قلم: هاني حبيب لم أمنع نفسي من أن أتذكر، وأنا أشاهد الشيخ عبد اللطيف موسى يلقي بيانه الاول حول قيام إمارته الإسلامية، ما سبق وشاهدناه عن اعلان دولة العراق الإسلامية من قبل احد الفصائل العراقية الإسلامية، وقد توج اعلانه هذا، بمسيرة عسكرية صاخبة في احدى المدن القريبة من الحدود العراقية مع سورية، بالطبع لم نعد نسمع عن تلك الدولة - الإمارة اي شيء، وسرحت في ذاكرتي، عندما اصبح أهالي غزة ذات يوم، دون تمثال الجندي المجهول، بعد أن تم تدميره والانتقام من تاريخ يشهد عليه هذا التمثال الذي يشير بإصبعه الى فلسطين المحتلة العام 8491، وتذكرنا مشهد "القاعدة" وهي تحتفي بتدمير تمثال بوذا في أفغانستان، ولا نزال نسمع عن دعوات سلفية لتدمير تمثال خوفو في أهرامات القاهرة. شريط من مثل هذه اللقطات مر بخاطري وأنا أشاهد الشيخ عبد اللطيف موسى وهو يعلن عن قيام إمارته وسط ثلة من حراسه المدججين بالسلاح، من جامع احتلته جماعته "أنصار جند الله" في مدينة رفح، هذا الشيخ اعتقد ان الأوان قد حان لمثل هذا الاعلان، بعد استعراض عسكري هستيري، قام به بعض أتباعه، عندما نظمت عملية عسكرية على الشريط الحدودي الفاصل مع اسرائيل، وهم على ظهور الجياد، وكانت فاشلة بكل المقاييس، لكنها كانت ناجحة للإعلان الضمني عن نشاط هذه المجموعة التي انضمت الى "موضة" التمسح بالإسلام، ولم تكن هذه العملية التي تنم عن عقلية هوجاء إلا تغطية على سلوك هذه المجموعة العدواني ضد الجمهور الفلسطيني في قطاع غزة، وهناك شريط من عمليات تدمير لمحلات ومقاهي الإنترنت، والكوافير، والمقاهي، وجاءت تلك العملية كي تشير هذه المجموعة الى ان عملها يمتد ايضاً الى الكيان الصهيوني لتبرير المزيد من عمليات الدهم والتدمير والإخلال بالمجتمع الفلسطيني في قطاع غزة. وقد وصف احد المسؤولين في "حماس"، عمل هذا الشيخ بالقول ان به "لوثة" لكن جميع من عرفوه يشيرون الى حسن سمعته كأحد رجال الإصلاح والخير، لكننا مع ذلك لا بد من أن نتجرأ على القول، ان الإقدام على ما فعله الشيخ عبد اللطيف موسى، لا يشير الى رجاحة عقل، فليس لعاقل ان يعتقد ان هناك أية فرصة لنجاح إمارته في ظل الوضع القائم في غزة، كما ان وصفه لحركة حماس بالعلمانية فيه تجن واضح، على "حماس" كما على العلمانية، فالأولى لا تزال تحاول اخضاع الجمهور الفلسطيني لفهمها الخاص بالإسلام، وهناك دعوات "لأسلمة المجتمع" وكأننا في غزة شعب كافر ملحد، وهناك اجراءات لفرض رؤيتها من خلال أزياء طالبات المدارس، ناهيك عن مجموعات ولجان "الفضيلة" التي تنطلق من اعتقاد ان الجمهور الفلسطيني في غزة، تعمه الرذيلة، ما استوجب دعوته الى فضيلة قد لا تبدأ بأطيعوا أولي الأمر، وقد لا تنتهي، بأزياء البحر للرجال وليس النساء فحسب، وليس بمسلسل ينتهي، إذ فرضت حركة حماس على المحاميات ايضاً أزياء خاصة وفقاً لتصوراتها، وهذا الشريط المحدود من الامثلة، لا يشير الى وسطية "حماس"، وبالضرورة لا يشير الى علمانيتها من قريب او بعيد، وهي تهمة تعتبرها حركة حماس الأكثر وبالاً من أية تهمة اخرى. تنفي مجموعة جند أنصار الله أية علاقة لها بالقاعدة، وقد يكون ذلك صحيحاً، إذ ان معظم المجموعات المشابهة في المنطقة العربية، أقدمت على عدة عمليات ذهب ضحيتها الأبرياء في مواجهة السلطات، ليتم قبولها في اطار القاعدة، ونعتقد ان مجموعة جند أنصار الله، كانت قد بدأت منذ وقت ليس بالقصير، بالعمل على نيل قبولها في اطار القاعدة، ولعل هذا ما أجبر حركة حماس على التحرك بسرعة في محاولة جادة لتصفيتها، إذ ان نجاحها في ذلك يوجه رسالة لمجموعات مشابهة الى "التعقل" ويوجه رسالة الى المجتمع الدولي ان حركة حماس هي السد المنيع أمام امتداد القاعدة في فلسطين وتحديداً في قطاع غزة. ولا شك ان كافة محاولات "تعديل" المجتمع الفلسطيني حسب أهواء هذا الطرف او ذاك جريمة كبرى، كان ينبغي ان لا يقبلها المجتمع ولا مؤسساته المدنية، الا ان سياسة الترهيب افضت الى التماشي وممالأة الامر الواقع، فأفكار الشيخ عبد اللطيف موسى وأتباعه لم تأت من فراغ، بل استولدتها "الحالة الغزاوية" التي تقوم على ثقافة تكفير كل ما هو مختلف او مخالف، وهي ظاهرة عامة تشمل كافة المجموعات والفصائل الإسلامية، وإن بحدود متفاوتة. كل ذلك لا يعني ان تصفية أنصار جند الله عن طريق عسكري أمني هو أمر مشروع، ورغم خلافنا الجوهري مع ما تحمله هذه المجموعات وغيرها من أفكار وأفعال، فإن ذلك لا يبرر ما أقدمت عليه حركة حماس، خاصة ان ذلك تم دون حضور الشهود، اي وسائل الإعلام، التي منعت من الاقتراب على مواقع العمليات او المستشفيات(!) وقد يكون المبرر لهذا الإجراء عدم تعريض الصحافيين والمراسلين للخطر، وهو مبرر مرفوض، الا اذا كانت الحرب على جند الله، اكثر قساوة من الحرب الاسرائيلية على غزة، عندما أدينت اسرائيل من قبلنا ومن قبل كل العالم الحر، على منع الصحافيين والمراسلين الاجانب من دخول قطاع غزة قبل وأثناء حربها الدموية على القطاع. ولا نعتقد ان المسألة قد حسمت مع جند أنصار الله، او مع غيرها من المجموعات المشابهة، ذلك ان شريط التثقيف والتعبئة المستمر منذ سنوات في اطار تلك "المجتمعات المغلقة" لا يمكن الا ان يستولد تلك الظواهر، التي قد تتشاحن وتتصارع مع بعضها البعض على أساس عقائدي ديني في الجوهر، إذ كل منها يحاول ان يطرح فهمه الخاص، باعتباره هو الفهم العام الذي ينبغي على المجتمع ان يرضخ له، بوسائل مختلفة باختلاف هذه الظواهر وباختلاف الظروف ايضاً، وبهذا المعنى، فإن هذا الصراع هو داخل التيارات الإسلامية اساساً، أما المجتمع الفلسطيني فهو اول ضحاياه. واذا كانت مجموعات جند أنصار الله، قد اتهمت حركة حماس، بأنها تحولت من الجهاد الى السلطة، فإن اقامة إمارة في ظل الاحتلال بشكل خاص، يعني اقامة سلطة تتطلب زعامات ونظام حكم وأدوات بطش وقمع، وهذا الامر يشمل معظم فصائل التيار الإسلامي، التي تتحول من التقرب الى الله.. الى التقرب للسلطة والاستيلاء عليها!!. www.hanihabib.com | |
تاريخ نشر المقال 19 آب 2009 |
4 مشترك
نهج الامارة
الباسل- مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية
- جنسيتك : فلسطينية
نقاط : 539
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 29/01/2009
- مساهمة رقم 1
نهج الامارة
فتحاوي- مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية
- نقاط : 111
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/02/2009
- مساهمة رقم 2
رد: نهج الامارة
اقتطفت بعض الفقرات من المقال مثل
ويوجه رسالة الى المجتمع الدولي ان حركة
حماس هي السد المنيع أمام امتداد القاعدة في فلسطين وتحديداً في قطاع غزة
هذه رسالة واضحة جدا بان حركة حماس هي الاقوى في تصفية من يقف في طريقها وايضا هي رسالة بان الحركة على استعداد للسير في ركب الولايات المتحدة حتى لو قصفت حماس المساجد...
منع الصحفيين هو لعدم ظهور حماس على حقيقتها ..فكانت حماس الاكثر بشاعة من الاحتلال في قصف المساجد
هذه الجماعات باعتقادي ستزداد في قطاع مثل قطاع غزة وافكار القتل التي بدأت في فلسطين سببها هي حماس فهي اول من رفعت البنذقية في وجه الفلسطيني وهي من تشوه الجثث وكلنا نتذكر الشهيد سميح المدهون
رحم الله شهداء فلسطين والخزي والعار للخونة والمرتدين
ويوجه رسالة الى المجتمع الدولي ان حركة
حماس هي السد المنيع أمام امتداد القاعدة في فلسطين وتحديداً في قطاع غزة
هذه رسالة واضحة جدا بان حركة حماس هي الاقوى في تصفية من يقف في طريقها وايضا هي رسالة بان الحركة على استعداد للسير في ركب الولايات المتحدة حتى لو قصفت حماس المساجد...
منع الصحفيين هو لعدم ظهور حماس على حقيقتها ..فكانت حماس الاكثر بشاعة من الاحتلال في قصف المساجد
هذه الجماعات باعتقادي ستزداد في قطاع مثل قطاع غزة وافكار القتل التي بدأت في فلسطين سببها هي حماس فهي اول من رفعت البنذقية في وجه الفلسطيني وهي من تشوه الجثث وكلنا نتذكر الشهيد سميح المدهون
رحم الله شهداء فلسطين والخزي والعار للخونة والمرتدين
عـائـــدون- Admin
- جنسيتك : فلسطينية
اعلام الدول :
رقم العضوية : 1
نقاط : 10504
السٌّمعَة : 11
تاريخ التسجيل : 23/01/2009
- مساهمة رقم 3
رد: نهج الامارة
سياسة القتل التي انتشرت في المجتمع الفلسطيني القتل الذي يعتمد على رأي سياسي هي سياسة مرفوضة واتفق مع بعض ما جاء به المقال واختلف في بعض
تحياتي الحر الباسل
تحياتي الحر الباسل
وديع- مشرف أجراس اخبارية
- جنسيتك : فلسطينية
اعلام الدول :
نقاط : 2258
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 12/02/2009
- مساهمة رقم 4
رد: نهج الامارة
هذا الامر يشمل معظم فصائل
التيار الإسلامي، التي تتحول من التقرب الى الله.. الى التقرب للسلطة
والاستيلاء عليها!!.
فصائل اسلامية بالاسم والفعل اهوج
التيار الإسلامي، التي تتحول من التقرب الى الله.. الى التقرب للسلطة
والاستيلاء عليها!!.
فصائل اسلامية بالاسم والفعل اهوج
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر