الفنان التشكيلي الفلسطيني (علي حسن الشيخ أحمد) من مواليد مدينة خان يونس بقطاع غزة عام 1981، حاصل على الإجازة الجامعية قسم التصوير من جامعة النجاح الوطنية عام 2003، وماجستير في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان بالقاهرة عام 2004، عضو في جمعية الفنانين التشكيليين بقطاع غزة.
لوحاته خليط ممتع من التجارب الفنية التشكيلية متنوعة المدارس والاتجاهات، تجوب أسوار الواقعية التعبيرية بأنماطها المدرسية الكلاسيكية، خروجا ملحوظاً وانزياحاً محبباً للمدارس السريالية والتجريدية اللونية واسعة الوفاض الشكلي، والخالية من التشخيص ولوازم المحاكاة الوصفية والتقيد بالنموذج المدرسي، وصناعة حداثة تعبيرية مكحلة باللون وتناغماته الشكلية المتواترة داخل أحضان السطوح واللوحات.
دائرة الوقائع الحياتية المستقاة من بيئته الاجتماعية المحيطة، ونظامه الدراسي المتبع في أكاديميات الفنون الجميلة هي مجاله ومبتداه في رسم معالم نصوصه ومعارفه العملية، ومقدمة منطقية لدخوله مساحة التجريب التقني بوسائط تعبير متعددة، ومدارس واتجاهات متنوعة، يشد رحاله فيها ومنها نحو صناعة خصوصية وصف وتعبير وتجريب.
المكان البيئي وحاضنته الاجتماعية هي مجاله الحيوي في الوصف والتأليف، وتشكيل ذاكرة بصرية، سردية التفاصيل والمفردات والجمل الخطيّة واللونية المكحلة بدائرة الألوان الأساسية منها والمحايدة، تجتمع في لوحاته الموصوفة كعائلة لونية، متقاربة الوقع والصدى، موزعة الحدة والتباين والتناسب الشكلي لموسيقى الألوان العابثة والرصينة في مجمل أعماله وتصويره الفني، الجامع لجميع تالفات الذاكرة الشخصية، وما يستوطن فيها من سجلات سرد تقني.
مواضيعه الموصوفة متناسلة من تجليات المراسم المدرسية، مأخوذة بالطبيعة الصامتة لمكونات نباتية وصناعية، موزعة ما بين الأواني الفخارية والمعدنية والزجاجية وما تبقى من خضار وفواكه مقطوفة للتو من بستانها ومروجها الطبيعية، لتستقر نموذجاً لتفاعل بصري وتقنية. كما نجد في لوحاته مسحة واسعة الطيف للملونات التراثية الصارخة في درجة حرارتها وحدتها اللونية.
والإنسان "الموديل" والإنسان المستعار من واقع المدينة والمخيم له حظوة في كثير من لوحاته، يطرق أببوابه المفتوحة على المعاناة والأمل والذكريات، وتسجيل صور محاكاة يومية لوجوه نسوة ورجال وأطفال في زوايا رؤية ومقامات وصف متعددة، موزعة ما بين البورتريه لأشخاص مقربين، وعابرين في مساحة رسم وتصوير وتجلي، وآخرين مشدودين نحو الأرض والطبيعة الخلوية المليئة بجماليات الطبيعة الفلسطينية النابضة بالحياة.
الأسواق الشعبية العامرة بالخيرات الفلسطينية المتنوعة، من أكثر لوحاته جودة شكلية ومعالجة تقنية، تفوح بأنفاس الواقعية التعبيرية، المحكومة بسلامة النسب وتناسق الملونات، وبتوزيع مدروس للعناصر والمفردات التشكيلية المؤتلفة، وتنقل بأمانة سردية حقيقة المدينة الفلسطينية والمخيم المفعم بالحركة ومدارات الوجود وديمومة عجلة الحياة بالرغم ما يحيطها من عدوان صهيوني مستديم، وقهر ومظالم وحصار. يصوغ مشاهدها في بنية شكلية متشابهة في الكتل والملونات وحركية الشخوص المنثورة فوق سطوح خاماته.
كما نلحظ في لوحاته فسحة شكلية لتجلياته التعبيرية المحمولة بحلة رمزية سريالية جامحة، تدور تفاصيلها الوصفية في حكايات الفلسطيني الحافلة بيوميات الحصار والجوع ودروب الألم، والوقوف على حافة الموت القادم، وسويعات القلق والخوف المقيم عبر مدافع العدو الصهيوني وطائراته. ومواقف الأمل المغموس بالدم والنار وشارات الصمود والمواجهة والقدرة على صناعة الحياة، المولودة من بين أنقاض منزل فلسطيني مُهدم هنا وهناك.
والقدس المدينة المقدسة حاضرة في تجلياته الوصفية، فيها ما فيها من رمزية الوصف والتعبير عن قصة بيوت العنكبوت الصهيونية الواهية التي تحيط وتُحاصر مدينة القدس القديمة ومعالمها الدينية والتاريخية، كإشارة شكلية موحية لمقولات وصور مُستعارة من تاريخنا العربي والإسلامي القديم والمعاصر، بأن ليل العدوان الصهيوني الجاثم على أرضنا في قوادم الأيام إلى زوال. والغمامة السوداء التي تحيط بالقدس لا بُد لها أن تنقشع ويبزغ عاجلاً أو آجلاً شمس النهار.
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
» مبارزة شعرية .......
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
» أتثائب... عبلة درويش
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918