ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    الدكتور كمال رشيد (1360هـ، 1941م)

    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : الدكتور كمال رشيد (1360هـ، 1941م) Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    الدكتور كمال رشيد (1360هـ، 1941م) Empty الدكتور كمال رشيد (1360هـ، 1941م)

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الخميس 01 أكتوبر 2009, 10:25 am

    الدكتور كمال رشيد .. أديب إسلامي معاصر .. كاتب وصحفي وشاعر .. ومربٍّ فاضل، له دور كبير في تربية الشباب والناشئين وتوجيههم .. وله تجارب ناجحة في مجال الشعر والصحافة والتربية وأدب الأطفال.
    وهو من الأدباء الذين حملوا هم القضية الفلسطينية بوصفها قضيتهم وقضية الأمة العربية والإسلامية .. وأحد الوجوه الأدبية والفكرية في الساحة الأردنية.
    حياته ودراسته:
    ولد الأديب كمال عبد الرحيم رشيد عام 1941م في قرية الخيرية إحدى ضواحي مدينة يافا بفلسطين .. وفي أحضان ساحل يافا الجميل وبيارات البرتقال المعطاءة عاش طفولته المبكرة في أسرة كريمة محافظة متدينة .. وما كاد يبلغ السابعة من عمره حتى وقعت النكبة الكبرى في فلسطين عام 1948م، واحتل اليهود مدينة يافا وما حولها .. وارتحل كمال مع أسرته إلى قرية بديا بمنطقة نابلس ودرس بمدرسة بديا من الصف الأول الابتدائي حتى الصف السابع.
    ولما ضاقت بهم الحياة لقلة الموارد هاجرت الأسرة إلى مدينة نابلس، وسكنت مخيم عين الماء (1956-1967) .. ودرس كمال المرحلة الثانوية في مدرسة الجاحظ، وتخرج فيها .. وفي تلك الفترة اتصل بالحركة الإسلامية في نابلس وشارك في نشاط طلابها ..
    ومع أنه بدأ العمل معلماً في مدارس مدينة طولكرم، إلا أن طموحه للعلم دفعه لمواصلة الدراسة الجامعية، فدرس في كلية الآداب بجامعة دمشق، وحصل على البكالوريس في اللغة العربية عام 1969م. ولما ذهب إلى دولة المغرب العربي للتدريس بمدارسها، درس في جامعة محمد الخامس بالرباط وحصل على شهادة الماجستير في علوم اللغة العربية وآدابها في عام 1979م. ولما عاد إلى عمان للعمل في إدارة المناهج، واصل دراسته العليا في الجامعة الأردنية حصل على الدكتوراه في علوم اللغة العربية وآدابها العربية وآدابها في عام 1996 بتقدير ممتاز، وكان موضوع الرسالة التي قدمها "الترادف في القرآن الكريم".
    أما الدراسات والدورات العلمية والعملية التي اكتسبها في أثناء عمله بإدارة المناهج فهي:
    - دورة في إعداد البرامج التعليمية في الإذاعة المدرسية/ مركز CEDO لندن 1973م.
    - دورة تحرير الكتب المدرسية والمواد التعليمية / جامعة لندن 1988م.
    - دورة لزيارة دور النشر البريطانية الكبرى (لونجمان- أكسفورد- هاينمان) 1989م .. وكانت هذه الدراسة بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم الأردنية والمجلس الثقافي البريطاني في عمان ..
    حياته العلمية
    عمل الدكتور كمال رشيد بعد تخرجه من الثانوية العامة معلماً في مدينة طولكرم عام 1962م، في مدرسة الخالدية ثم في المدرسة العمرية .. وفي عام 1964م أعير معلماً للجزائر، وفي تلك السنة أصيب بكسر في رجله ودخل مستشفى الجامعة .. وفي المستشفى نظم عدداً من القصائد، ولكنها ضاعت منه .. وفي عام 1965م عاد من الجزائر إلى نابلس، وعمل معلماً في قرية "بيتا".
    ولما حدثت النكبة الثانية عام 1967م، ووقعت الضفة الغربية فريسة للاحتلال الإسرائيلي، هاجر كمال إلى عمان وعمل معلماً في المدرسة المأمونية، وفي عام 1968نقل إلى مديرية المناهج عضواً لمبحث اللغة العربية. وفي عام 1975م أعير إلى المغرب العربي وعمل معلماً في الدار البيضاء، وعاد إلى عمان 1979م، بإدارة المناهج رئيساً لقسم الكتب المدرسية، ثم رئيساً لقسم التحرير، وقسم الإذاعة المدرسية.
    ومن الأعمال التي قام بها في أثناء عمله بإدارة المناهج:
    - كان عضو الفريق الوطني لتأليف كتب اللغة العربية.
    - رئيس اللجنة الأردنية المحلية لمشروع "الرصيد اللغوي" التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
    - ممثل الأردن في لجنة البرامج التعليمية الموجهة للطلبة العرب في الأرض المحتلة التابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
    - فحص عدد من الكتب المدرسية لغوياً وتحريرها وإجازتها.
    - تقويم الكتب المقترح اقتناؤها لمكتبات مدارس وزارة التربية.
    - تمثيل الأردن في عدد من المؤتمرات التربوية واللغوية والتعليمية.
    وانتهى عمل الدكتور كمال في إدارة الناهج في عام 1991م حيث أحيل على التقاعد.
    وفي عام 1992م عمل رئيساً لتحرير صحيفة الرباط الإسلامية الناطقة باسم الحركة الإسلامية في الأردن، لمدة عامين.
    وفي عام 1994م عمل في جامعة الزرقاء الأهلية (سنة التأسيس) مديراً للعلاقات العامة، وعضو هيئة التدريس لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين لها.
    وفي عام 1995م عمل مديراً عاماً للمدارس العمرية في عمان، وما زال على رأس عمله يمارس نشاطه التربوي والأدبي، ويوجه الأجيال وجهة سليمة تفيد الأمة والوطن.
    نشاطه
    لقد حفلت حياة أديبنا كمال بنشاطات متنوعة كثيرة، وفي مجالات متعددة من مجالات العمل التربوي والديني والأدبي والإعلامي.. فهو مؤلف وشاعر وباحث، وكاتب صحفي، وكاتب إذاعي، وكاتب للأطفال.. فمن أنشطته:
    - إعداد وتقديم برامج دينية من إذاعة عمان لسنوات طويلة.
    - إعداد وتقديم (30 حلقة) من برنامج ديني في إذاعة الكويت 1985م.
    - إعداد مسلسل من عدة حلقات في إذاعة عمان (أشواق في المحراب).
    - إعداد مسلسل من عدة حلقات لعدة سنوات لإذاعة عمان بعنوان: "الأسرة السعيدة".. تمثيليات اجتماعية.
    - إعداد برامج تعليمية للمناهج الأردنية في مبحث اللغة العربية في إذاعة عمان.
    - إعداد وتقديم برامج تلفازية تعليمية لمبحث اللغة العربية / التلفاز الأردني.
    - كاتب صحفي في جريدة الدستور منذ عام 1997م.
    - مشارك في ندوات فكرية وأمسيات شعرية مختلفة.
    - مشارك في مهرجان المربد الشعري عام 1987م.
    - محاضر في كليات المجتمع، وفي دورات المعلمين.
    وللدكتور كمال ارتباط بعدد من الهيئات والجمعيات:
    فهو عضو برابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعضو برابطة الكتاب الأردنيين. وعضو في اتحاد الكتاب الأردنيين، وعضو في جمعية الدراسات والبحوث الإسلامية/ الأردن. وعضو المعهد العالمي للفكر الإسلامي، وعضو الجمعية الوطنية لرعاية الطفل / الأردن. وعضو الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق، وعضو جمعية مكافحة التدخين، وعضو جمعية العفاف.
    إنتاجه الأدبي:
    1- ديوان "شدو الغرباء" – الجمعية العلمية للطباعة والنشر، عمان، 1983م.
    2- ديوان "عيون في الظلام" – مكتبة المنار، الزرقاء، 1984م.
    3- ديوان "القدس في العيون" دار الوفاء، المنصورة بمصر، 1990م.
    4- ديوان "نسائم الوطن" –دار بلال، عمان، 1997م.
    5- أشواق في المحراب – دار البشير، عمان، 1985م.
    6- تأملات في السنة – دار البيرق، عمان، 1988م.
    7- مجالس الإيمان- دار عمار، عمان، 1984م.
    8- الزمن النحوي في اللغة العربية .. وهو في أصله رسالة ماجستير، ويطبع حالياً بدعم من وزارة الثقافة في هذا العام 2007م.
    كتب للأطفال:
    1- أناشيدي (جزءان) دار الفرقان، عمان، 1983م.
    2- الخطأ والصواب.. في الصحة- الجمعية العلمية ودار عمار، 1984م.
    3- الخطأ والصواب في السلوك- الجمعية العلمية ودار عمار، 1984م.
    4- الخطأ والصواب في المرور- الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق 2005م.
    5- أقوال ومواقف- دار بلال، 1990م.
    6- أشياء تنفعنا وتضرّنا- دار بلال، 2007م.
    7- أخلاق إسلامية- دار عمار، 1990م.
    8- عادات حميدة- دار بلال، 1990م.
    9- سليم في المزرعة وقصص أخرى- دار عمار، 1990م.
    10- أبو خليل والحلم الجميل –جامعة الإمام محمد بن سعود، 1992م.
    11- في المسجد- جامعة الإمام محمد بن سعود، 1992م.
    12- نحب هؤلاء (جزءان)- جامعة الإمام محمد بن سعود، 1992م.
    13- أميّز بين الأشياء.
    14- عشر قصص للأطفال.
    وقد تناول أدب الدكتور كمال عدد من النقاد والأدباء، منهم الدكتور عماد الدين خليل، والدكتور محمود إبراهيم، والدكتور مأمون جرار، والدكتور عدنان حسونة، والأستاذ محمد صالح حمزة .. ومن هؤلاء من قدم وعرف بدواوينه الشعرية، ومنهم من كتب عنه في الكتب الأدبية، ومنهم من كتب في الصحف.
    تجربته مع أدب الأطفال:
    الأطفال في حياتنا أمانة في أعناقنا، فلا بد من إعطاء هذه الأمانة حقها.. وجميل أن يكون لنا أبناء فهم زينة الحياة، وأجمل منه أن يكونوا واعين مدركين، فلا يعيشون في معزل أو يتفتحون على شر.. فهؤلاء الأبناء فلذات أكبادنا، والواجب أن ننمي شخصياتهم، ونقوي مداركهم، ونثقف عقولهم، ونغرس فيها المفيد النافع، فالطفل عجينة تتكيف، وهو يأخذ المثل والخلق والأفكار مما يقرأ ويسمع .. فلا بد من تدريبهم على الحياة، وتلقينهم دروسها، واتباع الأساليب العلمية والتربوية المبنية على الخبرة والتجربة ..
    ومن التجارب المفيدة في هذا المجال تجربة الدكتور المربي كمال رشيد التي بدأت في فترة مبكرة من حياته.. فبعد النكبة الثانية عام 1967م كانت هجرته من نابلس إلى عمان .. وفي عمان استكمل تكوينه النفسي والعلمي، وفيها توالت قصائده ودواوينه وأناشيده وكتبه، طباعة ونشراً وتوزيعاً.
    وكان لمديرية المناهج التي عمل بها قرابة عشرين عاماً فضل كبير عليه .. فهي التي مكنته من الاطلاع على مناهج الدول العربية وكتبها المدرسية، كما بين له هذا الاطلاع افتقارها جميعاً إلى الكتابة في أدب الأطفال.
    ومن فضلها عليه أيضاً أن عدداً من قصائده وأناشيده أخذت موقعها في الكتب المدرسية المقررة في الأردن، وأن عدداً من الدول العربية أخذ عنها، مثل الكويت والإمارات العربية.
    وفي عمان عمل في قسم اللغة العربية في جامعة الزرقاء الأهلية، حيث العيش مع المكتبة والكتب والأساتذة والطلبة .. ثم عمل مديراً عاماً للمدارس العمرية، ومع أنه عمل إداري إلا أنه أيضاً عمل فني يتعامل مع المناهج والكتب الدراسية كما يتعامل مع الطلبة والمعلمين.
    وكان لكثرة الترحال والتنقل، وتعدد الوظائف المتصلة بالكلمة والأدب والطفل، والتعليم، والمناهج، والصحافة، والعمل الجامعي والإدارة المدرسية .. كلها كانت محطات أثرت وأغنت وصقلت وهذبت تجربته.
    وقد وضح لنا الدكتور كمال تجربته في موضوع "أدب الطفل ولغته" في نقاط فقال[1]:
    أولاً: لقد تأخر ركب أدب الأطفال قياساً مع فنون الأدب الأخرى وغاب نقاده، وزهد فيه كثير من القادرين .. وهذا التأخير والنقص كان في الكم وفي النوع، فكتّاب الأطفال قليلون .. هذا مع أن المصلحة الوطنية والتربوية وكذلك المصلحة المادية التجارية تقتضي الاهتمام بأدب الصغار قبل أدب الكبار ليكون البناء متدرجاً .. وكذلك لأن مساحة انتشار أدب الصغار في الأصل أوسع وأشمل، فكتاب الأطفال يمكن أن يطبع ويباع بعشرات الآلاف من النسخ، بينما لا يزيد كتاب أدب الكبار عن الألف والألفين والثلاثة.
    ثانياً: إن البيوت والمدارس والسارح وبرامج الأطفال ومجلات الأطفال بحاجة مستمرة لأدب الصغار لملء الفراغ في كل من هذه. وإذ نذكر هذا فإننا نحمد الله أن أدب الأطفال كثر واتسع وانتشر في السنوات الأخيرة، لوجود هذه المؤسسات وللاهتمام العالمي بالطفل وما تبع ذلك من اهتمام الدول ومنها الأردن .. كما جد جديد هو برامج الأطفال في الفضائيات، وهذه تقول هل من مزيد ..
    ثالثاً: إن كثيراً مما ينسب لأدب الأطفال لا يستجيب لحاجات الطفل ولا يراعي اهتماماته ولا يدفع إلى سرعة الالتقاط أو الحفظ والتغني .. وإن كثرة النشر لهذا الكتاب أو ذاك لا يقوم دائماً على الجودة.
    رابعاً: إن لأدب الطفل خصوصية غير أدب الكبار، مثال ذلك أن الشعر غير النشيد، وليس كل شاعر جيد قادراً على كتابة الأنشودة التي تشد الطفل وتسعده، وكذلك ليس الروائي الناجح قادراً على كتابة الأقصوصة والقصة القصيرة للطفل، وأقل ما يقال هنا أن الخيال للأطفال وأن المنطق والفلسفة وإعمال الفكر وقوة الحجة والتشريح الاجتماعي أو السياسي للكبار.
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : الدكتور كمال رشيد (1360هـ، 1941م) Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    الدكتور كمال رشيد (1360هـ، 1941م) Empty رد: الدكتور كمال رشيد (1360هـ، 1941م)

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الخميس 01 أكتوبر 2009, 10:26 am

    خامساً: إن النجاح الأول أو الخطوة الأولى في الكتابة للأطفال تبدأ من حسن اختيار الموضوع، بحيث يكون من اهتمام الطفل، ومن عالمه النفسي والعقلي والوجداني واللغوي .. وبعد هذا يأتي الحديث عن الصياغة، وعن عملية التبسيط أو التسهيل والصوت والموسيقى، ويأتي الحديث عن المعنى والمبنى، فما لا يفهم لا يطرب، وما تنافرت ألفاظه وحروفه فهو مرذول، وما افتقد الموسيقى تحول إلى حجر ..
    لقد وضع ابن الأثير وغيره شروطاً للملاءمة والمناسبة في الكتابة للكبار شعراً أو نثراً، والأطفال أولى وأدعى أن توضع الشروط لأدبهم أو لما يقدم إليهم ..
    وفي هذا أقول، لقد كانت تجربتي مع أولادي أولاً وأحفادي ثانياً أنني اتخذتهم نقاداً لما أكتب، أستحسن ما يستحسنون وأستبقيه، وأشطب ما لا يلتقطون ولا يقبلون، ولقد كانت وسيلة ناجحة أدعو غيري أن يجريها.
    لا بد من تبسيط المادة التعليمية والتربوية، والنزول بالأفكار العالية الراقية إلى عالم الطفولة، لنبدأ معهم البداية الصحيحة.
    سادساً: يجب أن يكون لكل مؤلف هدف، ويمكن أن يلتقي أكثر من هدف في المنتج الواحد، وأعترف هنا أنه غلب على مؤلفاتي الطابع التربوي التعليمي بحكم المهنة والتكوين .. ففي بعض كتبي للأطفال كنت أضع القصة القصيرة في صفحة أو نصف صفحة ثم أتبعها بعشرة أسئلة من النص، وقد وضعت لكل سؤال ثلاثة اختيارات ليختار الطفل الصحيح منها، إذن هذه القصة تحمل موقفاً تربوياً أخلاقياً، ثم يعقبها تنشيط لذكاء الطفل، وهذه القصة سهلة في جملها وألفاظها فيسهل فهمها، وتمتع قراءتها .. وهكذا يكون المنتج الأدبي موكباً يتحرك .. الفكرة، الصورة، اللغة، الموسيقى.
    وتطبيقاً لهذه الأفكار التعليمية والتربوية النيرة .. ونظرة لبعض مؤلفات الدكتور كمال في أدب الطفل ولغته، نرى التنوع في الأهداف والأغراض وفي أسلوب التناول ..
    ففي كتابه الذي بعنوان "أناشيدي" .. جاءت هذه الأناشيد نتيجة الشعور بحاجة أطفالنا إلى القول الممتع النافع يعمرون به قلوبهم وعقولهم، ويغنون به في الصباح والمساء، وقد توخى في هذه الأناشيد البساطة والعذوبة ما أمكن، وتحاشى فلسفة المعاني وتعقيدها، وتغنى بأبعاد يتفق عليها الجميع مثل: الإيمان بالله والنظر في ملكوت السماوات والأرض، وحب الناس، والجوانب الأخلاقية والسلوكية .. مراعياً اهتمامات الطفل ورغباته وتكوينه النفسي والوجداني واللغوي .. وجاءت الأناشيد في جزأين مصورين بأربعة ألوان، ذلك لأن اللون والصورة مما يناسب الأطفال ويرضيهم .. وقد افتتحها بهذا النشيد:
    أحبائي
    صغار اليوم
    أبطال الغد الآتي
    لكم جاءت أناشيدي
    مع الأيام والسنوات
    مع الأفراح والنكبات
    من قلب
    يرى فيكم غراس النصر والخير
    وفي الأردن ناديكم
    وفي كل بلاد العرب والإسلام
    صوت الحق يدعوكم
    فهيا للغد الآتي
    لنور الشمس
    للإشراق والأشواق
    للقدس
    وغنى فيها للقدس وعمان، وللأردن وفلسطين ..

    عمان يا عمان
    يا زينة البلدان
    حبك في فؤادي
    على مدى الزمان
    عاصمة الأردن
    أرض الهنا والحسن
    أدعو لها باليُمْن
    والمجد والعمران
    في البعد أو في القرب
    حاضرة في القلب
    أدعو لها: يا رب
    بارك بها عمان
    أما القدس، وهي تأخذ صفة القداسة، وهي أولى القبلتين، ففيها يقول:

    القدس في العيون
    نفنى ولا تهون
    ونحن جندها
    للنصر سائرون
    مدينة الخليل
    لا تقبل الدخيل
    النصر شأنها
    والذل يستحيل
    وهذه جنين
    يغلبها الحنين
    تجابه العدى
    دوماً ولا تلين
    يا غزة الرجال
    يا ساحة القتال
    يا نجمة في دلجة
    فداك كل غال
    وغنى شاعرنا للوالدين، وللكتاب والوطن، وللعلم والعمل، وغير ذلك من الأناشيد الهادفة.
    وفي كتاب "أقوال ومواقف" أسلوب حواري تمثيلي، ركز فيه على بعض المواقف المشرقة في حياة قادة المسلمين وعظمائهم، وربطها بالواقع .. والغرض منها استنهاض همة الجيل وربطه بماضيه بالحوار وليس السرد.
    ومن ذلك أنه ألف كتاباً بعنوان "أشياء تنفعنا وتضرنا" تحدث فيه عن الأشياء النافعة والضارة في حياة الإنسان كالماء والكهرباء والسيارة، وجاء البحث على شكل حوار قصد فيه تبصير الأطفال بطرق التعامل الصحيحة مع الأشياء من حولهم.
    وفي كتاب "أخلاق إسلامية" اعتمد على جلسة يومية بين الجد والأحفاد، اعتمد فيها أسلوب الحوار، أما الموضوعات فهي من صفات أخلاقية إسلامية مثل: النظافة، الأمانة، النظام ...
    أما كتاب "عادات حميدة" فقد اختار فيه أربعين موقفاً في حياة الطفل اليومية .. تربوية سلوكية، اعتمد الصورة، ثم الشرح والتعليق على الصورة بما يجب أن يكون عليه الطفل في حياته اليومية.
    وفي كتاب "سليم المزرعة" أورد قصة قصيرة هادفة، يتبعها عشرة أسئلة، لكل سؤال 3 إجابات ليختار الطفل الجواب الصحيح .. وفي القصة هدف تربوي واختبار للذكاء.
    وفي كتاب "الخطأ والصواب .. في الصحة، وفي السلوك، وفي المرور" .. يعتمد عنصر المقابلة بين صورتين وعملين أحدهما خطأ والثاني هو الصواب .. موقف يترجم الصورة، وتحت كل صورة عبارة تفسيرية.
    وفي كتاب "في المسجد" قصة صديقين يتوجه أحدهما توجهاً طيباً والآخر توجهاً شريراً .. وتكون هداية الشرير عن طريق المسجد.
    وفي كتاب "أبو خليل والحلم الجميل" قصة مزارع ينظر أرضه ويحرسها، وابنه يذهب معه إلى المزرعة، ويأتي اللصوص ويطردهم الأب والابن يشاهد .. وهذه القصة رمزية لحياة الشعب الفلسطيني.
    وفي كتاب "نحب هؤلاء" يتحدث عن مجموعة من المهن التي تقدم خدمات جليلة للمجتمع، ولكن الناس قد يُعرضون عنها، مثل الشرطي، الجندي، رجل النظافة، الفلاح .. والغرض من القصة إبراز قيمة هذه المهن وتعظيمها ..
    وقد عمدت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى نشر القصص الثلاث الأخيرة إيماناً منها بما للقصص من أهمية في إيصال المعلومات والأفكار إلى ذهن الطفل المسلم.
    شعره:
    الدكتور كمال رشيد .. شاعر مؤمن، رقيق الوجدان، صادق العاطفة، صاحب نفس نقية وروح صافية .. قال الشعر تعبيراً عن خلجات نفسه وتصويراً لومضات مشاعره.
    كانت محاولاته الأولى لنظم الشعر أيام دراسته في المرحلة الثانوية .. ويمكن اعتبار البداية الحقيقية عام 1964م، في الجزائر، حيث الغربة والمستشفى والبعد عن الأهل ومرض الوالدة ..
    وانساب الشعر من نفسه المفعمة بالمشاعر النبيلة، ومن فكره المنبثق من المثل العليا، ومن تصوره الإسلامي الواعي، ومن حبه الشديد لأرض الإسراء والمعراج، ومن فهمه العميق لرسالة الشعر .. فجاء شعره مرتبطاً بهدف سام وبرسالة كريمة، يعبر عن روح إسلامية، ويعالج الواقع في ضوء الإيمان ..
    وقد قال الشعر في عدد من المحاور والمجالات .. قاله في الوطن والعقيدة، والرثاء والشهادة، وفي النواحي السياسية والاجتماعية، ووقف معظم شعره على وطنه، وصور به جوانب من المحن التي حلت بشعب فلسطين .. فتحدث عن ظلام المؤامرات والاحتلال والعدوان والخذلان ..
    يقول الدكتور محمود إبراهيم في تقديمه لديوان "شدو الغرباء" عن شعره: إنني أشعر بالارتياح، حين أجد المادة الشعرية التي يقدمها "كمال رشيد"مرتبطة بالإنسان ارتباطاً وثيقاً، يبتدئ بعالم الأسرة، وينتهي بالإنسانية كلها ..
    فشعره هو في الغالب الأعم، تعبير عن أحاسيس صاحبه تجاه ذوي قرباه، ثم تجاه من تربطه بهم صداقات ومودّات، ثم تجاه وطنه الأرض التي عاشوا عليها، ثم تجاه الشعب العربي الكبير الذي ينتمي إليه، ثم تجاه أمة الإسلام التي يكون العرب جزءاً منها، وأخيراً تجاه بني البشر عامة ..
    والقارئ لشعره، لن يفوته أن يلحظ الصدق الشعوري في معظم ما يقرأ .. وأن يتبين شخصية الإنسان الودود الواصل للرحم، المنتمي بكل جوارحه إلى الأهل والوطن والعروبة والإسلام.
    ويبقى شعره إيماضة أدبية مشرقة في الإنتاج الشعري المعاصر، سواء من حيث الرسالة التي يضطلع بها، بما تحتويه من إيحاءات كريمة، بخاصة للشباب، أم من حيث أسلوبه الذي يجتمع فيه خصيصتا الوضوح والجمال في آن معاً.
    وقد راوح في شعره يبن الشعر العمودي الذي هو الأصل والشعر الحر الذي يرتضيه وليداً لا بديلاً للشعر العمودين شريطة أن تتوافر له خصائص الجودة والجمال والصدق[2].
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : الدكتور كمال رشيد (1360هـ، 1941م) Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    الدكتور كمال رشيد (1360هـ، 1941م) Empty رد: الدكتور كمال رشيد (1360هـ، 1941م)

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الخميس 01 أكتوبر 2009, 10:27 am

    أما مفهوم شاعرنا للشعر فقد وضحه وأجاب عنه عندما سأله أحد زملائه في قسم المناهج عن الشعر .. طبيعته ودوافعه .. فقال[3]:

    "يا شاعر القسم هل للشعر شيطان
    أم أنّ واهبه للناس رحمان"
    فأجاب:

    يا سائلي ليس نظم الشعر قافية
    لكنه حِكمٌ تعلو وتزدان
    لكنه العطر في الآفاق نبعثه
    لكنه نغم تمليه أحزان
    وصورة كطلوع الشمس في خجل
    فيها من الحب ألوان وألوان
    وهو النذيربشرٍّ إن عتا زمن
    وجاس في أرضنا ظلم وعدوان
    وهو السبيل لتعبير لفيض جوى
    إن ضيم في عيشهم أهل وخلان
    والشعر عندي شعور لست أكتمه
    وغاية الشعر إحساس ووجدان
    ذاكم هو الشعر يا من جئت تسألني
    قلب ووجد وإشراق وإيمان
    نكبة فلسطين في شعره:
    شاعرنا كمال من جيل المحنة .. اكتوى بنارها وهو طفل، وعاشت معه صور المأساة التي حلت بأهله وبشعب فلسطين، فقد واكبها حدثاً حدثاً .. ولذلك فقد كان لفلسطين وطن الشاعر النصيب الأوفى من شعره، وكان للنكبات التي حلت بفلسطين أثر واضح على مسيرته الشعرية، كما استأثرت القضية بمشاعره وأحاسيسه وسيطرت على فكره، ووجهت شعره ..
    وإن كانت نكبة 1948 قد تركت في نفسه صدى مؤلماً – إذ كان في سن الطفولة فإن نكبة 1967 كانت أشد هولاً وإيلاماً، ذلك أنه رافق الحرب التي وقعت فيها تعبئة إعلامية ولدت لدى الناس أوهاماً بالنصر كانت عاقبتها خيبة شديدة .. ولذا فإننا لا نجد عجباً عندما نقرأ قوله[4]:

    علام أعيد القول أجترُّ ما عندي
    وعندي من الآهات أضعاف ما أبدي
    ألا يا فتاة الحي لا تبعثي الشجا
    أقلِّي فإن القلب فيض من الوجد
    ترى لو بكيت العمر ماذا يفيدني
    وقد طال ذاك الدمع إذ طال بي سهدي
    فلسطين حبي ما حييت وإنني
    سعيد بها الحب ما طال بي عهدي
    ومن نكد الأيام أني حرمتها
    فزاد حنين القلب من ذلك الفقد
    وكذلك قوله[5]:

    أضنيت نفسي وارتضيت عذابي
    وبكيت من وجد على أحبابي
    صاحت فتاة فاستجاب خليفة
    لبيك إني للمعارك صابي
    واليوم كل نسائنا ناديننا
    أين الرجال وأين أسد الغاب
    ماذا دهى الصيد الأباة وقد غدت
    أوطانهم للخصم كالأسلاب
    والأهل أضحوا في الخيام سيوفهم
    خشب وفي الأوطان صوت عذاب
    الخصم يمرح في البلاد ويزدهي
    ويعيش أهل الأرض كالأغراب
    وضاعت القدس، وكان ضياعها مبعث حسرة كبيرة في النفوس، وكان داعياً إلى استنهاض الهمم، والتطلع إلى ماضي القدس، وما أصابها، وما يسر الله لها من منقذين، والأمل في مستقبل يعيد الماضي المجيد ..
    وفي زيارة لبيت الله الحرام ينظم شاعرنا قصيدة بعنوان "من وحي مكة" يستشعر فيها الصلة الروحية العميقة بين مكة المكرمة والقدس، فيقول[6]:

    من وحي مكة جاء الدمع هتانا
    حراً نقياً يزيد القلب إيمانا
    والشعر أينع في قلبي وأسعفني
    فكان سيفاً وأشواقاً وريحانا
    صليت لله في البيت العتيق وقد
    شف الوجود وزاد القلب تحنانا
    يا من يطوف ببيت الله معتمراً
    القدس طاف بها حقد وأردانا
    وأمعن القتل والتشريد في مهج
    وجاء بالقول تزويراً وبهتانا
    يا ساعياً تبتغي لله مقربة
    هلا سعيت لفعل يرفع الشانا
    ويا جموع التُّقى ماذا لو التقت
    الأيدي على الحق تصلي الكفر نيرانا
    تعيد للقدس للإسلام عزته
    وتجعل الأرض تحت الخصم بركانا
    ومع ضياع القدس وإحراق المسجد الأقصى، وإطلاق الرصاص على المصلين فيه، لم تتوقف الاعتداءات .. ولم يكد يمر يوم أو بعض يوم إلا توالت .. وجاء دور مدينة يافا، التي غادرها شاعرنا منذ أيام الطفولة .. ولما قامت سلطات الاحتلال بالاعتداء على مسجد حسن بك في يافا، نظم كمال قصيدة قال فيها[7]:

    من تربة المجد، من يافا وغوطتها
    أتيت أحمل آلامي وأخفيها
    خرجت منها صغيراً لا أنيس له
    ولست أدرك ما الدنيا وما فيها
    وسرت في فلوات العمر ملتمساً
    نهج الأباة، دروب الخير أمشيها
    سعيت للنور، ليت النور يدركني
    حتى أخلص نفسي من مآسيها
    سألت عن بلدي قالوا الغزاة أتوا
    وروّعوا أهلها، دكوا مبانيها
    سطرت حبي على الأوراق فانسكبت
    على السطور دموع العين ترويها
    لا تسألوا اليوم عن يافا وقصتها
    يافا الأسيرة قد ساءت لياليها
    وأصبحت طللاً في الشعر نذكرها
    شوقاً إلى الدمع، في الأحفال نرثيها
    ويصف شاعرنا حالة اليأس ومشاعر الإحباط التي استبدت بالناس في وطننا، نتيجة تشوه القيم وتبدل الأحوال، وتدهور الأخلاق، وشيوع المعصية، والتشجيع على الغواية .. فيقول في فقصيدة بعنوان "أحوال وآمال":

    ماذا نرجي والأمور تبدلت
    والحال فوضى شأنها مقلوب
    المال فينا ضائع وموزع
    يلهو به مستهتر ولعوب
    هو لا يحس بما أضاع لأنه
    ما كدّ في كسب فكيف يلوب
    ولكن الشاعر الذي يستمد تصوره للحياة من إيمان لا يستسلم لليأس الذي قد يطوف به طائف منه، ولذا نراه يبصر أملاً يطل عليه في عتمة المأساة، قد يكون له رصيد من واقع الأمة .. فهو يؤمن بأن في هذه الأمة قوة كامنة لو أحسنت استثمارها لتغيرت أحوالها، وهذا ما نجده لدى شاعرنا في قوله[8]:

    رغم ارتكاس الحال رغم تشردي
    رغم اعتزال عقيدتي وكتابي
    سيظل وجهي مشرقاً بيقينه
    بشروق شمس بعد طول غياب
    ومع أن وقع النكبة وما تبعها كان شديداً على شاعرنا، إلا أن موقفه تعدل مع مرور الأيام، فاستعاد شيئاً من الأمل والتوازن بعد ظهور حركة المقاومة في فلسطين .. تلك الحركة التي كانت بعد النكبتين كالضوء في عتمة الليل الدامس. وقد تفاعل معها، وسجل كثيراً مما يتصل بها من وقائع وأحداث، وخاصة رثاء الشهداء ..
    ونظم شعراً مؤثراً يبارك فيه الانتفاضة ومقاومة الاحتلال، ويشد على الأيدي المدافعة عن الوطن، وينفخ فيها روح الديمومة حتى يأذن الله بالنصر والتحرير.
    وخصص من شعره ديواناً كاملاً لقضية القدس وفلسطين بعنوان "القدس في العيون" .. وصفه الدكتور عماد الدين خليل – وهو يقدم له – بأنه الذي تتمحور قصائده كافة حول هدفها الواحد، وتتجمع كلها لكي تقول شيئاً واحداً، وتصرخ بكلمة واحدة، فتجعل طعم النار في فم القارئ، ومسها في أطراف أصابعه حتى بعد مفارقة الديوان[9].
    ومن الظواهر التي تلفت النظر في الحديث عن الانتفاضة بروز صورة الطفل المقاتل، فلم تعد الطفولة في لهيب الانتفاضة رمزاً للبراءة أو الوداعة أو صورة تبعث في النفس الإشفاق، بل صار الطفل أكبر من الرجال، يعلمهم دروس الضحية ويجعل لحياتهم معنى .. ومن ذلك قول كمال رشيد[10]:

    علمتنا يا طفلنا الدرسا
    ذكرتنا من قبل أن ننسى
    أنّ لنا أرضاً قد اغتصبت
    أن اليهود استوطنوا القدسا
    أيقظتنا من بعد ما خدر
    أحييت فينا العزم والبأسا
    حررت نفسك من مخاوفنا
    إن الفتى لا يعرف اليأسا
    ولقد رفعت الصوت في ثقة
    من بعد ما كان الندا همسا
    أطفالنا عرفوا سبيلهم
    وبهم سيرفع قومنا الرأسا
    المحور الإيماني والاجتماعي في شعره:
    المحور الإيماني في الشعر يصور مشاعر المسلم في أدعيته وتسبيحاته وتأملاته التي يتوجه بها إلى الخالق عز وجل .. أو يناجي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، من مدائح نبوية أو قصائد في المناسبات الدينية، مثل ذكرى المولد النبوي الشريف، والهجرة النبوية، والمناسبات الإسلامية الأخرى .. وقد أكثر شاعرنا من هذا اللون من الشعر .. ومن ذلك قصيدة بعنوان"من وحي مكة، ونشيد الهجرة، وقصيدة بعنوان "أنا مؤمن"، قال فيها[11]:

    عابوا علي ترفّعي وإبائي
    وتمسكي بعقيدتي الغراء
    قالوا تقي كيف يصبح شاعراً
    أوَ تُنسبُ التقوى إلى الشعراء
    أنا نور هذا الكون إذ أنا مؤمن
    والمؤمنون أبرُّ بالضعفاء
    قدمت للأوطان ما أنا مالك
    وصبرت في السراء والضراء
    وطرق الدكتور كمال في شعره لوناً جديداً من الأدب الإسلامي .. لون فيه متعة للنفس، وصقل للحس، وتغذية للوجدان، وطمأنينة للقلب .. ففي كتابه: "أشواق في المحراب" نجد كلمات مضيئة، وأدعية صالحة، يلجأ فيها الإنسان إلى الخالق جل وعلا في كل أمر من أموره .. فالدعاء في الإسلام مخ العبادة، ولا يكون إلا مع الصدق والإيمان وحسن الظن بالله سبحانه .. ومن هذه الأدعية والنفحات قوله[12]:
    يا إلهي

    اجعل الإيمان زادي ومعادي
    يوم لا ينفع مال وبنون
    واجعل القرآن لي نور فؤادي
    في حياة الزيف في ليل الظنون
    يا إلهي
    في سبيل أقوالي وأعمالي، ومخبوء فؤادي
    في سبيل الله تسبيحي وما تحمل روحي
    هو رب الناس، والأشياء .. ربي
    وأنا العبد الضعيف،
    منه أستلهم آمالي، وحاجاتي، وساعات انشراحي
    حبه أصبح زادي وسلاحي
    ورضاه بغيتي، سر نجاحي
    يا صغاري:
    اعبدوه .. فهو رب العالمين
    واسألوه ... فهو رحمان رحيم
    واعرفوه
    في بديع الخلق .. في النطق .. وفي الرزق الكريم
    إلهي

    إلهي وفيك يطيب الرجاء
    ويحلو التذلل والانحناء
    أتيت منيباً، فكن لي مجيباً
    فأنت الرحيم مجيب الدعاء
    ظمئنا إلى النصر يا ربنا
    وتقنا إلى سيرة الأولين
    نصرت النبي وأصحابه
    وكنت المجير وكنت المعين
    فجابوا بفضلك رحب الدنا
    ونالوا الشهادة في الخالدين
    "هو الحق يحشد أجنادها"
    ويمضي إلى النصر في كل حين
    يا رب

    يسر اللهم أمري
    واشرح اللهم صدري
    وأنرْ قلبي وعيني
    واقضِ عني وأعنّي
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : الدكتور كمال رشيد (1360هـ، 1941م) Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    الدكتور كمال رشيد (1360هـ، 1941م) Empty رد: الدكتور كمال رشيد (1360هـ، 1941م)

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الخميس 01 أكتوبر 2009, 10:27 am

    في التماس الحق في دنيا الضلال

    هدئ اللهم روعي
    واجعل اللهم دمعي
    خشية منك ورحبا
    طاعة فيك وقربى
    واجعل اللهم رضوانك سؤلي .. يا مجير
    ليس مثلي من يطيق السير في لفح الهجير
    أما المحور الاجتماعي في الشعر:
    ... فالشاعر إنسان يتفاعل مع ما حوله ويعبر عن ذلك التفاعل بأسلوب فني .. وقد تجلت العلاقات الاجتماعية في الشعر الإسلامي، في الأسرة .. الأبناء والبنات والزوجة والأم والأب والأخ، كما ظهرت في العلاقات الأخرى من قرابة وغير ذلك ..
    وشاعرنا د. كمال شعره مرتبط بالإنسان ارتباطاً وثيقاً – تعاملاً وتوجيهاً- ومن ذلك وصيته لأبنائه التي تناول فيها توجيههم دينياً وتربوياً ووطنياً، فقال[13]:

    أوصيك يا ولدي أن تحسن الأدبا
    أن تألف الدرس والتحصيل والكتبا
    وأن تكون تقياً، نابهاً، يقظا
    وأن تقدم للأوطان ما وجبا
    أن تجعل القدس في العينين ماثلة
    ألا تكل إذا ما المعتدي غلبا
    هذي فلسطين صنو الروح يا ولدي
    وفي مرابعها سفر العلا كتبا
    عاشت لنا مثلما عشنا لها زمناً
    طابت بنا مثلما طبنا بها حقبا
    أخنى الزمان وعادتنا ثعالبه
    وطائر السعد عن أوطاننا غربا
    توزعتنا صروف وانثنت همم
    ومن تقاعس عن رد العدا غُلبا
    حلّ الدخيل بأرض ليس يعرفها
    وصاحب الأرض عن أوطانه اغتربا
    لكنما أمل الأوطان فتيتها
    هم السبيل لرد الحق إن سلبا
    أنتم رجاء فلسطين وعدتها
    وهل بغير شباب نبلغ السببا
    الأرض أرضكم والعزم عزمكم
    فلا تكونوا لها إلا كما طلبا
    ولا تخافوا مماتاً، إن عيشكم
    في موتكم في ثراها فتية نجبا
    هذه عقيدتنا تلكم موائلنا
    والحر عن أرضه لا يعرف الهربا
    ومن قصائده في التوجيه، قصيدته التي وجهها إلى الفتاة المسلمة وقد آلمه الحال الذي آلت إليه، من افتتان بالمرأة الغربية، ومحاكاة لها في زيها، وأسلوب عيشها، فتوجه إليها بالنصح، مبيناً لها أن الجمال يصونه الستر والحياء، ويزري به العري والتبرج، فقال في قصيدته "فتاة العصر"[14]:

    ماذا يضرك لو سترت جمالا
    وحجبت عنا رقة ودلالا
    يا من تعرت للرجال غواية
    ليس الجمال مع الحياء محالا
    في البيت أنت بحالة لا ترتجى
    وإذا خرجت أتيتنا تمثالا
    إن الجمال من الإله كرامة
    للسالكات طهارة وكمالا
    وهو السبيل إلى الضلال لغادة
    تخذته سيفاً مشهراً قتالا
    رفقاً بحالك يا فتاة تأدبي
    صوني جمالك، حققي الآمالا
    وثقي بنفسك أنت سر حضارة
    عظمت وأعطت للورى أبطالا
    وتعلّمي صنع الرجال فإننا
    في حال حرب تستزيد رجالا
    ليس الجمال بنوع ثوب يُرتدى
    فالثوب لا يعطي النفوس جمالا
    لكنما هو في فؤاد طاهر
    عرف الحياة فضيلة وكمالا
    ونظم شاعرنا قصائد كثيرة للشهادة والشهيد، ولأم الشهيد، وقال:
    كل القصائد للشهيد، للبأس للعزم الشديد
    للحق للإخلاص للإيمان للنصر الأكيد
    ومن الشهداء الذين رثاهم: محمد سعيد باعباد، وعبد الله عزام، وأحمد ياسين، والرنتيسي، يحيى عياش، والشقاقي، وشهداء الحرم الإبراهيمي، وشهداء مذبحة الأقصى، وشهداء عنبتا..
    قال في رثاء الشهيد عبد الله عزام[15]:
    وقف الدكتور عبد الله عزام قائداً مجاهداً في أرض فلسطين، وأبلى وصحبه بلاء حسناً في عمليات عسكرية ناجحة، ثم حيل بينه وبين هذا المدرج السماوي .. فانطلق إلى أفغانستان، حيث وحد الصفوف وخاض المعارك إلى أن استشهد هو ووالده محمد إبراهيم ..
    لأنك في فم التاريخ معلوم ومشهود
    لأنك عند رب العرش مرضي ومحمود
    لأنك في قلوب الأهل والأحباب موجود
    فما صح الذي قالوه، عبد الله مفقود
    فلسطين التي تهوى وفيها كانت السلوى
    وعنكم أجمل الأخبار ما زالت تروى
    تودعكم بفيض الحب تشهد فيكم التقوى
    والدكتور كمال، أديب اهتم بقضايا أمته العربية والإسلامية، وما عانته من مشكلات مع الاستعمار، وفي سعيها إلى التحرر والاستقلال .. ومع أن القضية الفلسطينية كانت أكثر القضايا ظهوراً في شعره، إلا أننا نجد له قصائد تتحدث عن قضايا الأمة العربية والإسلامية في شتى بقاع الأرض .. ومن ذلك قصيدته التي يقول فيها[16]:

    والقدس عشاها القتام وقد
    ناح الأذان، وصوح المجد
    هذي العراق دماؤها نزفت
    وعلى الحدود تمزق الود
    لبنان غربان تحركها
    لم يبق فيها طائراً يشدو
    أفغان جاء الحقد يقهرها
    يا ويح من يقتاده الحقد
    فتن تظللنا وتتركنا
    مزقاً بها عوراتنا تبدو
    قصائد مختارة من شعره
    1
    سعد
    سعد بن أبي وقاص .. صحابي جليل، من السابقين الأولين في الإسلام، وأحد وجهاء الصحابة .. عرف بالفروسية والشجاعة .. وكان إذا رمى في الحرب عدواً أصابه ..
    رافق رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزواته كلها .. وشارك في الفتوحات الإسلامية، وقاد معركة القادسية التي انتصر فيها المسلمون.
    وفي هذه القصيدة يتحدث شاعرنا عن مجموعة من قضايا المسلمين المعاصرة في شتى بقاع الأرض، فيذكر القدس وما حل بها من نكبات، ويذكر لبنان والعراق وأفغانستان، ويتحدث عن الفتن التي انتشرت بها، وعن حالات الذل التي يعيشها المسلمون في تلك البلدان ..
    وفي القصيدة يستدعي شاعرنا التاريخ ليستثير ما اختزنته ذاكرة المسلمين من فتوح وانتصارات وأمجاد يريد لها أن تتجدد .. فيجري حواراً مع الصحابي الجليل سعد رضي الله عنه .. ويتخذ من شخصية هذا القائد البطل مهرباً من الواقع السيئ، فيقول مخاطباً "سعد" رضي الله عنه:

    أقبِلْ فأنت المرتجى سعد
    إن البناء يكاد ينهد
    أقبِلْ فخيل الروم عادية
    وخيولنا أزرى بها القيد
    ونلاحظ في القصيدة أن الحضور التاريخي لم يكن لسعد وحده فحسب بل ولرجاله الذين كانوا معه في الفتح .. وأن شاعرنا يقابل فيها بين خيولنا الساكنة التي ترسف في قيودها وخيول الأعداء التي تغير وتعدو .. ولن يكون الخلاص إلا بسعد آخر يجيء لكي يضرب على السكون ويعيد للتاريخ حركته مرة أخرى.
    أبيات القصيدة[17]

    أقبل فأنت المرتجى سعد
    إن البناء يكاد ينهد
    أقبل فخيل الروم عادية
    وخيولنا أزرى بها القيد
    نامت فوارسها وما برحت
    مربوطة في القيد لا تعدو
    وبيارق النصر القديم غدت
    مطوية إذ ودع الأسد
    لم يبق في ساح الوغى أحد
    يدعى فيصدق عنده الرد
    لا صولة الفاروق تشهدها
    أبداً، ولا قدحت لنا زند
    والقدس غشاها القتام وقد
    ناح الأذان وصوح المجد
    هذي البلاد دماؤها نزفت
    وعلى الحدود تمزق الود
    فتن تظللنا وتتركنا
    مزقاً بها عوراتنا تبدو
    عميت بصائرهم فما عرفوا
    أين السبيل، وغيب القصد
    فالورد شوك في عيونهم
    والشوك فيما قدروا ورد
    والشهد مر إذ هم خبروا
    والعلقم المؤذي هو الشهد
    عبث يمزق عزة سلفت
    أيام كان الحزم والجد
    زمن يمر بغير ما ثمن
    عمر يضيع ودونه الرشد
    والمسجد الأقصى يؤرّقه
    هذا العقوق يسوؤه البعد
    والصامدون هناك طال بهم
    ليل الأسى أضناهم الوجد
    يا سعد أقبل نحن في خدر
    والأفق لا برق ولا رعد
    واجمع رجالك أينما وجدوا
    فهم رجال البأس إن عدوا
    أحفادكم لانت قناتهم
    قعدوا عن الأمجاد وارتدّوا
    يا قوم لست مقنطاً أبداً
    أملي كبير ماله حد
    أن نرفع رايات عالية
    خفاقة، في قدسنا نشدوا
    الله أكبر جاء موعدنا
    والنصر في الأقصى هو الوعد
    قصائد مختارة من شعره
    2
    ثاني اثنين
    القائد الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي .. علم من أعلام الحركة الإسلامية في فلسطين .. وواحد من أبرز رموز الشعب الفلسطيني، ومن أبرز قادته التاريخيين ..
    كان قائداً شجاعاً، وزعيماً سياسياً فذاً، اتصف بالجرأة والصلابة في قول كلمة الحق ..
    اغتالته طائرات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة مساء السبت 17/5/2004، عندما أطلقت عليه مروحية صهيونية صاروخين باتجاه السيارة التي كان يستقلها وسط مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاده واثنين من مرافقيه ..
    وهذه قصيدة رثاء نظمها الدكتور كمال رشيد بعد استشهاد الرنتيسي .. ونشرها في جريدة السبيل .. وعدد فيها بعض صفات الرجولة والصدق والعفة والثبات على الحق، التي كان يتصف بها القائد الشهيد. .
    أبيات القصيدة[18]

    مت كما شئت سيداً وشهيداً
    وانأَ عن مجمع القعود بعيدا
    قد عرفناك مذ وجدت شريفاً
    وعفيفاً وصادقاً وعنيدا
    وعيوفاً يأبى الدنية يرجو
    لفلسطين عزة وصعودا
    لبني قومه حياة اعتزاز
    وانتصار يجتث منها يهودا
    صبر العيش عشته في اصطبار
    وكفاح حتى بلغت اللحودا
    سجون الأعداء كنت فتاها
    ولظاها، وما أطلقت القيودا
    ومع المبعدين عشت شهورا
    كان جمعاً مميزاً وفريدا
    وشرفنا بأن نكون ضيوفا
    نستقي منكم الحدث الودودا
    إن مرج الزهور كان امتطاء
    لذي المجد كان يؤوي أسودا
    أبعدوا نخبة الرجال انتقاماً
    واعتقاداً أن لن تعودا
    ثم عدتم للسجن وهو افتخار
    واقتدار وكنت عزماً حديدا
    كم عبدت الرحمن في جوف ليل
    بدموع، وكم أطلت السجودا
    كم رفعت اللواء، قدت جموعاً
    للجهاد الموصول تعطي العهودا
    كنت لابن الياسين ساعد بأس
    كنت الابن المطيع والمحمودا
    كنت ترجو رضاه وهو المعنّى
    كان شيخاً وكنت أنت المريدا
    كم رعيت الشيخ الكبير بقلب
    وبكف، وكم خدمت القعيدا
    نستقي منه حكمة ورشاداً
    وعناداً والعود ينبت عودا
    ثاني اثنين إذ هما في حماس
    يتبارون من يصيب يهودا
    يملآن الشباب حزماً وعزماً
    ويعدان للقتال أسودا
    سبق الشيخ للجنان ولكن
    لم يطل لبثكم، فكنت الشهيدا
    أيها الراحل المودع أبشر
    خلفك الذاريات تذرو الحدودا
    أنت فينا والشيخ أحمد فينا
    أنتما في اللحود أغلى وجودا
    سار من يعد شقيقاً
    وشريكاً، أباً، وابناً، حفيدا
    جمعتكم حماس جمع وفاء
    قدمتكم قيادة وجنودا
    كيف ننسى العياش حادي ركب
    كيف ننسى مع الأسى هنودا
    كيف ننسى في الحالكات عماداً
    وجهاداً، وفارساً، محمودا
    موكب النصر والشهادة ماض
    بعدما خط بالدماء الخلودا
    يا فلسطين أبشري واطمئني
    إن يوم الخلاص ليس بعيدا
    قصائد مختارة من شعره
    3
    سوف نبقى
    فلسطين أرض وطن وعقيدة .. أرض طهر وقداسة .. أرض عزة ومنعة، فهي ملتقى الأنبياء، ومسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
    تتمتع هذه الأرض بمكانة خاصة في التصور الإسلامي، وهي المكانة جعلتها محط أنظار ومهوى أفئدة جميع المسلمين .. وقد عني المسلمون بأرض الإسراء عامة وبمدينتها المقدسة خاصة عناية فائقة، منذ أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرباط فيها .. فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا معاذ إن الله عزّ وجلّ سيفتح عليكم الشام من بعدي .. من العريش إلى الفرات .. رجالهم ونساؤهم وإماؤهم مرابطون إلى يوم القيامة. فمن اختار منكم ساحلاً من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في جهاد إلى يوم القيامة"[19]
    في فترات الضعف والغفلة التي مرت بالأمة الإسلامية تعرضت هذه الأرض لكثير من مؤامرات الحاقدين وهجمات الطامعين .. وكان قدر بلاد الشام وخاصة فلسطين أن تتحمل معظم تلك الهجمات .. فقد هاجمها الصليبيون في تسع حملات صليبية، وهاجمها المغول والتتار، وهاجمها الفرنسيون .. وكان الهدف في كل هجوم منها القضاء على الإسلام وحضارة الإسلام .. ولكنهم طردوا منها جميعاً خائبين.
    وفي أواخر القرن التاسع عشر تآمر عليها الصليبيون (الدول الغربية) واليهود والماسون، وأقاموا دولة لإسرائيل في فلسطين .. واستعملوا كل الطرق والأساليب من قتل وسجن وحرق وتدمير، لتهجير أهلها منها.
    وأمام كل المؤامرات والإجراءات الحاقدة جاءت هذه القصيدة لتكون عنواناً بارزاً من عناوين الثبات .. ولتتحدث بلسان أبناء فلسطين وتقول:
    اقتلونا واسجنونا، شردونا، مزقونا .. سوف نبقى ..
    اقتلونا
    واسجنونا
    شرّدونا
    مزّقونا
    واسلموا منا العيونا
    ومن الأم من الابن من الزّوج احرمونا
    افعلوا ما شئتم
    لن ترعبونا
    لن تناموا ما تريدون سنبقى
    ذلك السّيف ما تريدون سنبقى
    ذلك السّيف الذي يصبح ألفا
    نحن لا نقبل ذلاً
    نحن لا نعرف خوفاً
    في البراري، بعد أن ودّعت داري وصغاري
    في الفيافي، والمنافي
    في دروب القدس، في غزة، في نابلس
    في يافا وحيفا
    في جنين النصر والفجر ارصدونا
    حاصرونا واقصفونا
    أبداً لن ترعبونا
    اقتلونا
    واسحلونا
    في ثرانا، بدمانا غيبونا
    سوف نبقى
    عبقاً في الأرض، جذراً، وتراباً، وحصاداً
    وشهوداً وعهوداً
    سوف نبقى
    لنعيد الحق حقاً
    نسبق الأحداث سبقاً
    نزرع الأرض لتبقى
    نأكل الصخر ونشقى
    نركب الصعب ونرقى
    سوف نبقى
    حقق الياسين ما كان ابتغى
    بعده عبد العزيز انضم للموكب في ساح الوغى
    إن يمت ألف، فألف جاهزون
    من فجاج الأرض، من تحت الركام يخرجون
    في دياجي الليل، في الظلمة، في وضح النهار يطلعون
    وينالون الذي هم ينشدون
    إن قتلتم شيخنا الملتف في ثوب الجلال
    تم أتبعتم بأسد
    برجال كالجبال
    فاعلموا أنكم قدمتم
    خدمة الأرض ،للأهل، وللعشاق
    أذكيتم أفانين القتال
    وكذا الأيام تمضي
    وكذا الحرب سجال

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 14 مايو 2024, 12:39 pm