لقد عشت كل حياتي تحت الاحتلال، حيث يتحكم الاسرائيليون بمختلف مناحي حياتنا.
وفي
تلك اللحظات التي قام الجنود الاسرائيليون اليافعون باجباري بالقوة الجلوس
على الارض الباردة والمبتلة وضرب الناس، كنت أغلي كالبركان. اذ لا يحق لأي
كان ان يشبح انساناً لانه يمارس الحق الطبيعي في التعبير عن الرأي،
والمسلم به في الغرب.
لقد لاحظنا بقلق عميق عجز ادارة أوباما حتى
الان عن الوقوف في وجه اسرائيل واللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة.
وها نحن نرى حلمنا في الحرية – يتحطم تحت ثقل المستوطنات التي تتوسع
باستمرار.
ولم يجد المتحدث باسم الخارجية الامريكية ايان كيلي ما
يصف به التوسع الاستيطاني غير الشرعي سوى القول بانه "مؤسف". بينما يقف
وزير خارجية اسرائيل افيغدور ليبرمان ويغادر الغرفة كلما ذكر المبعوث
الامريكي جورج ميتشيل القدس الشرقية.
أما خافيير سولانا فادعى قبل
ترك منصبه كمسؤول الشؤون الخارجية الاول في الاتحاد الاوروبي "بأن تحركات
الفلسطينيين نحو نيل دولتهم - يجب ان تأخذ وقتها، وان تكون هادئة وان تتم
في الوقت المناسب" مضيفاً " انه لا يعتقد ان الوقت قد حان بعد للحديث في
ذلك الموضوع".
فمتى سيكون الوقت مناسباً لحرية الفلسطينيين؟
وهل يحق لأي دبلوماسي ان يؤجل لحظة الحرية للشعب الفلسطيني؟
أنا
ادعو السيدة كاثرين اشتون الخليفة القادمة لسولانا ان تضغط من اجل حرية
الفلسطينيين بدل تأجيلها. واذا ما اصرت اسرائيل على تعطيل الفكرة التي طال
انتظارها لتقرير موعد حرية شعب أخر، فمن المحتم علينا كفلسطينيين ان ننظم
انفسنا وان نعري ونقاوم لاأخلاقية الموقف الاسرائيلي الكريه.
خلال عقود من الاحتلال والتشريد كان 90% من النضال الفلسطيني نضالاً شعبياً بدعم من غالبية الشعب الفلسطيني.
واليوم فان أعداداً متزايدة من الفلسطينيين يشاركون في المقاومة الشعبية الجماهيرية.
وفي
مواجهة الهمود وانعدام الجهد الاوروبي والاميركي، فان من الحتمي ان نواصل
استنهاض ثقافة المقاومة والنشاط الجماعي من خلال المقاومة الشعبية العنيدة
للسيطرة الاسرائيلية على حياتنا ومقدراتنا. ان هذه مقاومة وانشطة يستطيع
المشاركة فيها كل رجل وامراة وطفل. وهكذا تنمو حركة المقاومة السلمية في
قرى جيوس وبلعين ونعلين حيث يهدد جدار الفصل العنصري باقتلاع الحياة
المنتجة لهذه القرى.
ولعل الرئيس الامريكي اوباما قد ساهم – عن غير
قصد – بتشجيع هذه المقاومة عندما دعا الفلسطينيين الى النضال السلمي في
خطابه في القاهرة حيث طالبهم بالتخلي عما سماه "العنف" وذكرنا بان
"الامريكيين الافارقة عانوا لقرون من الفصل العنصري، وبأن نضالهم المصمم
والسلمي حقق لهم الحقوق المتساوية".
غير اننا وللاسف، لم نسمع
احتجاجاً أو اعتراضاً أمريكياً على قيام الجيش الاسرائيلي بقتل وجرح
الكثيرين من الفلسطينيين المناضلين سلمياً، خلال الأشهر العشرة لوجود
اوباما في الحكم.
ومن أبرزهم باسم ابو رحمة الذي قتل في نيسان الماضي بقذيفة غاز مسيل للدموع أطلقت على صدره، وشهداء نعلين الخمسة.
ولم
نسمع احتجاجاً امريكياً على اصابة المتضامن والمواطن الامريكي تريستان
اندرسون بجرح خطير في رأسه بقذيفة مماثلة في آذار الماضي خلال تظاهرة
سلمية، مع انه ما زال راقداً في غيبوبة متواصلة وخطيرة منذ ذلك الحين.
كلا الرجلين كانا يتظاهران ضد النهب الاسرائيلي غير الشرعي للأرض وضد جدار العنصرية الاسرائيلي.
وهناك مئات آخرون، غير معروفين للعالم، ممن استشهدوا أو جرحوا بنفس الطريقة.
وينهض
اليوم جيل جديد من القادة الفلسطينيين الذين يخاطبون العالم بلغة حملة
المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على اسرائيل، تماما كما فعل من
قبل مارتن لوثر كنغ والاف من الامريكيين الافارقة خلال حملة مونتغمري
لمقاطعة الباصات في منتصف الخمسينات.
ومن حقنا ان نستخدم اليوم نفس
التكتيك للحصول على حقوقنا. وليس من حق العالم الذي يرفض استخدام
الفلسطينيين لما يسميه "العنف" حتى عندما يكون دفاعاً واضحاً عن النفس، أن
يضن علينا باستخدام نفس اشكال النضال التي استخدمها أشخاص مثل مارتن لوثر
كنغ او غاندي.
ان تقاعس الغرب تعني ان زمن حل الدولتين ينفذ. واذا حدث ذلك فان المسؤولية ستقع على الفشل في وقف التوسع الاستيطاني الاسرائيلي.
كما
ان اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بان الاستيطان سيستمر في القدس
الشرقية وفي الاف الوحدات السكنية والمباني الحكومية في الضفة الغربية
يجعل من "التجميد" الذي ادّعاه مجرد مسخرة.
ونحن الفلسطينيون
اعتدنا منذ زمن على خداع نتنياهو الذي نرفضه. كما اننا ندرك إن تلاشي خيار
الدولتين سيقود فقط الى نضال فلسطيني جديد من أجل الحقوق المتساوية في
الدولة الواحدة.
وستجلب اسرائيل التي تفضل بشكل مأساوي السيطرة
والهيمنة على الاندماج المتساوي مع الفلسطينيين، على نفسها صراعاً جديداً،
بسبب اصرارها على دفع مشروعها "الاستيطاني العدواني".
ولن يستطيع احد الادعاء بانه لم يسمع التحذير من ذلك.
وفي النهاية، فاننا كفلسطينيين سننتزع حريتنا و سنكون أحراراً في وطننا، إما في إطار حل الدولتين أو دولة المساواة الواحدة الجديدة.
لا
يستطيع احد وقف مسيرة التاريخ و يأتي وقت عندما لا تعود الشعوب قادرة على
احتمال الظلم وانعدام العدالة، وقد حان هذا الوقت لفلسطين.
د. مصطفى البرغوثي: الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني
وفي
تلك اللحظات التي قام الجنود الاسرائيليون اليافعون باجباري بالقوة الجلوس
على الارض الباردة والمبتلة وضرب الناس، كنت أغلي كالبركان. اذ لا يحق لأي
كان ان يشبح انساناً لانه يمارس الحق الطبيعي في التعبير عن الرأي،
والمسلم به في الغرب.
لقد لاحظنا بقلق عميق عجز ادارة أوباما حتى
الان عن الوقوف في وجه اسرائيل واللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة.
وها نحن نرى حلمنا في الحرية – يتحطم تحت ثقل المستوطنات التي تتوسع
باستمرار.
ولم يجد المتحدث باسم الخارجية الامريكية ايان كيلي ما
يصف به التوسع الاستيطاني غير الشرعي سوى القول بانه "مؤسف". بينما يقف
وزير خارجية اسرائيل افيغدور ليبرمان ويغادر الغرفة كلما ذكر المبعوث
الامريكي جورج ميتشيل القدس الشرقية.
أما خافيير سولانا فادعى قبل
ترك منصبه كمسؤول الشؤون الخارجية الاول في الاتحاد الاوروبي "بأن تحركات
الفلسطينيين نحو نيل دولتهم - يجب ان تأخذ وقتها، وان تكون هادئة وان تتم
في الوقت المناسب" مضيفاً " انه لا يعتقد ان الوقت قد حان بعد للحديث في
ذلك الموضوع".
فمتى سيكون الوقت مناسباً لحرية الفلسطينيين؟
وهل يحق لأي دبلوماسي ان يؤجل لحظة الحرية للشعب الفلسطيني؟
أنا
ادعو السيدة كاثرين اشتون الخليفة القادمة لسولانا ان تضغط من اجل حرية
الفلسطينيين بدل تأجيلها. واذا ما اصرت اسرائيل على تعطيل الفكرة التي طال
انتظارها لتقرير موعد حرية شعب أخر، فمن المحتم علينا كفلسطينيين ان ننظم
انفسنا وان نعري ونقاوم لاأخلاقية الموقف الاسرائيلي الكريه.
خلال عقود من الاحتلال والتشريد كان 90% من النضال الفلسطيني نضالاً شعبياً بدعم من غالبية الشعب الفلسطيني.
واليوم فان أعداداً متزايدة من الفلسطينيين يشاركون في المقاومة الشعبية الجماهيرية.
وفي
مواجهة الهمود وانعدام الجهد الاوروبي والاميركي، فان من الحتمي ان نواصل
استنهاض ثقافة المقاومة والنشاط الجماعي من خلال المقاومة الشعبية العنيدة
للسيطرة الاسرائيلية على حياتنا ومقدراتنا. ان هذه مقاومة وانشطة يستطيع
المشاركة فيها كل رجل وامراة وطفل. وهكذا تنمو حركة المقاومة السلمية في
قرى جيوس وبلعين ونعلين حيث يهدد جدار الفصل العنصري باقتلاع الحياة
المنتجة لهذه القرى.
ولعل الرئيس الامريكي اوباما قد ساهم – عن غير
قصد – بتشجيع هذه المقاومة عندما دعا الفلسطينيين الى النضال السلمي في
خطابه في القاهرة حيث طالبهم بالتخلي عما سماه "العنف" وذكرنا بان
"الامريكيين الافارقة عانوا لقرون من الفصل العنصري، وبأن نضالهم المصمم
والسلمي حقق لهم الحقوق المتساوية".
غير اننا وللاسف، لم نسمع
احتجاجاً أو اعتراضاً أمريكياً على قيام الجيش الاسرائيلي بقتل وجرح
الكثيرين من الفلسطينيين المناضلين سلمياً، خلال الأشهر العشرة لوجود
اوباما في الحكم.
ومن أبرزهم باسم ابو رحمة الذي قتل في نيسان الماضي بقذيفة غاز مسيل للدموع أطلقت على صدره، وشهداء نعلين الخمسة.
ولم
نسمع احتجاجاً امريكياً على اصابة المتضامن والمواطن الامريكي تريستان
اندرسون بجرح خطير في رأسه بقذيفة مماثلة في آذار الماضي خلال تظاهرة
سلمية، مع انه ما زال راقداً في غيبوبة متواصلة وخطيرة منذ ذلك الحين.
كلا الرجلين كانا يتظاهران ضد النهب الاسرائيلي غير الشرعي للأرض وضد جدار العنصرية الاسرائيلي.
وهناك مئات آخرون، غير معروفين للعالم، ممن استشهدوا أو جرحوا بنفس الطريقة.
وينهض
اليوم جيل جديد من القادة الفلسطينيين الذين يخاطبون العالم بلغة حملة
المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على اسرائيل، تماما كما فعل من
قبل مارتن لوثر كنغ والاف من الامريكيين الافارقة خلال حملة مونتغمري
لمقاطعة الباصات في منتصف الخمسينات.
ومن حقنا ان نستخدم اليوم نفس
التكتيك للحصول على حقوقنا. وليس من حق العالم الذي يرفض استخدام
الفلسطينيين لما يسميه "العنف" حتى عندما يكون دفاعاً واضحاً عن النفس، أن
يضن علينا باستخدام نفس اشكال النضال التي استخدمها أشخاص مثل مارتن لوثر
كنغ او غاندي.
ان تقاعس الغرب تعني ان زمن حل الدولتين ينفذ. واذا حدث ذلك فان المسؤولية ستقع على الفشل في وقف التوسع الاستيطاني الاسرائيلي.
كما
ان اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بان الاستيطان سيستمر في القدس
الشرقية وفي الاف الوحدات السكنية والمباني الحكومية في الضفة الغربية
يجعل من "التجميد" الذي ادّعاه مجرد مسخرة.
ونحن الفلسطينيون
اعتدنا منذ زمن على خداع نتنياهو الذي نرفضه. كما اننا ندرك إن تلاشي خيار
الدولتين سيقود فقط الى نضال فلسطيني جديد من أجل الحقوق المتساوية في
الدولة الواحدة.
وستجلب اسرائيل التي تفضل بشكل مأساوي السيطرة
والهيمنة على الاندماج المتساوي مع الفلسطينيين، على نفسها صراعاً جديداً،
بسبب اصرارها على دفع مشروعها "الاستيطاني العدواني".
ولن يستطيع احد الادعاء بانه لم يسمع التحذير من ذلك.
وفي النهاية، فاننا كفلسطينيين سننتزع حريتنا و سنكون أحراراً في وطننا، إما في إطار حل الدولتين أو دولة المساواة الواحدة الجديدة.
لا
يستطيع احد وقف مسيرة التاريخ و يأتي وقت عندما لا تعود الشعوب قادرة على
احتمال الظلم وانعدام العدالة، وقد حان هذا الوقت لفلسطين.
د. مصطفى البرغوثي: الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر