السيدة نائلة ادريس الكركي، تُقيم وأسرتها في منزلٍ متواضعٍ بحي البستان ببلدة سلوان جنوب القدس القديمة، وهي لا تخفي مشاعر الخوف التي تتملكها وزوجها وأفراد أسرتها من الأطفال، في ظل توارُد الأنباء التي تحمل في طياتها تهديدات جدّية من سلطات الاحتلال وبلديتها اليمينية المتطرفة في القدس بهدم منازل الحي الـ88 وتشريد القاطنين فيها، ومنزلها هو أحد هذه المنازل.
تقول لـ'وفا' إنها وزوجها وضعا كل ما جمعاه في سني حياتهما بالإضافة إلى بيع مصاغها، واللجوء إلى الاستقراض من الأقارب والأصدقاء للتمكن من بناء المنزل الذي تقيم فيه أسرتهما، والتخلّص من أعباء الإيجارات الثقيلة، وكان هذا قبل أكثر من عشرين عاما.
ولم تلجأ الكركي وزوجها إلى مؤسسات البلدية الإسرائيلية في حينها لإدراكهما أن الحصول على رخصة بناء في المنطقة ضرب من الخيال والاستحالة، فضلاً عن تكلفة استخراج رخصة بناء والتي تزيد عن تكلفة بناء المنزل.
وتضيف السيدة نائلة أنها تحاول إخفاء مشاعر الخوف والارتباك عن أطفالها، إلا أن الأمر خرج من يدها، وبات أفراد الأسرة وسائر أهالي الحي يشعرون بخوفٍ شديد من هواجس الهدم والطرد والترحيل والتشرُد، خاصة أن هناك أمثلة ماثلة أمامهم تتمثل بطرد عائلات الغاوي وحنون والكرد من حي الشيخ جراح القريب من أسوار القدس.
وتؤكد أن الأمر انعكس سلبا على أطفالها وأطفال الحي، لافتة إلى التراجع في التحصيل العلمي بسبب الأزمات النفسية التي يتعرضون لها والتي تُصاحب عمليات الاقتحامات والمواجهات المتكررة بين سكان الحي وقوات الاحتلال وقطعان اليهود المتطرفين.
كما أنها تؤكد أن العديد من رجالات الحي باتوا يفضلون البقاء والرباط في منازلهم على الخروج الى أعمالهم، وعوّضوا ذلك بإخراج أبنائهم من مدارسهم للعمل كتعويضٍ عن آبائهم، مما خلط الأوراق وجعل الأمر في غاية الصعوبة والتعقيد.
ولفتت إلى أنها وسكان الحي يواسون بعضهم أحياناً بأنباء يسمعونها بوسائل الإعلام حول تحركاتٍ سياسية هنا أو هناك بخصوص منازل الحي، لكنها تعود وتؤكد أن أمر هدم منازل الحي بات جدياً خاصة أن سلطات الاحتلال والجماعات اليهودية لا تخفي أهدافها، وتؤكد في كل مناسبة أنها ستهدم الحي لصالح إنشاء حدائق تلمودية في إطار إقامة الهيكل المزعوم مكان الأقصى المبارك.
وتفيد السيدة الكركي بأن مشاعر الخوف الشديد التي باتت تسيطر عليها وعلى الجميع زادت في الآونة الأخيرة، خاصة حينما رفضت البلدية مُخطّطات تم تقديمها باسم السكان وتأخذ بعين الاعتبار مصالحهم، وهي مخططات بديلة لمخططات البلدية اليمينية التي تؤكد فيها على بناء حدائق تلمودية.
السيدة نائلة ليست الوحيدة بين أمهات الحي التي بات يتملكها الخوف على منزلها وعلى أفراد أسرتها وتحيطها الأحلام السوداء؛ بل هي مشاعر مشتركة وظلٌ قاتمة تُخيّم على الحي وسكانه كما تُخيّم على سائر أحياء بلدة سلوان ومدينة القدس المحتلة.
وكانت بلدية الاحتلال حدّدت، في رسالة أرسلتها بطريقة أو بأخرى، إلى لجنة حي البستان يوم الخامس عشر من الشهر القادم كآخر موعدٍ لتنفيذ عمليات الهدم لمنازل الحي، فيما أكدت القيادة الفلسطينية بأن هدم أي منزل في القدس سيعني القضاء على أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة وسيقضي على أي إمكانية للالتقاء.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر