تصفية وكالة الغوث من أجل تصفية قضية اللاجئين ]
د. يوسف كامل إبراهيم
تعد
قضية اللاجئين الوجه الحقيقي للكارثة والنكبة التي تعرضت لها فلسطين،
فاللاجئون هم الدليل الواضح لعمليات التشريد والمجازر التي تعرض لها أهل
فلسطين، واللاجئون هم مجموع من شردوا وطردوا من بيوتهم ومن قراهم ومدنهم،
وقام المجتمع الدولي بإقامة وكالة الغوث الدولية لكي تقوم برعاية هؤلاء
المشردين واللاجئين، وبقيت وكالة الغوث الدولية الشاهد على قضية هؤلاء
اللاجئين والراعي لهم، رغم تقلص خدماتها وسعي البعض لتصفية هذه المؤسسة
كخطوة أولى على طريق تصفية قضية اللاجئين، وأول من سعى لتصفية وكالة الغوث
الدولية هي (إسرائيل)، وذلك لتخلق بيئة جديدة تدلل على انتهاء قضية
اللاجئين، وبقيت المطالبة بتصفية وكالة الغوث الدولية منذ أن أنشئت حتى
يومنا هذا، وفي الآونة الأخيرة اقترح عضو الكنيست الإسرائيلي بيني إيلون،
إنشاء مؤسسة دولية بدلا عن منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
"الأونروا" للتعامل مع قضية إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين خلال العقد
القادم.
وذكرت صحيفة
"جيروسليم بوست" الإسرائيلية، أن الخطة التي تقدم بها ايلون والتي تعد
جزءا من خطة بديلة للسلام، تقدم بها الجناح المتشدد في البرلمان
الإسرائيلي والتي تعرف باسم "المبادرة الإسرائيلية"، يقصد بها أن تكون
الخطوة الأولى في سبيل حل أكثر القضايا تعقيدا وحساسية في قضايا الوضع
النهائي.
ويشير ايلون في
فصل جديد من خطته المكونة من ثلاثة محاور" لقد درجت الحكومات الإسرائيلية
المتعاقبة على دفن رأسها في الرمال عند مواجهة الخوف المحدق بقضية
اللاجئين" أي أنها لا تريد بحث هذه القضية.
ويضيف
أنه "ما من شك القول إن تلك سياسة عاجزة وفاشلة، حيث إن مشكلة اللاجئين
الفلسطينيين قد تضخمت بشكل كبير، مما نجم عنها ولادة الإرهاب والقومية
الفلسطينية".
ويمضي
ايلون إلى القول: "إن كل عمليات السلام السابقة في الشرق الأوسط تضمنت
دعوات مفصلة إلى العودة أو إلى برامج توطين للاجئين الفلسطينيين، بيد أن
حل مشكلة اللاجئين كان دائما يترك حتى نهاية أي عملية يجري طرحها، بحيث
ظلت القضية جرحا مفتوحا ومتقيحا استغلته عناصر التطرف في العالم الإسلامي
والعربي، مستخدمة إياه كسلاح سياسي ضد (إسرائيل)، ويدعو مقترح ايلون إلى
إنشاء كيان دولي يتكون من (إسرائيل) والأردن والولايات المتحدة ودول أخرى
لم يحددها.
وقال: "إن
هذا الكيان سيعمل، حسب الاقتراح، بالتعاون مع ممثلين للاجئين الفلسطينيين
نحو إعادة توطينهم في دول لا تمانع في استقبالهم خلال عشر سنوات".
ويضيف
ايلون في إقتراحه أن حل هذه المشكلة جدير ببذل جهود منسقة نظرا لتأثيرها
على استقرار الشرق الأوسط والسلام في العالم بأسره. وقال: "إن عملية إعادة
توطين اللاجئين الفلسطينيين، ستكلف ما يقدر بـ 25 مليار دولار".
ويشترط
ايلون إنشاء الكيان الجديد عند حل منظمة الأونروا، التي يقتصر عملها على
التعامل مع قضية اللاجئين الفلسطينيين وذويهم، والتي يتهمها بإطالة أمد
معاناة اللاجئين بإصرارها على ضمان استمرار وجود مخيمات اللاجئين
الفلسطينيين.
مما سبق
يتضح أن التخطيط لتصفية قضية اللاجئين ما زال مستمراً ويحظى باهتمام قادة
ومفكري دولة الكيان الصهيوني، وفي المقابل على الشعب الفلسطيني قيادة
وشعبا، وعلى كافة الفصائل الفلسطينية أن ترفع صوتها وتطالب برفض تصفية
وكالة الغوث او إنهاء وتخفيض خدماتها أو انحرافها لغايات أخرى، ومطالبة
الدول المانحة بالالتزام في تقديم تبرعاتها لهذه الوكالة للاستمرار في
تقديم خدماتها، باعتبار أن هذه الخدمات فضلا عن أنها لازمة وضرورية
للتخفيف من معاناة اللاجئين، فإنها تمثل الالتزام الدولي تجاه اللاجئين
الفلسطينيين، وحتى تجد قضيتهم حلا عادلا لها كما جاء في قرار إنشائها.
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
» مبارزة شعرية .......
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
» أتثائب... عبلة درويش
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918