الفنانة روان محمد صدر

روان محمد صدر... فنانة فلسطينية تعيش في الأردن ، تخرجت حديثا من الجامعة الأردنية بعمان وحصلت على بكالوريوس لغات حديثة ، كما حصلت على دبلوم صناعة رسوم متحركة من نفس الجامعة وتعمل حاليا مساعدة بحث وتدريس في الجامعة الهاشمية , تميزت روان برهافة حسها في استخدام الريشة والألوان، واصطبغت رسوماتها بأمل الوطن وآلامه ، سارت بخطوات واثقة في طريق الفن والإبداع، وما زالت تسير، للتعرف على فن الفنانة روان كان لنا معها هذا الحوار :

موهبتي أعلنت عن نفسها بنفسها ف لم يكن غريبا أن أبدأ بالرسم منذ أن بدأت بالكلام ؛ والدتي كانت في مرحلة من عمرها رسامة بارعة وكذلك شقيقي الأكبر، شهدت جدران المنزل خربشاتي الأولى التي انتقلت معي لجدران المدرسة ولم يُجد معي التهديد ولا الوعيد ولا الإغراء في استبدال الورق بالجدران، وحتى الآن فالرسم على جدران رياض الأطفال يشكل بالنسبة لي متعة منقطعة النظير !

عانت كتبي المدرسية طويلا من الهوامش الطولية والعرضية لخربشاتي ولم أتمكن أبداً من التخلص من عادتي في تشويه أي ورقة بيضاء تسقط بين يدي، فأي فراغ مهما كانت مساحته يشكل فضاء محتملاً لولادة لوحة ما واستفزاز لعقلي اللاواعي ،و كثير من لوحاتي كانت فكرتها في الأصل خربوشة صغيرة على هامش ورقة في المحاضرات أو في ظل انشغالي بأمر ما.

إن تحدثنا فرضيا فللمدرسة الدور الأكبر في توجيه المواهب من خلال توفير البيئة التعليمية التي تتيح صقل مهارات الطفل وتوجيهه لتطوير مهاراته والإستفاده منها ، لكن هذا فرضياً فمن تجربتي دور المدرسة كان انتهازيا لا أكثر، فللأسف الشديد يعتبر الفن في مجتمعاتنا أمرا هامشيا لا أهمية له في نظر الكثيرين ولطالما استُبدلت حصص الفن بحصص التاريخ والفيزياء ! فعوضا عن اكتشاف مواهب الأطفال وتطويرها يتم تجاهلها والتركيز على المواد العلمية الصرفة بالرغم مما تشير إليه كتب علم النفس التربوي من أهمية الفن بالنسبة للأطفال ولنموهم السليم.

وتبقى بذلك للعائلة مهمة اكتشاف موهبة الطفل وتوجيهها ومحاولة تطويرها في ظلّ الإمكانيات المتوفرة و بالنسبة لي فالحمد لله شكّلت عائلتي الدعم الأكبر فكان فخر والدي بي دوماً الدافع الأكبر لأطوّر مهاراتي ، وكذلك دعم أمي حفظها الله فلم تتأخر يوما ما عن دعمي ماديا أو معنويا بل كانت دوما تشجعني على الاشتراك في النوادي المتخصصة و التقدم للمسابقات ، جزاها الله عني كل خير.

للريشة سحر اللون الأول بلا شك ويبقى لها المكان الأقرب للقلب، ولمتعة الخربشة بالأصابع ورائحة الألوان لذة لا تقارن بالرسم على الكمبيوتر مهما تطورت أدواته، وإن كنت لا أنكر ولعي بالكمبيوتر وكل ما يتعلق به لذا أجد للرسم عليه متعة فريدة بذاتها خصوصا في ظل ما توفره البرامج الحديثة من تقنيات جميلة توفر الوقت والجهد، فتنفيذ فكرة لوحة ما على الكمبيوتر لا تستغرق ربع ما تحتاجه من وقت لرسمها بالألوان الزيتية أو غيرها .

بسبب بعد مجالي الأكاديمي عن الفنون فقد اقتصرت مشاركتي على معرض مشترك مع مجموعة من الطلاب تابع لوزارة الثقافة في عام 2000 وان كنت أطمح لتوسيع مشاركاتي في المستقبل .

ما فهمت السؤال !! من هي المؤسسات الفنية وتدعم من !! ...خلينا ساكتين

فلسطين هي اللون الأول ، الدافع الأول ، وهي الحلم الأكبر. كل ما رسمت وما سأرسم هو دفاع عن حق وجودها الذي استمد منه وجودي، ريشتي هي سلاحي في مواجهة النسيان والطغيان ومحاولات طمس معالم قضيتها و ألواني هي محاولتي لإعادة تشكيل ملامحها لصنع ذاكرة بها ولها ، وأمنيتي أن أصل يوما ما إلى درجة أستطيع بها تقديم ما هو حقيقي لها .

7- هل فرض الاغتراب عن الوطن ظلاله على لوحات روان ؟

لم يكن اغترابا بقدر ما كان فقداً ، من الصعب أن تتغاضي عن هذا النقص الذي يلقي ظلاله عليك عندما يكون بحجم وطن! كلّ ما رسمته مطبوع بالحنين إليه بشوق لأن أعرفه كما عرفه الآخرون ، هو بحثُ عن جذور كانت لي هناك ذات يوم، عن ملامح سكنت قصص جدتي وجدّ لم أر حتى قبره.

هو تمسّك بحقي بأن أنتمي، أن أعلنها ذات يوم أنا من هذه الأرض ولهذه الأرض، الاغتراب يولّد رغبة في العودة تصوّر الماضي في ذاكرة الإنسان على أنه الأجمل والأكثر كمالا ، في حين يتملكني هاجس أن أمتلك وطنا ذات يوم أفتح فيه عيني على غد أجمل .

8- ما هي طموحاتك كفنانة تشكيلية ؟

أتمنى أن يوفقني الله لانجاز معرضي الشخصي الأول ،كما أتمنى أن أزيد معرفتي وأطور مهاراتي عن طريق دراسة الفن أكاديميا وهو أمر يحتل منزلته على لائحة مخططاتي المستقبلية.