ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


2 مشترك

    هذا الكتاب المشترك: في الممر الطويل رأيت كتابي يلوح لي مبتعدا بفرح \ ابراهيم نصر الله

    avatar
    يزن المصري
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر السمك جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : هذا الكتاب المشترك: في الممر الطويل رأيت كتابي يلوح لي مبتعدا بفرح \ ابراهيم نصر الله Jordan_a-01
    نقاط : 4341
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 09/07/2009

    هذا الكتاب المشترك: في الممر الطويل رأيت كتابي يلوح لي مبتعدا بفرح \ ابراهيم نصر الله Empty هذا الكتاب المشترك: في الممر الطويل رأيت كتابي يلوح لي مبتعدا بفرح ابراهيم نصر الله

    مُساهمة من طرف يزن المصري الأربعاء 03 نوفمبر 2010, 10:53 am

    هذا الكتاب المشترك: في الممر الطويل رأيت كتابي يلوح لي مبتعدا بفرح \ ابراهيم نصر الله 02qpt84

    أتحدث اليوم هنا في موضوعي المفضل: إيطاليا؛ فلي فيها من الذكريات الكثير، بعد أن زرت معظم مدنها والتقيت الكثير من قلوب شعبها. وكتبت الكثير عن ذكرياتي الإيطالية في كتاب ' السيرة الطائرة'. ولعلي من الكتاب المحظوظين، فقد صدرت لي ثلاثة كتب بالإيطالية، روايتان وديوان شعري، وكانت أعمالي الأدبية موضوعاً لعدد كبير من الدراسات الجامعية الإيطالية.
    ولكن، وقبل أن تكون لي كتب بالإيطالية، كان هناك عدد كبير من الكتاب والفنانين الإيطاليين، الذين سعدت بقراءتهم ومشاهدة أعمالهم، وغدت أعمالهم جزءا أساسيا من تكويني الروحي والثقافي.
    وما دمنا نتحدث عن الترجمة من وإلى لغتينا، فإنني أحب أن أشير إلى أن الجزء الأول من ' الكوميديا الإلهية' لدانتي قد صدر في فلسطين عام 1938 بترجمة حققها: أمين أبو الشعر. وما زلت أذكر دهشة كثير من الإيطاليين، الذين اكتشفوا من خلال حواراتي معهم أننا في العالم العربي قرأنا برانديللو، ولامبيدوزا، وإيتالو كالفينو، وأنتونيو تابوكي، وأمبيرتو إيكو وسواهم، كما أننا نعرف كل أفلام فلليني وبازوليني، والكبير الصاعد باستمرار تورناتوري.
    طبعا من العبث أن نتحدث اليوم عن الأدب الإيطالي المترجم في الأردن، والريادة الكبرى للراحل عيسى الناعوري، دون أن نتحدث عما يترجم من الأدب الإيطالي إلى العربية، لأنه المقياس الأساسي لقوة حضور الأدب الإيطالي فينا، ككتاب وكقراء.
    إن علاقتي الشخصية بإيطاليا تسبق تعرفي إلى أدبها، كما قلت ذات يوم في لقائي بطلبة إحدى المدارس في مدينة موبليانوداركو، في الجنوب.
    فأول وجه رأيته في حياتي كان وجهًا إيطاليًّا!
    وأول يد لمستْني كانت يدًا إيطالية!
    وأول صدر ضمّني إليه كان صدرًا إيطاليًّا!
    وأول يد صفعتني أيضا كانت يدًا إيطالية!!
    لا لشيء، إلا لأنني ولدتُ في المستشفى الإيطالي أو كما نسميه ( الطلياني) في مدينة عمّان!
    وأضفت في ذلك اللقاء الرائع: إنني كنتُ أستمتع في طفولتي بالقصائد الإيطالية مع أنني لم أكن أعرف كلمة إيطالية واحدة؟
    وحين هتف أحد الطلبة: كيف؟ قلت لهم لأن وجوها كوجوه صوفيا لورين وكلوديا كاردينالي وأورنيلا موتي لم تكن بحاجة إلى ترجمة!!
    من المدهش أيتها العزيزات والأعزاء القدرة التي يستطيع فيها الجمال أن يوحد قلوبنا ويعيدنا أطفالا، في هذا الزمن الذي يقف فيه الإنسانُ على حافةِ الجنون في هذه المنطقة بالذات، مُحتشِدا بغضبٍ لا حدودَ له، وهو يراقب ظلامَ الغطرسة يفترسُ روحه وجسده.
    يكفي أن يراقب المرءُ نفسَه، شاعرا كان أم فنانا أم بائع خُضَرٍ، قليلا، وهو يتتبع فصولَ مأساته الزاحفة، حين يشاهدُ الأخبار، أخبارَ المذبحة المستمرةِ هنا وهناك، في فلسطين والعراق؛ يكفي ذلك، ليرى نفسه فيما بعد، ودونَ أن يدري، ذاهبا لتفقُّدِ أطفاله واستدعاءِ وجوه أحبته وأصدقائه، وأسماءِ الكتبِ الجميلة التي يودُّ أن يقرأها، والشوارع التي تمنّى أن يسير فيها، والمدن التي أحبها قبل أن يراها.
    أين يمكن أن نعثر على روح العالم اليوم في زمن اصطياد الأجنّة على الحواجز العسكرية والحدود المُغلقة التي تُحوِّل حليب الأطفال إلى هدف استراتيجي للدبابات والطائرات والقنابل فائقة الذكاء؟
    كنت أرحل في السنوات الأخيرة بين مدينة ومدينة، وألتقي كتّابا وفنانينَ من عديد دول العالم، يجمعنا مهرجانٌ ثقافي هنا أو ندوة هناك، يجمعنا حديث عابر أو حديث طويل، وكلّما رحنا نُقَلِّبُ ذاكرتَنا باحثينَ عن شيء نبدأ به حديثنا، اكتشفنا أننا أقرب لبعضنا بعضا مما كنا نتصوَّر، وأننا نعرف بعضنا بعضا أحيانا أكثر مما تصوّرنا، لأننا كنا نعرف ما نُحبُّ ومن نُحِبّ. نكتشف أن ما شكَّلَنا بشرًا، هو ذلك الفيض النّوراني من أعمال المبدعين الكبار، نكتشفُ قرابتَـنا وأخوَّتَنا وصفاءَ أرواحنا، حين نكتشف أن هؤلاء المبدعين قد جَمَعونا طويلا، قبل أن نلتقي، ومهَّدوا لنا الدرب بجمالهم كي لا نفترق من جديد. نكتشف منسوب الجمال الذي رفعه عاليا دافنشي ومودلياني وفسكونتي وسيرجيو ليوني ودينو بوتزاتي ودانتي وسواهم. كل هؤلاء جعلونا نعيش في بيت واحد يتّسع لنا كلَّنا، وتُغطي مساحته كوكبنا الصغير الجميل البائس.
    إن هذا الجمال الذي يغمرنا به الأدب والفنون الإيطالية، يجعل هذه الفنون والأدب جزءا أساسيا من جمال أرواحنا، ولم يكن صعبا عليَّ أن أدرك بسهولة في أي مكان ذهبت إليه وقابلت الجمهور الإيطالي، كيف يتحوّل أدبنا إلى جزء من جمال أرواح ذلك الجمهور.
    وقد يتجاوز هذا الأمر المعاني التي تحملها اللغة، إلى موسيقى هذه اللغة نفسها، فذات يوم حللت ضيفا على جامعة روما في لقاء مع طلبتها دعتني إليه الصديقة الكبيرة لأدبنا العربي الدكتورة إيزابيلا كاميرا دافيليتو، والتي عملت المستحيل لكي يكون لأدبنا العربي حضوره في إيطاليا، ومن هنا أوجه لها التحية. في ذلك اللقاء طلب عدد من الحضور مني قراءة قصيدتي ( دمهم) وحين بحثتُ عن ترجمتها الايطالية لأناولها للدكتورة الصديقة ماريا أفينو لتقرأها، لم أجد الترجمة، فاعتذرتُ، وإذا بالمفاجأة تحدث، حين سمعتهم يقولون: نريد سماعها بالعربية، لا ضرورة للترجمة!!
    أن نتبادل كتبَنا، أن نقرأَها، أن نعرف ما فيها من أحلام، وحكايات وجمال، يعني ذلك الكثير للجمهور الإيطالي والعربي معا.
    وأختتم بهذه الحكاية:
    قلت للمرأة الجالسة في الكرسي المحاذي للممر في الطائرة، المرأة المنهمكة في قراءة كتاب: ـ هذا كتابي!
    - المعذرة!! ما الذي تقوله؟!
    - أقول هذا كتابي.
    - أنتَ ترتكب خطأ الآن، لأن هذا الكتاب كتابي. ردّتْ بانفعال.
    - وعلى الرغم من هذا فهو كتابي!
    كنتُ قد ركبتُ الطائرة المتّجهة من نابولي إلى روما، عائدا إلى عمان. بعد أن أقمت أمسيتين شعريتين، ووقَّعْتُ نسخًا من روايتي الصادرة بالإيطالية ( مجرد 2 فقط) بعنوانها الجديد (داخل الليل.. يوميات فلسطينية).
    في الطرف الآخر قرب النافذة كنت أجلس، وبيننا رجل ضخم لا يعرف الإنكليزية. أحس بخطورة ما يدور بيني وبين المرأة من حوار.
    عادتْ المرأة للكتاب تقرأه من جديد، ولم يكن غير روايتي.
    كانت مستغرقة، تنهَّدتْ مرتين وعادتْ برأسها للوراء في لحظات تأثر واضحة. ثم واصلت القراءة بالاستغراق نفسه.
    حين وصلت المضيفة بأكواب العصير وبعض قطع الحلوى، كانت الجارة قد غدتْ في مزاج مختلف.
    التفتُّ إليها مبتسما وقلت لها: مرحبا. كما لو أنني أراها للمرة الأولى ولم يسبق لي الحديث معها.
    - مرحبا. ردّت بضيق أقل.
    - هل بإمكانكِ أن تسمعيني بهدوء؟ قلتُ لها.
    - سأحاول!
    - هذا بالفعل كتابي.
    - إنه كتابي. هل أنت مجنون، لقد اشتريته أمس من معرض الكتاب في نابولي.
    - أعرف. ولكنه رغم ذلك كتابي، لأنني كتبته قبل أربعة عشر عاما.
    - ما الذي تعنيه؟
    امتدَّتْ يدي إلى جيبي، أخرجتُ جواز السفر، أشرعتُ الصفحة الثانية، أشرتُ إلى الاسم. كانت تراقب بارتباك. امتدتْ يدي إلى غلاف الكتاب تشير إلى الاسم. أدركت المصيدةَ الصغيرة التي وقعتْ فيها. راحت تصرخ وهي تخفي وجهها: إلهي. كم كنتُ غبية!
    اعتدلتُ، بحيث حجبَ جسد الرجل الضخم جسدي عنها. وكما لو أنها تحاول استراق النظر من خلف ذلك الجسد الضخم الذي تحوّل إلى جدار، ألقتْ نظرة عليّ، ثم عادت بظهرها إلى الوراء، وقد توزَّعتْ بين الضحك والإحراج. بعد قليل رأيتُ يدها تمتد لتصافحني، دون أن تتيح لي فرصة مشاهدة وجهها.
    - مرحبا!
    - مرحبا!
    - سامحْني!
    - أعرف، إنه موقف غريب، نادر، لقد فكرتُ بأنه صالح لأن يكون مقالة، هل تسمحين لي بكتابته؟
    - نو. قالت وقد عادت لارتباكها.
    - ولكنني لا أعرف اسمك.
    ـ ولو!
    عادت إلى الكتاب من جديد، وبين حين وآخر كنت ألمحها تسترق النظر إليّ .
    جاء صوت المضيفة يدعو الركاب للتأكد من ربط أحزمتهم ووضع مقاعدهم في شكل عمودي.
    لقد بدأت الطائرة بالهبوط.
    وفجأة رأيتُ يدًا تمتد بالكتاب نحوي، يدا حنطية رقيقة ذات أصابع طويلة، والصوت يأتي من بين شفتي ذلك الوجه المتواري.
    - هل يمكن أن توقّعه لي؟
    - بكل سرور. ولكن عليك أن تعترفي بأنه كتابي!
    - لا. إنه كتابي الآن. إنه كتابي منذ أن بدأت بقراءته.
    وقَّعتُ لها الكتاب، أعدته لها.
    وبدأت الطائرة بالهبوط.
    في ذلك الممر الطويل في مطار روما، شدّتْ على يدي بحرارة، ومضتْ مبتعدة بصمت.
    في ذلك الممر الطويل رأيت كتابي يلوح لي مبتعدا بفرح. وكم سرَّني أن كل أولئك الذين كتبتُ عنهم، سيمضون بأمان مع فتاة مجهولة الاسم، بعيدًا عن ساحة تلك المجزرة التي أطبقت عليهم من كل الجهات.
    ... ...
    وبعد: كل كتاب يترجم من لغتكم إلى لغتنا هو كتابنا، كل كتاب يترجم من لغتنا إلى لغتكم هو كتابكم، وفي هذه المساحة الجميلة تتفتح زهرة الأمل.
    * كلمة الشاعر والروائي إبراهيم نصر الله في مؤتمر ( الأسبوع العاشر للغة الإيطالية في العالم) الذي أقيم بالتعاون مع وزارة الثقافة والجامعة الأردنية وجمعية دانتي في العاصمة الأردنية الأسبوع الماضي.
    راهب الفكر
    راهب الفكر
    مشرف أجراس ثقافية
    مشرف أجراس ثقافية


    ذكر الجوزاء جنسيتك : فلسطينية
    اعلام الدول : هذا الكتاب المشترك: في الممر الطويل رأيت كتابي يلوح لي مبتعدا بفرح \ ابراهيم نصر الله Somalia_a-01
    نقاط : 796
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 30/04/2009

    هذا الكتاب المشترك: في الممر الطويل رأيت كتابي يلوح لي مبتعدا بفرح \ ابراهيم نصر الله Empty رد: هذا الكتاب المشترك: في الممر الطويل رأيت كتابي يلوح لي مبتعدا بفرح \ ابراهيم نصر الله

    مُساهمة من طرف راهب الفكر الأربعاء 29 ديسمبر 2010, 11:21 pm

    الكتاب الايطاليين أصحاب تأثير جميل على الحضارة
    ولاننسي الكيمودية الإلهية لدانتي الذي يعد الكتاب الذي نقل الغرب من مرحلة الظلمات الى النور

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل 2024, 2:20 am