الفنان التشكيلي الفلسطيني والمقدسي ( أيمن عمر خليل الطرشة) من مواليد مدينة القدس عام 1976، تابع مسيرة حياته الوجودية والأكاديمية في مدينة القدس وجامعتها وبما تشتمل من صنائع ومواهب، حاصلٌ على ليسانس علوم من جامعة القدس، والدبلوم العالي في الدراسات العربية والإسلامية في مصر عام 2002، درس الفن على نفسه، مطورًا قدراته التقنية من خلال متابعة مجموعة من الدورات التخصصية، وهو عضو في رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين منذ عام 1991، أقام مجموعة من المعارض الفردية ومشارك في كثير من المعارض الجماعية داخل فلسطين وخارجها، وهو من أكثر الفنانين تصويراً لمدينة للقدس ومعالمها الحضارية والنضالية في نصوص سرد متنوعة.
قمة الجبل
لوحاته تكشف حقيقة العلاقة الوجدانية الجدلية ما بين الفنان الإنسان ومدينته القدس، باعتبارها علاقة وجود عضوية تسكنه ويسكنها، متسربة في تفاصيل كيانه الذاتي تفيض حساسية وانتماء لذاكرة وطن وأرض مقدسة، دنسها العدوان الصهيوني بوجوه عدوانية متعددة. وهي علاقة نضالية أيضاً بوسائط الفن متعددة التقنيات والاتجاهات الفنية التعبيرية، تفوح من طياتها وتعبيراتها الوصفية رائحة الحقيقة العارية والخالية من أي لبس سياسي وافتراء. ترسم معالم فاصلة في المواقف والوجهة السياسية الواجب على الفلسطيني التوقف عندها، وحسم مسألة خياراته ورهاناته المتجلية بالمقاومة ورفض أكاذيب الحلول الاستسلامية التي تأخذ من مقولة السلام عنواناً صريحاً للتنازل.
شارع الواد بالبلدة القديمة
لوحات بسيطة التأليف والتوليف الشكلي، وغير سابحة في مدارات الاتجاهات الأكاديمية المفرطة في مظاهرها الوصفية، بل ترنو إلى المتاح قوله بالخط واللون والفكرة التصويرية المعبرة، والتي تجد في التعبيرية الساذجة أسلوباً وتقنية مناسبة للدخول في الحالة الشكلية العامة، لنسيج بنية اللوحة وهندسة عمارتها التشكيلية، والاندماج الطبيعي في الحدث الفلسطيني عموماً ومسألة القدس ومكانتها التاريخية والدينية على وجه التخصيص، كحالة متوقدة في وعي الفنان ومخيلته الجامحة في جغرافية الوصف البصري، والتي لا تحتاج للجدل البيزنطي العقيم، ولا المقولات الفارغة من المضمون والمعنى التي يروج لها دعاة الاستسلام على الساحة العربية والفلسطينية.
باب العمود
التأريخ المكاني لمدينة القدس في سورها الكبير وبواباتها متعددة الأسماء ومسجدها الأقصى وقبة الصخرة، في سياقاتها السردية الموثقة لملامحها الشكلية بخصوصية الرصف التقني، وعبر مدونات حدود الرؤى البصرية التي أراد لها أن تكون، هي عناوين رئيسة في لوحاته، وطريقة مناسبة لإنتاج توليفة سردية تحمل عناوين شديدة الصلة بالمسميات التاريخية والحيز الجغرافي النمطي لمدينة القدس، تستحضر الحالة السردية العربية الإسلامية، وقصص الأولين والفاتحين الكبار أمثال (عمر بن الخطاب، وصلاح الدين الأيوبي)، والبوابات المطلة على بيت المقدس وأكنافه، تسبر أغوار الحكاية بالخط واللون والاستعارة المكنية لأماكن وشخوص حاضرين في ذاكرة الفنان ويده القادرة على الرسم والتصوير.
باب النور
ألوانه حيادية في صيرورتها التقنية، حافلة بالهدوء والبرودة، تدخل مساراتها الضوئية في الخلفيات المتممة، وترسم معالم حدتها اللونية من خلال تواشيح الملونات الحارة والدافئة، كمعادل بصري مواز لضرورات الحالة السردية، وتكون شخوصه مبسطة السطوح والمكونات خالية من الأبعاد المنظورة والنسب الذهبية القياسية، تعيش فطريتها المنسوجة بيد الفنان ومقدرته على رسم ملامح الحكاية الحافلة بالرمز والإحالة الدلالية، سواء بالمحتوى السردي أو باختيار أسماء اللوحات.
حصاد الربيع
مكونات الحياة اليومية الفلسطينية، ودورة الصنائع المهنية المتنوعة داخل النسيج الأسري الفلسطيني والريفي خصوصاً، تجد لها طريقاً لمساحة وصف وملتقى تعبير، تنسج قصص الحقول والفلاحين وحوار الأرض والإنسان، في تجليات ذاتية مُشبعة بأحاسيس الفنان وانفعالاته بالحدث وذاكرة المكان الفلسطينية، وتفسح المجال للمتلقي لمتعة آنية تدفعه لاستحضار صورة الوطن المعافى والمتحرر من العدوان. وتزخر القدس التاريخية بمباهج الرؤى والتذكر، والعبور في واحات التجلي المشبعة بالتاريخ والعروبة والإسلام.
أحلام السلام
لوحته ( أحلام السلام)، نوع من الحكاية البصرية التوضيحية التي تقربنا من فسحة القصص المدرسية المصورة، لما فيها من رمزية المكونات والعناصر المنثورة في أحضان النص البصري، تقودنا إلى المعادلة الصعبة ما بين الشخص الكناية عن الشعب، وبيت المقدس وقبة الصخرة المشرفة المعبرة عن المُقَدس في ذاكرتنا الدينية والوجودية، والمطوقة والمشدودة بسلاسل القيد الحديدية، ومحمولة برجلي الحمامة التي تعني لدى الواهمين رسل السلام، وتوحي نظرة الشخص في أوضاعه الجانبية والمتدثر بوشاح الوطن، وكأنه البحر في هياجه يحمل زورق السلام الموهوم.
سنرجع يوماً
بينما نرى لوحته ( سنرجع يوماً) في رمزيتها المعنوية، ودلالاتها التعبيرية الموحية بتقاسيم الأمل بالعودة إلى الديار، فيها تجليات الرؤى الفكرية والتصميم على حق العودة للفلسطينيين - الذين أخرجوا من ديارهم بالقوة والعدوان الصهيوني والعالمي، والتواطؤ الرسمي العربي- مهما طال الزمن أو قصر وفيها ما فيها من معانٍ وتفاصيل رمزية، سواء في ملامح الشخوص. الأول في أعلى مقدمة اللوحة كتعبير عن جيل النكبة الأولى عام 1948، والثاني في أسفل مقدمة اللوحة كتعبير عن جيل الثورة المكرسة في الأبناء والأحفاد، تعزف تقاسيم السلام المقصود والقاضي بعودة الأهل للأراضي التي أخرجوا منها سواء أكانت عقب نكبة فلسطين الكبرى عام 1948، أوالصغرى عام 1967، وما يمُثله بيت المقدس في هذه المزاوجة الشكلية من مدلولات ومعانٍ.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر