استشهاد الحاج فؤاد مطر تجسيد لحق العوده./ وائل المهدي

بمناسبه الذكري الثانيه والستين للنكبه أحيا الفلسطينيون والعرب وأقاموا المهرجانات ذات الخطب الرنانه والمسيرات في كل مكان داخل وخارج فلسطين , ولكن الحاج فؤاد مطر الذي تجاوز عمره ثمانين عاما أراد أن يتميز عن الأخرين في طريقه الاحتفال وكان المحرك الأساسي لإحتفاله هو الشوق والإشتياق لأرضه وبلدته الأصليه يبنا التي تقع علي تله مرتفعه جنوب مدينه يافا و التي هجر منها وطرد قبل إثنين وستين عاما , وكان الشهيد المسن يريد تطبيق حق العوده بإجتياز الشريط الحدودي بين غزه والأراضي الفلسطينيه المحتله, ولكن فتحت القوات الصهيونيه نيرانها لتخترق سبع رصاصات جسد الشهيد فؤاد مطر, ومافعله الحاج مطر بمثابه عمليه فدائيه نضاليه تستحق التقدير والتأمل في نفس الوقت لأنها تحمل مدلولات ورسائل متعدده من لاجيء فلسطيني وتحمل إشارات غايه في الأهميه من كل اللاجئين الفلسطينين الذين يقيمون في بلدان ومناطق مختلفه, ومن أهم تلك الرسائل والإشارت هي أن حق العوده لم ولن يكون مجرد حلم وإنما هي واقع وشوق يجري في دماء كل لاجيء فلسطيني ولا يسقط بالتقادم أو بمرور الزمن ,و لا يحق لأي سلطه أو منظمه أو فصيل أن ينوب ويساوم أو يتنازل عن هذا الحق فعوده الاجئين هي من الثوابت الوطنيه التي لا تنازل ولا تفريط فيها , وفي العمليه التي قام بها الحاج فؤاد مطر وإستشهد علي أثرها رساله واضحه مفادها بأن المقاومه والتحرير ليست فقط للشباب أو هي مقتصره علي فصيل أو حزب معين وإنما واجب وفرض علي كل الشعب الفلسطيني من الشيوخ والشباب والنساء وكل منهما يقاوم ويناضل بطريقته التي تناسبه وحسب الإمكانيات المتاحه ,وأيضا رساله لكل من حركتي حماس وفتح بأن المقاومه والنضال ليست حكرا عليهما فقط ولا بأوامر وقرارات منهم ولا يحق لهما اسقاط خيار المقاومه بكافه أشكالها وعلي راسها المقاومه المسلحه, وأيضا رساله للسلطه الفلسطينيه والأنظمه العربيه بأن طريق التفاوض وعمليه التسويه لن تقود أو ينتج عنها عوده اللاجيئن والأرض والحقوق وإنما هي إهدار للوقت ومضيعيه لدماء الشهداء وعذابات الأسري في سجون المحتل الصهيوني وأيضا مساومات مرفوضه علي الحقوق, والرساله الأخري كانت لكل لاجيء فلسطيني بأنه لا ينتظر حق العوده هديه أو منحه من أحد وإنما هو حق مغتصب ويجب أن ينتزع ويسترد بالقوه وبالتحرك في إتجاه الأراضي المحتله كما فعل الحاج فؤاد مطر كأن روح الشهيد تنادي وتصرخ علي كل لاجيء ومغترب بأن يتحرك بقدميه ويعبر الحدود والأسلاك الشائكه في إتجاه الأراضي المحتله , ربما وبدون قصد قد رسم الحاج فؤاد مطر معالم المرحله القادمه في كيفيه تحقيق العوده بعفويه وبفطره الإنسان المرتبطه بالجذور وحنينيه وشوقه لأرضه مهما طال زمن الإغتراب ومهما تكالب وإلتف الأعداء والعملاء علي حق العوده فلابد من العوده والرجوع للأرض والجذور ,وتحيه إجلال وتقدير لشهيد حق العوده الحاج فؤاد مطر ولكل الشهداء والأسري والمناضلين والأحرار.