ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    مزارعو غزة... ملكية أرض مع وقف التنفيذ ولقمة عيش مغمسة بالدم

    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : مزارعو غزة... ملكية أرض مع وقف التنفيذ ولقمة عيش مغمسة بالدم Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    مزارعو غزة... ملكية أرض مع وقف التنفيذ ولقمة عيش مغمسة بالدم Empty مزارعو غزة... ملكية أرض مع وقف التنفيذ ولقمة عيش مغمسة بالدم

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الثلاثاء 26 يناير 2010, 11:38 am

    انفرجت أسارير المزارع محمد محيسن (35عاماً) وهو يقف أمام نافذة ديوان عائلته يراقب أمطار الخير وهي تنهمر على أرضه الواقعة في شارع المنطار بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
    لكن الحال كان معاكساً بالنسبة لقريبه المزارع منير الذي وقف متجهماً يذرف الدموع كحبات المطر التي تتساقط في كل اتجاه، وهو ما لفت انتباه بقية الحاضرين من أبناء العائلة المتجمعين حول 'كانون' النار في ديوان العائلة.
    هذا الموقف الغريب أثار فضول الجميع ليس لمعرفة سبب الابتسامة العريضة على شفتي محمد لكن لمعرفة سر الدموع التي تنهمر من عيني منير، الأمر الذي دفع مختار العائلة للسؤال عن الدوافع لما حصل.
    'بنستنى يجي الشتا وبندعي ربنا يبعث المطر علشان ترتوي أراضينا ونترزّق ونعيش من خيرها إحنا وولادنا بس شو الفايدة إذا ما بنقدر نوصلها بنشوفها من بعيد بالعين بس إذا جربنا نقرّب منها بطخوا علينا اليهود وبنموت وبنخسر كل شيئ'.
    بهذه الكلمات برّر منير ( 40عاماً) السبب الذي دفعه إلى التنازل مؤقتاً عن كبريائه كرجل وجعله يبكي بحرقة على ما آلت إليه أوضاعه بعد حرمانه من الوصول إلى أرضه الواقعة خلف معبر المنطار والتي تبعد حوالي مائتي متر عن الشريط الحدودي شرقي الحي المذكور.
    وأضاف قائلاً: نملك أرضاً على الورق فقط، لكن للأسف مع وقف التنفيذ، فنحن لا نستطيع الوصول إليها لفلاحتها وزراعتها، فرصاص الاحتلال يتربّص بنا في كل خطوة، لافتاً إلى أن بعض أقربائه وجيرانه دفعوا حياتهم ثمناً لمجرد محاولاتهم الوصول إلى أراضيهم.
    وكانت طائرات الاحتلال ألقت مراراً، منشورات تحذّر المواطنين من الاقتراب من السياج الحدودي إلى مسافة أقل من 300 متر، مهدّدةً بإطلاق النار صوب كل من يخالف ذلك.
    ويحرم هذا التهديد الإسرائيلي آلاف المزارعين الذين يملكون أراضٍ زراعية قريبة من السياج الحدودي من الوصول إلى أراضيهم وفلاحتها وزراعتها وجني محاصيلهم.
    المزارع أبو جمال سلمي (45عاماً) لم يكن حاله أفضل من أقرانه من المزارعين فقد جرّف الاحتلال قبل عامين، أرضه البالغة مساحتها ثمانية دونمات والواقعة قرب ما يسمى موقع 'ملَكة' العسكري الإسرائيلي على الحدود الشرقية لحي الزيتون جنوب شرق غزة.
    وقال أبو جمال لــ'وفا': كانت أرضنا خضراء مليئة بجميع أنواع أشجارالزيتون والحمضيات لكن الآن أصبحت جرداء قاحلة بعد ما أتت عليها جرافات الاحتلال.
    وأضاف وملامح الحزن تكسو محيّاه: بعد تجريف أرضي أصبحت عاطلاً عن العمل لأنني فقدت مصدر رزقي الوحيد الذي أعتاش منه أنا وعائلتي البالغ عددها 12 فرداً غالبيتهم أطفال.
    وأشار إلى أن الحال لا يقف عند الخسائر التي خلفتها جرائم الاحتلال بل يتعداها إلى ما سيتكبّده المزارعون من تكاليف باهظة لإعادة زراعة أراضيهم في حال تمكنوا من الوصول إليها فيما بعد.
    من جهته أعرب المزارع أسعد علوان (36عاماً) من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة عن حزنه العميق لعدم تمكنه من الوصول إلى أرضه القريبة من الشريط الحدودي بسبب تواجد قناصة الاحتلال على مقربة منها.
    وأكّد أن قوات الاحتلال أطلقت عليه النار قبل حوالي خمسة شهور أثناء محاولته برفقة شقيقه الوصول إلى أرضهما لفلاحتها وزراعتها، ما أدى إلى إصابته بعيار ناري في قدمه اليمنى أقعده عن عمله في أحد المخابز الذي كان يسد رمق أطفاله من خلاله.
    وأشار علوان إلى أن مصيبته مضاعفة، حيث فقد الأمل في الوصول إلى أرضه من ناحية، وأصبح مقعداً لا يستطيع ممارسة عمله الآخر الذي اضطُّر إليه من أجل لقمة العيش من ناحية أخرى.
    وناشد المزارع علوان الهيئات والمؤسسات الإقليمية والدولية المعنية بالمجال الزراعي دعم مزارعي القطاع ومساندتهم والعمل على وقف ممارسات قوات الاحتلال التي تتبع سياسة الأرض المحروقة تجاه القطاع الزراعي.
    ويتكبّد آلاف المزارعين في قطاع غزة لاسيّما الذين يملكون أراضٍ زراعية في المناطق المتاخمة للشريط الحدودي شرق وشمال غزة خسائر مادية كبيرة جراء تجريف قوات الاحتلال لأراضيهم خاصة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.
    وتشير الإحصائيات إلى أن خسائر قطاع الزراعة جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة بلغ عشرات ملايين الدولارات، وأصبح معظم أصحاب هذه الأراضي عاطلين عن العمل، ناهيك عن استشهاد وجرح عشرات المزارعين بنيران قوات الاحتلال.
    وكانت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان اعتبرت في تقرير لها، أن وجود منطقة عازلة بعرض 350 متراً على طول قطاع غزة يمثل خسارة لـ/8ر13/ كيلو متراً مربعاً من المساحة الإجمالية لقطاع غزة البالغة 362 كيلو متراً ما يهدد السلة الغذائية للمستهلك الفلسطيني ويزيد من معاناة المواطنين المدنيين في قطاع غزة المتفاقمة بفعل الحصار والإغلاق الإسرائيلي المتواصل على القطاع.‏
    وأشارت المؤسسة إلى أن أراضي القطاع الشرقية تعتبر الأكثر خصوبة على المستوى البيئي ومستوى الموارد الزراعية حيث تشكل تلك الأراضي سلة غذائية زراعية للمستهلك الفلسطيني.‏
    ورأت أن استمرار قوات الاحتلال في اتباع سياسة خلق وإنشاء مناطق عازلة في قطاع غزة يعتبر استكمالاً لإجراءاتها التعسفية التي ابتدأتها مع بداية الانتفاضة الثانية في شهر أيلول من العام 2000 حيث تم إنشاء منطقة عازلة بعرض 150 متراً داخل قطاع غزة.‏
    واعتبرت المؤسسة أن هذا الإجراء انتهاك واضح لأهم مبادئ القانون الدولي الإنساني مبدية استغرابها لعجز المجتمع الدولي عن التحرك لوقف الانتهاكات الإسرائيلية التي تنطوي على استهتار واضح من حكومة الاحتلال بالقانون الدولي.‏
    وفي ظل هذا الاستهداف الممنهج للمزارعين الغزيين وتعمّد الاحتلال منعهم من حقهم في الوصول إلى أراضيهم يواصل عشرات المزارعين في بلدة بيت حانون مسيرتهم الأسبوعية المناهضة لفرض الاحتلال الإسرائيلي المنطقة العازلة شمال قطاع غزة على طول الحدود الفاصلة بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، آملين أن يجسدوا تجربتي بلعين ونعلين في الضفة الغربية على أرض الواقع.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024, 9:01 am