الرؤية النقدية وضوابطها :
قبل البدء في عملية النقد أحب أن أوضح مفهوماً صغيراًفيما يتعلق بكلمة النقد ... فقد يتبادر إلى الذهن من الوهلة الأولى وخاصة لدى غيرالمختصين بالدراسات الأدبية أن كلمة النقد تدل على إظهار العيوب والانتقاص من النصفقط وهذا تعريف خاطئ لمعنى كلمة النقد ... فالنقد في معناه اللغوي يدل على إبرازالشئ وإظهاره ثم استعمل اصطلاحاً في الدراسات الأدبية لتوضيح معاني الجمال وإظهارنواحي التميز في العمل الأدبي قبل الإشارة والتنبيه على مواطن الضعف فيه على حدسواء أياً كان نوع ذلك العمل . والعكس صحيح بالنسبة لمواطن الضعف في العمل الأدبي فالنقد الحقيقي يشمل الوجهين فكما يهتم بإظهار الجودة نراه معنياً بإظهار الضعف أوالخطأ إن وجد وهذا لصالح الأديب وكلما كان الناقد بصيراً استطاع بتحليله ودراسته أنيلفت انتباه القارئ إلى مواطن القوة والجمال والإبداع في النص حتى أنه من الممكن للناقد إن كان بصيراً ملماً بأدواته أن يكتشف في القصيدة الكثير من المعاني والأفكار التي لم يكن يقصدها الشاعر وهنا يأتي دور براعة الناقد في الكشف عن الأسرار المكنونة خلف المعاني والصور والكلمات ويجب كذلك على الناقد في كلا الحالتين أن يلتزم برؤية موضوعية عادلة للعمل الأدبي بعيدة عن أهواء ذاته ... ومثال ذلك إن وجد الناقد نصاً شعرياً يمدح زيداً من الناس وكان الناقد لايحب زيداً ذاك فيجب أن لايسمح لعاطفته وأهوائه بالانتقاص من جودة النص المطروح لمجرد عدم محبته للممدوح والعكس صحيح , فيجب على الناقد أولاً وأخيراً أن لاينظر إلا إلى النواحي الأدبية والنفسية والصور الفريدة والروح الشاعرة وما إلى ذلك من أدوات النقد البناء الملتزم وأن يتعامل مع النص على أنه مجرد تجربة أدبية أو دفقة شعورية تضوَّعت من سواه ...
وبرأيي أن النقد والتذوق لا يقفان عند هذا المعيار فحسب ولكن يتوجب على الفذمن النقاد إذا ما أراد إظهار بعض العيوب أو السقطات في النص يجب عليه أن لا يفجأالقارئ أو الأديب بالانتقادات اللاذعة الساخرة الشائكة بل يتوجب عليه أن يغلف قوله ويكسوه بالمجملات البديعية ويبتعد عن الزوايا الحادة ما أمكن له ذلك لئلا يكون نقدهداماً للأديب ! أما رأيت حبة الدواء المر وقد كساها صانعُها بالطعم اللذيذ ليسهل ابتلاعها !
وأياً كان هذا النقد فهو أليم على النفس ولا يقبله الكثير من الناس لأنه كالنصيحة والنصيحة في اللغة هي جلد الإبل لتفرقة السليم منها عن المعيب لذلك وجب التنبيه لئلا يقع النقاد في ما لا تحمد عقباه مما يسبب النفور للأديب فيدع الكتابة والتأليف للأبد وهذا ظلم بحقه كبير ! مع مراعاة عدم التغاضي والتجاوز عن الأخطاء إن وجدت في النص لأن ذلك التجاوز يعتبر أيضاً ظلماً غير مباشر للأديب لأنك إن لم تبينله أخطاءه فسيستمر في ذلك الخطأ ويشب عليه وبذلك يكون الناقد قد ظلمه من حيث يحسبأنه أفاده ! وهذا معيار دقيق للغاية وبرأيي أنه لا يُدرّس في الكليات والمعاهد بل يتأتى من التمرس والمران ومقالتي هذه بمثابة نقد للنقاد بغية التجويد والاحتراس فيأداء العمل النقدي وقبل الختام أحب أن أعطي مثالاً آخراً لمصطلح يستعمله البعض استعمالاً خاطئاً وهو قريب من موضوعنا هذا وهو كلمة العاطفة .. فالعاطفة هي جميع الانفعالات الصادرة عن النفس وليست المحبة والشوق وما إلى ذلك من العواطف الرقيقة فقط بل هي كلمة شاملة لشتى العواطف فالحب عاطفة والكره عاطفة والشوق عاطفة والبغض عاطفة وهكذا لأن كل تلك العواطف ناتجة عن انفعالات عديدة مختلفة في النفس البشرية
قبل البدء في عملية النقد أحب أن أوضح مفهوماً صغيراًفيما يتعلق بكلمة النقد ... فقد يتبادر إلى الذهن من الوهلة الأولى وخاصة لدى غيرالمختصين بالدراسات الأدبية أن كلمة النقد تدل على إظهار العيوب والانتقاص من النصفقط وهذا تعريف خاطئ لمعنى كلمة النقد ... فالنقد في معناه اللغوي يدل على إبرازالشئ وإظهاره ثم استعمل اصطلاحاً في الدراسات الأدبية لتوضيح معاني الجمال وإظهارنواحي التميز في العمل الأدبي قبل الإشارة والتنبيه على مواطن الضعف فيه على حدسواء أياً كان نوع ذلك العمل . والعكس صحيح بالنسبة لمواطن الضعف في العمل الأدبي فالنقد الحقيقي يشمل الوجهين فكما يهتم بإظهار الجودة نراه معنياً بإظهار الضعف أوالخطأ إن وجد وهذا لصالح الأديب وكلما كان الناقد بصيراً استطاع بتحليله ودراسته أنيلفت انتباه القارئ إلى مواطن القوة والجمال والإبداع في النص حتى أنه من الممكن للناقد إن كان بصيراً ملماً بأدواته أن يكتشف في القصيدة الكثير من المعاني والأفكار التي لم يكن يقصدها الشاعر وهنا يأتي دور براعة الناقد في الكشف عن الأسرار المكنونة خلف المعاني والصور والكلمات ويجب كذلك على الناقد في كلا الحالتين أن يلتزم برؤية موضوعية عادلة للعمل الأدبي بعيدة عن أهواء ذاته ... ومثال ذلك إن وجد الناقد نصاً شعرياً يمدح زيداً من الناس وكان الناقد لايحب زيداً ذاك فيجب أن لايسمح لعاطفته وأهوائه بالانتقاص من جودة النص المطروح لمجرد عدم محبته للممدوح والعكس صحيح , فيجب على الناقد أولاً وأخيراً أن لاينظر إلا إلى النواحي الأدبية والنفسية والصور الفريدة والروح الشاعرة وما إلى ذلك من أدوات النقد البناء الملتزم وأن يتعامل مع النص على أنه مجرد تجربة أدبية أو دفقة شعورية تضوَّعت من سواه ...
وبرأيي أن النقد والتذوق لا يقفان عند هذا المعيار فحسب ولكن يتوجب على الفذمن النقاد إذا ما أراد إظهار بعض العيوب أو السقطات في النص يجب عليه أن لا يفجأالقارئ أو الأديب بالانتقادات اللاذعة الساخرة الشائكة بل يتوجب عليه أن يغلف قوله ويكسوه بالمجملات البديعية ويبتعد عن الزوايا الحادة ما أمكن له ذلك لئلا يكون نقدهداماً للأديب ! أما رأيت حبة الدواء المر وقد كساها صانعُها بالطعم اللذيذ ليسهل ابتلاعها !
وأياً كان هذا النقد فهو أليم على النفس ولا يقبله الكثير من الناس لأنه كالنصيحة والنصيحة في اللغة هي جلد الإبل لتفرقة السليم منها عن المعيب لذلك وجب التنبيه لئلا يقع النقاد في ما لا تحمد عقباه مما يسبب النفور للأديب فيدع الكتابة والتأليف للأبد وهذا ظلم بحقه كبير ! مع مراعاة عدم التغاضي والتجاوز عن الأخطاء إن وجدت في النص لأن ذلك التجاوز يعتبر أيضاً ظلماً غير مباشر للأديب لأنك إن لم تبينله أخطاءه فسيستمر في ذلك الخطأ ويشب عليه وبذلك يكون الناقد قد ظلمه من حيث يحسبأنه أفاده ! وهذا معيار دقيق للغاية وبرأيي أنه لا يُدرّس في الكليات والمعاهد بل يتأتى من التمرس والمران ومقالتي هذه بمثابة نقد للنقاد بغية التجويد والاحتراس فيأداء العمل النقدي وقبل الختام أحب أن أعطي مثالاً آخراً لمصطلح يستعمله البعض استعمالاً خاطئاً وهو قريب من موضوعنا هذا وهو كلمة العاطفة .. فالعاطفة هي جميع الانفعالات الصادرة عن النفس وليست المحبة والشوق وما إلى ذلك من العواطف الرقيقة فقط بل هي كلمة شاملة لشتى العواطف فالحب عاطفة والكره عاطفة والشوق عاطفة والبغض عاطفة وهكذا لأن كل تلك العواطف ناتجة عن انفعالات عديدة مختلفة في النفس البشرية
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر