ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    الحاج مصطفى صوان: أعود إلى قريتي «بيريا» ولو مشياً على الأقدام

    صامد
    صامد
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر الجوزاء جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : الحاج مصطفى صوان: أعود إلى قريتي «بيريا» ولو مشياً على الأقدام Jordan_a-01
    نقاط : 1095
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 10/03/2009

    الحاج مصطفى صوان: أعود إلى قريتي «بيريا» ولو مشياً على الأقدام Empty الحاج مصطفى صوان: أعود إلى قريتي «بيريا» ولو مشياً على الأقدام

    مُساهمة من طرف صامد الإثنين 10 مايو 2010, 12:16 pm

    الحاج أبو ياسر صوان أقعده المرض لمدة تجاوزت عامين، ولم يعرف الأطباء سبباً لذلك، لكنه تعافى عندما هيأ له أبناؤه مكاناً على سفح جبل قاسيون في منطقة ركن الدين - الشيخ خالد بدمشق، يشبه بستانه في قرية بيريا، فأخذ يصعد عشرات الدرجات يومياً ليصل إلى هذا البستان ويقضي فيه وقته منذ الصباح حتى الغروب، يعمل بذات الطريقة التي كان يعمل بها في قريته قبل النكبة.
    بادرنا الحاج أبو ياسر ابن التسعين عاماً بسؤال عن سبب تسمية قريته بهذا الاسم، فأجاب بأن هذه التسمية قد تكون تحريفاً لكلمة «البيرة» الكنعانية بمعنى آبار أو لكلمة «بيرتا» الكنعانية بمعنى قلعة، فهي منطقة مشهورة بآبارها ومرتفعاتها الجبلية حيث تقع بين جبل كنعان وصفد، وتحدّها عين الزيتون غرباً وجبل كنعان شرقاً وقديثا وطيطبا شمالاً، فيما تقع صفد جنوبها.
    تشتهر بعيونها وآبارها، فقد كانت عين بيريا تروي مدينة صفد كاملةً، وهي عين تخرج من الصخور، وقد استغلها أهالي صفد فقاموا بجرّ مياهها عبر أنابيب إلى مناطق متعددة في المدينة، بعد أن نسقوا مع مختار القرية الحاج أحمد صوان.
    أبرز عائلات القرية حسب الحاج أبو ياسر هي شبعاني، الدلسي، رجب، شعبان، أيوب، عسقول، ياسين وصلاح الدين، وآل صوان، وقد كان لكل عائلة وجهاء.
    يعبّر الحاج صوان عن أسفه لعدم وجود خدمات تذكر قبل النكبة في القرية التي كانت جميع طرقها ترابية صخرية، ما يعوق دخول أي سيارة لداخلها، وتخلو القرية من أي مستوصف أو مسجد. المدرسة التي تعاون أهل القرية إنشائها لم يدرسوا فيها سوى عام واحد قبل النكبة. يتابع فيقول: كنا نصلي الجمعة والعيد في جامع عين الزيتون، ونجلب كل حاجاتنا من صفد مشياً على الأقدام أو بواسطة الدواب. مستدركاً بأن القرية اشتهرت بالزراعة الشتوية والصيفية، وعرفت بكثرة بيادرها وبساتينها، فضلاً عن زيتونها الغني بالزيت.
    يتحسر الحاج صوان على أيام القرية، ويشدّد على رغبته بالعودة إلى بيريا ولو مشياً على الأقدام، وأنه تكفيه رؤيتها ولو مرة واحدة قبل وفاته.
    رمضان والعيد في القرية
    لرمضان والأعياد في القرية نكهة مميزة، فقد كنا نجهز لها قبل فترة، وكنا نستمتع بكل لحظة في هاتين المناسبتين. في رمضان يبدأ يومنا من السحور الذي يوقظنا له المُسحّر أحمد شبعاني بطبلته، مختتماً جولته بالأذان من فوق سطوح أحد منازل القرية لصلاة الفجر إيذاناً بالإمساك، وكذلك لصلاة المغرب إيذاناً بالفطور. وكانت صلاة التراويح في جامع عين الزيتون، ثم تليها السهرات وليالي السمر في مضافة المختار.
    أما عن عيدي الفطر والأضحى، فكان لكل منهما ترتيب يبدأ من صلاة العيد مروراً بمعايدة الأهل والأقارب وجميع أبناء القرية، ليستقر كل في بيته مع أسرته وأبنائه.
    جهاد أهل القرية
    لم يُكتب لنا أن تستمر أيامنا هكذا، وبدأت المناوشات مع الإنكليز وتطورت لتنشب بيننا وبينهم معركة وادي الطواحين، وهو وادٍ يمرّ في القرية كثير المُغُر والأحراش، تجمّع فيه الثوار بقيادة عبد الله الأصبح، وكان بينهم عدد من أبناء القرية. في هذه المعركة استُشهد أحمد خليل صوان، حيث استخدم فيها الإنكليز قوة كبيرة، وتشجع بعدها اليهود وارتكبوا مجزرة سعسع التي تبعد عن قريتنا نحو كيلومتر واحد، وكذلك مجزرة عين الزيتون المعروفة.
    ما قبل احتلال القرية
    ما أذكره في هذه الفترة هو أننا بدأنا نشعر بأمر غير طبيعي يحدث من حولنا، فقمنا بجمع الأموال وشراء أسلحة، حيث كلفنا رجلاً من القرية السفر إلى سورية، وتحديداً منطقة الضمير، واشترى ستّ بنادق فرنسية، وزعها المختار على أبناء القرية. وفي خطوة لم نعرف لها تفسيراً في بداية الأمر، قدم لنا الإنكليز 12 بندقية إنكليزية، تبيّن لنا بعد ذلك أنها كانت لعبة أراد من خلالها الإنكليز الإيحاء بأنهم معنا، لكنهم أرسلوا شخصاً كنا نسميه «تحصيل دار» طلب منا أوراق وكواشين الأراضي والبيوت والمواشي على أساس أن بريطانيا تريد وضعها في الأمانات في صفد حفاظاً عليها، وهي خدعة انطلت علينا للأسف.
    التغريبة
    بعد مجزرتي عين الزيتون وسعسع، قرر أهل القرية الخروج منها خوفاً من مجزرة، وعلى أساس أن يمرّ وقت تتضح فيه الأمور، فتوجّهنا شمالاً إلى عين الزيتون فقديثا ومنها إلى الصفصاف، ثم الجِشّ، هناك وجدنا سيارات نقلتنا إلى القنيطرة، وبعد يومين ذهبنا إلى منطقة كودنة التي مكثنا فيها لمدة عام، ثم إلى ركن الدين – الشيخ خالد.

    المصدر: مجلة العودة

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 11 مايو 2024, 3:58 pm