اشتهر الشيخ حسين، أثناء حياته بالحمية العربية والنزعة الوطنية، ذات الصمحترم القومية إذ كان يقول دائماً لوجهاء القبائل وزعماء العشائر في مختلف المجالس وشتى اللقاءات: أن فلسطين كانت قبل الإنجليز والأتراك وطن القبائل العربية، ومستقر عشائرها، وسوف تظل كذلك إلى الأبد إن شاء الله.
ويروى عنه قوله المشهور : ( إن فلسطين هي مهد الديانات ومهبط الرسالات، ولهذا فإني أعتقد أنها محرمة على جميع أحفاد قتلة الأنبياء من أولئك الصهاينة الدخلاء ).
ولد الشيخ حسين في مدينة ( بئر السبع ) نحو عام خمسة وثمانين وثمانمائة وألف ( 1885) في بيت أعرق من بيوتات العرب الأقحاح، ويقال إن نسبه من قبل أمه يتصل بأحد ملوك الفساسنة من آل جفنة، الذين كانوا يتخذون مدينة بصرى في بلاد الشام مقراً لملكهم أيام دولة الرومان.
أما نسبه من قبل أبيه فإنه ينتهي باتفاق النسابين إلى بطن من بطون قبيلة بني تميم، وكان والده رحمه الله الشيخ أحمد بن إبراهيم عظيم الشأن في قومه، رفيع المنزلة بينهم، وكانت جميع قبائل النقب وعشائر بئر السبع تدين له بالطاعة والولاء.
وقد عنى الشيخ أحمد بتربية ابنه حسين تربية دينية ونشأه تنشئة وطنية، فكان يجلب إليه العلماء والأدباء من جميع الأنحاء ليعلموه ويثقفوه من الناحيتين الدينية واللغوية ون ثم أضحى الشيخ حسين أحد فقهاء الشافعية المرموقين وعلماً من أعلام اللغة النابهين.
فلما توفى والده الشيخ أحمد بن إبراهيم نصبه زعماء القبائل ورؤساء العشائر شيخاً لهم خلفاً لأبيه. وفي سنة 1924 أصدر المندوب السامي بناء على رأي المجلس الإسلامي الفلسطيني الأعلى، قراراً بتعيين الشيخ حسين رئيساً لمجلس قضاء العشائر في كل من النقب الأوسط والجنوبي وقضاء بئر السبع.
وفي سنة 1928 كان الشيخ حسين أول الداعين إلى المؤتمر العربي الفلسطيني الذي انعقد في بلدة بيت جبرين في شهر آب ( أغسطس ) من السنة المذكورة وقد شهد هذا المؤتمر ممثلون عن جميع الألوية والأقضية في فلسطين.
في عام 1929 حشد الشيخ حسين من شباب القبائل ورجال العشائر نحو خمسمائة وألف مقاتل وقد سلحهم جميعاً من ماله الخاص فهاجم بهم أثناء ثورة تلك السنة وشرقها وفي كل أنحاء النقب وكان الإنجليز قد عرفوا أمره وسمعوا خبره ولكنهم لم يستطيعوا أن يأسروه أو يسجنوه خوفاً من القبائل والعشائر العربية التي كانت تلتف حوله وتحيط به من أعماق القلوب بالحب والتقدير.
وفي أخريات آب ( أغسطس ) من السنة المذكورة خرج الشيخ حسين من مدينة بئر السبع على رأس جماعة من المجاهدين لاعتراض قافلة إنجليزية كانت قادمة لنجدة صهاينة أكفار عصيون بالقرب من مدينة الخليل.
وقد التقى بهم الشيخ حسين علي مقربة من بيت جبرين، وهناك دارت بين الفريقين معركة وصفها الذين شاهدوها أو كانوا منها عن كثب بالضراوة والعنف الشديد.
وقد استطاع الشيخ حسين رغم قلة من كانوا معه في العدد وضعفهم في العدة أن ينتصروا على جنود الإنكليز الذين كانوا يتفوقون عليهم عدة وعددا.
وفي أوائل أيلول ( سبتمبر ) من ذلك العام نفسه خاض الشيخ حسين معركة حامية الوطيس ضد المستعمرات الصهاينة في جنوب النقب، وكاد النصر أن يكون حليفه لولا أن أحاط به عساكر البريطانيين الذين جاءوا لنجدة الصهاينة من جهة وادي عربة وناحية غورة وقد ظل الشيخ حسين يقاوم الإنجليز مدة عشر ساعات حتى نفد ما لديه من ذخيرة وقد طالبه قائد القوات البريطانية بالتسليم ولكنه أبى إلا الاستشهاد حيث انقض على ذلك القائد نفسه بخنجره فطعنه عدة طعنات فقضى عليه.
وعندئذ صوب أحد جنود الإنكليز بندقيته إلى الشيخ حسين فأصابه إصابات قاتلة فخر على أثرها فوق ثرى فلسطين المقدس ودمه الزكي يتفجر من رأسه وصدره وفخذه ثم انتقلت إلى جوار ربه من الشهداء الخالدين.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر