعريف
الاعتقال الإداري هو قرار الزج بالأسير خلف قضبان الأسر؛ الصادر عن الهيئات الإدارية الإسرائيلية ذات الصلة بالصراع الميداني مع الشعب الفلسطيني بكافة شرائحه، يقوم على أساس أن المتهم مدان حتى تثبت براءته، وهذه الصورة من الاعتقال لا تعتمد على تهمة مؤكدة أو إثباتات واضحة أو مدة محددة، بل تقوم على ذرائع علنية او سرية وهي الأغلب. يزج بالأسير في المعتقل دون محاكمة او معرفة سبب الإعتقال أو المدة التي ينبغي له تكبد عنائها في الأسر.
عرض تاريخي
يرجع تاريخ هذا الإجراء التعسفي (الإعتقال الإداري) في فلسطين المحتلة إلى سنة 1945، حين سنَّـته حكومة الإحتلال البريطاني، واعتقلت بموجبه عدداً من النشطاء الفلسطينيين، بدعوى احتجازهم بدون قضية لعدم وجود أدلة كافية تثبت الأنشطة التي اتهموا بالقيام بها. وقد ورثت سلطات الإحتلال الإسرائيلي عن السلطات البريطانية الكثير من وسائل القمع والتنكيل التي كانت تتبعها بحق الفلسطينيين.
وقد استخدم هذا القانون عدد من الدول الاستعمارية لمكافحة الناشطين من أجل حرية بلادهم وشعوبهم، غير أن العمل به قد توقف بعد انتهاء النشاط الاستعماري المباشر، وارتفاع راية حقوق الإنسان وحرية وكرامة المواطن في أرضه، ولم تبق جهة تطبقه على نطاق واسع إلى وقتنا الحاضر غير السلطات الإسرائيلية، وقد تفردت إسرائيل بين دول العالم في تطبيق الإعتقال الإداري بعد انتهاء الحكم العنصري في جنوب أفريقيا، غير أن السلطات في الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بتطبيق هذا النوع من الإعتقال بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر من العام 2001.
على الرغم من حرص الحكومة الإسرائيلية على إبقاء العمل بهذا القانون ساري المفعول، إلا أنها لم تستخدمه بصورة موسعة منذ عقد السبعينيات، إلا بعد اندلاع الإنتفاضة الفلسطينية في العام 1987، وكان يتم استخدامه على نطاق أضيق قبل ذلك والحكم على الأسرى بفترات قصيرة لا تزيد عن 6 أشهر، إلا في حالة المعتقل الفلسطيني علي عوض الجمال من جنين، والذي اتهم بقضية دون مثوله أمام محكمة، فقضى أحكاماً بلغت مدتها 6 سنوات وتسعة أشهر في الإعتقال الإداري، وقد جمدت السلطات الإسرائيلية العمل بهذه السياسة بإطلاق سراحه كآخر معتقل إداري في الثاني من آذار (مارس) من عام 1982.
وفي الرابع من آب (أغسطس) 1985 عادت السلطات الإسرائيلية لتطبيق الاعتقال الإداري من جديد، وذلك ضمن سياسة القبضة الحديدية في الأراضي المحتلة، ومع بدء الانتفاضة الفلسطينية في الثامن من كانون أول (ديسمبر) 1987، صعدت دوائر صنع القرار لدى سلطات الإحتلال من استخدامها لذلك الإجراء ولم تعد تكتفي بستة أشهر؛ وهي المدة المفترضة للاعتقال الإداري، بل خرجت بقرار يسمح للجهات المعنية بتجديد الاعتقال الإداري لأكثر من مرة، وليطرأ ارتفاع ملحوظ على عدد المعتقلين الإداريين، حيث بلغ عدد المعتقلين الإداريين حوالي عشرين ألف في الفترة ما بين عامي 1987 و 1994.
ومن أجل تسهيل عملية الاعتقال الإداري، أصدرت سلطات الإحتلال العديد من الأوامر العسكرية، كان منها الامر (1228) والصادر في السابع عشر من آذار (مارس) 1988، والذي أعطى صلاحية إصدار قرار التحويل للاعتقال الإداري لضباط وجنود أقل رتبة من قائد المنطقة، حيث تم على أثر ذلك افتتاح معتقل أنصار (3) في صحراء النقب، لاستيعاب أعداد كبيرة من المعتقلين خاصة الإداريين منهم.
بعد إغلاق معتقل النقب؛ إثر هدوء الإنتفاضة الأولى، تم نقل المعتقلين الإداريين إلى سجن مجدو، وعندما قام مستوطن إسرائيلي بارتكاب المجزرة في 25/2/1994 داخل المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، وقتل العشرات من الفلسطينيين خلال الصلاة، إزدادت وتيرة الإعتقال الإداري من جديد، حيث شهدت سجلاته من مكثوا قرابة الثلاث السنوات في الأسر بتهمة الخطر على الأمن.
خفت وتيرة هذا النوع من الإعتقال بعد عام 1998، إلى أن وصل عدد المعتقلين الإداريين في سجن مجدو عام 2000 الى (7) معتقلين فقط. ولكن ما أن بدأت أحداث إنتفاضة الأقصى في أواخر أيلول (سبتمبر) من العام نفسه، حتى عادت هذه السياسة الجائرة لتطفو على السطح من جديد، ويبلغ عدد الأسرى الإداريين منذ ذلك الحين في بعض الفترات ما يقارب 1500 معتقل، أمضى بعضهم 5 سنوات كاملة في الأسر قبل الإفراج عنهم.
وقد أصدرت سلطات الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى قرابة 18 ألف قرار اعتقال إداري بحق أسرى فلسطينيين، وتشير الإحصائيات الأخيرة أن عدد الرازحين تحت وطأة هذا الإجراء يقدر بحوالي 1000 معتقل موزعين على سجون النقب ومجدو ورامون وعوفر. ومثال ذلك الفترة الواقعة بين شهري آب (8/2007) وشباط (2/2008)، فقد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة الاعتقال الإداري حتى وصلت الأوامر والتمديدات المتعلقة به خلالها إلى 1374 أمرا.
الإعتقال الإداري .. لماذا
تميزت حملات الاعتقال الإداري خلال الانتفاضة الأولى بميزتين اثنتين:
1. كثرة عدد المعتقلين الإداريين، فقد زاد عددهم على 5000 معتقل في فترة زمنية واحدة.
2. طول الفترة الزمنية التي حُكم بها شريحة من المعتقلين بلغ عددهم المئات، حيث قضى كل من وليد خالد ورائد قادري ومجدي الشروف ستين شهراً، وقضى عشرات آخرون أكثر من أربع سنوات، ومئات قضوا عاماً وعامين وثلاث أعوام دفعة واحدة، وآخرون قضوا ما يقرب من 8 سنوات متقطعة، وتم تحويل معتقلين آخرين بعد أن قضوا أحكامهم على قضايا اتهموا بها إلى الاعتقال الإداري، كان من أبرزهم صلاح شحادة الذي قضى سنة من الاعتقال الإداري بعد محكوميته التي دامت 10 سنوات، وصالح العاروري الذي قضى خمس سنوات في الأسر الاداري بعد عشر مثلها في الحكم.
وفي تقديرنا إن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تلجأ إلى سلاح الاعتقال الإداري في حالات منها:
1) يشكل هذا الاعتقال بديلاً عن عقوبة السجن في الحالات التي لا تملك أجهزة الأمن الإسرائيلية مواد الإدانة، وترغب في الوقت نفسه بمعاقبة أصحاب هذه الحالات.
2) غالباً ما يكون سبب احتجاز المعتقلين الفلسطينيين رهن الاعتقال الإداري بسبب وشايات لا ترغب المخابرات الإسرائيلية بكشف أصحابها، الأمر الذي قد يحصل لو وجهت لهؤلاء المعتقلين التهم التي تدور حولها الوشايات.
3) رغبتها في تغييب فلسطينيين ترى أن لديهم قدرات عالية، أو أنهم يمثلون خطراً على أمن الدولة في مرحلة صعبة، ولا تتوفر لدى تلك الأجهزة مواد تصلح لإدانتهم.
4) تعمد إصابة المعتقل الفلسطيني بحالة من الإرباك والإحباط بكثرة الاعتقالات والتمديدات، الأمر الذي سينعكس على نشاطه خارج المعتقل حين خروجه.
5) مضاعفة الأذى والضرر الاقتصادي للمعتقلين الفلسطينيين وعائلاتهم.
6) أسباب سياسية، ومثالها: حملة الاعتقالات الكبيرة التي طالت الآف الفلسطينيين إثر اقتحام مناطق الحكم الذاتي منذ أواسط شهر آذار 2002، حيث كان احتجاز هذا العدد الكبير من المحكومين إدارياً بغرض:
§ إرضاء الشارع الإسرائيلي وإقناعه بجدوى الحملة العسكرية ضد الفلسطينيين ونجاح خطة السور الواقي.
§ اتخاذ المعتقلين وسيلة ضغط وورقة رابحة بيد الحكومة تستخدمها عند بدء أي مفاوضات مع الجانب الفلسطيني.
الاعتقال الإداري .. كيف
ينفذ الإعتقال الإداري بأمر من قائد المنطقة العسكري التي يتبع لها الأسير، وصيغته كما يلي:
"بصفتي قائد منطقة ... أصدر أمر اعتقال إداري بحق ... رقم هوية ... المولود سنة ... مكان الإقامة ... لكونه نشيط ... ويشكل خطرا على أمن المنطقة، وبهذا يتم اعتقاله إدارياً في سجن ... من يوم ... حتى يوم ..."
صيغه جاهزة بحاجه إلى تعبئة الفراغات، هي التي يُعذب من خلالها الأسرى الإداريون. بموجب هذه الورقة وهذه الكلمات، يتم تحويل النشطاء الفلسطينيين إلى الاعتقال الاداري لينضموا إلى عشرات الآلاف من المعتقلين الذين رزحوا تحت نير هذا الإجراء الإحتلالي الظالم .
الإعتقال الإداري غول يطارد الفلسطينيين
وسيف مسلط على رقاب المتعلمين
(منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان)بمناسبة يوم الاسير الفلسطيني، 17 نيسان (أبريل) 2008،
وتخليداً لذكرى من قضوا ظلماً في غياهب السجونتقرير بعنوان:
الإعتقال الإداري التعسفي
"أداة لتعطيل نمو المجتمع الفلسطيني"أعد هذا التقرير مجموعة من الخبراء الحقوقيين:
فؤاد الخفش (باحث)، أسامة مقبول (محامي) وغسان عبيد (حقوقي)
يحتوي التقرير على شهادات كل من المعتقلين الإداريين التالية أسماؤهم:
د. غسان هرماس (مؤلف ومحاضر جامعي)، مصطفى شاور (مؤلف ومدرس جامعي)،
وليد الهودلي (مؤلف) ووليد حرب (كاتب وصحفي)
فيينا، 17 نيسان (أبريل) 2008
رقم الوثيقة: P/ME/206/08/Ar
تعريف
الاعتقال الإداري هو قرار الزج بالأسير خلف قضبان الأسر؛ الصادر عن الهيئات الإدارية الإسرائيلية ذات الصلة بالصراع الميداني مع الشعب الفلسطيني بكافة شرائحه، يقوم على أساس أن المتهم مدان حتى تثبت براءته، وهذه الصورة من الاعتقال لا تعتمد على تهمة مؤكدة أو إثباتات واضحة أو مدة محددة، بل تقوم على ذرائع علنية او سرية وهي الأغلب. يزج بالأسير في المعتقل دون محاكمة او معرفة سبب الإعتقال أو المدة التي ينبغي له تكبد عنائها في الأسر.
عرض تاريخي
يرجع تاريخ هذا الإجراء التعسفي (الإعتقال الإداري) في فلسطين المحتلة إلى سنة 1945، حين سنَّـته حكومة الإحتلال البريطاني، واعتقلت بموجبه عدداً من النشطاء الفلسطينيين، بدعوى احتجازهم بدون قضية لعدم وجود أدلة كافية تثبت الأنشطة التي اتهموا بالقيام بها. وقد ورثت سلطات الإحتلال الإسرائيلي عن السلطات البريطانية الكثير من وسائل القمع والتنكيل التي كانت تتبعها بحق الفلسطينيين.
وقد استخدم هذا القانون عدد من الدول الاستعمارية لمكافحة الناشطين من أجل حرية بلادهم وشعوبهم، غير أن العمل به قد توقف بعد انتهاء النشاط الاستعماري المباشر، وارتفاع راية حقوق الإنسان وحرية وكرامة المواطن في أرضه، ولم تبق جهة تطبقه على نطاق واسع إلى وقتنا الحاضر غير السلطات الإسرائيلية، وقد تفردت إسرائيل بين دول العالم في تطبيق الإعتقال الإداري بعد انتهاء الحكم العنصري في جنوب أفريقيا، غير أن السلطات في الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بتطبيق هذا النوع من الإعتقال بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر من العام 2001.
على الرغم من حرص الحكومة الإسرائيلية على إبقاء العمل بهذا القانون ساري المفعول، إلا أنها لم تستخدمه بصورة موسعة منذ عقد السبعينيات، إلا بعد اندلاع الإنتفاضة الفلسطينية في العام 1987، وكان يتم استخدامه على نطاق أضيق قبل ذلك والحكم على الأسرى بفترات قصيرة لا تزيد عن 6 أشهر، إلا في حالة المعتقل الفلسطيني علي عوض الجمال من جنين، والذي اتهم بقضية دون مثوله أمام محكمة، فقضى أحكاماً بلغت مدتها 6 سنوات وتسعة أشهر في الإعتقال الإداري، وقد جمدت السلطات الإسرائيلية العمل بهذه السياسة بإطلاق سراحه كآخر معتقل إداري في الثاني من آذار (مارس) من عام 1982.
وفي الرابع من آب (أغسطس) 1985 عادت السلطات الإسرائيلية لتطبيق الاعتقال الإداري من جديد، وذلك ضمن سياسة القبضة الحديدية في الأراضي المحتلة، ومع بدء الانتفاضة الفلسطينية في الثامن من كانون أول (ديسمبر) 1987، صعدت دوائر صنع القرار لدى سلطات الإحتلال من استخدامها لذلك الإجراء ولم تعد تكتفي بستة أشهر؛ وهي المدة المفترضة للاعتقال الإداري، بل خرجت بقرار يسمح للجهات المعنية بتجديد الاعتقال الإداري لأكثر من مرة، وليطرأ ارتفاع ملحوظ على عدد المعتقلين الإداريين، حيث بلغ عدد المعتقلين الإداريين حوالي عشرين ألف في الفترة ما بين عامي 1987 و 1994.
ومن أجل تسهيل عملية الاعتقال الإداري، أصدرت سلطات الإحتلال العديد من الأوامر العسكرية، كان منها الامر (1228) والصادر في السابع عشر من آذار (مارس) 1988، والذي أعطى صلاحية إصدار قرار التحويل للاعتقال الإداري لضباط وجنود أقل رتبة من قائد المنطقة، حيث تم على أثر ذلك افتتاح معتقل أنصار (3) في صحراء النقب، لاستيعاب أعداد كبيرة من المعتقلين خاصة الإداريين منهم.
بعد إغلاق معتقل النقب؛ إثر هدوء الإنتفاضة الأولى، تم نقل المعتقلين الإداريين إلى سجن مجدو، وعندما قام مستوطن إسرائيلي بارتكاب المجزرة في 25/2/1994 داخل المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، وقتل العشرات من الفلسطينيين خلال الصلاة، إزدادت وتيرة الإعتقال الإداري من جديد، حيث شهدت سجلاته من مكثوا قرابة الثلاث السنوات في الأسر بتهمة الخطر على الأمن.
خفت وتيرة هذا النوع من الإعتقال بعد عام 1998، إلى أن وصل عدد المعتقلين الإداريين في سجن مجدو عام 2000 الى (7) معتقلين فقط. ولكن ما أن بدأت أحداث إنتفاضة الأقصى في أواخر أيلول (سبتمبر) من العام نفسه، حتى عادت هذه السياسة الجائرة لتطفو على السطح من جديد، ويبلغ عدد الأسرى الإداريين منذ ذلك الحين في بعض الفترات ما يقارب 1500 معتقل، أمضى بعضهم 5 سنوات كاملة في الأسر قبل الإفراج عنهم.
وقد أصدرت سلطات الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى قرابة 18 ألف قرار اعتقال إداري بحق أسرى فلسطينيين، وتشير الإحصائيات الأخيرة أن عدد الرازحين تحت وطأة هذا الإجراء يقدر بحوالي 1000 معتقل موزعين على سجون النقب ومجدو ورامون وعوفر. ومثال ذلك الفترة الواقعة بين شهري آب (8/2007) وشباط (2/2008)، فقد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة الاعتقال الإداري حتى وصلت الأوامر والتمديدات المتعلقة به خلالها إلى 1374 أمرا.
الإعتقال الإداري .. لماذا
تميزت حملات الاعتقال الإداري خلال الانتفاضة الأولى بميزتين اثنتين:
1. كثرة عدد المعتقلين الإداريين، فقد زاد عددهم على 5000 معتقل في فترة زمنية واحدة.
2. طول الفترة الزمنية التي حُكم بها شريحة من المعتقلين بلغ عددهم المئات، حيث قضى كل من وليد خالد ورائد قادري ومجدي الشروف ستين شهراً، وقضى عشرات آخرون أكثر من أربع سنوات، ومئات قضوا عاماً وعامين وثلاث أعوام دفعة واحدة، وآخرون قضوا ما يقرب من 8 سنوات متقطعة، وتم تحويل معتقلين آخرين بعد أن قضوا أحكامهم على قضايا اتهموا بها إلى الاعتقال الإداري، كان من أبرزهم صلاح شحادة الذي قضى سنة من الاعتقال الإداري بعد محكوميته التي دامت 10 سنوات، وصالح العاروري الذي قضى خمس سنوات في الأسر الاداري بعد عشر مثلها في الحكم.
وفي تقديرنا إن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تلجأ إلى سلاح الاعتقال الإداري في حالات منها:
1) يشكل هذا الاعتقال بديلاً عن عقوبة السجن في الحالات التي لا تملك أجهزة الأمن الإسرائيلية مواد الإدانة، وترغب في الوقت نفسه بمعاقبة أصحاب هذه الحالات.
2) غالباً ما يكون سبب احتجاز المعتقلين الفلسطينيين رهن الاعتقال الإداري بسبب وشايات لا ترغب المخابرات الإسرائيلية بكشف أصحابها، الأمر الذي قد يحصل لو وجهت لهؤلاء المعتقلين التهم التي تدور حولها الوشايات.
3) رغبتها في تغييب فلسطينيين ترى أن لديهم قدرات عالية، أو أنهم يمثلون خطراً على أمن الدولة في مرحلة صعبة، ولا تتوفر لدى تلك الأجهزة مواد تصلح لإدانتهم.
4) تعمد إصابة المعتقل الفلسطيني بحالة من الإرباك والإحباط بكثرة الاعتقالات والتمديدات، الأمر الذي سينعكس على نشاطه خارج المعتقل حين خروجه.
5) مضاعفة الأذى والضرر الاقتصادي للمعتقلين الفلسطينيين وعائلاتهم.
6) أسباب سياسية، ومثالها: حملة الاعتقالات الكبيرة التي طالت الآف الفلسطينيين إثر اقتحام مناطق الحكم الذاتي منذ أواسط شهر آذار 2002، حيث كان احتجاز هذا العدد الكبير من المحكومين إدارياً بغرض:
§ إرضاء الشارع الإسرائيلي وإقناعه بجدوى الحملة العسكرية ضد الفلسطينيين ونجاح خطة السور الواقي.
§ اتخاذ المعتقلين وسيلة ضغط وورقة رابحة بيد الحكومة تستخدمها عند بدء أي مفاوضات مع الجانب الفلسطيني.
الاعتقال الإداري .. كيف
ينفذ الإعتقال الإداري بأمر من قائد المنطقة العسكري التي يتبع لها الأسير، وصيغته كما يلي:
"بصفتي قائد منطقة ... أصدر أمر اعتقال إداري بحق ... رقم هوية ... المولود سنة ... مكان الإقامة ... لكونه نشيط ... ويشكل خطرا على أمن المنطقة، وبهذا يتم اعتقاله إدارياً في سجن ... من يوم ... حتى يوم ..."
صيغه جاهزة بحاجه إلى تعبئة الفراغات، هي التي يُعذب من خلالها الأسرى الإداريون. بموجب هذه الورقة وهذه الكلمات، يتم تحويل النشطاء الفلسطينيين إلى الاعتقال الاداري لينضموا إلى عشرات الآلاف من المعتقلين الذين رزحوا تحت نير هذا الإجراء الإحتلالي الظالم .
الإعتقال الإداري غول يطارد الفلسطينيين
وسيف مسلط على رقاب المتعلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر