أمل حرب
فاجأت
حكومة الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين في الذكرى السادسة عشرة لمجزرة
الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، بقرار خطير يقضي بضم الحرم وقبة راحيل
للمواقع التراثية اليهودية.
وقال
رئيس بلدية الخليل خالد العسيلي لـ'وفا' إن ذكرى المجزرة المؤلمة التي لن
تنسى من التاريخ الفلسطيني تتجسد كل يوم من خلال ممارسات المستوطنين في
مدينة الخليل، والتي تتواصل حتى اللحظة، وما جرى خلال الأيام الماضية من
إعلان الحكومة الإسرائيلية بضم الحرم الإبراهيمي للتراث اليهودي لهو
استمرار لمسلسل المجازر، ليس فقط بحق الإنسان الفلسطيني بل كذلك ليشمل
التاريخ والمقدسات والأرض والحجر.
وأضاف:
اليوم في الذكرى السادسة عشرة لهذه المجزرة التي ارتكبها الإرهابي باروخ
غولدشتاين، علينا أن نعمل من اجل حماية أبناء مدينتنا وبلدتنا القديمة
وفاء لدماء الشهداء الأبرياء الذين سقطوا في هذه المجزرة والمجازر الأخرى،
والعمل على إنهاء وجود المستوطنين بالوحدة واللحمة والعمل المتكاتف.
وأشار
العسيلي إلى الجهود التي بذلتها البلدية خلال الفترة الماضية في العمل من
اجل اعتبار مدينة الخليل إرثا حضاريا وإنسانيا، وضمها لمؤسسات الأمم
المتحدة لحمايتها من التغيير، إضافة إلى المشاركة في اجتماعات موسعة مع
جهات دولية ومؤتمرات عالمية لطرح هذا الموضوع بقوة.
وقال
إن الرئيس محمود عباس، ومن بلدية الخليل، أكد أن المستوطنين سيرحلون ولن
يبقوا على الأرض الفلسطينية، كما أن سياسة الحكومة في دعم صمود أبناء
البلدة القديمة جزء مهما في حمايتها، داعيا المواطنين للتواصل مع البلدة
القديمة وتكثيف زيارتها والصلاة في المسجد الإبراهيمي ومساجد البلدة
القديمة، فهذا واجب و طني و ديني وجزء بسيط من الوفاء لشهدائنا الذين
سقطوا سجودا في صلاة جمعة منتصف شهر رمضان الفضيل قبل ستة عشر عاما.
وأكد
أن بلدية الخليل لم تتوان منذ اللحظة الأولى لمجزرة الحرم الإبراهيمي
المروعة في مد يد العون والمساعدة، بالتعاون مع جميع الجهات والمؤسسات
الأخرى، للمصابين وذوى الشهداء من خلال تقديم المساعدات العينية والمادية
في حينها، وكانت متابعة لكل مطالبهم وتوفر لهم كل الدعم والإمكانيات
المتاحة.
وأضاف أن
البلدية عملت بمشاركة كافة المؤسسات في المحافظة وبدعم من السيد الرئيس
والحكومة، على حملات متعددة لإحياء البلدة القديمة من خلال نشاطات مختلفة،
وعملت على تشكيل لجنة تمثل أهالي البلدة القديمة للتعاون المشترك ونقل كل
مطالب أهالي البلدة والإشكاليات والعقبات التي تواجههم لتعمل البلدية على
تذليلها، مشيرا إلى الحملة الدولية التي قادتها بلدية الخليل لتسجيل
مدينة الخليل ضمن قائمة المدن التاريخية في اليونسكو، كان هدفها الأول
حماية البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي من سياسات الاحتلال بتهويدها
وتغير معالمها الإسلامية العربية الفلسطينية، وقد استطاعت الحملة لفت
انتباه العالم اجمع وخلق تعاطف غير مسبوق من قضيتها، هذا بالإضافة إلى أن
شخصيات دولية وعالمية شاركت في الحملة وانضمت إلى الشخصيات الداعمة، كما
أن البلدية عملت على دعوة العدد من الشخصيات الدولية المؤثرة لزيارة مدينة
الخليل مثل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي صرح عقب زيارة البلدة
القديمة بأن الواقع في مدينة الخليل لا يطاق، وقبل عدة أيام كان منسق
الأمم المتحدة للعملية السلام في الشرق الأوسط، ورئيس بلدية جنيف
السويسرية اللذان زارا البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي، وأعربا عن
استيائهما من الوضع في البلدة القديمة، ودعيا إلى تحقيق العدل والإنسانية
وحماية البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي، وأعربا عن تضامنهم مع الحملة
الدولية.
وأشار
رئيس البلدية إلى الإجراءات العملية لدعم صمود أهالي البلدة القديمة من
خلال إعفائهم من أثمان الكهرباء والمياه والضرائب الأخرى، إضافة إلى ذلك
عملت الحكومة على دفع 200 دولار أميركي لكل محل تجاري يعيد صاحبه فتحه،
إضافة للتعاون غير المنقطع بخصوص إعادة اعمار المنازل والطرق والحواري في
البلدة القديمة.
وأكد
أن الدعم وحده لا يكفي لمساندة أهالي البلدة القديمة لكن لا بد من تعاضد
شعبي ومؤسساتي لإحياء البلدة القديمة، وزيارتها والعمل على القيام بالواجب
الوطني والديني الذي يحتم على كل مواطن دعم صمود سكان البلدة القديمة، ولو
بزيارة حرمها ومساجدها أو التسوق من محلاتها التجارية.
ورغم
مرور ستة عشر عاما على المجزرة التي وقعت في 25 شباط 1994، إلا أن مشاعر
الفزع والخوف والغضب ما زالت تسيطر على أهالي مدينة الخليل، مستذكرين
أحداث ذلك اليوم الدامي الذي راح ضحيته 29 شهيداً داخل الحرم، وفي نفس
اليوم قتل جنود الاحتلال 31 فلسطينيا خارج الحرم.
وقال
المواطن طلال حامد أبو سنينة (51 عاما) إن أحد المستوطنين هدد المصلين في
الليلة التي سبقت المجزرة، قائلا 'إذا كنتم رجالا فاحضروا للصلاة غدا'.
وأضاف أن جيش الاحتلال يتواجد بشكل دائم في الحرم الإبراهيمي الشريف، ولكن ليلة المجزرة لم يكن هناك سوى عدد قليل من الجنود.
وقال:
خلال شهر رمضان تعرض المواطنون إلى استفزاز وتحرش من قبل جيش الاحتلال
والمستوطنين عن طريق التفتيش الدقيق للمواطنين وهوياتهم، والتشويش أثناء
صلاة التراويح بالأبواق والدق على الأبواب وغير ذلك من الإزعاج المستمر،
كل ذلك تحت سمع وبصر جيش الاحتلال.
وأضاف
أبو سنينة: كان الجو بشكل عام غير طبيعي، ولكن كنا مستبعدين وقوع مثل هذا
العمل الإجرامي الكبير، وكنت معتادا على الصلاة في الحرم في شهر رمضان،
حيث يمتلئ الحرم وصالاته بالمصلين.
ووصف
أبو سنينه أجواء ليلة المجزرة قائلا: وصلت متأخرا والصلاة قائمة ولم يكن
هناك تفتيش دقيق ليلتها من قبل الجيش الإسرائيلي، وبعدما أنهينا السجدة
الأولى سمعت أصوات ثلاث قنابل يدوية، تلاها إطلاق نار كثيف استمر خمس
دقائق، استشهد خلالها العديد من المصلين وجرح العشرات وعمت أجواء من
الفوضى والصراخ والتوتر، وقد أصبت في يدي اليسرى ونزفت كثيرا وفقدت وعيي،
ووجدت نفسي في مستشفى عالية الحكومي الذي استقبل العديد من الجرحى
والشهداء، وقد صدمت لهول ما حدث، وباستشهاد جيراني عقاب موسى يرقان ( 28
سنة) وكمال قفيشة ( 25 سنة) والطفل سليم إدريس ( 13 سنة).
من
جانبه، وصف إمام الحرم الإبراهيمي عادل إدريس، أجواء البلدة القديمة قبيل
المجزرة بالمقلقة، حيث كان المستوطنون يتحرشون بالناس والمصلين وقد سمعنا
تهديدات صريحة للمصلين والمسلمين.
وقال:
انطلقت لصلاة الفجر في المسجد أنا وأخي، وزوج أختي، وجيراني الذين كان
معظمهم يقفون خلفي في الصلاة، وما أن أنهينا الركعة الأولى وهممنا بالسجود
حتى انهال علينا الرصاص بشكل كثيف، خاصة على الصفوف الأمامية.
وأضاف:
أجواء من الهلع عمت الحرم، وانبطح معظم المصلين على الأرض، وعلت صيحات
التكبير المكان. قام أحد جيراني بسحبي على الأرض ليحميني من الرصاص ونظرت
حولي لأرى ابني قد استشهد، ومؤذن المسجد جميل النتشة أيضا.
وقال:
أصيب الناس بالذهول والفزع، ودون وعي قاموا بمهاجمة الإرهابي جولدشتاين
انتقاما لأرواح أعزائهم ولإيقاف هذه المجزرة البشعة، متهما بعض الجنود
بالتواطؤ مع المستوطنين، فيما أصيب آخرون بالذهول وخافوا من ردة فعل
المصلين والأهالي.
وتابع:
بعد أن هدأ إطلاق النار، أخذ المصلون والأهالي بإسعاف ذويهم وتفقد جرحاهم
في وسط حالة من الذهول لما أقدم عليه الإرهابي جولدشتاين من قتل المصلين،
مشيرا إلى أن قوات الاحتلال قامت بإغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين
والإعلام العالمي لمدة ستة أشهر لإخفاء أثار الجريمة البشعة، وبعد المجزرة
شكلت الحكومة الإسرائيلية لجنة باسم رئيسها القاضي شمغار، اتخذت خلالها
عدة قرارات، منها تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين: القسم المسمى
الإسحاقية للمسلمين، وبقية المسجد لليهود، وتم إغلاق الإسحاقية أمام
المسلمين في الأعياد والمناسبات اليهودية، وتم اتخاذ قرارات أخرى كثيرة
كرست الحرم كثكنة عسكرية حقيقية، وبهذا تكون الضحية قد دفعت ثمن الجريمة
التي اقترفها المستوطنون.
وأضاف:
كنت أول من دخل الحرم بعد المجزرة حيث كانت لحظات مؤلمة تذكرت فيها
الشهداء والجرحى ولحظات الإرهاب التي حصدت العديد من أرواح الأبرياء.
وقال: الذكريات مؤلمة جدا، ولكن ما يواسيني ويصبرني تذكر مرتبة الشهداء
عند الله تعالى.
وبين
إدريس أن الحرم الإبراهيمي ما زال مستهدفا من قبل حكومة الاحتلال، حيث
تشهد هذه الأيام حملة مسعورة تستهدف المقدسات الإسلامية في القدس والخليل،
مستنكرا قرار حكومة الاحتلال بوضع الحرم الإبراهيمي على قائمة الأماكن
الأثرية اليهودية.
يذكر أن
القوى الوطنية والمؤسسات الرسمية والأهلية والشخصيات الوطنية في محافظة
الخليل، عددا من اللجان لاستمرار النضال الوطني لإسقاط القرار الإسرائيلي
المذكور والحفاظ على عروبة وإسلامية الحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال
ابن رباح، والحفاظ على البلدة القديمة في الخليل بأسواقها ومساكنها
ومؤسساتها كمقدمة لطرد المستوطنين من قلب المدينة.
واعتبرت هذه المؤسسات القرار الإسرائيلي قرصنة ثقافية وسرقة في وضح النهار لتراث عربي وإسلامي يمتد إلى آلاف السنين.
فاجأت
حكومة الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين في الذكرى السادسة عشرة لمجزرة
الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، بقرار خطير يقضي بضم الحرم وقبة راحيل
للمواقع التراثية اليهودية.
وقال
رئيس بلدية الخليل خالد العسيلي لـ'وفا' إن ذكرى المجزرة المؤلمة التي لن
تنسى من التاريخ الفلسطيني تتجسد كل يوم من خلال ممارسات المستوطنين في
مدينة الخليل، والتي تتواصل حتى اللحظة، وما جرى خلال الأيام الماضية من
إعلان الحكومة الإسرائيلية بضم الحرم الإبراهيمي للتراث اليهودي لهو
استمرار لمسلسل المجازر، ليس فقط بحق الإنسان الفلسطيني بل كذلك ليشمل
التاريخ والمقدسات والأرض والحجر.
وأضاف:
اليوم في الذكرى السادسة عشرة لهذه المجزرة التي ارتكبها الإرهابي باروخ
غولدشتاين، علينا أن نعمل من اجل حماية أبناء مدينتنا وبلدتنا القديمة
وفاء لدماء الشهداء الأبرياء الذين سقطوا في هذه المجزرة والمجازر الأخرى،
والعمل على إنهاء وجود المستوطنين بالوحدة واللحمة والعمل المتكاتف.
وأشار
العسيلي إلى الجهود التي بذلتها البلدية خلال الفترة الماضية في العمل من
اجل اعتبار مدينة الخليل إرثا حضاريا وإنسانيا، وضمها لمؤسسات الأمم
المتحدة لحمايتها من التغيير، إضافة إلى المشاركة في اجتماعات موسعة مع
جهات دولية ومؤتمرات عالمية لطرح هذا الموضوع بقوة.
وقال
إن الرئيس محمود عباس، ومن بلدية الخليل، أكد أن المستوطنين سيرحلون ولن
يبقوا على الأرض الفلسطينية، كما أن سياسة الحكومة في دعم صمود أبناء
البلدة القديمة جزء مهما في حمايتها، داعيا المواطنين للتواصل مع البلدة
القديمة وتكثيف زيارتها والصلاة في المسجد الإبراهيمي ومساجد البلدة
القديمة، فهذا واجب و طني و ديني وجزء بسيط من الوفاء لشهدائنا الذين
سقطوا سجودا في صلاة جمعة منتصف شهر رمضان الفضيل قبل ستة عشر عاما.
وأكد
أن بلدية الخليل لم تتوان منذ اللحظة الأولى لمجزرة الحرم الإبراهيمي
المروعة في مد يد العون والمساعدة، بالتعاون مع جميع الجهات والمؤسسات
الأخرى، للمصابين وذوى الشهداء من خلال تقديم المساعدات العينية والمادية
في حينها، وكانت متابعة لكل مطالبهم وتوفر لهم كل الدعم والإمكانيات
المتاحة.
وأضاف أن
البلدية عملت بمشاركة كافة المؤسسات في المحافظة وبدعم من السيد الرئيس
والحكومة، على حملات متعددة لإحياء البلدة القديمة من خلال نشاطات مختلفة،
وعملت على تشكيل لجنة تمثل أهالي البلدة القديمة للتعاون المشترك ونقل كل
مطالب أهالي البلدة والإشكاليات والعقبات التي تواجههم لتعمل البلدية على
تذليلها، مشيرا إلى الحملة الدولية التي قادتها بلدية الخليل لتسجيل
مدينة الخليل ضمن قائمة المدن التاريخية في اليونسكو، كان هدفها الأول
حماية البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي من سياسات الاحتلال بتهويدها
وتغير معالمها الإسلامية العربية الفلسطينية، وقد استطاعت الحملة لفت
انتباه العالم اجمع وخلق تعاطف غير مسبوق من قضيتها، هذا بالإضافة إلى أن
شخصيات دولية وعالمية شاركت في الحملة وانضمت إلى الشخصيات الداعمة، كما
أن البلدية عملت على دعوة العدد من الشخصيات الدولية المؤثرة لزيارة مدينة
الخليل مثل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي صرح عقب زيارة البلدة
القديمة بأن الواقع في مدينة الخليل لا يطاق، وقبل عدة أيام كان منسق
الأمم المتحدة للعملية السلام في الشرق الأوسط، ورئيس بلدية جنيف
السويسرية اللذان زارا البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي، وأعربا عن
استيائهما من الوضع في البلدة القديمة، ودعيا إلى تحقيق العدل والإنسانية
وحماية البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي، وأعربا عن تضامنهم مع الحملة
الدولية.
وأشار
رئيس البلدية إلى الإجراءات العملية لدعم صمود أهالي البلدة القديمة من
خلال إعفائهم من أثمان الكهرباء والمياه والضرائب الأخرى، إضافة إلى ذلك
عملت الحكومة على دفع 200 دولار أميركي لكل محل تجاري يعيد صاحبه فتحه،
إضافة للتعاون غير المنقطع بخصوص إعادة اعمار المنازل والطرق والحواري في
البلدة القديمة.
وأكد
أن الدعم وحده لا يكفي لمساندة أهالي البلدة القديمة لكن لا بد من تعاضد
شعبي ومؤسساتي لإحياء البلدة القديمة، وزيارتها والعمل على القيام بالواجب
الوطني والديني الذي يحتم على كل مواطن دعم صمود سكان البلدة القديمة، ولو
بزيارة حرمها ومساجدها أو التسوق من محلاتها التجارية.
ورغم
مرور ستة عشر عاما على المجزرة التي وقعت في 25 شباط 1994، إلا أن مشاعر
الفزع والخوف والغضب ما زالت تسيطر على أهالي مدينة الخليل، مستذكرين
أحداث ذلك اليوم الدامي الذي راح ضحيته 29 شهيداً داخل الحرم، وفي نفس
اليوم قتل جنود الاحتلال 31 فلسطينيا خارج الحرم.
وقال
المواطن طلال حامد أبو سنينة (51 عاما) إن أحد المستوطنين هدد المصلين في
الليلة التي سبقت المجزرة، قائلا 'إذا كنتم رجالا فاحضروا للصلاة غدا'.
وأضاف أن جيش الاحتلال يتواجد بشكل دائم في الحرم الإبراهيمي الشريف، ولكن ليلة المجزرة لم يكن هناك سوى عدد قليل من الجنود.
وقال:
خلال شهر رمضان تعرض المواطنون إلى استفزاز وتحرش من قبل جيش الاحتلال
والمستوطنين عن طريق التفتيش الدقيق للمواطنين وهوياتهم، والتشويش أثناء
صلاة التراويح بالأبواق والدق على الأبواب وغير ذلك من الإزعاج المستمر،
كل ذلك تحت سمع وبصر جيش الاحتلال.
وأضاف
أبو سنينة: كان الجو بشكل عام غير طبيعي، ولكن كنا مستبعدين وقوع مثل هذا
العمل الإجرامي الكبير، وكنت معتادا على الصلاة في الحرم في شهر رمضان،
حيث يمتلئ الحرم وصالاته بالمصلين.
ووصف
أبو سنينه أجواء ليلة المجزرة قائلا: وصلت متأخرا والصلاة قائمة ولم يكن
هناك تفتيش دقيق ليلتها من قبل الجيش الإسرائيلي، وبعدما أنهينا السجدة
الأولى سمعت أصوات ثلاث قنابل يدوية، تلاها إطلاق نار كثيف استمر خمس
دقائق، استشهد خلالها العديد من المصلين وجرح العشرات وعمت أجواء من
الفوضى والصراخ والتوتر، وقد أصبت في يدي اليسرى ونزفت كثيرا وفقدت وعيي،
ووجدت نفسي في مستشفى عالية الحكومي الذي استقبل العديد من الجرحى
والشهداء، وقد صدمت لهول ما حدث، وباستشهاد جيراني عقاب موسى يرقان ( 28
سنة) وكمال قفيشة ( 25 سنة) والطفل سليم إدريس ( 13 سنة).
من
جانبه، وصف إمام الحرم الإبراهيمي عادل إدريس، أجواء البلدة القديمة قبيل
المجزرة بالمقلقة، حيث كان المستوطنون يتحرشون بالناس والمصلين وقد سمعنا
تهديدات صريحة للمصلين والمسلمين.
وقال:
انطلقت لصلاة الفجر في المسجد أنا وأخي، وزوج أختي، وجيراني الذين كان
معظمهم يقفون خلفي في الصلاة، وما أن أنهينا الركعة الأولى وهممنا بالسجود
حتى انهال علينا الرصاص بشكل كثيف، خاصة على الصفوف الأمامية.
وأضاف:
أجواء من الهلع عمت الحرم، وانبطح معظم المصلين على الأرض، وعلت صيحات
التكبير المكان. قام أحد جيراني بسحبي على الأرض ليحميني من الرصاص ونظرت
حولي لأرى ابني قد استشهد، ومؤذن المسجد جميل النتشة أيضا.
وقال:
أصيب الناس بالذهول والفزع، ودون وعي قاموا بمهاجمة الإرهابي جولدشتاين
انتقاما لأرواح أعزائهم ولإيقاف هذه المجزرة البشعة، متهما بعض الجنود
بالتواطؤ مع المستوطنين، فيما أصيب آخرون بالذهول وخافوا من ردة فعل
المصلين والأهالي.
وتابع:
بعد أن هدأ إطلاق النار، أخذ المصلون والأهالي بإسعاف ذويهم وتفقد جرحاهم
في وسط حالة من الذهول لما أقدم عليه الإرهابي جولدشتاين من قتل المصلين،
مشيرا إلى أن قوات الاحتلال قامت بإغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين
والإعلام العالمي لمدة ستة أشهر لإخفاء أثار الجريمة البشعة، وبعد المجزرة
شكلت الحكومة الإسرائيلية لجنة باسم رئيسها القاضي شمغار، اتخذت خلالها
عدة قرارات، منها تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين: القسم المسمى
الإسحاقية للمسلمين، وبقية المسجد لليهود، وتم إغلاق الإسحاقية أمام
المسلمين في الأعياد والمناسبات اليهودية، وتم اتخاذ قرارات أخرى كثيرة
كرست الحرم كثكنة عسكرية حقيقية، وبهذا تكون الضحية قد دفعت ثمن الجريمة
التي اقترفها المستوطنون.
وأضاف:
كنت أول من دخل الحرم بعد المجزرة حيث كانت لحظات مؤلمة تذكرت فيها
الشهداء والجرحى ولحظات الإرهاب التي حصدت العديد من أرواح الأبرياء.
وقال: الذكريات مؤلمة جدا، ولكن ما يواسيني ويصبرني تذكر مرتبة الشهداء
عند الله تعالى.
وبين
إدريس أن الحرم الإبراهيمي ما زال مستهدفا من قبل حكومة الاحتلال، حيث
تشهد هذه الأيام حملة مسعورة تستهدف المقدسات الإسلامية في القدس والخليل،
مستنكرا قرار حكومة الاحتلال بوضع الحرم الإبراهيمي على قائمة الأماكن
الأثرية اليهودية.
يذكر أن
القوى الوطنية والمؤسسات الرسمية والأهلية والشخصيات الوطنية في محافظة
الخليل، عددا من اللجان لاستمرار النضال الوطني لإسقاط القرار الإسرائيلي
المذكور والحفاظ على عروبة وإسلامية الحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال
ابن رباح، والحفاظ على البلدة القديمة في الخليل بأسواقها ومساكنها
ومؤسساتها كمقدمة لطرد المستوطنين من قلب المدينة.
واعتبرت هذه المؤسسات القرار الإسرائيلي قرصنة ثقافية وسرقة في وضح النهار لتراث عربي وإسلامي يمتد إلى آلاف السنين.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر