أوراق خاصة من حياة الفنان التشكيلي الفلسطيني "إسماعيل شموط"
( 1930 – 2006)
أعدها عبد الله أبو راشد*
خاص مؤسسة فلسطين للثقافة
ست وسبعون عاماً هي المسافة الزمنية المُتاحة في رحلة العمر العابرة التي قادت يوميات الفنان التشكيلي الفلسطيني (إسماعيل عبد القادر شموط)، جامعة للولادة السعيدة في ثرى فلسطين والنهاية الحزينة جسداً مُسجى في حضرة الموت فوق سرير المرض في أحد مستشفيات ألمانيا مساء اليوم الثالث من تموز 2006، موتاً في مجاهل الغربة والاغتراب بعيداً عن وطن مُشتهى وتربة طهور دنسها العدوان الصهيوني ولفها الصمت العربي في صكوك اعترافات علنية وسرية متبادلة مع كيان عنصري يقتل أبنائنا وأجيالنا ويدمر ما تبقى من بيوت وأرض وذاكرة وفن ومُقاومة في الضفة وقطاع غزة.
لوحة شخصية بريشة الفنان إسماعيل شموط
ولد الفنان إسماعيل شموط" في مدينة اللد الفلسطينية يوم الثاني من آذار عام 1930 من عائلة فلسطينية متدينة ومتوسطة الحال لأسرة مؤلفة من والدين وسبعة أخوة، حيث عمل والده وأخواه اللذان يكبرانه سناً بتجارة الفواكه والخضار في فلسطين. تلقي دروسه التعليمية الأولى في مدرسة البلدة الابتدائية وبرزت مواهبه وميوله الفنية منذ السنة الابتدائية الأولى التي وجدت كل الرعاية من أستاذه معلم الرسم والأشغال الفنية الفنان "داود زلاطيمو" الذي علمه أصول وقواعد الرسم بأقلام الرصاص والأحبار الصينية والألوان المائية والطباشير، ومزاولة هواية النحت على أحجار الحوّار الكلسي، في الوقت الذي لم تلق مواهبه أي اهتمام من والده لاعتبارات تحريم دينية.
لوحة شموس نيسان للفنان الفلسطيني إسماعيل شموط
أول مُشاركة فنية له من خلال المعرض المدرسي السنوي وهو في سن الرابعة عشر من عمره في لوحات فنية مُثيرة للجدل والإعجاب والحيرى والتي لاقت اهتماما لافتاً من مفتش الفنون الإنكليزي " ستيوارت" ومدير دائرة المعارف الإنكليزي في سلطة الانتداب البريطاني "بومان" الذي أوصى بإيفاده للدراسة بمدرسة الصناعة المتخصصة بميادين الرسم الصناعي والأشغال الفنية بمدينة حيفا. بعد محاولات مد وجذر مع والده وجلسات محاورة وإقناع في أهمية الفنون ونوعية الرسوم التي يرسمها المتصلة بمواضيع زخرفة جمالية ومناظر طبيعية والبعيدة عن تصوير الأشخاص، والمُبتعدة عن تصوير المُحرمات الساكنة في معتقدات والده والتي تُدر عليه ربحاً وكسباً مادياً ونجاحه في نهاية المطاف بإقناعه ومُزاولة هوايته في ميادين الرسم والفن كمهنة.
لوحة فلسطين الأرض المصلوبة للفنان الفلسطيني إسماعيل شموط
لكن نُذر النكبة ورياحها القاتلة قادته وأسرته عقب نكبة فلسطين عام 1948 لنصب خيام اللجوء في مخيم خان يونس كسائر الأسر الفلسطينية المُشردة داخل أسوار الوطن الفلسطيني، حيث عمل بائعاً متجولاً لمدة عام ثم سنحت له الفرصة للعمل كمدرس للفنون والأشغال الفنية في مدارس وكالة الإغاثة الدولية "الأونروا"، وأعادت لذاكرته ومواهبه الروح والعمل وإنتاج لوحات مُعبرة عن واقع اللجوء الجديد ورسم معاناة سكنى الخيام.
لوحة سوف نعود للفنان الفلسطيني إسماعيل شموط
أقام أول معرض فردي لأعماله في مدرسة خان يونس الحكومية عام 1550، وإحاطته بمجموعة من المُشجعين دفعه لمتابعة الدراسة الأكاديمية في ( القسم الحر) بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة كأول طالب فلسطيني دارس على نفقته لفنون الرسم والتصوير. درس الفن على أيدي فنانين مصرين كبار أمثال "أحمد صبري، حسين أمين بيكار، حسني البناني، يوسف كامل" وغيرهم. وأباح له قسم الرسم الحر العمل المهني الارتزاقي خارج أوقات الدوام وكسب مصاريف الدراسة عن طريق رسم أفيشات سينما ومناظر طبيعية وصور أشخاص وسواها، زاده ذلك خبرة وجعله يخرج عن الأنماط الأكاديمية الكلاسيكية الجبرية للطلاب النظاميين، مما أعطاه حيوية وحركة وحرية في تحوير شخوصه ونماذجه من هيئتها المصرية النمطية إلى كسوتها الفنية والجمالية بملامح فلسطينية مشدودة نحو المخيم وأماكن اللجوء والحنين لوطن مستلب ومفقود.
لوحة النساء في الانتفاضة للفنان الفلسطيني إسماعيل شموط
يتـــــــــــــــــــــــــــــــبع
( 1930 – 2006)
أعدها عبد الله أبو راشد*
خاص مؤسسة فلسطين للثقافة
ست وسبعون عاماً هي المسافة الزمنية المُتاحة في رحلة العمر العابرة التي قادت يوميات الفنان التشكيلي الفلسطيني (إسماعيل عبد القادر شموط)، جامعة للولادة السعيدة في ثرى فلسطين والنهاية الحزينة جسداً مُسجى في حضرة الموت فوق سرير المرض في أحد مستشفيات ألمانيا مساء اليوم الثالث من تموز 2006، موتاً في مجاهل الغربة والاغتراب بعيداً عن وطن مُشتهى وتربة طهور دنسها العدوان الصهيوني ولفها الصمت العربي في صكوك اعترافات علنية وسرية متبادلة مع كيان عنصري يقتل أبنائنا وأجيالنا ويدمر ما تبقى من بيوت وأرض وذاكرة وفن ومُقاومة في الضفة وقطاع غزة.
لوحة شخصية بريشة الفنان إسماعيل شموط
ولد الفنان إسماعيل شموط" في مدينة اللد الفلسطينية يوم الثاني من آذار عام 1930 من عائلة فلسطينية متدينة ومتوسطة الحال لأسرة مؤلفة من والدين وسبعة أخوة، حيث عمل والده وأخواه اللذان يكبرانه سناً بتجارة الفواكه والخضار في فلسطين. تلقي دروسه التعليمية الأولى في مدرسة البلدة الابتدائية وبرزت مواهبه وميوله الفنية منذ السنة الابتدائية الأولى التي وجدت كل الرعاية من أستاذه معلم الرسم والأشغال الفنية الفنان "داود زلاطيمو" الذي علمه أصول وقواعد الرسم بأقلام الرصاص والأحبار الصينية والألوان المائية والطباشير، ومزاولة هواية النحت على أحجار الحوّار الكلسي، في الوقت الذي لم تلق مواهبه أي اهتمام من والده لاعتبارات تحريم دينية.
لوحة شموس نيسان للفنان الفلسطيني إسماعيل شموط
أول مُشاركة فنية له من خلال المعرض المدرسي السنوي وهو في سن الرابعة عشر من عمره في لوحات فنية مُثيرة للجدل والإعجاب والحيرى والتي لاقت اهتماما لافتاً من مفتش الفنون الإنكليزي " ستيوارت" ومدير دائرة المعارف الإنكليزي في سلطة الانتداب البريطاني "بومان" الذي أوصى بإيفاده للدراسة بمدرسة الصناعة المتخصصة بميادين الرسم الصناعي والأشغال الفنية بمدينة حيفا. بعد محاولات مد وجذر مع والده وجلسات محاورة وإقناع في أهمية الفنون ونوعية الرسوم التي يرسمها المتصلة بمواضيع زخرفة جمالية ومناظر طبيعية والبعيدة عن تصوير الأشخاص، والمُبتعدة عن تصوير المُحرمات الساكنة في معتقدات والده والتي تُدر عليه ربحاً وكسباً مادياً ونجاحه في نهاية المطاف بإقناعه ومُزاولة هوايته في ميادين الرسم والفن كمهنة.
لوحة فلسطين الأرض المصلوبة للفنان الفلسطيني إسماعيل شموط
لكن نُذر النكبة ورياحها القاتلة قادته وأسرته عقب نكبة فلسطين عام 1948 لنصب خيام اللجوء في مخيم خان يونس كسائر الأسر الفلسطينية المُشردة داخل أسوار الوطن الفلسطيني، حيث عمل بائعاً متجولاً لمدة عام ثم سنحت له الفرصة للعمل كمدرس للفنون والأشغال الفنية في مدارس وكالة الإغاثة الدولية "الأونروا"، وأعادت لذاكرته ومواهبه الروح والعمل وإنتاج لوحات مُعبرة عن واقع اللجوء الجديد ورسم معاناة سكنى الخيام.
لوحة سوف نعود للفنان الفلسطيني إسماعيل شموط
أقام أول معرض فردي لأعماله في مدرسة خان يونس الحكومية عام 1550، وإحاطته بمجموعة من المُشجعين دفعه لمتابعة الدراسة الأكاديمية في ( القسم الحر) بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة كأول طالب فلسطيني دارس على نفقته لفنون الرسم والتصوير. درس الفن على أيدي فنانين مصرين كبار أمثال "أحمد صبري، حسين أمين بيكار، حسني البناني، يوسف كامل" وغيرهم. وأباح له قسم الرسم الحر العمل المهني الارتزاقي خارج أوقات الدوام وكسب مصاريف الدراسة عن طريق رسم أفيشات سينما ومناظر طبيعية وصور أشخاص وسواها، زاده ذلك خبرة وجعله يخرج عن الأنماط الأكاديمية الكلاسيكية الجبرية للطلاب النظاميين، مما أعطاه حيوية وحركة وحرية في تحوير شخوصه ونماذجه من هيئتها المصرية النمطية إلى كسوتها الفنية والجمالية بملامح فلسطينية مشدودة نحو المخيم وأماكن اللجوء والحنين لوطن مستلب ومفقود.
لوحة النساء في الانتفاضة للفنان الفلسطيني إسماعيل شموط
يتـــــــــــــــــــــــــــــــبع
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر