ذهب الطفل 'محمد' الى شاطئ البحر بمدينة غزة ليس للسباحة واللعب والترفيه عن نفسه، لكن لبيع ما لديه من سكاكر ومسليات للمصطافين في ذلك اليوم الحار.
محمد الطالب في الصف السادس الابتدائي أنهى قبل أيام عامه الدراسي، ليبدأ الإجازة الصيفية كباقي المئات من أطفال قطاع غزة المحاصر كبائع متجول لمساعدة أسرته الفقيرة.
يرفض ذلك الطفل ذو البشرة السوداء، الالتحاق بالمخيمات الصيفية التي تنوي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأنروا' تنظيمها هذا العام.
'لم أسجل للمخيمات الصيفية كي ألعب وأرفه عن نفسي كباقي الأطفال خلال الإجازة، لأنني أقوم بييع السكاكر والمسليات على شاطئ البحر لمساعدة عائلتي' قال محمد.
ويعتبر شاطئ البحر هو المتنفس الطبيعي الوحيد لأهالي القطاع (1.5 مليون نسمة)، الذي يهربون اليه لغسل أوجاعهم وهمومهم.
وسجلت البطالة نسباً عالية في القطاع وصلت الى حوالي 50% ، بسبب الحصار الاسرائيلي المتواصل منذ أكثر من ثلاث سنوات.
يعلق محمد كرتونة في رقبته يضع فيها بضاعته ليبدأ يوماً من العمل يستمر من التاسعة صباحاً حتى مغيب الشمس وهو يسير على قدميه لبيع ما لديه للمصطافين.
وشدد محمد وهو من سكان مخيّم الشاطئ غرب مدينة غزة، على أن والده مريض وعاطل عن العمل منذ سنوات وأسرته تتكون من خمسة أفراد هو ثانيهم.
وأكد ذلك الطفل الذي كان يرتدي قبعة على رأسه لتقيه من حرارة الشمس، أن الإجازة الصيفة ومدتها ثلاثة شهور تعتبر فرصة له لمساعدة أسرته التي تعتمد عل المساعدات من وكالة الغوث وبعض المؤسسات الخيرية.
وأشار محمد الى أن أخيه الأكبر منه يقوم هو الأخر بالبيع مثله ولكن في مكان أخر.
وبدت علامات التعب والإرهاق واضحة على ذلك الطفل صاحب الجسد النحيل من كثرة السير على رمال البحر وتحت أشعة الشمس الحارقة.
لكنه يتمنى أن يلعب ويمرح كباقي الأطفال على شاطئ البحر وفي المتنزهات والحدائق.
معاناة محمد لا تختلف كثيرا عن معاناة قرينه أحمد حسن (9 أعوام) من حي الشيخ رضوان جنوب مدينة غزة، الذي كان يبيع 'البراد' كذلك على شاطئ البحر.
ألح أحمد كثيراً على أحد المصطافين لشراء كوب من 'البراد' فوافق شفقة على حال ذلك الطفل.
واستشهد خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد قطاع غزة أكثر من ثلاثمائة طفل وإصابة المئات.
قال أحمد: 'والدي مريض وبدون شغل أبيع 'البراد' حتى أساعد أهلي في مصاريف الدار'.
ويحلم ذلك الطفل أن يأتي يوماً يلعب ويلهو به كباقي الأطفال خلال الإجازة بعد عام دراسي شاق وطويل.
'نفسي أعمل طيارة ورقية وألهو بها على شاطئ البحر مع أفراد أسرتي بدلاً من بيع 'البراد' طوال النهار' قال أحمد بعد أن نادى بصوته الطفولي على المصطافين للشراء منه.
وأشار الى أنه في نهاية اليوم يبيع بعشرة شواقل (الدولار يعادل 4.5 شيقل) يعطيها لوالده كي يصرف بها على إخوته.
وكان تقرير صدر حديثاً عن مؤسسة إنقاذ الطفل أوصى بضرورة إجراء جملة إصلاحات تشريعية وقانونية واجتماعية في مجال حماية الطفل الفلسطيني.
وأشار التقرير إلى افتقار الشريحة الأوسع في المجتمع الفلسطيني (الأطفال) والتي تقدّر بأكثر من 50%، إلى نظم وسياسات حماية فاعلة في مجال الحماية من العنف، وتوفير الرعاية الصحية، والاجتماعية، والحق في التعليم، وغيرها من الحقوق التي كفلتها التشريعات والقوانين الدولية الخاصة بالأطفال.
وأوصى التقرير بإنشاء ديوان مظالم خاص بالأطفال نظرا للتعداد الكبير لهذه الشريحة، مؤكدا على ضرورة توجيه الاهتمام نحو زيادة الوعي والإدراك لحقوق الأطفال واحتياجاتهم، وضمان دمج الخدمات المقدمة في الخطط الوطنية، واحترام وتطوير قوانين وسياسات الحماية.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر