ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    في ذكرى النكبة: الوضع الثقافي في فلسطين قبل خمسين عاماً "شهادة"

    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : في ذكرى النكبة: الوضع الثقافي في فلسطين قبل خمسين عاماً "شهادة" Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    في ذكرى النكبة: الوضع الثقافي في فلسطين قبل خمسين عاماً "شهادة" Empty في ذكرى النكبة: الوضع الثقافي في فلسطين قبل خمسين عاماً "شهادة"

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الأحد 10 مايو 2009, 10:05 am

    صبحي شحروري
    أُحبُّ أن أُشير، إلى أن سعادتي تتضمن إلقاء الضوء على التداخل في الهواية ما بين القومي والوطني.
    وستتحرك هذه الشهادة في أصداء ومجالات واسعة ومتشبعة في المكان والزمان.
    وراء الكثير من الأحداث والنشاطات الثقافية أحب أن أوضح أن النكبة، زرعت في نفوسنا نوعاً من الشعور بالانقطاع ودفعت الكثير منا إلى التماس مواطن للشعور بالأمن والامتلاء وراء الرقعة الجبلية الصغيرة والفقيرة التي بقيت من فلسطين، وما زال مثل هذا الإحساس يخامرنا، والآخر ينازعنا حتى على هذه الرقعة الصغيرة الفقيرة.
    ولدتُ في بلعا –قضاء طولكرم- في 9/4/1934م، ومنذ البداية اختلطت مشاهد اللعب في الأزقة، بمشاهد نضالية واستشهادية. صورة البارودة تحت حزمة الحطب، والجنود الإنجليز يقلبونها، وفلسطيني يساق إلى الإعدام أو السجن.
    صورتنا ونحن ننتظر جثمان قريب عادوا بجثته من سجن عكا بعد إعدامه شنقاً.
    صورة الأمهات مع الأطفال في المسجد، والصّراخ والفوضى والضجيج يجرح قدسيّة المكان، صورة الرجال وقوفاً ومخفورين على البيادر.
    ثم صورة الزيت المخلوط بالدقيق، والسكر المخلوط بالأرز والشعير، والأواني الصينية المكسّرة.
    ثوار ينظفون بواريدهم في الشمس، وآخرون يسألون إن كان القائد موجوداً في المغارة فيأكلون بحذر وهم صامتون.
    اللعب على حطام طائرة بريطانية أسقطها ثائر في واد درويش المجاور، ثم اليوم العصيب، يوم نسف منازلنا (العقود)، والهجرة القسرية إلى "دير الغصون" ليلاً، محمولين على ظهور النّساء، والطائرة تحوم فوقنا رغم هبوط الظلام.
    ثم الكُتّاب، يهرب منه الطلاب لأي سبب، ونهبط إلى مقبرة الشهداء فوق وادي عمار، حيث تضمّ في أعماقها الشهداء الفلسطينيين والسوريين والعراقيين، ومن البداية تتفجر قومية القضية بين أيدينا دون أن نعرف عن ذلك الكثير، ومعظمهم جاءوا متطوعين من سوريا والعراق، وسلسلة من المغائر الصغيرة من جبل المنطار إلى القرية يخلون إليها الجرحى، حتى يتم نقلهم إلى مكان آخر.
    ومن الزقاق المجاور، يطل وجه قاسم محمد قاسم الذي عمل في مهن كثيرة، ثم تمكن من السفر للتعلم في المدرسة العامريّة بيافا.
    يحدّثنا عن الأدباء المصريين الذين يدعون إليها، ويحدثنا عن المازني تحديداً والذي أصبح صديقاً له. وقد أهداني كتاب العقاد "شعراء مصر في العهد الماضي" ثم يلهب خيالنا أكثر عندما سافر إلى مصر، وقد باع أهله أرضهم للإنفاق عليه.
    ألهب خيالنا وهو يرسل صوره يخطب وإلى جواره محمد صلاح الدين وزير خارجية الوفد. قصدت بكلامي هذا المجاهد فتحي البلعاوي الذي لم يسعفنا الحظ بطول العيش معه بعد أن عاد للوطن وتوفي العام 1995م.
    في طولكرم، أرى أبناء عمي وهم يدرسون على أنوار خافتة بأوامر الإنجليز، فقد كانت طائرات الألمان تقصف ميناء حيفا وقد يمتد القصف إلى مناطق أخرى.
    صورة عبد القادر الحسيني، وقد قدم إلى طولكرم، ثم استشهاده، وقصائد ينظمها أساتذة ونحفظها :
    ريح الجنان على الهضاب تصافح أسداً عن الوطن الكريم تنافح
    الشاعر عبد الرحيم محمود ينسّق مع جيش الإنقاذ، أعضاء منظمة الشباب ينسقون مع جيش الإنقاذ ويشاركون في المعارك في الفضاء المواجه لطولكرم غرباً.
    جاء جيش الإنقاذ من "صير" قضاء جنين واستقبلناه في بلعا، وكانت حصة أسرتي خمسة، ثم غادروا إلى طولكرم.
    من البداية نتجه إلى مصر أولاً، وتصلني بعض أعداد الرسالة والثقافة والبعد القومي فيهما واضح.
    المنطقة الساحلية ما بين حيفا ويافا، لم يكن فيها مدينة فلسطينية واحدة. ولذا كانت مراكز الثقافة الأقرب إلينا في يافا أولاً وإلى حدٍ ما في حيفا، وكنا نسمع طرفاً من أخبارهما.
    محلياً، سافر عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى" إلى حيفا وأقام بها ومنها هاجر، وعبد الرحيم محمود تلميذ إبراهيم طوقان، (شكّلا وغيرهما محوراً في مدرسة النجاح بنابلس) يمتد نشاطه إلى الناصرة ويستشهد في معركة الشجرة العام 1948م.
    نسمع أخباراً عن إقامة العقّاد مع أسمهان وهيلا سيلاسي في فندق الملك داود في القدس، وقد أصدر كتبا في مهاجمة النازيّة والشيوعية لاحقاً.
    والمناضل الشاعر محمد علي الصالح، أقام في حيفا منذ مطلع الثلاثينيات، وأسس مدرسة فيها أسماها مدرسة "الاستقلال" وبدأ نشاطه السياسي والثقافي والشعري انطلاقاً من حيفا، وأسهم في إثراء الحركة الوطنية الفلسطينية والثقافية الفلسطينية بإبداعه ومواقفه الوطنية المعروفة. وقد اعتقل من قبل السلطات البريطانية وزجّ به في معتقل المزرعة في عكّا لسنوات طويلة إبّان ثورة العام 1936م.
    عادل زعيتر يترجم كتباً عن فترة الثورة الفرنسية وينشرها في مصر، كذلك فعل محمد إسعاف النشاشيبي.
    في شمال فلسطين حدث تداخل كبير بين الفلسطينيين واللبنانيين، ومنها جاء الشاعر وديع البستاني الذي هاجم الشاعر العراقي الرصافي، الذي يبدو أنه أسرف في مدح الإنجليز.
    إقطاعات واسعة لكثير من العائلات اللبنانية في فلسطين، باع التيّان، وهو لبناني الهوية، "وادي الحوارث" وباعت عائلة سرسق، وهي عائلة لبنانية أيضاً، أراضي في شمال ووسط فلسطين، وباعت عائلة سلام 36000 دونم من أراضي مرج ابن عامر.
    وفي إطار الأدب عرفنا المصريين حتى أصغر شعرائهم وكتابهم وأقلهم شأناً، دون أن يعرفوا كبار شعرائنا وكتابنا.
    وأذكر أني كتبت رداً على الكاتب وحيد النقاش في الآداب يشير إلى هذه المسألة.
    وهكذا كان عليّ شخصياً أن أنتظر حتى العام 1952 لأتعرف إلى محمود سيف الدين الإيراني الكاتب، الذي كان مدير مدرسة "الكرك" الثانوية وكنت معلماً بها. وقد كتبت عن مجموعته "مع الناس" لاحقاً في صفحة "الجهاد" الأدبية، ثم كتبت عن إنتاجه بعامة في "الآداب".
    في بداية الخمسينيات توجهت وتوجه غيري لمجلة "الأديب"، وأبرز ما رسب في نفسي منها بعض قصص القاص العراقي، عبد الملك النوري.
    ثم صدرت "الآداب" العام 1953م، وقد أثرت في أبناء جيلنا تأثيراً بالغاً، أخص نفسي بذلك دون مواربة، وكان حلم كل منا أن يكتب بها، وقد نشرت طرفاً يسيراً جداً من إنتاجي بها في أعوام 1963/1964م وتوقف ذلك العام 1967، بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة.
    هذا وقد نشرت قبل ذلك بعض القصص ذات الطابع التربوي في مجلة "رسالة التربية" اللبنانية لصاحبها وجيه جارودي.
    وقد أثر علينا الاتجاه القومي لمجلة الآداب، وأثر علينا وأربكنا ما كانت تبشّر به من أفكار وجوديّة. ومن جيلنا تأثرنا، الشهيد ماجد أبو شرار وأنا تحديداً بهذه الوجودية.
    وأعتقد أنه من سوء طالع الحركة الثقافية العربية الناهضة أن دخلت مثل هذا المأزق. وفي أواسط الخمسينيات قام بعض الكتاب في منطقة طولكرم ومنهم مدرس من الضفة الشرقية- الأردن، بتأسيس رابطة القلم الحر، حيث ضمّت الشعراء: حكمت العتيلي وشفيق البلعاوي ونافع محمد سعيد وغيرهم، وقد انضممت للرابطة وأنا بعيد في مدينة معان الأردنية.
    وقد تداول بعض أبناء جيلنا كتيبات كانت تصدر في يافا، ومنها كتاب فدوى طوقان "أخي إبراهيم"، وقصص لعبد الحميد ياسين (مدير دار المعلمين بعمان لاحقاً) وغيرها.
    إن ظاهرة الإنهاك والشرذمة والانقطاع من أهم الظواهر في الحياة الثقافية الفلسطينية، بفضل ذلك، إن المنابر سرعان ما تظهر ثم تموت.
    من معان، البلدة الأردنية، العام 1955م بدأت الكتابة في الصفحة الأدبية لجريدة "الجهاد" المقدسية، وقد ساعدني الشاب المقدسي المغربي أبو طيب الذي كان يحرر هذه الصفحة من معان، وأول قصة كتبتها كانت بعنوان "وجبة دسمة".
    وقد أذيعت لي بعض القصص الأولى من إذاعة رام الله. وبترددي على عمّان عرفت بعض رموز الحركة الأدبية وأذكر بوضوح جهود عيسى الناعوري، خاصة في حديثه عن توقف مجلته "القلم" التي صدرت في أوائل الخمسينيات.
    يقال إن "الأفق الجديد" أنشئت من فضلة مال تبرع به الملك محمد الخامس عندما زار القدس وقد أخذ صديقي " أبو طيب" معه. وكانت "الأفق الجديد" تابعة لجريدة "المنار" التي رأس تحريرها الصحافي جمعة حماد.
    يمكن الكتابة مطولاً عن تجربة "الأفق الجديد"، مجلتنا التي سمي جيلنا وأبناء جيل لاحق باسمها، ولضيق المقام أحب أن أشير لهويتها ونشاطاتها في جدولة.
    ‌أ- شكلت نقطة افتراق واضحة، عن أدب الفجيعة والبرتقال الحزين، والفردوس المفقود الذي ساد في أعقاب السقوط الوطني الأول 1948. كانت الرومانسية سائدة، وقد خالطت أنفاس رومانسية إنتاجي ذي الطبيعة الريفية والذي يتحدث عن شخصية الموظف كبرجوازي صغير بالإضافة لتأثرنا بالوجودية. مع أن نتاجات الجيل اللاحق (محمود شقير-كمثال) كانت أكثر واقعية بتأثير الماركسية.
    ‌ب- التعايش الديمقراطي الذي ساد رغم تعدد الاتجاهات في البدايات، ورغم نقاط الافتراق القوية عن الجيل القديم من الوعّاظ. إذ كانت نتاجاتنا تنشر جنباً إلى جنب مع نتاجاتهم، وبفضل رئيس تحريرها أمين شنار.
    ‌ج- مشاركة العديد من الكتاب الأردنيين في الكتابة بـ"الأفق الجديد" حتى قيل : إنَّ الأدب الأردني الحديث خرج من عباءة الأفق الجديد.
    ‌د- كان هناك تراتبية معينة من حيث السن ونضج التجربة، لقد اجتمعت أجيال في الأفق، وأحياناً يحلو لي أن أحسب فارق العمر بين عبد الرحيم عمر (سبقني بثلاثة صفوف في المدرسة الفاضلية بطولكرم) والشاعر محمد القيسي الذي نشر محاولاته الأولى في الأفق، وبالطبع فلا علاقة لذلك بالمستوى، فكثيرون من كتاب الأفق ممن اضطرتهم ظروفهم للبقاء في الخارج أو أُبعدوا، طوّروا أدواتهم ونضجت تجاربهم بما لا يقاس بتجربتي شخصياً.
    يمكن الكتابة مطولاً عن لحظة الانقطاع الكبير في العام 1967، لكنني أريد هنا أن أقف على منعطف واحد، هو أثر 1967 في تأكيد الهوية الوطنية الفلسطينية في التداخل مع الهوية القومية التي برزت ملامحها بالتوجه للقاهرة وبيروت كمعاقل للحركة الثقافية العربية.
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : في ذكرى النكبة: الوضع الثقافي في فلسطين قبل خمسين عاماً "شهادة" Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    في ذكرى النكبة: الوضع الثقافي في فلسطين قبل خمسين عاماً "شهادة" Empty رد: في ذكرى النكبة: الوضع الثقافي في فلسطين قبل خمسين عاماً "شهادة"

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الأحد 10 مايو 2009, 10:07 am

    ركّز الذين خرجوا على هويتهم الوطنية في ظل الإلحاح على مسألتين، الجهد المقاوم، وحلم العودة.
    وأصبح الفلسطيني فلسطينياً بالدرجة الأولى في وضع كالذي ذكرت وفي ظل عداء كثير من الأنظمة العربية للثورة.
    أما في الداخل الفلسطيني، فقد تمّ التركيز كذلك على الهوية الوطنية. إذ كان الانفتاح فلسطينياً- فلسطينياً، طلاب سنة أولى أمام المتخرجين في مدرسة القمع الصهيوني.
    وقد تمّ التوجه من الضفة والقطاع لفئتين في داخل فلسطين المحتلة عام 1948، اتجه الشيوعيون هنا للشيوعيين هناك، وحضرت إلى الضفة (القدس آنذاك) أسماء كبيرة مثل أميل حبيبي وسميح القاسم ومحمد علي طه وأصبحوا أصدقاء الكثيرين منا. وعذرا فقائمة الأسماء طويلة.
    وكان البعض الآخر منا يذهب لأفراد تيار آخر مركزه الناصرة بالدرجة الأولى، حركة قادها بعض المنفصلين عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي مثل حنا أبو حنا، ولم يكن هناك اتجاه ثان بالمعنى الواضح، بل تجمعت فيه توجهات متعددة، وقد قاد هذا الاتجاه لاحقاً الشاعر فوزي عبد الله الذي لم يعمر طويلاً فما أن عرفناه حتى ذهبنا للتعزية بوفاته، ومن رموز هذا الاتجاه جمال قعوار الذي أصدر مجلة "المواكب" في الناصرة لاحقاً، وأدمون شحادة.
    كنتُ والصديق الشاعر عبد الناصر صالح نقوم بنشاطات عديدة وزيارات ومساهمات في الاتجاهين.
    القدس والناصرة كانتا مركز إشعاع إبداعي بالنسبة لنا، وفيما يلي سأحاول الوقوف على بعض هذه النشاطات.
    بعد شيء من الانقطاع توجهت للكتابة في جريدة "القدس" أول صدورها ثم توقفتُ، وفي جريدة "الشعب"، ثم توالت المجلات: "البيادر الأدبي" التي كنت أرى في أعدادها الأولى صورة جديدة للأفق، أو لكأنّ الأفق تبعث من جديد.
    "الكاتب": التي ساهمتُ لفترة قصيرة في تحريرها، وقد أشرف عليها الشاعر أسعد الأسعد.
    "الفجر الأدبي" التي رأس تحريرها الشاعر علي الخليلي، وقد ساهمتُ بها جميعاً، وأذكر ويذكر معي كثيرون سلسلة مقالات نقدية بعنوان "عودة إلى الهالوك"، التي تركت أثراً إيجابياً على الحركة الأدبية الفلسطينية، وعلى جيل الشباب بالذات.
    في حيفا زرتُ جريدة "الاتحاد" مراراً برفقة الشاعر عبد الناصر صالح والكاتب محمد البطراوي، وقد كتبتُ بها الشيء اليسير، وما زلت أذكر المقابلة مع المرحوم الكاتب الكبير أميل حبيبي والتي كُلّفنا بها لمجلة "الكاتب"، أما عبد الناصر صالح، فقد نشر عدداً كبيراً من قصائده على صفحات "الاتحاد".
    كما زرنا "الجديد" مراراً وكتبتُ بها قصة ونقداً، وحتى بعض النثر الشعري ولا أقول قصيدة النثر. كان سكرتير تحريرها المرحوم سميح صبّاغ ورئيس تحريرها محمد علي طه وآخرون. وقد أقمنا علاقات متميزة مع أنطوان شلحت (محرر الاتحاد الثقافي- آنذاك-) ورياض بيدس (مراسل "اليوم السابع" –صدرت في باريس والذي أجرى معي مقابلة لها-).
    وكان مكتب الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم فوق مقر "الجديد"، وقد توطدت علاقتنا معه، وساهمتُ شخصياً بالكتابة عنه في أول عدد من أعداد مجلته "إضاءات"، وقد توطدت علاقتنا مع ابن عمه الناقد نبيه القاسم الذي عمل سكرتيراً لتحرير "إضاءات" وأصدر العديد من الكتب.
    وكنت أساهم في الحضور والإسهام في نشاطات التكريم التي قامت بها مؤسسة "الأسوار" مثل: تكريم الشاعر سميح القاسم والقصصي المعروف محمد علي طه، في أحضان عكا القديمة.
    وكان لنا نشاطات في الناصرة، في مؤتمر الشعر الأول العام 1986 مع الأخوة: سمير شحادة، عبد اللطيف البرغوثي، عبد الناصر صالح، المتوكل طه. وقد أقمنا في فندق "جراندنيو" على حساب مجلة "كنعان" لصاحبها صالح برانسي، وقد استمرت اللقاءات لعدة أيام، وكان هذا اللقاء –في رأيي- من أوسع اللقاءات بين الطرفين كتّاب 48 وكتّابنا، وقد شارك فيه نَفَرٌ من الأكاديميين من جامعة بير زيت تحديداً.
    وكان لنا نشاطات في المُثّلث، باقة الغربية، والطيبة تحديداً، وأذكر هنا نشاطات الصديق عبد الحكيم سمارة وإصداراته، وخاصة مجلّتا "المسيرة" و"شمس"، وكانت لديه دار نشر باسم "دار اليسار" 1979 و"دار شمس" بعد ذلك، ومنها صدرت مجموعتي القصصية الثانية "الداخل والخارج"، ومجموعة عبد الناصر صالح الشعرية "داخل اللحظة الحاسمة".
    وفي الطيبة تعاونّا مع "حركة النهضة" وساهمنا في إصدار مجلة "النقاء"، فقد كنت أشرف على تحريرها مع الزميلين عبد الناصر صالح ويوسف المحمود، بالإضافة لزيارة مركز إحياء التراث والمساهمة في مجلة "كنعان" التي كانت تصدر عنه.
    وتتوالى الأسماء في الذاكرة في كل هذه الأماكن، مما يطول ذكره، وفي جريدة "الشعب" المقدسية كنت على إطلاع على نشاط محرري الصفحة الأدبية على التوالي: د. عادل الأسطة وعبد الناصر صالح.
    كما شاركت في المهرجان الثقافي الوطني الأول العام 1981 والمهرجان الثاني العام 1982 في القدس، حيث كان دورنا ينحصر في التعليق على النتاجات المطروحة مثل : نتاجات أسعد الأسعد، وعبد الناصر صالح، وجمال سلسع، وسميح فرج وكلهم، شعراء، وبعض النتاجات القصصية.
    وأشير بسرعة إلى النشاطات في مسرح الحكواتي بالقدس أيضاً، حيث كان لي إسهامات بالتعريف بالدراما عموماً ومناقشة مسرحية لسعد الله ونّوس، هذا بالإضافة إلى كثير من المؤتمرات والأمسيات الشعرية، وكان لنا نشاطات متكررة في جنين، في مقر "الهلال الأحمر"، وقد ساهم فيها أيضاً الأخوة: سميح القاسم، فدوى طوقان، المتوكل طه، عبد الناصر صالح، عبد القادر العزة، سميح فرج، وآخرون.
    وفي جامعة النجاح الوطنية بنابلس، ساهمت في يوم دراسي في الجامعة، شارك به العديد من الأخوة، ثم لاحقاً ندوة عن عبد الرحيم محمود ساهم بها الكاتب أميل حبيبي.
    وفي اتحاد الكُتّاب الفلسطينيين ساهمت بنشاطات عديدة خاصة عندما كان مقر الاتحاد في عمارة "الأهرام" – القدس، 1989، وقد ساهم كُتّاب كثيرون منهم العديد من الأكاديميين الفلسطينيين: د. محمود العطشان، د.عيسى أبو شمسية، د.عبد اللطيف البرغوثي، د. عادل أبو عمشة، د. يونس عمرو، ود. ذياب عيوش.
    تلت ذلك نشاطات امتدت حتى الآن . . . نشاطات قمنا بها مؤخراً تحت اسم ورعاية وزارة الثقافة وممثلها الشاعر عبد الناصر صالح في طولكرم، منها ندوة حول إسهامات الشاعر عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى" شارك بها: حنّا أبو حنّا، د.محمود العطشان، د.عيسى أبو شمسية، محمد البطراوي، ود.عبد الكريم خشّان.
    ومنذ العام 1994 قمنا بنشاطات كثيرة في مواجهة الجمهور، خاصة القراءات الشعرية، واستضفنا فدوى طوقان وسميح القاسم ومحمد القيسي وأحمد دحبور وشعراء آخرين كثيرين، أخص بالذكر منهم أخي الشاعر الصديق سليمان دغش، الذي كان وما يزال، دائم الحضور إلينا ومشاركاً في كل نشاطاتنا، والشعراء: معين شلبية، طه محمد علي، مفلح طبعوني، ربحي محمود، شهاب محمد، والمتوكل طه.
    مثل هذه النشاطات واللقاءات ساهمت في التفاعل والتقارب الفلسطيني وعززت الهويّة الفلسطينية بالجهد والإنتاج.
    لقد أصبح الكثيرون يشعرون أن هذا الزواج بالإكراه سيطول، وأن الفضاءات العربية تبتعد، رغم ما يصلنا من أشخاص وكتب وهو كثير، ورغم تعزيز كل ذلك بالانخراط في نشاطات أدبية عربية لأسماء معروفة ولممثلي أجهزة ومؤسسات لاحقاً.
    لقد أسهم الشعراء والكُتّاب: عبد الناصر صالح وعلي الخليلي والمتوكل طه وزكي العيلة وغريب عسقلاني وعبد الله تايه في تعزيز وتعميق اللقاء الثقافي الفلسطيني العربي، من خلال مشاركتهم الفاعلة في الندوات والأمسيات الثقافية المنبثقة عن معرض القاهرة الدولي السنوي للكتاب، ومهرجان جرش الدولي الذي يعقد سنوياً في العاصمة الأردنية عمّان، وفي فعاليات وندوات أدبية وفكرية هامّة أسهمت في إثراء الثقافة الوطنية الفلسطينية وفي تأصيل عمقها القومي العربي، حفاظاً على وحدة الثقافة الفلسطينية وامتدادها القومي.
    وقبل قدوم بعض الأخوة من الشتات، سادت هنا خاصة عند صغار الناشئة، المباشرة وطغيان الشعارت الفئوية والادعاء بفصل المضمون عن الشكل للاعتزاز بمضامين وثّابة، حسب التعبير الذي استخدم، وتعزز ذلك كله زمن الانتفاضة الأولى التي اندلعت العام 1987م، فعل النهوض الجماهيري الشامل والرائع، والذي كانت آثاره سلبية كما ندرك ذلك الآن، ليس هنا مكان تقصّيها، ولا شك أن كثيراً من الأخوة القادمين، جاءوا بتجارب أنضج بحكم الاحتكاك في الخارج، ورافق ذلك الخيبة التي تلت انتهاء الانتفاضة.
    كل ذلك خلق أجواء جديدة. فيها نوع من برود الرأس والانحياز للفن الحقيقي، لا للشعار.
    أملي أن يتم التفاعل بيننا إلى أقصى مدى ممكن، مع التمسك بالقول بأن لا قيد على حريّة الإبداع.
    وأرجو أن أشير هنا إلى بعض الظواهر المقلقة، منها كثرة المنابر ربما دون تنسيق، ومنها التوجه إلى الظاهرة المهرجانية من باب الاستسهال وغياب المؤتمرات العلمية الجادة. واستقطاب الوظيفة لأعداد متزايدة من الكُتّاب، في كثير من الأحيان، كمصدر رزق وحيد، وهبوط مستوى العديد من المنابر، والتشجيع المبالغ فيه للناشئة، بدل الأخذ بيدهم ومراجعة نتاجاتهم بجديّة، وتفعيل أدواتهم الفنّية، عن طريق الندوات والمؤتمرات، بل والورشات الدراسية.
    وأخيراً، لا بُدَّ أن أشير لجهدي في إطار الملتقى الفكري في القدس، فمنه خرج أول مقر للجنة الثقافية، الشاعر علي الخليلي، وعنه نشأ اتحاد الكُتّاب الأول الذي كان لي الشرف بالمساهمة في تأسيسه، ثم ظهور الاتحاد الثاني واندماجهما في اتحاد كُتّاب واحد، جمع أبناء الضفة مع أبناء القطاع الحبيب لسنوات ونشأت صداقات أثيرة بيننا وبينهم.
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : في ذكرى النكبة: الوضع الثقافي في فلسطين قبل خمسين عاماً "شهادة" Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    في ذكرى النكبة: الوضع الثقافي في فلسطين قبل خمسين عاماً "شهادة" Empty رد: في ذكرى النكبة: الوضع الثقافي في فلسطين قبل خمسين عاماً "شهادة"

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الأحد 10 مايو 2009, 10:07 am

    شخصياً، كان لي نصيب من هذا، ويسوؤني اليوم أن لا تستمر هذه العلاقة الآن، لقد تحمل العديد من الأخوة هناك مشاق الحضور للقدس رغم الصعوبات، آمل يوماً أن يُفتح باب جديد للتفاعل الفلسطيني الفلسطيني مما يدعم الوحدة الوطنية بالفعل.
    لقد تأثرتُ بمدارس فنية أيدولوجية كالماركسية، على مستوى الثقافة بالدرجة الأولى، ثم كانت هنا نقطة افتراق، إذ توجهت لمدارس غربية كثيرة كالبنيوية، وهناك الآن تيارات كثيرة منها تيارات ماركسية غربية بمفاهيم جديدة، وأجد نفسي الآن في بعض مدارس ما بعد البنيوية، مثل التفكيكية، ثم المدرسة الألمانية الحديثة بدءاً من مارتن هايدجر وانتهاءً بأدرنو. ويهمني بالدرجة الأولى مدى انعكاس مثل هذه المدارس على الجهد العربي، المغرب كصورة أولى متقدمة.
    لقد مرّ زمان القول بالنص كبُنية معزولة عن الواقع والتاريخ، ولا تنظر إلا في ذاتها، وأشار كثيرون إلى علاقة النص بكاتبه ومجتمعه وبالتاريخ على أسس جديدة، فلم يعد العمل الفني إفرازاً مجتمعياً، بل إن العمل الفني يعتبر جاذباً للمجتمع، وفي الوقت ذاته يتفلّت ولا يرضى بعلاقة الإلحاق القديمة.
    لقد سقطت شمولية العلاقة وميكانيكيتها، وهناك الآن ضرورة للتحليل والتأويل قبل أي إشارة لطبيعة العمل الفني الإشارية أو الرمزيّة.
    وعرفنا أن العمل الفني لا بد أن يكون نصف واضح، يبقى فيه شيء للتخيل والتأويل، فوضوحه التام يسقطه كعمل مسطح، وغموضه يصدّ عنه لألغازه وانغلاقه.
    وأخيراً، فإن القول بأنه لم تكن هناك نتاجات بحجم النكبة ومستوى آثارها وأصدائها، يمكن أن يكون قولاً صحيحاً، ولكن ذلك يجب أن لا يعفينا من التوجه لجمع وتصنيف ودراسة العديد من هذه النتاجات هنا وعلى نحو أوسع في الشتات الفلسطيني الذي امتد إلى معظم أرجاء الأرض.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 12 مايو 2024, 5:24 am