توعد ضابط المخابرات الفلسطينية فهمي شبانة بان يكشف عن قضايا وملفات خطيرة تؤدي إلى قطع علاقات السلطة مع بعض الدول العربية والإسلامية وكان قد حدد موعدا لهذه المفاجأة في 1/3/2010 ثم قدم الموعد إلى 22/2/2010 لأسباب زعم بأنها من اجل منح الرئيس أبو مازن فرصة لإصلاح نتائج ندوته الصحفية قبل القمة العربية في ليبيا .. يعني أن فهمي قلبه حنون ويريد أن يذبح السلطة بسكين وعيناه تدمعان مثل صياد العصافير الذي كان يشوي بعض العصافير التي اصطادها وعيناه تدمعان من دخان الحطب وإذا بعصفور يقول للأخر انظر لهذا الصياد انه ذو قلب رحيم يذبحنا ويبكي ألما ، فقال العصفور للأخر لاتنظر إلى عيناه انظر إلى ما تفعل يداه .
أولا إن ما يذعمه فهمي هو مجرد أكذوبة من أكاذيبه التي لا تنطلي على احد فالسلطة مثل كل دول العالم لاتتأثر علاقاتها بالدول الأخرى بروايات ضابط منشق يسعى للحصول على أموال بطريق بيع المعلومات والابتزاز ، فروايته مجروحة ومشكوك في صحتها سلفا . وكما يقال ليس بعد الكفر ذنب ، فبعد أن فعل فعلته ببث الشريط المزعوم لرفيق الحسيني وشاهد الناس هذه القصة لم يعد لدى فهمي بضاعة يسوقها للناس والدليل أن الناس اهتمت بأمر الشريط فقط ولم تهتم بما رواه عن فساد مالي مزعوم بملايين الدولارات لان تهمة الفساد المالي تهمة قديمة جديدة موجهة للسلطة وقيل فيها الكثير بل أن تقرير هيئة الرقابة العامة الفلسطينية وهي مؤسسة حكومية تابعة للرئاسة كشف في عهد أبو عمار عن اختلاسات وتبديد أموال بحوالي 300 مليون دولار وعالجت السلطة جوانب عديدة في هذا التقرير وهو تقرير حكومي وليست ملفات لا نعلم مدى صحتها فلن يكون وقع ملفات شبانة أقوى من تقرير هيئة الرقابة . وهيئة الرقابة تقاريرها حكومية رسمية لا يرقى إليها الشك .
وتقرير هيئة الرقابة لم يختلسه احد من درج جرار القدوة رئيس هيئة الرقابة وإنما أعلن عنه القدوة وعلى الملأ بأمر من الرئيس أبو عمار بإطار الشفافية التي كان يسعى إليها الرئيس الراحل . أما قصة مليون واثنين مليون دولار مشكوك في صحة الادعاء حولها من قبل شبانة فهي قصة فارغة والدليل أن الناس لم تهتم بها وإنما اهتمت فقط بالشريط الخاص برفيق الحسيني وللعلم انتهى اهتمام الناس بهذا الموضوع ولم يعد إلا محل اهتمام لجنة التحقيق فقط .
هل سيعيد شبانة بث الشريط مجددا حتى لو أراد ذلك لن يجد وسيلة إعلام تقبل ببثه على الأقل من الناحية المهنية باعتبار أن الموضوع تجاوزته الأحداث ولكن ما حصل ومن خلال متابعتنا للندوات الصحفية لشبانة وتهديداته المتكررة للسلطة تدفعنا للقول أن شبانة في حالة يرثى لها والرجل في مأزق حقيقي فقد انقلب السحر على الساحر وتورط في فضيحة أخلاقية ووطنية كان يريدها للرئيس أبو مازن ورفيق الحسيني والسلطة بشكل عام .
المثير في الموضوع أن رفيق الحسيني لم يرد حتى الآن والسلطة بأكملها لم ترد وكل الردود التي صدرت كانت مقتضبة ولكن ما حصل أن الرد لم يأتي من السلطة بل من الشارع الفلسطيني الذي تكشفت له الحقيقة حول مزاعم شبانة وتبين للرأي العام الفلسطيني أن كل ما فعله شبانة فلم إسرائيلي من نوع كودك محروق وأصبح الآن شبانة يتخبط يحاول أن يدافع عن نفسه اتهامات الشارع الفلسطيني لشبانة بالتخابر مع الاحتلال .
وأنا هنا لا اتهم شبانة بأي تهمة وطنية ولكن انقل رأي الناس ولا شك انه قد سمعه بنفسه وهذا ما جعله يتخبط ، فشبانة فشل في الحصول على أموال من رفيق الحسيني أولا ومن السلطة ثانيا عن طريق الابتزاز .
نبدأ بالقصة منذ بدايتها قبل عام ونصف تقريبا عندما قام بتصوير الشريط ، إذا افترضنا أن الشريط سليم مئة بالمائة رغم أن الحسيني يقول أن الشريط مفبرك ولكن سنعتمد رواية شبانة فهو يقول بأنه قام بتصوير الشريط بأوامر من توفيق الطيراوي وبعد تصوير الشريط توجه إلى شخصيات قيادية في فتح وتوجه برفقة بعضهم إلى الرئيس أبو مازن وسلمه الشريط وملفات أخرى وان الرئيس أبو مازن أثنى عليه وأمر بترقيته بعد أن كان توفيق الطيراوي قد أمر بوقفه عن العمل إلا أن الرئيس أبو مازن لم يتخذ أي إجراءات ضد رفيق الحسيني والشخصيات الذين شملتهم ملفات شبانة ، هذه رواية شبانة وتستحق أن نتوقف عندها ولنفترض أنها صحيحة ، فكيف يأمر الطيراوي بتصوير الشريط ثم يعاقب من صوره !!! .
ولنفترض جدلا أن شبانة كما يقول توجه إلى رئيس الدولة وسلمه الشريط وهنا نعتقد أن مهمته قد انتهت وكون الرئيس يتخذ إجراء أو لا يتخذ فهذا شان الرئيس ، فشبانة يعمل عند الرئيس ولا يعمل الرئيس عند شبانة ، ولا يعقل أن يقف ضابط امن محترم ويحترم حدود وظيفته وصلاحياته في أي دولة ويهدد رئيس الدولة إما أن تتخذ إجراء وإما سأفعل كذا وكذا .
في كل مخابرات دول العالم بما فيه دولة القناة العاشرة المثل الأعلى لشبانة هنالك ضباط امن يصورون أشرطة ليست بالضرورة أشرطة غراميات وجنسية ، فهنالك تصوير لأشرطة غرامية وقضايا خطيرة ولقاءات بين أٌناس تسجل بالصوت والصورة وينتهي دور الضابط بانجاز مهمته وممنوع عليه أن يتفوه بكلمة طوال فترة خدمته في الجهاز الأمني وحتى بعد إحالته للتقاعد ، أي كلمة تصدر عن أي شيء رآه أو عرفه خلال فترة خدمته يحول للقضاء فورا وتصل عقوبات في هذه الحالة إلى عشرين سنة من السجن .
هنالك ضباط مخابرات عملوا في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وحتى الآن من بقي منهم حيا ممنوع عليه الإدلاء ببعض المعلومات التي مضى عليها عشرات السنين ، وقبل أسابيع استضافت الفضائية المصرية الموسيقار عمار الشريعي للحديث عن الموسيقى التصويرية لمسلسل رأفت الهجان وهو مجرد مسلسل تلفزيوني تناول قضايا أبدعت فيها المخابرات المصرية وفوجئت بالموسيقار عمار الشريعي يقول لمقدم البرنامج قبل أن أتي لهذه الحلقة حصلت على إذن من المخابرات للحديث عن كيفية إعدادنا الموسيقى لمسلسل رأفت الهجان !!! .
يا للهول الدول التي تحافظ على نفسها كيف تتصرف وصاحبنا شبانة يذهب لقناة إسرائيلية ليزعم محاربة فساد السلطة من خلالها ويريد منا أن نؤدي له التحية ، وكلنا يعلم ماذا فعل أصحاب القناة العاشرة " بفعنونو" عندما غادر إسرائيل إلى استراليا وتوجه لصحيفة بريطانية وباع بعض المعلومات مقابل مئة ألف جنيه إسترليني في حينها ، وطاردته الموساد حتى أتت به إلى إسرائيل وزج به في السجن لمدة عشرين عاما ، وهل يستطيع أي ضابط مخابرات من القناة العاشرة أن يتفوه بأي كلمة عن المعلومات التي عرفها خلال فترة عمله إلا بإذن خاص .
جهاز المخابرات الفلسطينية ليس مجموعة دكاكين كل ضابط لديه دكان يعرض فيه بضاعته ، فالأسرار التي يعرفها أي ضابط خلال فترة عمله أو حتى بعد تقاعده لا يسمح له بالكشف عنها مهما كانت هذه المعلومات ولكن شبانة أساء لنفسه وإذا افترضنا حسن النوايا فيما فعله شبانة فقد اقترف جريمة بحق أبناء شعبه ووطنه ورئيس دولته لان الوطن لا يمكن أن نختصره بشخص رفيق الحسيني آو بشريط فيديو وفلسطين اكبر منا جميعا وقضيتنا كبيرة بحجم تاريخ وعظمة الأمة العربية والإسلامية ولا يمكن اختصارها في ( ملاية على السرير ) .
هل ظلم شبانة وظيفيا أو تعرض لأي قهر ، لا نعتقد ذلك فروايته تقول أن الرئيس أكرمه وأمر بترقيته ، وهنالك الكثير ممن ظلموا أو تعرضوا إلى قهر ولم يفعلوا فعلته ولم ينصفهم احد أيضا ، فلماذا يضع شبانة نفسه في خانة صعبة ويقف إلى جانب الضغوط التي تمارس على الرئيس والسلطة .
أما حكاية قبر " الحاج فهمي شبانة " والله انه لأمر غريب فالأخ كل يوم يأخذ فضائيات وصحافة إلى قبر بناه وكأنه ضريح " الظاهر بيبرس " قاهر الصليبيين ، والغريب انه يزعم بان السلطة ستقتله وكلنا يعرف أن السلطة لا تفعل مثل هذا ، ولو كانت تفعل كما يزعم لما تجرأ أساسا لقول ما قاله ، ولماذا يعد قبره ، هل أن من تقتلهم السلطة كما يزعم يتركون في الشوارع ، يعني لو عثر على شبانة مقتولا في الشارع سيتركه الناس لأنه لم يعد قبرا سلفا .. ما هذه الأفلام .
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر