ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    وفاءً لجيفارا وكل الجيفاريين

    جبهاوي
    جبهاوي
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر الحمل جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : وفاءً لجيفارا وكل الجيفاريين Jordan_a-01
    نقاط : 214
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 10/03/2009

    وفاءً لجيفارا وكل الجيفاريين Empty وفاءً لجيفارا وكل الجيفاريين

    مُساهمة من طرف جبهاوي الإثنين 16 نوفمبر 2009, 1:27 pm

    بقلم: فايز أبو شرخ
    من رحم المعاناة تكون الولادة الطبيعية لأبناء حقبة هذا الوجع الفلسطيني، ومن إتون الكارثة تنبثق البطولة، وإذا كانت الصهيونية قد استطاعت ان تبدع في تزييف التاريخ من خلال صناعة السيناريوهات لرواية ما يسمي "بالكارثة والبطولة" ظنا منها انه سوف ينطلي ذلك على عقول وتفكير الأمم، فإن نكبة فلسطين عام 1948 والتي خرج محمد الأسود متنقلا بين اذرع والدية لتحمله الهجرة إلي خيام الجميزات متشرباً وجع المأساة واستحقاقاتها التي سوف لن تكون عاقرا من أن يخرج من بين ثناياها ذلك الفارس المخضرم ... الذي أرق قيادات وجنود الصهاينة في البحث عنه.
    فتجربة دواس بحر أو جيفارا غزة أو أبو محمد أو أبو وائل الخ من مسميات وما يوازيها من عوامل الإبداع، فمن تقمص ذلك الطبيب أو هذا الفلاح حاملاً الفأس علي كتفه أو المدرس حاملاً حقيبة واثق الخطوة يمشي ملكاً. ذلك القائد الذي لا يمكن لك ان تتحدث عنه بمعزل عن حقبته التي باتت تعرف بالحقبة الجيفارية التي عاشها وعايشها ذلك الشبح الذي عرفه الناس دون ان يعرفوه .
    حقيقة لقد كانت تختمر فكرة التوثيق منذ ما قبل الحرب المدمرة التي خرجنا منها صدفه والتي لم نكن نفكر أن نتخطي التوثيق لمجموعة من القادة الذين رسموا لنا الطريق وعبدوها بعرقهم ، بدمائهم ، تجربة الأحياء منهم والأموات والتي بات مكنون هذه التجربة يؤول إلى الطمس والضياع.
    التقط رفاقنا في قيادة فرع غزة هذا المقترح وباركوه وما أن اشتعلت نيران الموت المدمرة ليغلق هذا الملف وليستكمل فيما لو خرجنا من أزيز ودوي القنابل والرصاص المسكوب أحياءً وما أن وضعت هذه الحرب أوزارها فيما زال الدم الغزي تاركاً بصماته وصداه لدى نفوس كافة أبناء شعبنا الفلسطيني حتي كان اللقاء الأول مع ذلك المخرج المبدع الأستاذ خليل المزين الذي خرج من أتون هذه الحرب أكثر ميراسا وتصميما على القفز عن كل معالم الإحباط ليقول لكل من اغفل السمع وهو بصير أن صمود شعبنا لم يكن بمعزل عن إرادة ذلك الشعب الذي خطّ بدمائه تاريخ الوجع الفلسطيني أمثال محمد الأسود وزياد الحسيني وغيرهم من الجنود المجهولين الذين آن الأوان لتوثيق تاريخهم المجيد وبدايات المقاومة في حقبة السبعينات وليكن واضحا لكل قوي المقاومة السابقة واللاحقة أنه ما من قوه عسكرية بدأت من الصفر وإنما من على عظام وتراكمات كفاحية للحقب التي خلت لقد قالها الأستاذ المخرج خليل المزين انه من الضروري أن نفي لكافة الشهداء حقهم من خلال تاريخ هذه الحقبة التي كان جيفارا هو العنوان الأبرز فيها نحن قبل كل شيء، انتمائنا لفلسطين ويجب إن نعمل من اجلها واري أن اعمل فلم لجيفارا غزة الذي عاش معي خيالاً وحلماً منذ الصغر.
    لقد التقطت هذه الكلمات وهذا المقترح بشغف صاحب الفكرة وتواصلت مع رفيقي المناضل مسؤول قيادة فرع غزة د. رباح مهنا مباشرة والذي من طرفه أجابني وبكل استيعاب لمعاني الفكرة أن استمر واعمل وليبدأ العمل على قدم وساق مع هذا الرجل الرفيق الذي لم تنجبه الجبهة الشعبية .
    لقد بدأنا العمل بدون الحد الأدنى من مقوماته إذ لم يكن لدينا سوي ثلاث صور للرفيق جيفارا حيث افتقرنا لكل عوامل التوثيق التي تولي وتؤكد المصداقية من مواد ووثائق تؤكد ولها علاقة بهذه الحقبة ومالنا إلا التوجه لمن بقى حيا وملامسا لجيفارا
    من أولائك القادة المقاتلين الذين لم يتوانى الكثير منهم أن يكونوا جزءاً من هذا الانجاز العظيم وحين تتحدث عن فلم وثائقي بحقبة تاريخية فمن الضروري أن تسعي لإيجاد وسائل هذه الحقبة لقد استطعنا وبفضل الجبهة ان نحدد الشخصيات الأمينة لمن استطاعوا بلقاءاتهم أن يكونو ا دلائل حقيقية حية تعتمد، وهنا لابد من ذكر عناوين لا يمكن ا الخلاف عليها حيث استذكر حين تقاطع الحديث مابين الشهيد يونس سرحان والرفيق أبو علي العكشية أثناء خروجهم من قطاع غزة صوب سيناء حين استوقفهم من عرب سيناء وقد اعتقلوا بسجن غزة المركزي سنة 1970 وعندما سألوهم قفوا من أين انتم قالوا لهم رفاقنا نحن فدائيون وقادمون من غزة ونحن من الجبهة الشعبية فقالوا لهم بدو سيناء يعني انتم من طرف أبو احمد الجرو وعندما أكدوا لهم ذلك أكرموهم وأوصلوهم حيث الوجهة التي يريدون عبر المنافذ الصحيحة وإذا ما تحدثت عن الرفيق جلال عزيزة فأنك سوف تشعر بطهارة هذا الإنسان الذي يكسب الفلم وغيره من جموع الرفاق الذين ساهموا ظهروا او لم يظهروا بهذا الفلم كل احترام و تقدير لا بل وثيقة معتمدة لا يمكن تجاوزها، لقد واجهنا الصعاب الجمة في العثور علي الجيبات التي كان يستخدمها الصهيانة لدرجة أننا بتنا نقف على جنبات الطرق للترصد حتى نتمكن من رؤية وملاحقة هذا الجيب أو ذاك التمني على أصحابها مطولا حتى نحصل على هذا النوع من الجيبات المفقودة ولما كانت هذه الجيبات موجودة كانت سريعة الخراب هذه ا مايفاجئك عندما تكون في معمعان العمل هذا ما يستدعيك بان يكون هناك هامشا لعوامل الاحتياط في كل المتطلبات اللوجستية
    في هذه الأفلام خاصة عندما تكون وثائقية تكون بحاجة إلي الأسلحة القديمة الخاصة من الطرف الإسرائيلي والمفقودة ومن الصعب العثور عليها في هذه الظروف وهذه المناخات.
    لقد واجهتنا صعوبة جمة في الحصول علي هذه الأسلحة خاصة أن الناس تعيش في حالة من الذعر والخوف من ان يعرف احد ما في حوزتهم من هذه الإمكانيات مثل العوزة والناتو والجليلو... ا لخ.
    من الأسلحة التي كانت تستخدم ومن يسمح لنفسه الخروج من قمقم الخوف لا يتركها لديم بما يتجاوز ذلك سوي الوقت المحدود مما يستدعيك البحث عن أدوات اخرى بديله وعندما يكون الزمن الذي قطعناه من الفلم يزيد عن ستة شهور دون كلل أو ملل فهذه صورة تكون اقرب للوضوح عن واقع يخضع شعبنا فيه لأبسط الإمكانيات والقيم.
    أما إذا تحدثت عن الضعف التقني وما يواجهه قطاع غزة من حصار فحدث ولا حرج وان أردت أن تعمل فيلم وثائقي كهذا فمن الضروري أن يكون لديك ميزانية تحتاج إلى الكثير من المتطلبات التي يكون استحقاقها المزيد من الموازنة . الحقيقة كل الحقيقة أننا وطاقم التصوير الذي قاده المخرج مع فني التصوير إبراهيم ياغي ومع زملائه الذين شهدت لهذا العمل رمال المستوطنات والمواقع الأكثر سخونة وسط البيارت و بين أزقة ومنعطفات مخيمي جباليا والشاطئ وأطراف خان يونس وبيت حانون وسرايا غزة أن أهم ما في الأمر كيفية الحصول علي الطواقم البشرية المتلاحقة والمختلفة هذه الطواقم التي ليس من الممكن تكرارها فمن يمثل بدور سجين غزة لايصلح له أن يقوم بدور سجين المجدل .
    هذا ناهيكم عن الحصول على الزي الذي يجب ان يكون متطابقا مع الزي القديم . فإذا كان الحصول على دقيقة فسيكون ذلك ثمرة ما لا يقل من أربع ساعات عن التصوير فاكتر وللحقيقة أننا وجدنا جيشا عظيما من المتطوعين الذين لا يرغب عطائهم في توثيق هذه الحقبة عن عطائنا وهنا يكون الفضل العظيم إلي المنتج الرائع العبد حسين الذي عمل ليل نهار من اجل إنتاج هذه التجربة بأروع صورها ومعانيها .
    لقد أنعش هذا الفلم الوثائقي ذاكرة الكثيرين ممن شاهدوه هذه الوثيقة من الممكن ان يبني عليها ليكون احد اهم حلقات توثيق هذه المرحلة والتي مازال إبطالها علي عهد الوفاء والاستمرار علي درب من سبقو ورسموا معاني هذا الوطن بعذاباتهم ودمائهم ومن الضروري استذكارهم أمثال القائد العظيم ابو ناصر دردونة والرفيق وليد الغول وابو غسان ثابت وابو صالح السيقلي وسعيد شبات أولائك القادة الذين مازالت لمساتهم تنير لنا درب المقاومة والتحدي.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو 2024, 2:55 pm