عاش الشعب الفلسطيني مشهد
التضحية والبطولة لأكثر من قرن وهو يواجه احتلالات من أنواع مختلفة،
وتحديات جمة هدفت إلى شطبه كشعب من على خارطة السياسة والجغرافيا، ولكنه
تمكن رغم ظروفه القاهرة أن يتحدى وأن يصمد وأن يبقى وبحضور صارخ إقليمياً
ودولياً، كل ذلك كان بفضل أبطال حقيقيين قاتلوا وتصدوا بكل بسالة وأُسروا
وعُذبوا واستشهدوا وجُرحوا، فقد أنتجت حالة الكفاح الطويل مئات الآلاف من
الأبطال الأفذاذ، وأعتقد وليس ذلك من باب التعصب لكوني فلسطينياً أنه ما
من شعب في العالم لديه ما لدينا من تاريخ نضالي فيه المعاناة حقيقية وكذلك
الألم والدم والبطولة،، ولا مجال هنا لاستعراض محطات النضال المريرة خلال
قرن من الزمان، لكن شعبنا كله وبلا استثناء قاتل ببسالة ولجأ لكل أشكال
النضال ومارسها بكفاءة عالية وباقتدار لافت، فمن النضال الجماهيري السلمي
إلى المرابطة والتشبث بالأرض وحمايتها، إلى المقاومة الفعالة بالقتال
والمواجهة العسكرية المباشرة.
ولو استعرضنا لائحة شهداء فلسطين
الطويلة جداً لوجدنا تنوعاً شاملاً في هؤلاء الأبطال، فمن مُتظاهر يهتف
بالحرية والاستقلال إلى أديب وشاعر كتب لفلسطين وحكى روايتها، إلى مزارع
يفلح أرضه ويُدافع عنها إلى أم تذود عن أبنائها شرور الأعداء.. إلى طالب
يرفع العلم لتحيا فلسطين إلى مقاتل يتشرَس في الدفاع عن كبرياء وكرامة
شعبه إلى شاب يرمي الأعداء بحجارته تعبيراً عن تحديه ورفضه لحياة العبودية
إلى عامل يكدح من أجل تربية وتعليم أبنائه..
استشهد أبناء فلسطين
من كل الطبقات وكل الفئات وكل الطوائف، وقد اخترت الشهداء كتعبير عن حالة
البطولة المكثفة، علماً بأن للبطولة معنى أشمل، فهناك العديد من القصص
البطولية لمواطنين لم تُكتب لهم الشهادة، وكانوا جزءاً من فصول الملحمة
البطولية التي ما زال شعبنا يخوض غمارها.
وعلى الرغم من كل ما
ذكرتُ لم يتمكن شعبنا حتى الآن من تحقيق هدفه الأساس المتمثل بإنهاء
الاحتلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وهناك من يقول أنَ تضحيات
وبطولات وكفاحية الشعب الفلسطيني كانت كافية لتحرير ثلاث بلدان وإقامة
ثلاث دول. ولكننا عملياً لم نُنجز مشروعنا التحرري بإطاره المتواضع الذي
تعاطى مع العوامل الإقليمية والدولية بدرجة عالية من الموضوعية والواقعية
السياسية، ليس هذا وحسب بل إنه بات ملحوظاً وبشكل صارخ أنَ الحركة الوطنية
الفلسطينية تعيش مرحلة صعبة وخطيرة، وهي أكثر من مجرَد حالة جزر عابرة
مرَت بها الثورة الفلسطينية وثورات أُخرى في العالم، مما يستدعي وقفة
تقييمية عميقة وشاملة لنضالنا الوطني بكل مراحله، وأنا ممَن يقولون بضرورة
القيام بعملية التقييم الشاملة، على أن تتجاوز النمطية القاتلة في التقييم
وفقاً لتقاليد العمل الفلسطيني العتيقة والمتقادمة، وعلى أن يتمَ ذلك
بمشاركة كل أبناء الشعب الفلسطيني داخل وخارج الوطن وأولئك المنخرطين
مباشرة في العمل السياسي، أو من الكفاءات الفلسطينية المُستنكفة عن
المشاركة بسبب تحفظاتها على طريقة إدارة مسيرة العمل الكفاحي الفلسطيني...
وإنَ من تعبيرات الأزمة العميقة التي تعيشها الحركة الوطنية الفلسطينية
عاملين رئيسيين هما:
أولاً: التحول الجوهري في الموقف الإسرائيلي
العام الشعبي والرسمي من القضية الفلسطينية، فالمجتمع الإسرائيلي انحرف
بشكل سريع نحو التطرف والعنصرية والأدلة والشواهد كثيرة... لسنا بمعرض
سردها.
أمَا على الصعيد الرسمي فنجد أنَ مواقف الحكومة والكنيست
تُمثل رجع صدى للمناخ الشعبي العام في إسرائيل، وصارت دولة الاحتلال تُقاد
فعلياً من المستوطنين وغُلاة المتطرفين، حتى أنَ إسرائيل لم تعد تتوقف
مطولاً أمام ردود الفعل الدولية، ولم تعد حريصة على الصورة التي سوَقت بها
نفسها للعالم باعتبارها دولة قانون ونظام وديمقراطية، فحتى هذه التمثيلية
لم تعد مهمة بالنسبة للدبلوماسية الإسرائيلية أو ماكنتها الإعلامية، فهذا
بوغي يعلون وزير التخطيط الاستراتيجي يقول في كتابه الأخير أنَ "القضية
الفلسطينية بدعة ونحن صدَقناها" وأنَ على إسرائيل أن تهتم بقضاياها
الرئيسية مثل الملف الإيراني وغيره، أما إيفيت ليبرمان وزير الخارجية،
فيقول أنَ القضية الفلسطينية يجب أن تُشطب من ملفات وزارة الخارجية،، وهذا
يُذكرنا بأقوال جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل في سنوات السبعينات حين
كانت تقول بعدم وجود شعب فلسطيني، وهذا ينقلنا إلى السياسات المُطبَقة على
الأرض في الآونة الأخيرة وتحديداً ما يجري في القدس من جرائم بحق المواطن
والمقدسات والأرض، وما يجري بشكل عام في الضفة الغربية من مصادرات للأراضي
وتعزيز للاستيطان، ثم يأتي سلوك المستوطنين الذين باتوا يبادرون باعتداءات
خطيرة على المواطنين بشكل يُذكر بظروف الحياة قبل النكبة وما واكب ذلك من
مجازر نُفذت بحق أبناء شعبنا، حيث أرى ما يجري الآن مُقدمات لما هو أخطر،
فنفس مصادر الثقافة والفكر التي حرَكت أولئك الذين نفَذوا المجازر في
النصف الأول من القرن الماضي هي ذاتها التي تُعشعش في عقول هؤلاء وهم
أحفاداً لأولئك.
ثانياً: حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني وما
يُواكبها من جدل عقيم وفاضح، فبينما يحدث كل ما أشرتُ إليه في النقطة
الأولى يستمر الجدل المقيت وما بين حالم ومُتمني ومُتوهم بعملية سلام
تجاوزتها الأحداث وصارت جزءاً من الماضي ومتشدق بمقاومة طُوعت وصارت تمارس
فقط من على شاشات التلفزة أو صفحات الانترنت أو الصحف تضيع قضية فلسطين
وليس أدل على ذلك من أنَ كل الإجراءات الإسرائيلية الخطيرة لا تلقى سوى
الشجب والاستنكار من هذا المعسكر والتهديد والوعيد بلا أي رصيد عملي من
المعسكر الآخر،، ويحضرني هنا المثل الشعبي "ما بين حانا ومانا ضاعت
لحانا"، هذا في الوقت الذي نعلم فيه جميعنا أنَ الإجراءات الإسرائيلية
الخطيرة تستدعي إجراءات عملية شاملة ضمن خطة متكاملة يُشارك بها الجميع /
السلطة والأحزاب والقوى والمؤسسات وكذلك المواطن... وبغير ذلك فإنَ وتيرة
ضياع القدس مُتسارعة وهي تتسرَب من بين أصابعنا تسرب الرَمل.
لهذين
السببين الرئيسيين، وعلى قاعدة المفهوم البديهي المعروف بأنَ وحدة الشعب
وقواه الفاعلة تُشكل مُتطلَبا رئيسيا لإنجاز هدف الحرية والاستقلال.
ونتيجة لعدم وجود آفاق أو معالم لإنجاز وطني حقيقي لا على طاولة التفاوض
ولا على جبهة المقاومة والقتال، حريُ بنا الآن أن نُسخر كل طاقاتنا من أجل
تحقيق الإنجاز الممكن والمتاح والمطلوب شعبياً ووطنياً،، ألا وهو إنهاء
الانقسام وإعادة بناء أُطر ومؤسسات الشعب الفلسطيني على قاعدة الشراكة،
فمن شأن تحقيق هذا الهدف النبيل أن يُؤسس لواقع جديد، وأن يضعنا جميعاً
على منصة أعلى تُمكننا من استشراق المستقبل والتخطيط والعمل من أجل تحقيق
أهدافنا الوطنية. ولذلك..... فإنَ فلسطين الآن بحاجة إلى بطل من نوع
يُوحدها ويجمع شمل شعبها ويُوقف حالة التهاوي والتردي الذي تعيشه الحركة
الوطنية، بحاجة إلى بطل يُعيد الحوار والنقاش حول الموضوع الجوهري.. أن
يُعيدنا إلى الأصول ويُبعدنا ويبتعد بنا عن التوافه والفروع، وأن نستعيد
ما فقدناه من معاني ومُثل وقيم شكَلت سياجاً حامياً لمسيرتنا التحررية...
بحاجة إلى بطل ينأى بنفسه عن الصَخب والتراشق الإعلامي، ويكون قائداً
وأباً للجميع مؤيدوه ومعارضوه... نحن بحاجة إلى بطل يعمل على إرساء دعائم
دولة المستقبل وقيم الديمقراطية والتعددية... نحن بحاجة إلى من يُعيدنا
لصورتنا الأولى المُشرقة والجميلة كشعب متضامن .. مُتكامل .. متنوع ..
متعدد.. ولكنه يعمل من أجل تحقيق هدفنا جميعاً بالحرية والاستقلال..وأعتقد
موضوعياً،، أنَ هذه هي أولوية السَواد الأعظم من أبناء فلسطين داخل وخارج
الوطن.. وأظنُ أنَ هذه الأغلبية "الصامتة" تبحث عن هذا البطل.. وأنا واثق
من أنَها ستجده حتماً........
التضحية والبطولة لأكثر من قرن وهو يواجه احتلالات من أنواع مختلفة،
وتحديات جمة هدفت إلى شطبه كشعب من على خارطة السياسة والجغرافيا، ولكنه
تمكن رغم ظروفه القاهرة أن يتحدى وأن يصمد وأن يبقى وبحضور صارخ إقليمياً
ودولياً، كل ذلك كان بفضل أبطال حقيقيين قاتلوا وتصدوا بكل بسالة وأُسروا
وعُذبوا واستشهدوا وجُرحوا، فقد أنتجت حالة الكفاح الطويل مئات الآلاف من
الأبطال الأفذاذ، وأعتقد وليس ذلك من باب التعصب لكوني فلسطينياً أنه ما
من شعب في العالم لديه ما لدينا من تاريخ نضالي فيه المعاناة حقيقية وكذلك
الألم والدم والبطولة،، ولا مجال هنا لاستعراض محطات النضال المريرة خلال
قرن من الزمان، لكن شعبنا كله وبلا استثناء قاتل ببسالة ولجأ لكل أشكال
النضال ومارسها بكفاءة عالية وباقتدار لافت، فمن النضال الجماهيري السلمي
إلى المرابطة والتشبث بالأرض وحمايتها، إلى المقاومة الفعالة بالقتال
والمواجهة العسكرية المباشرة.
ولو استعرضنا لائحة شهداء فلسطين
الطويلة جداً لوجدنا تنوعاً شاملاً في هؤلاء الأبطال، فمن مُتظاهر يهتف
بالحرية والاستقلال إلى أديب وشاعر كتب لفلسطين وحكى روايتها، إلى مزارع
يفلح أرضه ويُدافع عنها إلى أم تذود عن أبنائها شرور الأعداء.. إلى طالب
يرفع العلم لتحيا فلسطين إلى مقاتل يتشرَس في الدفاع عن كبرياء وكرامة
شعبه إلى شاب يرمي الأعداء بحجارته تعبيراً عن تحديه ورفضه لحياة العبودية
إلى عامل يكدح من أجل تربية وتعليم أبنائه..
استشهد أبناء فلسطين
من كل الطبقات وكل الفئات وكل الطوائف، وقد اخترت الشهداء كتعبير عن حالة
البطولة المكثفة، علماً بأن للبطولة معنى أشمل، فهناك العديد من القصص
البطولية لمواطنين لم تُكتب لهم الشهادة، وكانوا جزءاً من فصول الملحمة
البطولية التي ما زال شعبنا يخوض غمارها.
وعلى الرغم من كل ما
ذكرتُ لم يتمكن شعبنا حتى الآن من تحقيق هدفه الأساس المتمثل بإنهاء
الاحتلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وهناك من يقول أنَ تضحيات
وبطولات وكفاحية الشعب الفلسطيني كانت كافية لتحرير ثلاث بلدان وإقامة
ثلاث دول. ولكننا عملياً لم نُنجز مشروعنا التحرري بإطاره المتواضع الذي
تعاطى مع العوامل الإقليمية والدولية بدرجة عالية من الموضوعية والواقعية
السياسية، ليس هذا وحسب بل إنه بات ملحوظاً وبشكل صارخ أنَ الحركة الوطنية
الفلسطينية تعيش مرحلة صعبة وخطيرة، وهي أكثر من مجرَد حالة جزر عابرة
مرَت بها الثورة الفلسطينية وثورات أُخرى في العالم، مما يستدعي وقفة
تقييمية عميقة وشاملة لنضالنا الوطني بكل مراحله، وأنا ممَن يقولون بضرورة
القيام بعملية التقييم الشاملة، على أن تتجاوز النمطية القاتلة في التقييم
وفقاً لتقاليد العمل الفلسطيني العتيقة والمتقادمة، وعلى أن يتمَ ذلك
بمشاركة كل أبناء الشعب الفلسطيني داخل وخارج الوطن وأولئك المنخرطين
مباشرة في العمل السياسي، أو من الكفاءات الفلسطينية المُستنكفة عن
المشاركة بسبب تحفظاتها على طريقة إدارة مسيرة العمل الكفاحي الفلسطيني...
وإنَ من تعبيرات الأزمة العميقة التي تعيشها الحركة الوطنية الفلسطينية
عاملين رئيسيين هما:
أولاً: التحول الجوهري في الموقف الإسرائيلي
العام الشعبي والرسمي من القضية الفلسطينية، فالمجتمع الإسرائيلي انحرف
بشكل سريع نحو التطرف والعنصرية والأدلة والشواهد كثيرة... لسنا بمعرض
سردها.
أمَا على الصعيد الرسمي فنجد أنَ مواقف الحكومة والكنيست
تُمثل رجع صدى للمناخ الشعبي العام في إسرائيل، وصارت دولة الاحتلال تُقاد
فعلياً من المستوطنين وغُلاة المتطرفين، حتى أنَ إسرائيل لم تعد تتوقف
مطولاً أمام ردود الفعل الدولية، ولم تعد حريصة على الصورة التي سوَقت بها
نفسها للعالم باعتبارها دولة قانون ونظام وديمقراطية، فحتى هذه التمثيلية
لم تعد مهمة بالنسبة للدبلوماسية الإسرائيلية أو ماكنتها الإعلامية، فهذا
بوغي يعلون وزير التخطيط الاستراتيجي يقول في كتابه الأخير أنَ "القضية
الفلسطينية بدعة ونحن صدَقناها" وأنَ على إسرائيل أن تهتم بقضاياها
الرئيسية مثل الملف الإيراني وغيره، أما إيفيت ليبرمان وزير الخارجية،
فيقول أنَ القضية الفلسطينية يجب أن تُشطب من ملفات وزارة الخارجية،، وهذا
يُذكرنا بأقوال جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل في سنوات السبعينات حين
كانت تقول بعدم وجود شعب فلسطيني، وهذا ينقلنا إلى السياسات المُطبَقة على
الأرض في الآونة الأخيرة وتحديداً ما يجري في القدس من جرائم بحق المواطن
والمقدسات والأرض، وما يجري بشكل عام في الضفة الغربية من مصادرات للأراضي
وتعزيز للاستيطان، ثم يأتي سلوك المستوطنين الذين باتوا يبادرون باعتداءات
خطيرة على المواطنين بشكل يُذكر بظروف الحياة قبل النكبة وما واكب ذلك من
مجازر نُفذت بحق أبناء شعبنا، حيث أرى ما يجري الآن مُقدمات لما هو أخطر،
فنفس مصادر الثقافة والفكر التي حرَكت أولئك الذين نفَذوا المجازر في
النصف الأول من القرن الماضي هي ذاتها التي تُعشعش في عقول هؤلاء وهم
أحفاداً لأولئك.
ثانياً: حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني وما
يُواكبها من جدل عقيم وفاضح، فبينما يحدث كل ما أشرتُ إليه في النقطة
الأولى يستمر الجدل المقيت وما بين حالم ومُتمني ومُتوهم بعملية سلام
تجاوزتها الأحداث وصارت جزءاً من الماضي ومتشدق بمقاومة طُوعت وصارت تمارس
فقط من على شاشات التلفزة أو صفحات الانترنت أو الصحف تضيع قضية فلسطين
وليس أدل على ذلك من أنَ كل الإجراءات الإسرائيلية الخطيرة لا تلقى سوى
الشجب والاستنكار من هذا المعسكر والتهديد والوعيد بلا أي رصيد عملي من
المعسكر الآخر،، ويحضرني هنا المثل الشعبي "ما بين حانا ومانا ضاعت
لحانا"، هذا في الوقت الذي نعلم فيه جميعنا أنَ الإجراءات الإسرائيلية
الخطيرة تستدعي إجراءات عملية شاملة ضمن خطة متكاملة يُشارك بها الجميع /
السلطة والأحزاب والقوى والمؤسسات وكذلك المواطن... وبغير ذلك فإنَ وتيرة
ضياع القدس مُتسارعة وهي تتسرَب من بين أصابعنا تسرب الرَمل.
لهذين
السببين الرئيسيين، وعلى قاعدة المفهوم البديهي المعروف بأنَ وحدة الشعب
وقواه الفاعلة تُشكل مُتطلَبا رئيسيا لإنجاز هدف الحرية والاستقلال.
ونتيجة لعدم وجود آفاق أو معالم لإنجاز وطني حقيقي لا على طاولة التفاوض
ولا على جبهة المقاومة والقتال، حريُ بنا الآن أن نُسخر كل طاقاتنا من أجل
تحقيق الإنجاز الممكن والمتاح والمطلوب شعبياً ووطنياً،، ألا وهو إنهاء
الانقسام وإعادة بناء أُطر ومؤسسات الشعب الفلسطيني على قاعدة الشراكة،
فمن شأن تحقيق هذا الهدف النبيل أن يُؤسس لواقع جديد، وأن يضعنا جميعاً
على منصة أعلى تُمكننا من استشراق المستقبل والتخطيط والعمل من أجل تحقيق
أهدافنا الوطنية. ولذلك..... فإنَ فلسطين الآن بحاجة إلى بطل من نوع
يُوحدها ويجمع شمل شعبها ويُوقف حالة التهاوي والتردي الذي تعيشه الحركة
الوطنية، بحاجة إلى بطل يُعيد الحوار والنقاش حول الموضوع الجوهري.. أن
يُعيدنا إلى الأصول ويُبعدنا ويبتعد بنا عن التوافه والفروع، وأن نستعيد
ما فقدناه من معاني ومُثل وقيم شكَلت سياجاً حامياً لمسيرتنا التحررية...
بحاجة إلى بطل ينأى بنفسه عن الصَخب والتراشق الإعلامي، ويكون قائداً
وأباً للجميع مؤيدوه ومعارضوه... نحن بحاجة إلى بطل يعمل على إرساء دعائم
دولة المستقبل وقيم الديمقراطية والتعددية... نحن بحاجة إلى من يُعيدنا
لصورتنا الأولى المُشرقة والجميلة كشعب متضامن .. مُتكامل .. متنوع ..
متعدد.. ولكنه يعمل من أجل تحقيق هدفنا جميعاً بالحرية والاستقلال..وأعتقد
موضوعياً،، أنَ هذه هي أولوية السَواد الأعظم من أبناء فلسطين داخل وخارج
الوطن.. وأظنُ أنَ هذه الأغلبية "الصامتة" تبحث عن هذا البطل.. وأنا واثق
من أنَها ستجده حتماً........
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر