تحت عنوان: 'الإستعمار اليهودي لشمال سورية اعتمادا على زراعة القطن على جانبيّ خط بغداد للسكك الحديدية'.
نشرت مجلة 'ألت نوي لند' بحثٌ من ثلاثة أجزاء للقيادي الصهيوني الألماني البرفسور أوتّو فاربورغ في عددها السابع والثامن والتاسع عام 1904. يتضمن هذا البحث دراسة حول تنفيذ مشروع استعماري استيطاني في شمال سورية على جانبي خط سكة الحديد برلين-بغداد وغرس 50 ألف مستعمر اوروبي يهودي وقدّر فاربورغ تكلفة المشروع بمبلغ 25-30 مليون مارك ألماني.
لم تقتصر المخططات الإستعمارية الصهيونية يوماً على ألوية نابلس والقدس وعكا (أي جنوب سورية) بل شملت ومنذ بدايتها المشرق العربي. أي أنّ إحتلال أراضي الجولان العربية هي التطوّر الطبيعي للمشروع الإستعماري الصهيوني التوسّعي منذ مطلع القرن العشرين.
هذا المشروع الإستعماري كان ومنذ بداياته مشروع الماليّة الأوروبيّة العليا فأسرة فاربورغ - تماماً كأسرة روتشيلد وأسرة البارون هرش الذي جمع ثروته من مشروع خط برلين- بغداد- من ممثّلي الماليّة العليا التي جسّدت طموحات الدول الاستعمارية وترجمتها عمليّاً.
من كان أوتو فاربورغ؟ أسرة فاربورغ هي أسرة ألمانية تملك أحد أشهر المصارف (بنك فاربورغ ووفسرمان) ومقرّه مدينة هامبورغ- شمال ألمانيا.
في هذه المدينة ولد فاربورغ عام 1859، ودرس علم النباتات والحيوان والكيمياء. في عام 1885 قام فاربورغ وبتكليف من الجمعية الإستعمارية الألمانية التي كان عضوا فيها بجولة حول العالم دامت أربع سنوات ضمن النشاطات الإستطلاعية الإستعمارية للجمعيّة.
أصبح فاربوغ في عام 1900 عضوا قياديا في الإتحاد الصهيوني الألماني وكان أحد الأعضاء الثلاثة للّّجنة التي عُيّنَت من قبل المؤتمر الصهيوني العالمي السادس (بازل 23- 28 آب/اغسطس 1903) وهي اللجنة التي أصدرت مجلة 'ألتنويلند' للأبحاث الإستعمارية.
انتُخب فاربورغ في عام 1911 رئيسا للمنظمة الصهيونية العالمية واستمر في هذا المنصب لغاية عام 1921.
وبعد ذلك قام فاربورغ 1922 - 1923 بجولة في الولايات المتحدة الأمريكية لجمع التبرعات من أجل تمويل تأسيس 'الجامعة العبرية' في القدس.
ومن الجدير بالذكر أن فاربورغ واصل بعد إستلام النازيين للسلطة عام 1933 من مقرّه في برلين نشاطاته الإستعمارية وخاصة دعم المؤسسات الصهيونية في فلسطين كرئيس لجمعية 'أصدقاء مكتبة القدس' إلى أن توفي عام 1938.
كان فاربورغ أحد أعضاء اللجنة من أجل الأبحاث في فلسطين التي أُسّست بقرار من المؤتمر الصهيوني السادس (بازل23-28 آب1903)وضمت اللجنة بجانب فاربوغ، سوسكين و أوبّنهايمر ولهذا الغرض أصدرت اللجنة مجلة بحثيّة شهرية تحت عنوان 'ألتنويلند' (الأرض القديمة الجديدة). هذه المجلة التي صدرت منذ عام 1902 تحت اسم 'فلسطين'. واستُبدل عنوانها بعد وفاة هرتسل عام 1904 بـ 'التنويلند' عنوان القصّة الخيالية التي ألّفها هرتسل. وبعد عامين من وفاته أي عام 1906 استمرت بالصدو تحت عنوانها الأول فلسطين.
تضمّنت أعداد المجلة الابحاث المفصّلة والشاملة حول الوضع الإقتصادي، الإجتماعي، الجغرافي والمناخي 'لفلسطين وما حولها' وكذلك مقترحات حول المناطق الأفضل لإقامة المستعمرات والتي تعود بالربح على المستثمرين في المشاريع الإستعمارية. واعتُمدت هذه المجلة آنذاك من قبل الإتحادات الإستعمارية كمصدر أساسي للمعلومات حول سورية.
أعداد هذه المجلة مدوّنة بالكامل في موقع 'كومبكت ميمري' الإلكتروني وهو أهم موقع بحثي حول الصحف والمجلات الصهيونية التي صدرت في ألمانيا. أهمية هذا الموقع تكمن في احتوائه على كم هائل من المصادر الأساسية للنشاط الإستعماري الصهيوني في ألمانيا.
إنّ البحوث التي يتضمّنها هذا الموقع توضّح المخططات الإستعمارية في منطقتنا والأهم من ذلك تبيّن لنا أبعاد الإجتياح الإستعماري للمشرق العربي.
إنّ فهم هذا الفكر التوسعي ودراسة هذه الابحاث هو ضرورة حتمية من أجل فهم الابعاد الحقيقية للتحديات المصيرية التي تواجهُنا ليومنا هذا. وإنّ الدقّة في البحث العلمي هي أهم عوامل نجاحه كي نتجنّب كارثة 'التاريخ يعيد نفسه'. فإن كان أرشيفهم بين أيدينا، لماذا لا نقرأه؟!
نشرت مجلة 'ألت نوي لند' بحثٌ من ثلاثة أجزاء للقيادي الصهيوني الألماني البرفسور أوتّو فاربورغ في عددها السابع والثامن والتاسع عام 1904. يتضمن هذا البحث دراسة حول تنفيذ مشروع استعماري استيطاني في شمال سورية على جانبي خط سكة الحديد برلين-بغداد وغرس 50 ألف مستعمر اوروبي يهودي وقدّر فاربورغ تكلفة المشروع بمبلغ 25-30 مليون مارك ألماني.
لم تقتصر المخططات الإستعمارية الصهيونية يوماً على ألوية نابلس والقدس وعكا (أي جنوب سورية) بل شملت ومنذ بدايتها المشرق العربي. أي أنّ إحتلال أراضي الجولان العربية هي التطوّر الطبيعي للمشروع الإستعماري الصهيوني التوسّعي منذ مطلع القرن العشرين.
هذا المشروع الإستعماري كان ومنذ بداياته مشروع الماليّة الأوروبيّة العليا فأسرة فاربورغ - تماماً كأسرة روتشيلد وأسرة البارون هرش الذي جمع ثروته من مشروع خط برلين- بغداد- من ممثّلي الماليّة العليا التي جسّدت طموحات الدول الاستعمارية وترجمتها عمليّاً.
من كان أوتو فاربورغ؟ أسرة فاربورغ هي أسرة ألمانية تملك أحد أشهر المصارف (بنك فاربورغ ووفسرمان) ومقرّه مدينة هامبورغ- شمال ألمانيا.
في هذه المدينة ولد فاربورغ عام 1859، ودرس علم النباتات والحيوان والكيمياء. في عام 1885 قام فاربورغ وبتكليف من الجمعية الإستعمارية الألمانية التي كان عضوا فيها بجولة حول العالم دامت أربع سنوات ضمن النشاطات الإستطلاعية الإستعمارية للجمعيّة.
أصبح فاربوغ في عام 1900 عضوا قياديا في الإتحاد الصهيوني الألماني وكان أحد الأعضاء الثلاثة للّّجنة التي عُيّنَت من قبل المؤتمر الصهيوني العالمي السادس (بازل 23- 28 آب/اغسطس 1903) وهي اللجنة التي أصدرت مجلة 'ألتنويلند' للأبحاث الإستعمارية.
انتُخب فاربورغ في عام 1911 رئيسا للمنظمة الصهيونية العالمية واستمر في هذا المنصب لغاية عام 1921.
وبعد ذلك قام فاربورغ 1922 - 1923 بجولة في الولايات المتحدة الأمريكية لجمع التبرعات من أجل تمويل تأسيس 'الجامعة العبرية' في القدس.
ومن الجدير بالذكر أن فاربورغ واصل بعد إستلام النازيين للسلطة عام 1933 من مقرّه في برلين نشاطاته الإستعمارية وخاصة دعم المؤسسات الصهيونية في فلسطين كرئيس لجمعية 'أصدقاء مكتبة القدس' إلى أن توفي عام 1938.
كان فاربورغ أحد أعضاء اللجنة من أجل الأبحاث في فلسطين التي أُسّست بقرار من المؤتمر الصهيوني السادس (بازل23-28 آب1903)وضمت اللجنة بجانب فاربوغ، سوسكين و أوبّنهايمر ولهذا الغرض أصدرت اللجنة مجلة بحثيّة شهرية تحت عنوان 'ألتنويلند' (الأرض القديمة الجديدة). هذه المجلة التي صدرت منذ عام 1902 تحت اسم 'فلسطين'. واستُبدل عنوانها بعد وفاة هرتسل عام 1904 بـ 'التنويلند' عنوان القصّة الخيالية التي ألّفها هرتسل. وبعد عامين من وفاته أي عام 1906 استمرت بالصدو تحت عنوانها الأول فلسطين.
تضمّنت أعداد المجلة الابحاث المفصّلة والشاملة حول الوضع الإقتصادي، الإجتماعي، الجغرافي والمناخي 'لفلسطين وما حولها' وكذلك مقترحات حول المناطق الأفضل لإقامة المستعمرات والتي تعود بالربح على المستثمرين في المشاريع الإستعمارية. واعتُمدت هذه المجلة آنذاك من قبل الإتحادات الإستعمارية كمصدر أساسي للمعلومات حول سورية.
أعداد هذه المجلة مدوّنة بالكامل في موقع 'كومبكت ميمري' الإلكتروني وهو أهم موقع بحثي حول الصحف والمجلات الصهيونية التي صدرت في ألمانيا. أهمية هذا الموقع تكمن في احتوائه على كم هائل من المصادر الأساسية للنشاط الإستعماري الصهيوني في ألمانيا.
إنّ البحوث التي يتضمّنها هذا الموقع توضّح المخططات الإستعمارية في منطقتنا والأهم من ذلك تبيّن لنا أبعاد الإجتياح الإستعماري للمشرق العربي.
إنّ فهم هذا الفكر التوسعي ودراسة هذه الابحاث هو ضرورة حتمية من أجل فهم الابعاد الحقيقية للتحديات المصيرية التي تواجهُنا ليومنا هذا. وإنّ الدقّة في البحث العلمي هي أهم عوامل نجاحه كي نتجنّب كارثة 'التاريخ يعيد نفسه'. فإن كان أرشيفهم بين أيدينا، لماذا لا نقرأه؟!
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر