ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    بالحب و العطاء نصنع المستحيل بقلم كامل شهوان

    ايميل الناصري
    ايميل الناصري
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر الدلو جنسيتك : فلسطينية
    اعلام الدول : بالحب و العطاء نصنع المستحيل بقلم كامل شهوان Palestine_a-01
    نقاط : 670
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 11/05/2009

    بالحب و العطاء نصنع المستحيل بقلم كامل شهوان Empty بالحب و العطاء نصنع المستحيل بقلم كامل شهوان

    مُساهمة من طرف ايميل الناصري الأربعاء 03 فبراير 2010, 12:39 pm

    يا سادة يا كرام هذه القصة قصة حقيقية ، حدثت في احدى قرى هذا الوطن الغالي . انها قصة طفلة صغيرة من فلسطين ، طفلة لم تكمل ربيعها السادس ، قلبها كان يمتلىء بالحب في زمن مات فيه الحب . دعوني أروي لكم قصتها راجيا من الله أن تدركوا مغزى هذا الكلام .

    في الايام الاولى للانتفاضة المباركة بدأت هذه القصة ، أحلام كانت طفلة صغيرة لكنها كانت ذكية جدا ، و تملك اجمل ابتسامة في العالم لا تفارق وجهها الطفولي البريء. كانت منشغلة في المنزل و هي تقوم بلف صندوق صغير بورق مذهب اشترته من السوق ، و هي تلف الهدية و غارقة في تغليف الهدية بالورق المذهب دخل والدها الغرفة ، فاستشاط غضبا من ابنته التى تهدر النقود في شراء هذه الاوراق في وقت كانت فيه الاسرة بحاجة الى كل قرش من القروش . صرخ الوالد على الطفلة البريئة و ضربها ، فبكت الطفلة بحرقة و ركضت الى غرفتها ، و اغلقت الباب عليها و اخذت تبكي، و لكنها لم تكره و الدها فهي كانت تحبه كثيرا و لم يكن لها سوى اباها بعد وفاة والدتها أثر مرض عضال لم يمهلها الكثير ، فكان والدها يعوضها عن حنان الام الذي فقدته من صغرها .

    في اليوم الثاني و بعد عودة والدها من العمل ، حيث كانت احلام بانتظاره على أحر من الجمر ، و بمجرد فتحه للباب اسرعت اليه و حضنته و قالت له : " كل عام و انت بخير يا بابا " و قدمت له الهدية التى كانت تقوم بلفها بالامس . فأدمعت عيناه لانه كان قاسيا معها بالامس ، و ضمها الى صدره و اخذ يقبلها و يعتذر لها لما فعله معها بالامس . حضنت الطفلة أباها و قبلت يديه و قالت : " أنا لم أغضب منك يا بابا فأنا أحبك كثيرا ، و انت كل شيء في الدنيا لي ". ثم أكملت : " بابا افتح الهدية ." قام الاب بفتح الهدية فوجد صندوق ، و عندما قام بفتح الصندوق وجده خاليا ، استشاط غضبا من جديد و أخذ ينهرها و يقول : " ألا تعرفين أنه يجب عندما تقدمين هدية أن يكون هناك هدية اصلا !! " فأجبت : " يا بابا الصندوق فيه هدية لقد ملئته بمئات القبل لك يا أبي ، فأنا لا أملك سوى هذا لأقدمه لك ". حضن الاب ابنته بكل حنان و قبلها .ان هذه الطفلة قدمت لابيها أغلى ما يمكن أن يقدمه الطفل لوالده و هو الحب .

    مرت الايام ، و أثناء القصف على القرية التى تعيش فيها هذه الطفلة ، خرجت الطفلة دون علم والدها الى خارج البيت لتلعب مع الاطفال ، و لكن رصاصة غادرة أصابتها في قلبها و ماتت على الفور . ماتت الطفلة المليئة بالحب و الصفاء و النقاء ، ماتت البراءة دون أسباب ، و انفطر قلب والدها عليها ، هذا الوالد الذي لم يعد له في الدنيا أحد بعد وفاة زوجته و ابنته الوحيدة .

    و بعد مرور خمسة شهور على هذه الحادثة ، ما زال الوالد يحتفظ بالصندوق المليء بالقبل بجانب سريره ، فهو الكنز الذي بقي له من طفلته التى كانت ملاك بثوب طفل . و كان كلما شعر باليأس و الحزن فتح الصندوق الصغير و تخيل أنه يخرج قبلة من داخله ويقبلها و كأنه يقبل ابنته ، فترتسم على وجهه الطمأنينة و الصفاء ، فكان هذا الصندوق هو الأنيس و الكنز الكبير الذي من أجله قاوم هذا الرجل ذل الحياة ، و ضيق الحال و الخوف و الحزن .

    استطاع أن يقاوم كل صعاب الحياة بالحب ، نعم الحب . ان كل انسان منا يمتلك مشاعر كبيرة من الحب و العواطف التى يمكن أن يسعد بها كل من حوله . و كذلك يسعده الاخرين بحبهم له . فبالحب سنكون أقوى ، و أكثر تماسكا للوصول الى مبتغانا.

    تكاتفوا با أبناء شعبي ، و أحبوا بعضكم بعضا ، و كونوا يدا واحدة حتى نصل الى هدفنا ، و هو دولة قوية ، مستقلة ، موحدة ، و حرة . بالحب فقط تأتي الحرية و يفوز الوطن بأبنائه

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024, 4:46 pm