مبروك يا تونس

مبروك يا تونس

الكاتب: بهاء رحال
تونس ارادة شعب انتصر وصاغ بأجمل الحروف بداية عهد جديد ، بعدما تخلص من حاكم ظل جاثماً على سدة الحكم لما يقارب ثلاث وعشرون عاماً وكان يتطلع لحكم تونس حتى الممات ، فأحسنت صنعاً يا شعب تونس وأنت تموت لأجل الحرية والعيش بكرامة وتنهض من غياهب الدكتاتورية الى نور الحرية والديمقراطيه ، أحسنت صنعاً يا شعب تونس وقد انتصرت ارادتك وكان صوتك عالياً أعلى من كل أجهزة الأمن وكنت أقوى من كل العذابات والدماء التي ملأت الشوارع ، أحسنت صنعاً يا شعب تونس وقد كنت وفياً لدم من أطلق شرارة هذه الثورة الشعبية التي انتصرت وطردت ذاك الرئيس الذي لم يعد منذ الآن رئيساً ولم تعد تقبل تونس ان تخضع مرة أخرى لجلاد جديد يجلب اليها مزيداً من القهر والجوع والعذاب ، أحسنت صنعاً يا شعب تونس لأنك بحثت عن الحرية بصدق وسعيت اليها فكانت لك وكنت صاحب الارادة الحية التي لم تعد تسمح لأحد أن يقهرها بعد اليوم مرة أخرى.

مبروك يا تونس ، مبروك يا شعب تونس العظيم وقد اصبحت في مصاف الشعوب الحرة التي لا ترضى الا الحرية نهجاً لها وطريقاً لا مكان فيها لدكتاتور أو سفاح ولا يمكن ان ترضخ لسطوة أجهزة الامن التي ذاق الشعب منها أقسى أنواع الظلم والبطش ليحيا الزعيم الذي لم يعد زعيماُ ، ذهب الى غير رجعه وولدت تونس من جديد وهي تطلع نحو الحرية والعدالة والمساواه .

إذا الشعب يوماً أراد الحياة ،،، شعارٌ تحلم به كثيراً من الشعوب وكثيراً ما كانت تخفيه شعوب أخرى لتستر عجزها وخوفها من الحاكم والجلاد ،،، وظل أمنية بعيدة المنال بواقع الحاكم الدكتاتور الذي استباح حرية الشعوب وكرامتها وسلبها صوتها وعاشت كل الوقت تحت حكم بوليسي يحافظ على الحاكم وعائلته ذات النفوذ الواسع ، حتى خرجت تونس عن صمتها وكانت أول الشعوب التي تخلصت من حاكمها الدكتاتور بارادة شعبية فاقت كل التوقعات ، وأرغمت زين العرب على الهرب ، في مشهد هزيل بدا وكأن الدنيا ضاقت عليه بما رحبت ، فمن دولة الى أخرى تنقل في هروبة علة يجد مكاناً يأويه ، رفضته فرنسا ومالطا وإيطاليا ودولاً عربية أكثر دكتاتورية منه حتى وصل به المطاف الى المملكة العربية السعودية التي وافقت على استقباله ، فحطت طائرته في مطار جده وغدى الرئيس التونسي المخلوع مهرولاً باستحياء بعدما لم يجد أمامه إلا الفرار من تونس التي طردته ورفضت البقاء تحت حكمه .

انها تونس الخضراء الجميلة تقدم أروع صور الارادة الشعبية التي انتصرت فيها على الدكتاتورية والظلم واطاحت بنظام حكم استعبدها ونهب خيراتها وظل يمارس عليها رعباً باجهزته الأمنية التي كان يستخدمها الرئيس كي يهيمن ويفرض حكمه بالقوة ويكبح ارادة الشعب ، فأحسنت صنعاً في البداية عندما ثأرت لذلك الشاب الذي فدى تونس ووهبكم الحرية فهل تحسنون الصنع يا شعب تونس في النهاية ؟