ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    الورد في نابلس: السياسة والنوادر

    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : الورد في نابلس: السياسة والنوادر  Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    الورد في نابلس: السياسة والنوادر  Empty الورد في نابلس: السياسة والنوادر

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الإثنين 18 أكتوبر 2010, 10:59 am

    في احد شوارع نابلس بالضفة الغربية، يوجد ما يشبه محل صغير، يشكل استثناء بين المحلات التجارية المحيطة:انه ركن مرسال حطاب لبيع الورود.
    في البلاد التي تنبت فيها 3 آلاف صنف من الزهور البرية كما تقول الدراسات، تغطي فتاة في العشرينات من عمرها، باقة زهور بالكامل، وهي تهم بالخروج من المحل بخطى وئيدة.
    وعندما يقدم البائع حطاب لها الباقة التي أعدت لحفل تخرج من إحدى الكليات المحلية في بلدة مجاورة، يقدمها مطمورة بكيس بلاستيكي اسود، كما طلبت منه وشددت على ذلك.
    وقالت الفتاة التي رفضت الإفصاح عن اسمها 'انه ربما لا يفهم الناس سبب حملي الورد'... لكن الفتاة تمضي وتقول ان الورد جزء من الحياة رغم 'قتامة الحياة السياسية' وغموض المستقبل.
    وتعمل في مدينة نابلس كبرى مدن الضفة الغربية نحو 6 محلات لبيع الزهور، وهي ظاهرة لم تكن موجودة من قبل على نحو ظاهر، وغالبا ما يستورد الباعة وردودهم من مشاتل إسرائيلية.
    وانتقل حطاب إلى البيع في محل الزهور في زاوية صغيرة في آخر شارع سفيان بعدما عمل مطلع التسعينيات في كشك صغير في وسط المدينة التجاري.
    اقتربت من المحل قابلني حطاب يدندن وهو يدير ورشة صغيرة لصناعات الباقات الملونة من الورود. وثمة شاب ونساء يقفون عند الباب، وهناك في الداخل غابة من الشرائط الملونة التي تلف بها الورود التي لا تباع إلا في المدن، ولا يمكن مشاهدتها في القرى الفلسطينية الا في الأفراح وبمناسبات ضيقة.
    ليس الأمر غريبا بالنسبة لحطاب الذي قضى سنوات طويلة مؤمنا بفكرته ببيع الورود حتى في غمرة الظروف الأمنية والسياسية الصعبة التي مرت بها الأراضي الفلسطينية.
    وقال حطاب بعدما ارشد امرأة على الهاتف النقال إلى أصناف الورود التي يبيعها' الناس بدأوا يحبون الورد. ليس هناك علاقة بالسياسة.انها ثقافة'.
    وهناك سؤلا طالما طرحته على مرسال.
    هل كمية الورود المباعة تتعلق بالحالة العامة في البلد؟
    'لا' قال الرجل.' لا علاقة . هذه متعة. الورد يدخل الفرحة إلى قلوب البشر. نحتاج إلى فرحة مضاعفة' أضاف فيما كان يشير إلى صف من العبوات المليئة بأصناف مختلفة من الورود المستوردة من إسرائيل التي تحتل الأراضي الفلسطينية!.
    ومحل مرسال المليء بالورود معمل للنوادر المضحكة، فالفتاة التي طلبت منه ان يغطي كامل الباقة لم تكن الوحيدة التي تشكل نادرة في المحل.
    هناك الكثير كما يقول حطاب ويروي: ذات مرة جاء رجل يوم زواجه الثالث وطلب كمية كبيرة من الورد، لكنه عندما جاء ليأخذها قبيل العرس، حمل شيئا اخرا من شدة الذهول.' لقد اكتشفت الامر بعد ان مضى' قال مرسال وقد انفجر ضاحكا.
    وثمة اكثر من ذلك.
    يقول الرجل، ان احدى الزوجات جاءته وطلبت منه باقة ورد بشرط ان ينقلها لزوجها بمناسبة عيد ميلاده. وعندما هم بالدخول الى مكتبه اشار له الزوج من بعيد بحدة:' لم اطلب ورد. لا اريد شراء ورد. ارجع'.
    ' لكني عندما قلت له هذا هدية من زوجتك. سكت. يبدو انه كان مرعوبا من زوجته'!! قال حطاب ضاحكا.
    في نابلس المدينة المحافظة نسبيا، نادرا ما يمكن مشاهدة مارة يحملون الورد في غير المناسبات الخاصة مثل الاعراس او عيادة المرضى. لكن ثمة باعة احيانا يعرضون ورودا عند زوايا العمارات في المناسبات. وثمة رواد دوريين يشترون الورد بشكل شهري من محل حطاب مثل ضياء سماعنه الذي يسكن احدى القرى القريبة من المدينة.
    وسماعنه الذي يشتري الورد شهريا من هنا، يقول ان عادته هذه لا تتأثر بالاحوال السياسية ودرجة الاستقرار في البلد، او النظرة غير المطمئنة للمستقبل.
    'لا شيء يؤثر على مزاجي. انا افعل هذا منذ اربع سنوات' قال الشاب الذي طلب من حطاب ان يعد باقة خالصة من الورود الحمراء.
    في محل الورد الذي يقع اسفل بناية يمكن الاستدلال عليه من خلال يافطة او من رائحة المواد المعطرة التي ترش على الورد، ثمة اوراق معلقة على الحائط لتعليم المشترين لغة الورد الخاصة بحطاب مثل الياسمين الذي اشار اليه على انه يعني لغة الغيرة.
    للورد عند حطاب مفارقات؛ فالرجل الذي يبدأ يومه وينهيه بتقليب الورد وصفه والشرح عنه للمرتادين، لا يزرع زهورا في منزله، وعلى مدار السنوات الماضية لم يأخذ الى زوجته اكثر من 10 باقات ورد، كما قال!!.
    لكن الامر ليس مشجعا لشاب يدعى اسامه ليشتري ورود من عند حطاب او غيره كما قال.' الورود موجودة في كل مكان. لا داعي لشرائها. الجبال مليئة في الربيع'.
    ويقول كتاب صدر حديثا حول التنوع الحيوي عن جمعية الحياة البرية، إن نباتات فلسطين العضوية الطبيعية تتمثل في 128 عائلة نباتيه منها 14 من السرخسيات و124 من النباتات الزهرية.
    لكن في محل حطاب، حيث يدخل ويخرج الجميع فرحون ليس هناك اي وردة برية؛ فكلها من مشاتل إسرائيلية!.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو 2024, 4:42 pm