الكاتب: خالد حجار
على صفحةٍ في معبدٍ قد تعمَّدا ... بسيفٍ مِـنَ التاريخِ شُــدَّ وأغمِدا
بدا ليَّ " بعلٌ " والدهورُ تَنوشُهُ ... يُغَنّي نَشيدَ الأرض والقطر والندى
متى تبعثوني في سنابلِ زرعِكُم ... أُسَرْبِــلْ لـكم غـيـثـي لـكي تتعـمَّــدا
سَلوا أرضَ كنعانَ الجنانِ وبرِّها ... ونادوا على عكا إذا الرَّوضُ أنْشَدا
تــــرانـــيـــمَ عيدٍ قـــــد أُطـِـيــحَ بِــرَأسِهِ ... ولم يَرعَ سيفُ الغدرِ بئراً ومَعْبَدا
إذا جاءكُم من سِفرِ " يوشعَ " مُنبِئٌ ... فإنَّ سمومَ الحـقـدِ شاءَت تَـمَــدُّدا
نبيٌّ مِـــنَ الأفــعــى تَــرضَّــعَ وانـثـنـى ... ليبني على أرضِ ابنِ كنعان مَحْـقَدا
وما كِدتُ أُصغي إذْ " بيوشعَ " مُرعِدٌ ... ويَرمي ترابَ الأرضِ كي تتـلـبـَّدا
و" بعلٌ " أتى من غيهبِ الغيم ماطراً ... ودارتْ رحى حربٍ لترسُمَ مشهدا
فَــذا ربُّ كـنــعـــانٍ يُـرَاقِصُ عُــرسَــهُ ... بزيِّ بـذور الأرضِ حتى تُـجــدَّدا
وذا ربُّ "يوشعْ" يعقِرُ الزرعَ كي يرى ... أراضي بني كنعان للبورِ مَرقَدا
وما بين عُرسِ الغرسِ والأرضُ عيدُهُ ... وبين قيــودِ الحقـدِ أمضي مُـقَـيَّدا
أفــــقــــتُ لأرمي الحــقَّ في حقل ريبتي ... وناديتُ يـا ربَّ الحقيقةِ في الصدى
وإذْ بيَ في جُــــرفٍ سحـــيـــقٍ بـعـمـــقِـــهِ ... تماثلَ ليْ قبرُ الحقيقةِ مَـرشِـدا
يُـنـاشـدُنـي " بـعـلٌ " لأنْـبِـشَ جـوفــهُ ... بفأسٍ على بــأسِ الدُّهـور تمرَّدا
و "يوشعُ" يرمي النارَ حولي لأرعوي ... و" بعلٌ " يَصُبُّ الغيثَ حتى يُخمِّدا
تناولتُ مِنْ رِمسِ الحقيقةِ جُـــثَّــةً ... بها ألف سهمٍ كُلُّ سهمٍ له مدى
وشـاهـدتُ سهـمـاً أبيضاً متلألِئا ... بِهِ رأسُ أفعى نابُها كان أسوَدا
فـــقـــــلتُ إلهي أيـن أنـــت تُـغيثُني ... فَفاجَــأنـي صوتٌ " ليوشَعَ " مُجْهَدا
مَـزامـــيـــرُ " داودَ " النبيِّ تواردت ... بسهمٍ به الأفعى تُرنِّـــمُ للردى
فَــضَـعْ أصبعاً في نابِها تَكُنِ امرَءً ... تَـعَـمَّــدَ مِـــنْ خــــيـــراتــهــــــا فَـتـجــدَّدا
وما كِدتُ أدنو إذْ " ببعلٍ " يشدُّني ... يقولُ ليَ احذرْ مكرَهمْ قـدْ تَوَقَّدا
ألا انزعْ من الجثمانِ قلباً ولاقني ... على " الكرملِ" الأعلى لكي يتسرمَدا
لأنفثَ فيه الـروحَ حتى إذا حيـا ... سـأُلـبِسـُهُ جسمـاً أشـدَّ وأجْــدَدا
فقلـتُ إلهي إنَّما بِـتُّ هـالـكــاً ... أجابَ ألا اصعدْ قد منحتُك مَصعَدا
أسيـرُ على جُرفٍ وأرنو لمعبدٍ ... على رأسِ حيفا كان للبحرِ مَرصَدا
وما كِدتُ أدنو من حقيقةِ مَقْصَدي ... تماثلَ ليْ " بـعـلٌ " وكان مُهدهدا
بمنقارِهِ يبدو ويُمنــاه قد عَلَـتْ ... ويسراهُ نحو الأفقِ شاءت تمدُّدا
يُسعِّرُ نــــاراً والـتـرابُ وقــودُهـــا ... وَيسكُـــبُ مـــــــاءً فــــــوقـــها لِتُبَرَّدا
يُطوِّقُهـــا ريحُ الحياة وروحُها ... تســـــربَـــــلَ فيهـــا المــاءُ حتَّى تَزبَّدا
ولما رميتُ القلب في عُقرِها بدا ... كهيكلِ حسناءٍ بها الحُسنُ أنشدا
يُـسـيِّـرُهـــا " بعـلٌ " لتعــلــوَ كَـفَّـــهُ ... يقولُ لها قولي الحقيقةَ في الصدى
ألا تذكري " يطفنْ " وكيف صرعتُهُ ... و " يامو " إله البحرِ كيف تبدَّدا
هنا كان يبغي طمسَ أرضٍ تحضَّرت ... سَلي " الكرمِلَ" المبنيَ كيف تشيَّدا
ليمنَعَ بغيَ البحرِ إنْ جاء مُـفسِداً ... فقالتْ أتى من نسلِ " يطفنَ " مُفسِدا
دُعـاةٌ بهم أفكارُ حقدٍ تأججوا ... وشادوا على أرض ابن كنعان مقعَدا
بنوا ملكهم جبراً وسادوا ببغيهم ... فَــعَـــمَّ الــــبــلا كــــلَ البلادِ وعَـــربــَدا
إذا كان للأحقــادِ دينٌ و دولةٌ ... فحتمـــــاً تــرونَ البغيَ للهديِ سيِّدا
أصيحُ بصوتٍ مسّهُ الرُّعبُ سائلاً ... أيرتَدُ دهرُ الغدرِ من بعد ما ارتدى ؟
ثيابا من لأفعى وبثَّ سمومَها ؟ ... فقالتْ برحمِ الأرضِ أدركتُ مـولِدا
على باب " بابلَ " كان يُقرَأُ سِفرَهُ ... سيجعلُ مِن " كسرى " هباءً مُبَـدّدا
ويحرقُ من أبناء " يطفنَ " "يوشعاً" ... ويُلقي على الدهرِ السلامَ المُخلَّدا
فإنَّ السلامَ الحقِّ إنْ شعَّ حبُّكم ... يعانقُ مجداُ كان في الدهرِ فرقدا
سيأتي لَكم عَـصرٌ يُصَــنَّـعُ ربُّكم ... بـــــأفكـــــــارِكم فـــاحــــذرْ ولا تَـــــتــقَــلَّــدا
لأنَّ إلـــه الحـــقّ لـيس بـمـُفــســـِدٍ ... ولا قـاتـلاً نـــفـــــــساً لــــــكـــــي يــــــتـــــأيَّـدا
وما القتلُ إلا في عقولٍ تحاشدت ... "بيوشعَ" حتى ساء ذلكَ مَحشِدا
ألا فاقتلوا القتل الذي عمَّ أرضكم ... ونادوا طيور السِّلمِ حَتى تُغرِّدا
_____________________________________________________________________
ورد في هذه القصيدة بعض الأسماء القديمة هي:
1- بعل: إله لمطر عن الكنعانيين.
2- يامو: إله البحر الذي صرعه بعل حسب الأسطورة الكنعانية.
3- يطفن : تنين كبير يصارع الإله صرعه بعل.
4- الماء والتراب والهواء والنار مكونات الحياة حسب الأسطورة المذكورة.
5- يوشع :هو القائد اليهودي الذي دمَّر العديد من المدن الكنعانية ودخل أرض كنعان محتلا وورد في القصيدة على أنه من نسل يطفن وقد أقرّ الكتاب المقدس بجرائمه وقتله وحرقه الزرع والحياة.
6- كسرى: وهو كورش الملك الفارسي الذي أعاد اليهود إلى أرض كنعان بعد السبي البابلي.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر