ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


2 مشترك

    الكاتبة الفلسطينية "هدى حنا" حكايتها حكاية شعب

    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : الكاتبة الفلسطينية "هدى حنا" حكايتها حكاية شعب Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    الكاتبة الفلسطينية "هدى حنا" حكايتها حكاية شعب Empty الكاتبة الفلسطينية "هدى حنا" حكايتها حكاية شعب

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الأحد 16 أغسطس 2009, 9:45 am

    السادسة و العشرون كان عمر هدى عندما استعجلتها والدتها للهروب من سور البيت الخلفي للالتحاق بالناس السائرين من القرى المجاورة، صعدت هدى السور ومشت مع الناس مشت بتثاقل مستبطئةً الرحيل،أما من الجهة الأخرى فكانت الوالدة تحثها السير ملوحةً بمنديلها فتبتعد الوالدة ويبتعد المنديل ويغيب شجر الزيتون ويغيب معها البستان، وتغيب الرامة وتغيب معها كل الديار . أما الوالدة فبقيت في الرامة وبقيت في الدار قرب البستان وقرب أشجار الزيتون وبين أحجار السور المتراكبة فوق بعضها البعض دونما انتظام لتبقى شاهدةً على ذكرى ملامسةٍ أخيرةٍ ليدي هدى المتسلقة لتلحق بشعبٍ أصبح يُعرف بعدما غادر الكروم وغادر الحدود، يُعرف بالشعب اللاجئ.

    الكاتبة الفلسطينية "هدى حنا" حكايتها حكاية شعب Hoda7ana

    هذه الفتاة هي هدى حنّا التي عاشت أحداث النكبة فرأت قتل الشباب في الساحات وفي المساجد والكنائس.. وشاهدت أحداث اللجوء من سير مسافاتٍ طويلة ونصب الخيم والمعاناة اليومية في أيام الحر والبرد القارس وسمعت من ناسٍ رأوا وبأم أعينهم المجازر في دير ياسين والطيرة والطنطورة وفي الرامة مجازر ُقطعت فيها الرؤوس وشُقت فيها البطون وحُرقت العيون ورُميت الأجساد في الآبار ليمحى الأثر. نعم هدى سمعت وشاهدت الوجوه والقلوب تتألم وأحست بالأقدام تتحسر على يومٍ مشت فيه في الاتجاه الخطأ مشت وتركت الأرض علّها تعود بعد يوم أو يومين أو أكثر المهم أن تعود ولو طال الزمن.. ولكنها لم تعد وتمضي الأيام والسنون وتكبر هدى.. خارج الديار، فتكبر فلسطين في قلبها وتزهر وتصبح أجمل.. فتكتب هدى عن عشقها للأرض والناس للزيتون والرمان، للطرق الفرعية والرئيسية لهواء فلسطين لنسائمها و لزقزقة عصافيرها.. ولبيوتها وسحر ترابها.

    الكاتبة الفلسطينية "هدى حنا" حكايتها حكاية شعب Hoda7ana1
    إصدارات للكاتبة هدى حنا
    وهدى حنا كاتبة فلسطينية من مواليد الرامة1926درست الحقوق لتدافع عن المظلومين ولكنها أحست أن العدل والحق والقانون كلمات تنتعش وتتلاقى في الهواء الطلق ولكنها تجد صعوبة في الهبوط على الأرض لتنغرس فيها وتحصد مواسم عدل وأمان فتحولت عن ممارسة القانون إلى التدريس علّها بزرع مفاهيم الحق ونصرة المظلوم تحصد بشراً يدافعون عن هذه القيم و عن هذه المفاهيم وهكذا عملت معلمة في فلسطين تستيقظ كل صباح على زقزقة عصفور أو صياح ديك أو شعاع نور من شمس الرامة الدافئة وتنهض و تسير على الطرق الترابية والإسفلتية ً وتصل إلى مدارس فلسطين وتعلم هناك أبناء بلداتها حروفهم الأولى في عشق الوطن ومحبته فتشعر بالرضا، وقد كانت الحياة جميلة هادئة وكان الناس طيبين ومتسامحين وكان الجميع ومن كل الأديان والمذاهب يعيش بسلام يعملون، يسهرون، يدردشون، ويتسامرون، ويقيمون الأفراح ويزور بعضهم البعض في السراء والضراء وكانوا يحبون الحياة ويجلونها .ولكن هذه الحياة لم تدم طويلاً فالإنكليز لم يرق لهم هذا التآخي وهذه الألفة بين الفلسطينيين فتعاونوا مع عدو جديد خطف الأرض و سرق من هدى عالمها وحلمها وأرضها فرحلت مع اللذين رُحلوا قسراً إلى بنت جبيل في لبنان ثم الى الشام والى جبل الشيخ في جنوب سوريا حيث أقارب الوالدة فالوالدة من سوريا، ومن مفارقات الأمور بأن والدتها السورية بقيت في فلسطين وماتت في فلسطين أما الوالد الفلسطيني فقد هُجِّر من فلسطين ومات في حينا / جبل الشيخ في سوريا حيث موطن الوالدة الأصلي وهذه مفارقة غريبة تحكيها هدى بشجون كبير. ولأن هدى تعشق الأحلام وتسعى لتحقيقها مارست مهنة التعليم في سوريا في المدارس المسيحية ثم وفي عام 1950 ذهبت الى العراق والى بغداد والى قرية العزيزية بالتحديد حيث الناس هناك من المسلمين الشيعة اللذين رحبوا بها أشد ترحيب وهدى الآن تتذكر أهل العزيزية بحبٍ و بألم بالغ وخصوصاً عندما تشاهد وتسمع ما يحصل في العراق، فهي لا تنسى كيف شربت نساء العزيزية معها من نفس الكأس ومن نفس موقع الشفة تعبيراً ً عن التقدير والاحترام للمعلمة الفلسطينية التي مارست مهنة التعليم بكل الحب والإخلاص،.وكيف كنَّ يُحطنها بعادات الكرم والجود بغض النظر عن دينها ومعتقدها. وبعد هذه الرحلة في العراق ولمدة عام واحد تعود الى أرض الشام وتلتحق بالأونروا للعمل في مجال الخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين وتنتقل هدى في عملها هذا من حلب إلى القنيطرة وتعمل هناك إلى أن تشهد مع إخوانها السوريين نكسة حزيران 1967حيث رحيل آخر وألم آخر ونكبةٍ أخرى، إلا أن الأمل يتربص بها مرةً أخرى ويشحنها بمزيد من شحناته فتستقطبها شرايين دمها وتعود مرةً أخرى للعمل من جديد في حقل الخدمات الاجتماعية والتعليمية لتقدم لشعبها الفلسطيني بعضاً مما يستحقه وهو الذي ظُلم أشد الظلم وعانى أشد المعاناة، والجدير بالذكر أن هدى حنا هي أول أديبة فلسطينية تكتب عن أحداث اللجوء وأحداث النكبة والمعاناة المريرة فقد كتبت رسائلها وقصصها الأولى وجمعتهم في كتاب عنونته "صوت الملاجئ " وذلك في عام 1950حكت فيه عن قصص الرحيل والعذاب الأسود وعن قصص المُرحلين المشردين و قصص الحزانى و الثكالى قصصٌٌ يجب أن يتم التذكير بها وعدم نسيانها مهما طالت بنا الأيام وهذا ليس لأننا شعب حقود لا ينسى بل لأن حقوقنا ما زالت منسية و لأن عدونا مازال أمام أعيننا يمارس طغيانه وعنصريته ودمويته. وفي مشوارها مع الحياة كانت تكتب المقالات وتترجم الكتب وتسافر وصوتها يغرد دونما كلل أو يأس باسم فلسطين و أينما حلّت، وفي عام 2000 نشرت روايتها الطويلة "عائد من بعيد" وهي رواية عاطفية اجتماعية فيها من مشاهد الحزن والمعاناة الشخصية لبطلتها سلمى صورعن معاناة المرأة العربية تعيشها في كل مكان من هذا االوطن ولكنها صورٍ للمرأة المستكينة إلا من الصبر والحرمان والوجع صورة لسيدة لا ينقذها من جحيمها إلا القدر. وفي عام 2005 تنشر مجموعتها القصصية "أريد أن أموت في فلسطين " المليئة بالمصادفات الغريبة والتي تحكي حوادث لقاء وفراق من وحي قصص فلسطين و حكايا ناسها .
    أخيراً هدى حنا فلسطينية ذابت في حب أرضها ولأنها تحلم بالعودة صمدت وصارعت الزمن واحتضنت ذاكرتها معها لتتكلم عن رحيق الأرض وسمائها ولتتحدث عن سنابل القمح وتماوجها ولتكون جسراً لا يصدأ يتحدى الرعب والدمار الذي شاهدته على أيدي محتل لم يتعب لا من القتل ولامن التشريد والأسر بل واصل ويواصل أعماله وببرود وقح، ولأنها فلسطينية وبلا تردد فانها لا تعترف بالسلام مع هذا العدو بل إنها تصرخ وتطالب بأن" تمزق كل الرايات البيضاء وليفنى اللون الأبيض من الوجود مادامت فلسطيننا سليبة" وتطلق هدى أيضاً أمنيتها الناعمة " بألا ليت السماء تقترب مني قليلاً وأنا أقترب منها قليلاً حتى تطالها يدي لأمسح عن وجهها ذاك الغموض علّي أرى وراءها كوناً آخر غير هذا العالم يكون أكثر عدلاً وأكثر صدقاً وأكثر حباً للحق " هذا هو صوت هدى حنا صوت لفلسطين يغني وعن فلسطين يحكي.
    الكاتبة الفلسطينية "هدى حنا" حكايتها حكاية شعب Hoda7ana2
    إصدارات للكاتبة هدى حنا
    راهب الفكر
    راهب الفكر
    مشرف أجراس ثقافية
    مشرف أجراس ثقافية


    ذكر الجوزاء جنسيتك : فلسطينية
    اعلام الدول : الكاتبة الفلسطينية "هدى حنا" حكايتها حكاية شعب Somalia_a-01
    نقاط : 796
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 30/04/2009

    الكاتبة الفلسطينية "هدى حنا" حكايتها حكاية شعب Empty رد: الكاتبة الفلسطينية "هدى حنا" حكايتها حكاية شعب

    مُساهمة من طرف راهب الفكر الأحد 16 أغسطس 2009, 11:12 am

    {حمها الله ودامت وقضيتها نبراسا

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو 2024, 5:47 pm