حياتنا - يا ويلاه

كل جهة تأخذ من وثائق ويكليكس ما يتوافق ومصالحها.. فأنت تقرأ في صحف ما ينال بلدا آخر وفي صحف الجزائر ما ينال المغرب وفي صحف مصر والسعودية ما ينال ايران وفي صحف ايران ما ينال العرب جميعا وفي صحف قطر ما ينال العرب باستثناء قطر وفي صحف سوريا ما ينال خصومها.. وفي صحف لبنان ما ينال الخصم الداخلي وليس الخارجي وفي صحفنا الفلسطينية ما ينالنا وينال الجميع لأنه لا يوجد ما نخفيه والحمد لله فأوراق السلطة مفتوحة وافواهنا كذلك، فليس ثمة أسرار لأننا مخترقون حتى العظم في كل نواحي حياتنا مع بهارات يضعها من يريد. فليس لدى ابو الجماجم ما يخفيه وكذلك ليس لدى ابو الحمائم ما هو سر. ما استغربه في الوثائق ان اسرائيل قبل ساعات من وضع الوثائق على الانترنت اعلنت انها لا تخشى ما سينشر وكأنها على اطلاع مسبق بما سينشر او ربما تدخلت ايد خفية لسحب ما يحرجها او لديها ميني ويكيليكس أحاطها علما بما سينشر. اما بالنسبة الينا فإننا نستغرب خلو الوثائق من مراسلات القناصل الاميركيين في القدس مع انها موجودة على موقع ويكليكس تحت مسمى القنصلية الاميركية في القدس وعددها 2421 وثيقة وحتى تاريخه لم توضع على الموقع وان وضعت لا تفتح.. وعلى اية حال فإن نشر الوثائق منذ عام 6691 يعطي القارئ العربي إن استطاع اليها سبيلا صورة حقيقية عن اقوال انظمته في المحاضر السرية وافعالها وعما تصنعه الايادي الاميركية وما تقوله افواه مسؤوليها. لكن الصورة التي تشكلت الآن مما نضح من وثائق هي ان اميركا نجحت في حشد العرب الى جانب اسرائيل في مواجهة ايران واسقطت قضيتنا عمدا مثلما حشدت العرب ضد نظام صدام حسين ونجدها الآن تبكي صداماً لأنه كان سدا ضد ايران وضد المذهبية واخطارها.. وربما ستبكي نجاد لاحقا لانه كان مسيطرا على «القمقم» في قم ومن بعده الطوفان كما قال الشاه السابق رضا بهلوي قبل سقوطه «اذا سقطت فمن بعدي الطوفان».
يستشف اذاً من الوثائق ان هناك مشروعا اسرائيليا محددا وهناك ايضا مثله لدى ايران وهناك مثله لدى تركيا.. وهناك مثله لدى اميركا.. لكن لا يوجد مشروع عربي يلتف حوله العرب. فكل نظام يغني على ليلاه أو هيفاه أو اليساه.. فيا ويلاه.



حافظ البرغوثي

يا ويلاه على حال العرب ..فاسرائيل تلعب بنا مثلما تريد

الشكر لك اخيي عائدون وللكاتب البرغوثي

فكل نظام يغني على ليلاه أو هيفاه أو اليساه.. فيا ويلاه.