غزة في عيون الفنانين التشكيليين ورسامي الكاريكاتير

... في الحرب الصهيونية الأمريكية الأوربية، والرجعية العربية الهمجية والظالمة على أهلنا في قطاع غزة الصمود والعزة، لم تقف عيون الفنانين التشكيليين والمصممين في مبتكراتهم الحسيّة والانفعالية، والمندمجة مع الأحداث الدامية في غزة على الحياد، بل أعلنت موقفها الواضح والصريح مما جرى ويجري، وتخندقها في صفوف المقاومة الفلسطينية الصامدة والصابرة في قطاع غزة، كأسلحة قتالية فعّالة على جبهة الثقافة، وانبرت مواهب الفنانين التشكيليين ورسامي الكاريكاتير، فلسطينيين، وعرب، وأجانب في تمجيد الصمود والمقاومة الشعبية، والمسلحة في صور بصرية وتعبيرات سردية تشكيلية، ترتقي في كثير منه إلى مستوى الأحداث ويوميات العدوان الصهيوني الغاشم والظالم على أهلنا طيلة ثمانية عشر يوماً مليئة بالضحايا من الشهداء والجرحى والأسرى، وبقاء شبكة الحصار متنوعة الأطراف المشاركة في ديمومتها عربية كانت أو أعجمية وصهيونية، وها نحن نورد أمثلة بصرية حسيّة لمجموعة المبتكرات الفنية في سياق تجربتين ندرجها وفق ما يلي:

توزعت المبتكرات الفنية، تبعاً لتقنياتها، وخصوصية مبتكريها إلى مسارب معروفة في ميادين الأكاديمية المدرسية، من رسم وتصوير، وحفر وطباعة، وتصميم وملصقات، ونحت وخزف، ورسوم "موتيف" صحفية، وكاريكاتير، وتعددت المواضيع والرؤى الفنية، ما بين التعبيرات الشكلية المحزونة في محتواها البصري، والمحرضة على فعل الصمود والمقاومة في كثير من الأحوال، وقائمة الأسماء لا تتسع لسردها في طيات مقال محكوم بتذكرة وذكرى وعبرة، يمكننا اختزالها في مجموعة منتخبة ومُختارة، خدمة لسياق الموضوع الفني التشكيلي والكاريكاتيري، والاكتفاء باستعراض نماذج سرد بصري للمُنتجات دونما مداخلات نقدية. وإيجاز القول: بأن مجموع الأعمال الفنية التشكيلية المرصودة، من لوحات وتصاميم موصولة بمنابت الوصف البصري، والتنوع، والاجتهاد الشكلي والتقني والموضوعي، المتفاعلة مع آليات الحدث الفلسطيني الواقع على قطاع غزة، ما قبل العدوان ومن خلال يومياته الدامية، فكانت في مجموعها، أشبه برسائل دعم ومساندة ودعوة مكشوفة، للصمود والتثبت بالأرض والدفاع عن الوجود، وصناعة إرادة الحياة، والانتماء لوطن ومواطنة حتى لو في حدود مخيم هنا وهناك، عنوانها العريض "فلسطين"، ميدانها وحيزها الجغرافي "قطاع غزة" وإبراز سردي لتجليات العدوان الهمجي الصهيوني، كمقابل موضوعي لآيات الصمود الأسطوري للمقاومة والشعب الفلسطيني بأكمله، وإرادته الحرة بالصمود والدفاع عن كرامة الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، تلك المشهودة في أعين البشر بجميع لغاتهم وجنسياتهم المنتشرين في أرجاء المعمورة. وتوصيف بصري سردي لحقيقة ذلك العدوان الهمجي الصهيوني وآلياته في قتل الحياة في قطاع غزة العزة. قد تكون التصاميم المنفذة بوسائط برامج الكمبيوتر الرسومية والتصويرية هي الميدان الأكثر بروزاً في تداعيات المشاهد المعروضة:

لقد شكلت الحرب الصهيونية الهمجية على قطاع غزة العزة، مادة يومية في جميع الصحف والمجلات الدورية في جميع دول العالم، وأحزابها ومجتمعاتها ومنظماتها الأهلية والمدنية، وعكف رسامو الكاريكاتير على تصوير يوميات القتل والحصار والصمود الفلسطيني الجماهيري والمقاوم في مواضيع تعبيرية شتى، خطيّة بالأسود والأبيض تارة، والملون المتكأ على تقنيات الرسم والتلوين المتصلة ببرامج الرسم التكنولوجية عبر وسائط أجهزة الكمبيوتر في كثير من الأحوال، باعتبارها الميدان التقني الأوفر حظاً في هذا السياق. والمواضيع في مجموعها كانت فاقعة في مدلولها الرمزي، وأفكارها الواضحة واللصيقة بتوصيفات الصمود والمقاومة، وكشف حقيقة العدوان الصهيوني والمساندين الحقيقيين للحرب، والمتخاذلين والمتآمرين والمشتركين جنباً إلى جنب مع قوات الغزو الصهيوني في وضوح خط ولون وفكرية موضوعية تعبيرية.