ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    عبد الرحمن أبو القاسم: أنا من 'صفورية' قرية أم السيدة مريم العذراء!

    avatar
    يزن المصري
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر السمك جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : عبد الرحمن أبو القاسم: أنا من 'صفورية' قرية أم السيدة مريم العذراء!  Jordan_a-01
    نقاط : 4341
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 09/07/2009

    عبد الرحمن أبو القاسم: أنا من 'صفورية' قرية أم السيدة مريم العذراء!  Empty عبد الرحمن أبو القاسم: أنا من 'صفورية' قرية أم السيدة مريم العذراء!

    مُساهمة من طرف يزن المصري الأربعاء 27 أكتوبر 2010, 1:02 pm

    عبد الرحمن أبو القاسم: أنا من 'صفورية' قرية أم السيدة مريم العذراء!  26qpt83
    هذه المنطقة من فلسطين وسورية ولبنان والأردن كانت تسمى بلاد الشام قبل اتفاقية سايكس بيكو في التقسيم، وما زالت بهذا الاسم في قلوب الناس وعلى ألسنتهم. إن شعوب هذه المنطقة لم يعطوا لهذا التقسيم أهمية، وأعتقد أن الاستعمار لا يستطيع أن يغير من قناعات الشعوب بحقهم حتى لو أطلق ما يريد من أسماء على الأوطان والمدن والقرى عندما يحتلها، لأن أبناءها يحفظون أسماء مدنهم وقراهم وكأنها محفورة في حبات القلوب. وقراء 'القدس العربي' يلتقون اليوم مع قامة مسرحية شامخة، ما زال المشاهدون يذكرون بإعجاب رفيق القسام (أبو إبراهيم) في مسلسل الشهيد عز الدين القسام. درجت طفولة هذا الفنان بين مدينة حيفا وقرية صفورية في الجليل، جاء طفلا إلى دمشق وأقام فيها بعد أن احتل الصهاينة أرضه وهجروه مع أهله، لكن الشام كانت جزءا من وطنه وستظل، فقد نشأ فيها وتعلم وعلَّم وأعطى وأبدع كغيره من الأعلام المتميزين، إنه الفنان الكبير المتألق في الدراما عبد الرحمن أبو القاسم الذي قدم الكثير من الأدوار الواقعية والتاريخية، من بداياته الرائدة في المسرح المدرسي حتى الآن، فهو معلم ومثقف، استقبلنا مشكورا في مكتبه بكل كرم وطلاقة وإشراق.
    * سننطلق من البداية، من حيفا بالذات من حيث تأثيراتها النفسية فأنت ابنها وتحتفظ بأطياف وصور، ربما غائمة عن أهلها، حدثنا قليلاََ ًعن هذه البدايات، سواء كانت واقعية أم في الخيال؟
    * 'أنا بالحقيقة من مواليد فلسطين 1942. ولدت في مدينة حيفا، لأن حيفا هي بلدة الوالدة، والدي من قرية متواضعة تنام على كتف الجليل الأعلى اسمها صفورية قضاء الناصرة، ولكني عملياً من مواليد حيفا. أعرف حيفا كما أعرف صفورية لأني عشت هناك وأنا طفل، فعندما خرجنا من فلسطين كان عمري ست أو سبع سنوات، لذلك ما حفر في ذاكرة الطفولة مازال موجوداً حتى هذه اللحظة، وأظن أنني ما دمت حياً لن تمحى من ذاكرتي صور هذه الذكرى. على العموم من أجل الأمانة التاريخية أقول إن صفورية، قريتي في فلسطين، هي قرية متواضعة ولكنها تملك تاريخاً مذهلاً جداً، على سبيل المثال هناك دير في صفورية اسمه دير السيدة حنه، وكثير من أخواننا المسيحيين لا يعرفونها، والسيدة حنه هي أم السيدة العذراء. إذاً، أم السيدة العذراء من قريتنا.. والعذراء هي ابنة ضيعتي، وهذا ما يكسب ضيعتي قيمة على كافة الصعد. قرية صفورية، يقول الطبري وليس عبد الرحمن أبو القاسم: إنها أول قرية آمنت بدعوة السيد المسيح وكان عدد سكان القرية في ذلك الوقت حوالى 400 فرد وكان هناك حاكم روماني يدعى بيلاطس، كان مناهضاً لدعوى المسيحيين عاقب أهل الضيعة بأن وضع على جانبي الطريق من صفورية إلى الناصرة أربعة عشر ألف صليب وصلب أهل القرية جميعا، رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا. وهناك مكتب قديم، مازلت أذكره حتى الآن في أعلى قمة في القرية وهو أثر روماني قديم. إن القرية، حقيقةً، حبلى بالكثير من المعطيات التاريخية والدينية كما فلسطين بشكل عام لأنها أرض مقدسة. خرجنا من صفورية واليهود كانوا يتبعون سياسة معينة، حيث كانوا يحاصرون ثلاث جهات من المدينة أو القرية ويتركون جهة واحدة مفتوحة وهي لتسهيل هروب المواطنين خارج البلد بعد أن يدفعوا بقواتهم وإطلاق النار من جميع الأسلحة التي بحوزتهم مما يدفع الناس للهروب والنجاة بحياتهم من الاتجاه الوحيد المفتوح، وهو الاتجاه الذي يرغبون بتوجيه الناس إليه وهو الاتجاه إلى لبنان، لأننا قريبون من لبنان فتوجهنا إلى لبنان. أذكر حينها أني كنت في السادسة أو السابعة كما سبق وذكرت، خرجت حافي القدمين الشوك أدمى قدمي الطفل الصغير عبد الرحمن، أحد الشيوخ وضعني على ظهر حمار (يقال له في ذاك الوقت حمار صليبي ويبدو لي أنه من نتاج الانكليز الذين كانوا موجودين في فلسطين أثناء الانتداب البريطاني وهذا تهجين بين الأتان العربية وبين الحمار، إن جازت التسمية الصليبية فكان عالي القامة) أردفني وراء ستة أو سبعة وساروا بنا إلى مرحلة متقدمة من الحدود اللبنانية، نزلوا في القرعون وفي أم جبيل وتسولنا، لأن والدي لم يخرج معنا بل بقي مع أعمامي في صفورية يناضلون، والوحيد الذي خرج معنا هو جدي الشيخ الطاعن في السن، ذهبنا نتسول كي نطعم أو نسكت الأفواه الجائعة التي كانت برفقتنا طول الطريق وهم إخوتي وأبناء عمومتي وعماتي وإلى آخره.
    بعد شهرين تقريباً عاد والدي من فلسطين وهو يحمل بيده بندقية منكسة. للأسف الشديد، هذه البندقية باعها في لبنان، وبثمنها جئنا إلى سورية فكانت ثمن الطريق. عندها أدركت، وبشكل مبكر عندما باع والدي البندقية، أن القضية كلها أصبحت في خبر كان. وبعد مرور عدد من السنين وبدء العقل الواعي في التفكير ملياً بما حدث، بدأت أعمل في المسرح في المرحلة الابتدائية، وبالتالي كان كل المسرح يعمل في ذلك الوقت باتجاه فلسطين ومن أجل فلسطين. كنت في مدرسة شكري العسلي في الميدان، وقدمنا مسرحية بلال مؤذن الرسول ولعبت شخصية بلال وقد صبغوني بالشحار، كانوا يستخدمون فلين الزجاجات الفارغة يحرقونها ويستخدمونها ماكياجا حيث أنه لم يكن هناك من يعرف ما هو المكياج، حتى الإضاءة كانوا يعملون حزمة أسطوانية من الورق المقوى وتوضع في داخلها لمبة ويسلط الضوء على الممثل أو على الكادر المراد إظهاره، هكذا كانت الإضاءة وهكذا كان الماكياج. هكذا قدمنا بلال يومها، وأذكر هذا دائماً للصحافة ولسواها. أعطانا مدير المدرسة صرة ملبس على لوز، انا أتحدث قبل زمن لا يقل عن خمسين أو خمس وخمسين عاماً، وقد أعطاني المدير بالحقيقة صرتين، واعتقدت فيما بعد أن الصرة الثانية التي ميزت فيها عن أقراني أنها هي التي قادت قدمي إلى المسرح.
    * من بدأ بالمسرح بهذا العمر المبكر وقدماه تنزفان دماً من الشوك على دروب التهجير والاحتلال، لا بد أن يتحول هذا الدم وهذا المسرح الى نجاح وتميز، المسرح هو أبو الفنون كما يقولون، وأنت من أهم نجوم المسرح العربي وأساتذته، كيف ترى تراجع المسرح؟ وهو تقريباً غير موجود، وإن وجد فهو خجول، ما هي الأسباب؟ هل هي الحرية؟ أم هو المجتمع وضعف اهتمامه بالثقافة؟
    * 'قد أخالف البعض بأن المسرح يلفظ أنفاسه الأخيرة، فأنا مازلت أعيش الحالة المسرحية وأرى في محيطي ممن يتعاملون مع المسرح على أنه حقيقة لا بد من وجودها في مجتمعاتنا، وبالتالي هناك جيش من الفدائيين المسرحيين الذين يأخذون على عاتقهم أن يقدموا عروضاً مسرحية في أكثر من مكان، ولاسيما في سورية عندنا هنا، فهذا هاجس طبعاً. هناك انكفاء للمسرح الرسمي بشكل عام. وهناك عدة عوامل حالت دون أن يستمر بالشكل الذي اعتدناه منها، لنقل الحرية على رأس هذه المسألة. الحرية أصبحت كما لو أنها إطار يؤطر كل الأعمال الفنية والأدبية في مجتمعاتنا. هنالك دائماً رقيب يحمل مقصاً، ومقصه ماض جداً يقص كل ما لا يتناسب مع موقعه وموقفه من هذه المسألة. على سبيل المثال، التلفزيون الذي جاءنا ضيفاً واستقبلناه بالأحضان أخذ من الهم المسرحي الكثير، لذلك تجدين أن الجمهور يتسمر خلف هذه الشاشة السحرية ساعات طوال وهو متكئ مضطجع على كنبة، وبالتالي تأخذ منه كل وقته ولا يريد أن يذهب ويكلف نفسه عناء الذهاب لمشاهدة عروض مسرحية إلا القليل من الناس المعنيين بهذه المسألة، هذه بعض الأسباب على ما أعتقد التي حالت دون أن يستمر المسرح في ألقه الذي عهدناه والذي تربينا أصلاً عليه. أنا أذكر أنني في الخمسينات عندما كنت آتي إلى مسرح القباني لأحضر عرضا مسرحيا وكنت طفلا، كنا نأتي من مخيم اليرموك حيث كنا نسكن، كانت الشوارع غير معبدة وكانت كلها وحلا وطينا، فآتي إلى كباس كان في دمشق (والكباس هو صنبور مياه يعمل بالكبس عليه) وأغسل حذائي من الوحل والطين حتى أدخل إلى المسرح، وأنا إلى حد ما في بعض من أناقتي غير المتوفرة. هكذا كنا نتعامل مع المسرح، والناس مثلي كثر. الآن، على الرغم من التسهيلات، نرى الاهتمام ضعيفا. فالمسرح القومي، على سبيل المثال، يقدم عروضه مجاناً للجمهور، ومع ذلك لا نرى جمهوراً! هذا يعني أن هناك شيئاً ما يحدث في هذا المجتمع الذي نعيش فيه. أولاً، أريد أن أقارن بين المسرح التجاري والمسرح الرسمي المسؤول، المسرح التجاري عندما يريد أن يقدم عرضاً مسرحياً يحشد له إمكانية هائلة من الدعاية والإعلانات، تجدين أن الدعاية قد عمت العاصمة والمدن الأخرى مثل الساحل السوري والشمال والجنوب والشرق والغرب، كما أن اللوحات الإعلانية في الشوارع تكرست لهذا العمل التجاري، وبالتالي يجني أرباحاً هائلة. وحدث الآن ما يسمى بـ (السبونسر) أو الرعاية، وهو عبارة عن شركات وبعض القطاعات ذات رأس المال تتبنى هذا العمل وتقدم له التسهيلات، وقد تقدم له المال في كثير من الأحيان، وبالتالي تجدين أن الجمهور يأتي ويدفع ثمن البطاقة مبالغ طائلة من أجل أن يحضر هذا العمل أو ذاك، لأن منتج العمل استطاع أن يسوق هذا العمل من خلال الدعاية والإعلان، هذا غير متوفر على الإطلاق فيما يخص المسرح الرسمي كالمسرح القومي، هم يعملون بعض الدعايات الخجولة هنا وهناك ولا تتجاوز باب مسرح القباني وباب مسرح الحمرا وبعض اليافطات التي قد توضع في بعض المفاصل غير المرئية حتى.
    *هل نفهم أن الخصخصة أصبحت ضرورية للفنون حتى تقوم الشركات بالدعاية وإعلام الناس بالمسرح؟
    * 'أنا أريد أن أعرج على مسألة لتقريب الموضوع، عندما ينتج منتج صناعي في بلد ما يكرس له التلفزيون من أجل أن يقدم له الدعاية، لذا تجدين في التلفزيون العربي السوري الكثير من المواد التي تصنع محلياً أو غربياً يفسح لها مجال من الدعاية والإعلان في التلفزيون ما يفوق التصور لتسوق هذه المادة، والمسرح كذلك هو مادة، ولكنها ليست عينية بل هي فكرية ثقافية ولكنها بحاجة للترويج والتسويق بنفس الطريقة، بل أكثر من ذلك.
    * نعرج قليلاً على الإذاعة، فأنت من رواد الدراما الإذاعية كذلك، هناك تراجع أيضا في الإذاعة بينما لا نجد إقبالا إلا على الشاشة الصغيرة وأصبح من يشاهد هذه الشاشة تقريباً هم العاطلون عن العمل أو من لا يعملون بشكل دائم وهم أقلية بالمجتمع، فأين دور الإذاعة بين الشاشة والمسرح والمجتمع؟
    * 'الإذاعة، قبل أن يأتي إلينا التلفزيون بسحره اللامتناهي، كانت هي المصدر الرئيسي للمعلومة للناس دائماً. في دمشق، وأنا أذكر هذا جيداً، كان الراديو أيامها سحارة خشبية كبيرة، وكان يعمل على البطارية أحياناً، ولكن الناس كانت تتسمر خلف هذا الجهاز السحري الذي يسمى الراديو، والإذاعة هي التي كانت تمده بكل المواد السياسية والمعرفية وما إلى ذلك. عندما جاء التلفزيون سرق هذا الدور من الإذاعة، فلذلك همشت. الآن من يستمع إلى الإذاعة سائق التاكسي إن لم يكن يستمع إلى شريط لهذا أو ذاك من المطربين، يستمع لها بعض الناس القلائل جداً، إذاً قد تقلص دور الإذاعة إلى ما يقارب العدم. الآن أصبح التلفزيون للعاطلين ولغير العاطلين عن العمل، لأن هناك خيارات عديدة للمشاهد، وبالتالي يشد المتلقي لينسى كل ما حوله'.
    * التلفزيون الذي يأخذ هذه الهالة الكبيرة، ألا تعتقد أنه في ظل وجود الإنترنت، والعمل المضني لفئة كبيرة من الناس، هل تحجم الاهتمام بالتلفزيون؟ وهل ستتشكل عقبات مستقبلية له؟ وهل هناك قنوات أخرى مثل السينما؟
    * 'لا شك أن الإنترنت لعب دورا كبيراً واستحوذ على فئة الفتيان والشباب، في الحقيقة أنا حتى الآن لا أعرف كيف أدخل على الإنترنت وأطلب من ابني أن يساعدني عندها أستطيع أن أدخل وأقرأ ما يوجد فيه. لاشك أن هناك ثورات دائمة ضد الشيء الموجود، جاء الإنترنت ثورة على التلفزيون كما جاء التلفزيون ثورة على الإذاعة. الآن، الثورة القادمة هي ثورة الأبعاد الثلاثة في التلفزيون حيث أن المشاهد يشعر بنفسه وكأنه في قلب الحدث ويشعر بأنه مشارك فيه، كما أنك قد تبتعدين خوفاً من هر أو وحش قادم إليك، تعتقدين أنه في دارك وأنه فعلاً سيفترسك. فعلاً هناك دائماً ثورات، وطالما كانت هناك ثورات لا شك أننا نمضي باتجاه إلى مكان ما، كما وصلوا الى القمر. إذاً، هناك حالة تنافسية في العالم.
    والسينما أيضاً اليوم تبحث باتجاهات جديدة، الآن اختلفت كل القيم والموازين المتعارف عليها، فبوجود التقنية الرقمية استغنينا عن الأفلام الخام التي كان يؤتى بها من أجل تصوير فيلم. الآن على كاميرا وعلى أشرطة كاسيت تستطيعين أن تصوري أهم الأفلام السينمائية، وهي عمليات فنية صغيرة جداً تستطيع أن تضعك أمام سينما متطورة ومتقدمة. إذاً، العالم يبحث والعالم يتجه باتجاه شيء لا أحد يعرف إلى أين يصل. كل العالم يبحث، وكل يسير نحو البحث إلا نحن العرب، فنحن للأسف الشديد مازلنا خلف شعوب العالم قاطبة، إيران من ثلاثين عاماً استقلت، الآن هي تشكل تهديداً ولو كان متواضعاً لأقوى قوة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية. إيران الآن ستصل إلى القمر وما حدا أحسن من حدا، اخترعت طائرات ومدفعيات وصواريخ عابرة، اخترعت غواصات، هذا البلد يسير باتجاه البحث والتطوير وتنويع المصادر. نحن ما زلنا استهلاكيين، نشتري أسلحتنا من الخارج، ودائماً هذا الخارج الذي يسوق لنا هذه الأسلحة هو مسيطر حتى على هذه الأسلحة وكيفية استعمالها في بلادنا وأوطاننا. وإذا حاولنا تطوير بعض هذه الأسلحة يحاسبنا على هذا التطور الذي أجريناه، إلى متى هذا سيستمر؟ أظن أننا طالما نحن نعيش بهذا الشكل، ولا اسم لما نعيشه ولا قاعدة ولا شيء يمكن أن يمسك بفهم هذه الحالة، نحن نعيش خارج الزمن! وهذا، للأسف الشديد، ومن المؤلم أننا نحن الذين وزعنا الحضارة للعالم، نحن سوقنا الحضارة لفرنسا وأمريكا وأوروبا، نحن أصحاب التاريخ العريق، الآن نحن في ذيل الشعوب. إسرائيل، عدونا، تعدادها لا يتجاوز الخمسة ملايين، ولكنها أصبحت تبيع أسلحة لروسيا الدولة العظمى. لماذا هذه الدولة استطاعت أن تصنع الطائرات والأفران الذرية وأصبح لديها كل أسباب البقاء والتوسع، هذا هو الكيان الصهيوني، لماذا نحن لا؟ نحن لا نقل لا عقلاً ولا فهماً ولا إدراكاً عن اليهود الذين يحتلون أوطاننا. إذاً، نحن علينا أن نعيد صياغة أفكارنا من جديد، ترتيب أولوياتنا، ماذا نريد من هذا العالم؟ ماذا نريد من حياتنا؟ ماذا نريد لشعوبنا؟ كيف نتقدم بهذه الشعوب إلى مصاف الشعوب الأخرى التي تحترم نفسها؟ أسئلة كثيرة وكبيرة جداً، نحن بحاجة للإجابة عنها، ليس نظرياً بل عملياً'.
    * البعض يحمل هذا التخلف أو جزءا منه إلى وجود إسرائيل في المنطقة والانشغال بقضية فلسطين وبأن جميع الجهود العربية كانت موجهة إلى هذه القضية بحيث لم نلتفت لهذه الأمورالتي تضعنا في طريق التقدم، هل هذا أساس تخلفنا؟ وهل أخذ من العرب كل الجهود التي كان يجب أن تكرس للتطور؟
    * 'أنا لا أظن ذلك على الإطلاق، وأعتقد أنه بسبب وجود إسرائيل التي عملناها بشكل مشجب وشماعة نضع عليها كل إخفاقاتنا، أنا أعتقد أن وجود إسرائيل أصلاً كان المفترض أن يكون سبباً في تطورنا بشكل عام على كل الميادين. إن الإسرائيليين الآن يعلمون العالم كيف يمكن أن يزرعوا لديهم علماء في الزراعة، بينما نحن مازلنا نزرع بالطرق التقليدية، إذا أمطرت السماء زرعنا وإذا لم تمطر لم نزرع. ممنوع حفر الآبار في سورية وغيرها خوفاً على المياه الجوفية. هذه المياه الجوفية علمياً تتجدد بشكل مستمر طالما هناك أمطار، فهي في تجدد وتخزين مستمر. اسمحوا للناس بأن يحفروا آبارا وأن يغرسوا أشجارا، بأن يبحثوا باتجاه الزراعة بشكل علمي. بادية تدمر، وأنت تعرفينها جيدا، الطريق من دمشق إلى حمص هذا الطريق الصحراوي، لماذا هذا القفر في هذه المناطق، لو أنه في دولة أوروبية لكان سهلا أخضر. إذاً، نحن بحاجة إلى إعادة صياغة أنفسنا من جديد. بادية تدمر لو استخدمت زراعيا لكانت سلة سورية الغذائية، هذه البادية المرمية من دون فائدة. ابحثوا عن الماء وكيف يمكن أن تجروه، هناك مياه قادرة على أن تكفي سواء بالتنقيط أو بطرق أخرى، وهناك مقدرة على أن تزرعي هذه المناطق حتى لو كانت شحيحة'.
    * هذا العام شهدت الفضائيات العربية ضخا دراميا متنوعا، وجاءت الأعمال السورية الأغلب، والممثل يظهر في أكثر من مسلسل بحيث تختلط الرؤية على المشاهد، وعندما تظهر الشخصية على الشاشة فإن المشاهد يتابع الشخصية وليس مضمون القصة، هل هذا لصالح الدراما السورية؟
    *'هذا ليس لصالح كتاب السيناريو، لأننا عندما نتابع الشخصية نجد موضوعا يطرح ونتابع أنها مأساة. لا شك أن هناك كثيرا من الممثلين يعملون في أكثر من عمل، وهكذا نعود إلى نفس الزاوية التي انطلقنا منها بسبب الحاجة والفاقة لأن فنانا عليه أن يعمل عشرة أعمال سنويا لأجل أن يعيش هذا العام، بينما نرى في أوروبا أن عملا واحدا يعيشون منه عشر سنوات. وهنا المفارقة، هناك في أوروبا عندما يمثل الممثل في فيلم أو مسلسل يعيش على مردود هذا المسلسل من القنوات التي تعرضه طوال العمر طالما يعرض يأتية دخل من القنوات التي تعرضه، نحن حق الممثل مهضوم بل لا يوجد حق للممثل، سأعطيك مثلاً عني: أنا ممثل يفترض أنني معروف في هذا البلد ومن الذين قدموا حياتهم لهذا الفن، عملت في سبعة أعمال هذا العام ولحد الآن لم أتقاض قرشا سوريا واحدا، لأن أغلب المنتجين تحولوا إلى نصابين وكلهم يقولون لك غدا او بعد غد إلى أن يسوق أعماله وتأتيه مبالغ، طبعا قد يكون هذا استغلالا ولكنه تحول إلى قاعدة. وعلى هذا المقياس قيسي (هل أصبحت دفاتر سمانة)؟! نعم حتى السمان أفضل حالا لأن السمان يتقاضى ثمن بضاعته مباشرة، نحن نتقاضى ثمن بضاعتنا بعد حين. طبعا هذا لا يساق على كل الفنانين، هناك فنانون لا ينجزون عملهم إلا وقد دفع أجرهم كاملا وغير منقوص، وهؤلاء يعدون على أصابع اليد الواحدة'.
    * هناك من يقول أصبح الفن الدرامي تابعا للممثل وصورته وهذا خطر كبير بينما يجب أن يكون الممثل هو التابع للنص، لتجسيد الحدث الدرامي، هذه المقارنة كيف تنظر إليها؟
    *' أنا قد أخالف هذه الآراء قليلا لأن العمل الدرامي بشكل عام، سواء كان في التلفزيون أو السينما أو المسرح، هو عمل جماعي، والعمل الجماعي لا يمكن أن ينجز إلا من خلال هذه الجماعة: الكاتب، المخرج، الممثل، المصور، المهندس، الموسيقى، الديكور، كل هذه العناصر تجتمع من أجل أن تقدم لك العمل سواء كان بشكل صورة على التلفزيون أو سينما أو على المسرح. في هذا العمل الجماعي لا يمكن أن نقول من هو الأساس ومن هو الصح أو الغلط، كل هؤلاء الناس يصنعون العمل الفني، وكل يعطي بقدر ما وهبه الله، وبقدر ما فهم طبيعة هذه الشخصية، بيان هذه الشخصية صعودا وهبوطا، وبالتالي بقدر ما يكون عازفا ماهرا يقدم هذه الشخصية للمتلقي. ومن هنا يأتي انتماء المتلقي إلى سين من الناس كممثل، ومن هنا يأتي بالمقابل النفور من هذا الممثل أو من ذاك لأنه لم يستطع أن يقرأ هذه الشخصية قراءة منطقية علمية'.
    *أعمالك الدرامية كثيرة ومتعددة، أي منها تعتز به وما زال له بصمة عندك، وما هي مشاريعك الجديدة؟
    *'لا أريد أن أقول مثل زملائي أنها كلها أبنائي. لا، ليس كلها أبنائي. هناك أبناء يكونون عاقين أحيانا، أنا أذكر 'حرب السنوات الأربع' على سبيل المثال للمخرج المبدع هيثم حقي، كان يتحدث عن حرب بين ليبيا وأمريكا عام 1903 تصوري أمريكا هاجمت ليبيا بأساطيلها، هذا لا يعرفه الناس. أنا عملت شخصية الجنرال وليام إيتون القائد العسكري الأمريكي الذي هاجم ليبيا ليحتلها، هذا من الأعمال التي أعتبر أنها قد تسجل. في تاريخي الجوارح للمبدع نجدت أنزور على سبيل المثال هذا أيضاً من الأعمال الجميلة، هو أول كتابات الأستاذ هاني السعدي هو من أول الأعمال الفنتازية التي قدمت على الشاشة العربية، لذلك قدمنا شيئا متميزا في حينها وصار تقليدا. ولكن يظل العمل الأساس هو الأساس ولم يستطع أحد أن يتجاوز هذه الأعمال لا شك قدمت أعمالا كثيرة منها الجيد ومنها الوسط ومنها السيئ، ولكن هاتين المحطتين هما الأساس الذي أفتخر وأعتز به'.
    * عند اختيار العمل وفي هذا العمر وبعد هذه التجربة، إن جاءك عمل كوميدي هل تحب الكوميديا وترغب بالعمل بها؟
    * 'أنا أحب الكوميديا ولكني لا أحب التهريج، فهناك فارق أو مسافة بين الكوميديا والتهريج، أنا من الممكن أن أعمل أعمالاً كوميدية، الكوميديا السوداء أو كوميديا الموقف، موقف ما جدي جداً قد يضحكك ولكن أن أسعى لتقديم أعمال كوميدية لمجرد أنها كوميدية وأن أضع سناً أسود أو أضع تقويم أسنان أو أن أضع شيئا ما من أجل أن أضحك الآخر، هذا التهريج لا يناسبني ولا يناسب حياتي وإيقاع حياتي، وبالتالي لن أعمله وسأعتذر لأنني لا أجد نفسي فيه. ولكن إن جاءني عمل يتعلق بالكوميديا السوداء وكوميديا الموقف سأكون أول العاملين به'.
    * كيف ترى مستقبل الدراما السورية ضمن المسلسلات المدبلجة التركية ضمن التعاون مع الخليج ومع مصر؟
    * 'أولاً، نحن كنا نعرف ونسمع منذ زمن أن الفن وأن التلفزيون في مصر الشقيقة في مرحلة من المراحل كان الدخل الثاني بعد السياحة في مصر، الآن أعتقد أن الدراما السورية وصلت إلى مرحلة استقطبت كل أنظار أهلنا العرب في كل بقاع الوطن العربي، وحتى في أوروبا نحن نسير في الاتجاه الصحيح. أما قولك قبل قليل إن كانت هذه نهاية بداية الدراما السورية أنا لا أظن ذلك، لأننا نحاول في الدراما السورية أن نطور أدواتنا على كل الصعد من النص إلى الإخراج إلى التمثيل وأيضاً الإضاة فلدينا مهندسو إضاءة ومهندسو صوت متميزون، وبالتالي الكل يبحث في اتجاهات جديدة، رغم أن أغلب مخرجينا الآن الذين يتبوأون المساحة الأولى لهذه الأعمال الدرامية هم ليسوا أكاديميين، بل تتلمذوا على أيدي مخرجين آخرين، وقد يكون هؤلاء غير أكاديمين أيضاً، وهناك بعض الاستثناءات طبعاً. ولكن هناك ما يسمى بالموهبة والحرص، هم موهوبون، وبالتالي يقدمون هذه الأعمال التي ترقى حتى إلى مستوى عالمي. فأنا عندما أقارنها بالأعمال التركية أجد أن الأعمال السورية أهم بكثير. قد تكون الأعمال التركية لا تناسبنا اجتماعياً، لكن هناك تيارات في تركيا تناسبنا وتحكي عن نفس همومنا وتقف عند حد الحرام والحلال. أنا من وجهة نظري، الأعمال السورية التي قدمت خلال الخمس أو العشر سنوات الأخيرة هي أهم بكثير من الأعمال التركية. وهناك أيضاً الأعمال الإيرانية، وهذه أعمال مهمة. والسينما الإيرانية سينما متقدمة جداً، فهي رقم صعب لا يمكن أن يتجاوزه الإنسان حيث أنهم يقدمون أعمالاً دينية واجتماعية فيها قيم إنسانية وأتمنى أن نقدم أعمالاً درامية بهذا المستوى من هذه الأعمال من هذه القراءة الدرامية سواء كانت إيرانية أو أوروبية أو أمريكية'.
    * هل فكرت بالإخراج، خاصة أن هناك الكثير من الممثلين اتجهوا نحو الإخراج؟
    * 'عندما كنت في بداياتي فكرت بالإخراج وقدمت بعض الأعمال المسرحية من إخراجي، ولكنني لم أكتشف نفسي في الإخراج، ولذلك حتى في الدراما التلفزيونية لا أجد نفسي ميالا للإخراج إطلاقاً، أنا أجد نفسي ممثلاً أنا مؤمن بالاختصاص'.
    * بالنسبة للعائلة، هل بين الأولاد من لديه نفس الاتجاه؟ وهل من وجهة نظرك أصبح الأمر موروثاً فليس التوارث فقط بالسياسة والاقتصاد والطب والمحاماة، هل أنت مع فكرة التوارث؟ أم أنه يجب أن يكون الأولاد أحراراً في اختياراتهم؟ أم أن للبيئة تأثيرها في هذا الأمر؟
    * 'سيدتي أولاً كان آباؤنا الأولون يورثون مهنهم وصناعاتهم لأبنائهم، النجار يورث ابنه النجارة، والحداد الحدادة وما إلى ذلك. هذا القطاع الذي نعمل نحن به حالياً هو قطاع أدبي ثقافي إبداعي، وهذا برأيي لا يورث لأن هذه المسألة تحكمها عدة قضايا، يجب أن تكون هناك موهبة، ويجب أن يكون هناك علم ودراسة. فعندما يريد عبد الرحمن أبوالقاسم أن يورث ابنه التمثيل إذا لم تكن هناك بذور عند ابني أو ابنتي لها علاقة بالتمثيل أو الموسيقى أو بأي حالة إبداعية، لا أستطيع أن آخذ بيدها أو بيده إلى هذا القطاع. لكن عندما أجد أنه تتوافر لديه الإمكانية آخذ بيده إلى أبعد حدود المساحة. الآن أشاهد أبناء بعض من زملائي، منهم من هو موهوب، ومنهم من هو نصف موهوب، ومنهم من هو ليس موهوباً على الإطلاق، وبالتالي بحكم موقعهم كمخرجين أو كمتنفذين يحاولون أن يسوقوا أبناءهم في هذه المهن مثل السياسيين الذين يورثون أبناءهم، فنحن على مشارف الوطن العربي ونرى ماذا يحدث فيه، فكل زعيم يريد أن يورث ابنه ليكمل مشواره الذي بدأه، ولا ندري إن كان سيكمله أم أنه سيختار طريقاً آخر، ولا ندري إن كان سيسير بهذه الأُمة وهذا الشعب إلى شاطئ الأمان أم لا'.
    * هل العمل الفني وخاصة التمثيل يؤدي إلى بعض المنغصات في الحياة العائلية سواء مع الزوجة أو مع الأولاد؟ وبعد هذه التجربة هل مرت عليك ظروف كان العمل هو الأساس في بعض الخلافات؟
    * 'يا سيدتي مرت وما زالت تمر. أنا الآن على أبواب السبعين، وأطرق السبعين بقوة وبالتالي وحتى هذه اللحظة وبعد أن شاب شعر الرأس والذقن وشاب حتى الدماغ من الداخل تبقى المرأة هي المرأة في اعتقادي، وهذه المرأة برأيي لن تتغير هكذا خلقها اللّه وهكذا ستبقى: من التي اتصلت بك؟ من التي ستقابلها اليوم؟ من.. ومن؟ ومليون من؟ ومليون سؤال يومياً وعلي أن أقدم تقريراً يومياً مفصلاً عن تحركاتي كما لو أن المرأة لا تثق بالرجل بالعموم، وبالتالي تبدأ منغصات الحياة الاجتماعية من هذا الباب. أنا لا أقول ان المرأة لا تثق بالرجل فقط، بل والرجل أيضاً لا يثق بالمرأة بالمقابل بنفس الكمية. وفي حال عدم وجود الثقة بين الزوج والزوجة ستنهار الحياة الأُسرية والحياة الاجتماعية قاطبةً، لذلك مسألة الثقة يجب أن تكون هي العامل المهم في حياة الزوج والزوجة. والمرأة عندما تدرك هذه المسألة تستطيع أن تنجح في حياتها الزوجية والاجتماعية، وتستطيع أن تقدم نفسها قرباناً للزوج. وعندما يرى الزوج هذا الشيء ممارساً عملياً، فبالتالي ستكون علاقته بزوجته وأسرته مختلفة تماماً. 'أحبك، أحبك' كلمات عبارة عن إنشاء، عندما تقولين 'أحبك'، أقول أرني هذا الحب، دعيني ألمس هذا الحب، الحب ليس إنشاء، الحب ممارسة عمل، دعيني أرى هذا الحب عملياً'.
    *بدأنا بفلسطين وبالشوك الدامي وسنختم بالشوك الدامي في الطريق إلى القدس، كيف يرى الأُستاذ عبد الرحمن اليوم ما وصلت إليه قضية السلام وقضية فلسطين، والقدس الجريح بالذات، هل ستدمى أقدامنا وقلوبنا إلى أجل غير مسمى؟
    * ' (لا يغير اللّه ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). أنا، وطيلة حياتي وحتى هذه اللحظة وحتى بعد أي لحظة أعيشها، مؤمنٌ إيماناً مطلقاً بأن القدس وفلسطين قاطبةً ستعود، ولا يمكن أن تستمر تحت نير هذا الاحتلال الاستيطاني المسمى إسرائيل. ولكن، هناك معطيات على الأرض وفي الواقع قد تخالف رأيي. عندما أرى أن القدس الآن لم يبق منها إلا حي أو حيان آخران وقد هوِّدت القدس، عندما أرى الضفة الغربية وقد جثم الاحتلال على صدور مواطنيها، عندما أرى غزة وقد حوصرت من كافة الجهات واليهود يدخلون ويخرجون على حدود غزة أينما وكيفما شاءوا، ويقصفون المعابر والطرقات متى شاءوا، أتساءل: إلى متى سيظل هذا الواقع قائما؟ أنا مؤمن بأن هناك تغييرا وبأن هذا الاحتلال الجاثم سيزول، ولكن متى؟ بيدنا نحن، كعرب، أن نعجل أو نؤجل في هذا الاستعمار. علينا أن نعجل في زوال هذا الاستعمار الاستيطاني، لأن إسرائيل لن تتوقف عند حد القدس وفلسطين، صدقيني. أنا أرى - كما أراكِ الآن- أنها ستطال بأيديها مناطق أخرى في الوطن العربي وقريبةً منها: سورية والأردن ولبنان ومصر. إذاً، هذا الأُخطبوط الصهيوني ذو الأذرع المختلفة هو جاهز دوماً لنهش جسد الأمة العربية، إذا لم تتداع الأنظمة العربية وتقف إلى جانب شعوبها، لأن شعوبها باعتقادي صادقة في توجهاتها بكل الصدق، إذا لم يتداعوا إلى وحدة عربية يا سيدتي، أنا لا أريد وحدة على غرار وحدة سورية ومصر في الخمسينات، أنا أريد وحدة عربية على الأقل في المنطق، في التعامل مع المحيط، إذا لم يكن هنا تضافر للقوى العربية المختلفة تجاه هذا العدو الصهيوني الصغير الكبير، فأنا باعتقادي سيطول أمد الانتظار'.
    * كما حاورناك أتمنى منك، كصاحب قضية وكقارئ متابع، أن تسألنا نحن أيضاً كصحيفة مقروءة، ماذا تريد من أسرة التحرير أن تقدم للقراء ولفائدة هذا المجتمع، حتى ولو كان هذا التقديم من لندن؟
    * 'أولاً أريد أن تنقلي تحياتي للأستاذ عبد الباري عطوان رئيس تحرير 'القدس العربي' لأني دوماً أستمع إليه، وأفكاره تعجبني جداً وهو منطقي، وهذا ما يعجبني به منطقيته وتفسيره للأحداث السياسية، فهو ابن هذا البلد وينتمي لهذا الوطن. صحيح أنه في لندن، ولكنه موجود في قلب فلسطين دائماً وأبداً، كما أن فلسطين موجودة في قلوبنا جميعا منذ أن ارتحلنا. لكن، للأسف الشديد أن هذه الصحيفة لم أقرأها في حياتي ولكني أسمع عنها، وأتمنى من خلال هذا اللقاء أن تتوفر لي مساحة الوقت والصحيفة فيما بعد كي أستطيع أن أقرأها كما أقرأ الصحف الأخرى'.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 28 مايو 2024, 12:44 pm