ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    يعبد.. مملكة التبغ

    صامد
    صامد
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر الجوزاء جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : يعبد.. مملكة التبغ  Jordan_a-01
    نقاط : 1095
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 10/03/2009

    يعبد.. مملكة التبغ  Empty يعبد.. مملكة التبغ

    مُساهمة من طرف صامد الأربعاء 04 أغسطس 2010, 1:19 pm

    رغم أن وليد عمارنة المدرّس في مدرسة يعبد الثانوية، لم يضع لفافة سجائر بين شفتيه طيلة حياته، وينخرط الآن في مشروع للحفاظ على البيئة، إلا أن الشاب يقطف بكلتا يديه أوراق التبغ وسط حقل واسع على أطراف البلدة الواقعة شمال الضفة الغربية.
    ويعمل عمارنة (33 عاما) ضمن فريق نشط مكون من أربعة أشقاء في حقل تبغ، وينتقلون بخطى هندسية متوازية يقطعون أوراق التبغ الناضجة المائلة للصفار، قبل نقلها إلى البلدة التي تشتهر بزراعة هذا المحصول.
    ورغم نبرة التشاؤم التي يتحدث بها الأشقاء الأربعة حيال مستقبل هذه الزراعة، إلا أن صباحا في مثل اليوم هو زمن مثالي لقطف الأوراق المائلة إلى الصفرة، وهي مرحلة القطاف الأولى، وهم يقولون لا بديل عن هذه المهنة الأفضل للتسويق.
    قال وائل وهو الشقيق الوحيد للأشقاء الثلاثة الذي يدخن، إنهم يقضون ثلث العام في العمل بالموسم، من زراعة أشتال التبغ حتى التسويق.
    يردد أشقاؤه الثلاثة دون انتظار كيف تجري العملية، وكيف يكون الصيف متعبا للقطاف.
    وتحيط بحقل آل عمارنة حقول تبغ أخرى في سهل واسع يملك أجزاء كبيرة منه سكان بلدة عرابة المجاورة. تبدو زراعة التبغ مثل ثقافة سائدة في هذا الجزء من الأرض الفلسطينية.
    ومثلا أبناء عمارنة يعملون في هذه المهنة بالوراثة، فوالدهم وجدهم زرعا التبغ من قبل، وهم يفتخرون بأنهم أصحاب خبرة.
    وأشارت إحصاءات من مديرية زراعة جنين، إلى أن التقديرات تشير إلى أن هناك 4800 دونم زرعت هذا العام، من المتوقع أن ينتج الدونم الواحد 85 كيلوغراما من التبغ الجاف.
    يقول موظف في وزارة الزراعة إن العام الماضي كان أفضل من حيث الأسعار، لذلك ازدادت هذا العام المساحات المزروعة.
    للتبغ في يعبد 'ملوك'، يعرفون كيف يروون القصص الجميلة عن هذه النبتة التي تحاربها منظمة الصحة العالمية، ووزارات الصحة في مختلف دول العالم، وأبناء عمارنة الأربعة، يتداولون الحديث عن كنه هذه الزراعة بطلاقة وأحيانا بلكمات فصحى، وكلما ردد أحدهم أن الحيوانات لا تأكل هذه النبتة تبسم الآخرون، وهم يقولون لا بديل عن هذه المهنة.
    يعمل التباغون بأيديهم، وليس ثمة ماكينات تساعد على ذلك داخل الحقل، وقال وائل إن 'جودة النبتة تبدأ من أسفل لأعلى'، في إشارة منه إلى أن الأوراق السفلية الناضجة تنتج أفضل سيجارة.
    'لكن طباخ السم لا يذوقه. ههههههه' قال أحد الشبان الأربعة فيما وضع حملا كبيرا من الأوراق فوق قطعة خيش وسط الحقل، في إشارة منه إلى المثل الدارج.
    لكن في الحقول الكل تقريبا يدخن. وتنفرج شفاه الشبان الثلاثة عن ابتسامات عريضة عندما يؤكدون كل مرة أنهم لا يدخنون.
    وقال رابعهم وهو يسحب نفسا من سيجارته إنه 'مثل القطار يعمل ويخرج دخانا'.
    نظرة إلى العمق تبدو زراعة التبغ وصناعته على نحو محلي من الأعمال اليومية التي ينتهجها بعض رجال البلدة، ونساؤها أيضا يعملن داخل المنازل في تعبئة 'الفلاتر'.
    وزراعة وصناعة التبغ هي مهمة عائلية يشترك فيها كل أفراد العائلة، أطفالا ورجالا وشيوخا ونساء، لكن ليس سهلا الوصول إلى امرأة تعبئ التبغ في حارات البلدة. لكنه ليس أمرا مستحيلا.
    أم رامي واحدة من النساء المجتهدات في صناعة وتعبئة 'الفلاتر' تعمل لصالح تجار هي وأفراد عائلتها للحصول على دخل إضافي لتسيير أمور الحياة.
    'انأ أساعد زوجي. استطيع تعبئة 2000 لفافة في اليوم' قالت المرأة وهي جالسة وسط غرفة تملأ لفافات السجائر بالتبغ قبل توريدها للتجار.
    وفيما تقضي بعض النساء نحو 12 ساعة في تعبئة التبغ في اللفافات الفارغة، يقضي الرجال التباغون ساعات معدودة في القطاف، وحتى الساعة السادسة جمع أبناء العمارنة نحو 12 كيسا من التبغ الأخضر، توطئة لنقله للبلدة وتجفيفه، ضمن مراحل يعتقدون أنها مرتبطة بفترات زمنية محددة.
    العمل في زراعة التبغ شاق في بلدة يعبد، لكن الشبان الأربعة مرحون، ولا يعتقدون أن هناك مغامرة في هذا الصنف من الزراعة إذا ما استقرت الأسعار.
    'هناك ربح جيد' قال وليد، الذي يتقاضي من موسم واحد في زراعة التبغ مالا يضاهي ما يتقاضاه خلال سنة واحدة في التدريس' كما يقول.
    مع نهاية محصول هذا العام سيتزوج وليد، بعدما بلغ من العمر 33 عاما. وغيره كثيرون في البلدة يعتمدون على التبع في ادخار أموال للحياة.
    التبغ في يعبد صناعة حياة. فوائل درس فن التزيين في معهد فرنسي في العاصمة الأردنية عمّان. لكنه يزاول عملا بعيدا كل البعد عن تلك المهنة.
    على مدخل يعبد قرب بداية المنازل، أمكن رؤية امرأة تعمل في حقل تبغ ضمن مجموعة من الشبان، لكن في كل السهل، لم تكن أي منهن تعمل، كانت نساء أخريات يعملن في جني ثمار البامية.
    وغالبا ما تعمد معظم عمليات صنع التبغ بعد القطاف على النساء، فهن يقمن بوضع الأوراق في مسارب للتجفيف.
    زراعة التبغ كما يقول التباغون، مرت بفترات انحسار قبل سنوات، عندما كانت سوق العمل الإسرائيلية مفتوحة أمام الشباب، لكن منذ أغلقت وأقيم الجدار، عاد بعض الشبان إلى مهنة الآباء.
    للسياسة في صناعة التبغ شؤون، يقول صانع تبغ يعيش وسط البلدة يدعى سعيد عمارنة الذي يعتقد أن هذا العام من الأعوام الجيدة لزراعة وصناعة التبغ، أن إغلاق غزة أثر على أسعار هذه المادة، وأنه لو فتحت غزة، ربما ترتفع الأسعار.
    وقال سعيد 'الجدار وانحسار فرص العمل أعاد ظاهرة زراعة الدخان مرة أخرى (..) هذه الورقة الأخيرة بأيدينا'.
    وهذا الرجل ذاته، زرع نحو 90 دونما لكنه غير متأكد ماذا سيكون الحال في العام المقبل 'المستقبل مجهول.. ليس هناك أمان'. في منزل عمارنة كميات كبيرة من التبغ المنشور في الشمس. وفي الحي هناك كميات أخرى تحول لونها إلى الذهبي.
    يقول الرجل إنه 'يشعر بالحزن لأنه يمارس هذا العمل'، مع ذلك هو يقوم بهذا العمل منذ كان عمره 15 عاما، وهو يعتقد أن كثيرين الآن يتجهون للتعاطي مع هذا النمط من الزراعة حتى أن بعضهم سيعمل على بيع مصاغ زوجته لزراعة التبغ'.
    يروي سكان بلدة يعبد رواية مشابهة كيف دخلت نبتة التبغ إلى بلدتهم المشهورة أيضا بصنع الفحم.
    قال رجل يدعى أبو حسام، كان يعمل في حقل سمسم وسط السهل، إن رجلا من قرية ترشيحا الجليلية أحضر هذه النبتة ذات يوم إلى يعبد مطلع القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين بدأ السكان بزراعتها.
    في الفراغات داخل يعبد يمكن بسهولة رؤية قطع صغيرة من الأرض مزروعة بالتبغ. ويمكن الاستدلال على مزارعي التبغ من المحصول المنشور في ساحات المنازل ليجف.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 27 أبريل 2024, 6:13 am