كيف يصبح الطعام خطرا؟

ينتج التسمم الغذائي عن تناول أطعمة تتكاثر عليها بكتيريا ضارة، فالبكتيريا التي تسبب التسمم الغذائي يصعب التنبؤ بها من حيث الشكل والطعم أو رائحة الطعام نفسه، لكنها تسبب مرضاً يتراوح بين مرض بسيط إلى شديد وقد يهدد الحياة.

الكثير من الناس يصابون بأمراض العدوى الغذائية، نتيجة تناول أطعمة فاسدة، فتظهر عليهم عوارض الإسهال أو ارتفاع في الحرارة أو التقيؤ أو اضطرابات الجهاز الهضمي، فعند إصابتهم بهذه الأعراض يعتقدون أنهم مصابون بالانفلونزا، ولكن حقيقة الأمر أنهم يعانون من أمراض العدوى الغذائية التي تسببها البكتيريا في معظم الحالات.

إن أمراض العدوى الغذائية هي كل مرض ينتقل للإنسان عن طريق الطعام، فهناك طرق تربط بين الأمراض ومجموعات خاصة من الأطعمة، فقد قامت خدمة صحة المجتمع الأميركية، بإعداد قائمة بالأطعمة التي تسبب حدوث أمراض العدوى الغذائية وسميت هذه القائمة بقائمة الأطعمة الخطرة في حال لم يتم التعامل معها بشكل سليم.

وتشمل هذه القائمة الأطعمة عالية الرطوبة والبروتين و/أو الأطعمة قليلة الحموضة مثل: الحليب واللحوم والدجاج والأسماك.

إن أي طعام يمكن أن ينقل المرض لو لم يعامل بشكل جيد، ولكن يمكن أن يكون هناك طعام أكثر خطراً من الآخر وهو ذلك الطعام الغني بالبروتين والأحماض الأمينية كاللحم والسمك، الذي يعد مصدرا غذائيا مهما لبعض أنواع البكتيريا.

ولكن لحسن الحظ معظم الأمراض التي تنتقل عن طريق الأطعمة يمكن السيطرة عليها، إذا ما تم التعامل معها بشكل سليم، فحسب إحصاءات مركز مكافحة الأمراض من العام 1988 - 1992، يتضح أن عدم الالتزام بدرجات الحرارة اللازمة أثناء خزن الأغذية، من أهم الأسباب الناتجة عن عدم التعامل بشكل غير سليم مع تلك الأغذية، التي ينتج عنها الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية، يأتي بعد هذا السبب قلة النظافة الشخصية والطبخ غير المكتمل واستعمال أدوات ملوثة وتناول أغذية من مصادر غير آمنة صحيا.

كيف يصبح الطعام خطرا؟

يصبح الطعام خطرا عند تلوثه، فالتلوث هو وجود - بشكل غير مقصود - مواد مضرة للصحة أو أحياء دقيقة في الطعام، فيمكن أن يصبح الطعام ملوثاً عن طريق مصادر كيميائية أو بيولوجية أو فيزيائية:

خطر المصدر الكيميائي: الذي يشمل المواد المنظفة والمعقمة والمبيدات الحشرية.

خطر المصدر الفيزيائي: الذي يشمل وجود مواد غريبة في الطعام مثل الزجاج والحجارة.

خطر المصدر البيولوجي: ويأتي بالدرجة الأولى من الأحياء الدقيقة.

من هم الأكثر تعرضا للإصابة بأمراض العدوى الغذائية؟

إن جهازنا المناعي يساعدنا على مكافحة الأمراض، ولكن يكون الجهاز المناعي غير قوي عند بعض الفئات مثل: الأطفال الرضع والمرأة الحامل وكبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، مما قد يؤدي إلى زيادة احتمالية إصابة هذه الفئات بأمراض العدوى الغذائية.

فمعدة الأطفال لا تفرز كميات كبيرة من الأحماض مما يعني سهولة إصابتهم بأمراض العدوى الغذائية، وبالنسبة للمرأة الحامل يكون الجنين معرضا للخطر وذلك لأن جهازه المناعي لم يتطور بعد.

أما كبار السن فإن ضعف التغذية الجيدة ونقص تناول الأغذية البروتينية بالإضافة إلى ضعف الدورة الدموية يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي.
ولاء صالح - صحيفة الغد