عندما تصبح المحرمات مثار جدل، فإنها تبدأ رحلة نحو التحليل. وعندما يصبح ما يبدو مستحيلاً قيد البحث، تصبح الاستحالة مثار شك ونقاش. لو قيل لأحد قبل مائة عام إن زمناً سيأتي تكون فيه الصلاة في المسجد الأقصى بحاجة إلى تصريح من قوة ستحتل المدينة ومقدساتها وما بورك حولها، لأحس المستمع بالرغبة في التخلي عن أذنيه حتى لا تتعرض مخيلته لمجرد افتراض كهذا. ولو قيل لمزارع يستلقي في بيارته في حيفا قبل ستين عاماً إنك ستستلقي بعد عامين مكرهاً في خيمة بجنوب لبنان أو شماله أو في الأردن أو سوريا، لاضطر المزارع الحيفاوي لطرد هذا الغراب عن غصن مخيلته التي لا تحتمل الهذيان.
لكن المحرمات المشار إليها لم تصبح واقعاً في الفكر والتخيّل فحسب إنما تحوّلت إلى واقع في ظل الاستسلام للمسلمات والنوم على وسادة اللاتحسب. فقبل ربع قرن ظهرت بعض الأصوات الصهيونية تنادي بالأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين. وفي الأيام الأخيرة تحوّلت هذه الأصوات إلى اقتراح نوقش في «الكنيست» وتم إقراره بالقراءة الأولى.
كثيرون منا يقللون من خطورة هذه الخطوة باعتبار أن العالم يرفضها بالإجماع، وأن القوى السياسية الكبرى في إسرائيل لا تتبنى هذا التوجه. لكن ألم يكن تشريد الشعب الفلسطيني مرفوضاً في البدايات وترجم ذلك الرفض بالقرار 194 في الأمم المتحدة؟ ألم يكن الاستيطان مرفوضاً وغير مشروع حتى بنظر الولايات المتحدة؟ لقد أصبح حق العودة مثار تفاوض حتى في عرف بعض الفلسطينيين والعرب، وأصبح الحديث عن الاستيطان يتراوح بين الوقف والتجميد.
إن المعالجة العلمية الجادة لهذا الخطر يجب أن تنطلق من أن موازين القوى تتحكم بالواقع وتحول غير الممكن إلى ممكن، مالم يتم التعامل مع هذا الاختلال بطريقة إبداعية تتقن اللعب بأوراق القوة وهي كثيرة، حتى لا يصبح تفسير «حل الدولتين» على أساس إسرائيل ودولة فلسطينية على حساب الأردن، لأنه تصور جنوني، ولا ينبغي على الفلسطينيين والأردنيين والعرب ومن يدعم قضيتهم أن يغفلوا عن مخاطر هذا التوجه.
علينا أن نتذكّر أن شعار «من الفرات إلى النيل» لا يزال قائما في إسرائيل التي لم تضع أي حدود لأطماعها، وعلى الجميع الانتباه إلى أدبيات صهيونية كثيرة بدت في بداياتها تخيلات وتحولت إلى أمر واقع.
وفي مواجهة هذا الخطر، هناك نقطة انطلاق جيدة مفادها أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم ولن يرحلوا مهما اشتدت المعاناة وسيواجهون أي مخطط بهذا الاتجاه، وأن الأردن رسمياً وشعبياً يرفض هذا المشروع وسيقاومه بكل الوسائل إذا تحوّل إلى خطر وشيك، بعد ذلك يبقى اتخاذ موقف عربي جماعي يضع العالم «عبر وسائل الضغط وليس الكلام، أم مسؤولياته وإقناعه بأن مصالحه ليست مع إسرائيل وإنما مع العرب».
لكن المحرمات المشار إليها لم تصبح واقعاً في الفكر والتخيّل فحسب إنما تحوّلت إلى واقع في ظل الاستسلام للمسلمات والنوم على وسادة اللاتحسب. فقبل ربع قرن ظهرت بعض الأصوات الصهيونية تنادي بالأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين. وفي الأيام الأخيرة تحوّلت هذه الأصوات إلى اقتراح نوقش في «الكنيست» وتم إقراره بالقراءة الأولى.
كثيرون منا يقللون من خطورة هذه الخطوة باعتبار أن العالم يرفضها بالإجماع، وأن القوى السياسية الكبرى في إسرائيل لا تتبنى هذا التوجه. لكن ألم يكن تشريد الشعب الفلسطيني مرفوضاً في البدايات وترجم ذلك الرفض بالقرار 194 في الأمم المتحدة؟ ألم يكن الاستيطان مرفوضاً وغير مشروع حتى بنظر الولايات المتحدة؟ لقد أصبح حق العودة مثار تفاوض حتى في عرف بعض الفلسطينيين والعرب، وأصبح الحديث عن الاستيطان يتراوح بين الوقف والتجميد.
إن المعالجة العلمية الجادة لهذا الخطر يجب أن تنطلق من أن موازين القوى تتحكم بالواقع وتحول غير الممكن إلى ممكن، مالم يتم التعامل مع هذا الاختلال بطريقة إبداعية تتقن اللعب بأوراق القوة وهي كثيرة، حتى لا يصبح تفسير «حل الدولتين» على أساس إسرائيل ودولة فلسطينية على حساب الأردن، لأنه تصور جنوني، ولا ينبغي على الفلسطينيين والأردنيين والعرب ومن يدعم قضيتهم أن يغفلوا عن مخاطر هذا التوجه.
علينا أن نتذكّر أن شعار «من الفرات إلى النيل» لا يزال قائما في إسرائيل التي لم تضع أي حدود لأطماعها، وعلى الجميع الانتباه إلى أدبيات صهيونية كثيرة بدت في بداياتها تخيلات وتحولت إلى أمر واقع.
وفي مواجهة هذا الخطر، هناك نقطة انطلاق جيدة مفادها أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم ولن يرحلوا مهما اشتدت المعاناة وسيواجهون أي مخطط بهذا الاتجاه، وأن الأردن رسمياً وشعبياً يرفض هذا المشروع وسيقاومه بكل الوسائل إذا تحوّل إلى خطر وشيك، بعد ذلك يبقى اتخاذ موقف عربي جماعي يضع العالم «عبر وسائل الضغط وليس الكلام، أم مسؤولياته وإقناعه بأن مصالحه ليست مع إسرائيل وإنما مع العرب».
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر