شيئاً من وطــــــــــــــــــــــــــــــــن
--------------------------------------------------------------------------------
حزيناً على مرافئ الذاكرة أتسولُ بعضاً من حنان ... شيئاً من وطن ، هل تدرك هذه الأسراب البشرية و هذا الموجُ المتلاطم من الهمهمات معنيً للغربة ..؟؟ أم هل تُميزُ الأنفاس المتبخرة في الجو زفراتي الحرى و هي تنسلُ من جوفٍ صامت لا يُتقن إلا سكون التمرد و لا يحترفُ إلا البكاء و لكن بلا دمــــــــــــوع ...
ما أحلى الأرض يا ولدي .. هكذا كان يردد جدنا الطيب - رحمه الله- عندما اختطفنا من أيامهِ أسابيع قليلة كان يعُدُها متبرماً و يقنع والدي : خلاص يا ابني أنا إطمنت عليكم و بدي أرجع .. استغربتُ منه يومها ، راقبته بصمت و حَفَرتُ تعاريج خده و البقع الرمادية على يديه .. حفرتها جيدا .. قلت في نفسي تذكارٌ لجدك أيها البائس فقد لا تراه .. و قد كان ..، خاطبه ذات مرةٍ أحد أصدقاء والدي متسائلاً: أكيد هنا أفضل يا حج .؟ كان الجواب في عينيه قبل أن ينطق .. نظرات ساخرة و رد مقتضب لم أفهمه يومها ..
كلمات كثيرة التصقت بعقلي و أخرى لم أدركها و ربما لم أعرها اهتماماً و لكنها حتماً استقرت في النصف الآخــر ... ستظهر يوماً ما ... و لن أدقق حينها من أين جاءت ، سأكون مسؤولا عنها ... فلن ينكر أيُّنا إرثه .. أليس كذلك ، تعلمت من جدي : الحاكورة ، الفواخير ، المواصي ،كواشين الأرض ، المارس ، و أشياء أخرى .. و القليل من الدبكة . ثم رحل.. أجل رحل ... قبل أن يرحل تأملت عيونه طويلا و عميقا : لا بأسَ أن أحتفظ بها كتذكار أيضاً . نسيتُ الزيارة بعد أيام و قلت : يتعلق الكبار بالماضي أما نحن فيجب أن نشق طريقنا في الحياة ... هذا قدرنا ..
اليوم أبحث عن جدي في تلافيفِ عقلي ... عن عبقٍ ريانٍ من أرضٍ أتمناها كما لم أتمنى من قبل ... أُجيل نظراتي هنا و هناك ..في الأرض من حولي .. في التراب .. أفرك حبيباته بين يدي ليزيد عنادي أكثر فأكثر .. أين أرضك أيها الفلسطيني ؟ ؟
هل هي كلمات الجد الراحل ؟؟ أم أنه الإرث !! تاه الجواب على عتبات الشفاه ... و ساحت الذكريات اللذيذة في جوانب الجسد .. تمر كشريط سريع يتلوى كالتعاريج .. و بقعٌ داكنة رمادية تطفو أحياناً ... ضايقتني كثيراً و لكنني تابعت ... و تجذَّر الانتماء ،، سالت دموعي أبكي فُتات الوطنِ المتعلق على شوارد الخاطر ، من لي بوطني و له ما شاء.. من لي بوطني و له ما ... تقاطعني عيونٌ بزرقة البحر صامته: لا تستجدي الوطن أيها الصغير .. يغيبُ الصوت ليعود قوياً مرة أخرى .. لعله الموج لا أدري ، لِمَ تقتحم أفكاري أيها الـ ... ، أيها الجد .. تذكرت حينها أين رأيت البقع الرمادية و لمن تلك التعاريج ..
******
كما تشاء أيها الجد ... لن أستجدي الوطن أبداً ... اختفى هدير الموج دون استئذان ، أفقتُ على الزحام و تدافعِ المارة .. دققتُ في الوجوه الكالحة طويلا .. و صحتُ دون وعي : جدي أتوسل إليك ... بعضاً من حنان ... و شيئاً من وطــن .
.................................................. .......................................... اللاجئ
--------------------------------------------------------------------------------
حزيناً على مرافئ الذاكرة أتسولُ بعضاً من حنان ... شيئاً من وطن ، هل تدرك هذه الأسراب البشرية و هذا الموجُ المتلاطم من الهمهمات معنيً للغربة ..؟؟ أم هل تُميزُ الأنفاس المتبخرة في الجو زفراتي الحرى و هي تنسلُ من جوفٍ صامت لا يُتقن إلا سكون التمرد و لا يحترفُ إلا البكاء و لكن بلا دمــــــــــــوع ...
ما أحلى الأرض يا ولدي .. هكذا كان يردد جدنا الطيب - رحمه الله- عندما اختطفنا من أيامهِ أسابيع قليلة كان يعُدُها متبرماً و يقنع والدي : خلاص يا ابني أنا إطمنت عليكم و بدي أرجع .. استغربتُ منه يومها ، راقبته بصمت و حَفَرتُ تعاريج خده و البقع الرمادية على يديه .. حفرتها جيدا .. قلت في نفسي تذكارٌ لجدك أيها البائس فقد لا تراه .. و قد كان ..، خاطبه ذات مرةٍ أحد أصدقاء والدي متسائلاً: أكيد هنا أفضل يا حج .؟ كان الجواب في عينيه قبل أن ينطق .. نظرات ساخرة و رد مقتضب لم أفهمه يومها ..
كلمات كثيرة التصقت بعقلي و أخرى لم أدركها و ربما لم أعرها اهتماماً و لكنها حتماً استقرت في النصف الآخــر ... ستظهر يوماً ما ... و لن أدقق حينها من أين جاءت ، سأكون مسؤولا عنها ... فلن ينكر أيُّنا إرثه .. أليس كذلك ، تعلمت من جدي : الحاكورة ، الفواخير ، المواصي ،كواشين الأرض ، المارس ، و أشياء أخرى .. و القليل من الدبكة . ثم رحل.. أجل رحل ... قبل أن يرحل تأملت عيونه طويلا و عميقا : لا بأسَ أن أحتفظ بها كتذكار أيضاً . نسيتُ الزيارة بعد أيام و قلت : يتعلق الكبار بالماضي أما نحن فيجب أن نشق طريقنا في الحياة ... هذا قدرنا ..
اليوم أبحث عن جدي في تلافيفِ عقلي ... عن عبقٍ ريانٍ من أرضٍ أتمناها كما لم أتمنى من قبل ... أُجيل نظراتي هنا و هناك ..في الأرض من حولي .. في التراب .. أفرك حبيباته بين يدي ليزيد عنادي أكثر فأكثر .. أين أرضك أيها الفلسطيني ؟ ؟
هل هي كلمات الجد الراحل ؟؟ أم أنه الإرث !! تاه الجواب على عتبات الشفاه ... و ساحت الذكريات اللذيذة في جوانب الجسد .. تمر كشريط سريع يتلوى كالتعاريج .. و بقعٌ داكنة رمادية تطفو أحياناً ... ضايقتني كثيراً و لكنني تابعت ... و تجذَّر الانتماء ،، سالت دموعي أبكي فُتات الوطنِ المتعلق على شوارد الخاطر ، من لي بوطني و له ما شاء.. من لي بوطني و له ما ... تقاطعني عيونٌ بزرقة البحر صامته: لا تستجدي الوطن أيها الصغير .. يغيبُ الصوت ليعود قوياً مرة أخرى .. لعله الموج لا أدري ، لِمَ تقتحم أفكاري أيها الـ ... ، أيها الجد .. تذكرت حينها أين رأيت البقع الرمادية و لمن تلك التعاريج ..
******
كما تشاء أيها الجد ... لن أستجدي الوطن أبداً ... اختفى هدير الموج دون استئذان ، أفقتُ على الزحام و تدافعِ المارة .. دققتُ في الوجوه الكالحة طويلا .. و صحتُ دون وعي : جدي أتوسل إليك ... بعضاً من حنان ... و شيئاً من وطــن .
.................................................. .......................................... اللاجئ
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر