ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    وادي المالح يموت.. وأهله يبكونه

    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : وادي المالح يموت.. وأهله يبكونه Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    وادي المالح يموت.. وأهله يبكونه Empty وادي المالح يموت.. وأهله يبكونه

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الأحد 28 فبراير 2010, 10:34 am

    يراقب فائق صبيح السحب من جهة الغرب، وفي ذروة الشتاء تلمع حجارة جافة على بعد أمتار من منزله في المنطقة الشمالية من الغور في مجرى شكل فيما مضى وادي المالح.
    وعندما تهطل الأمطار بشدة، وتأتي متجمعة من شعاب الجبال والهضاب المجاورة، تشهد المنطقة اضطرابا لحظيا، لكن الوادي الذي كان شريان الحياة هنا من قبل، سرعان ما يعود إلى جفافه، ذلك أن المياه تغور مرة أخرى في جوف الأرض أو تتبخر.
    ولا يستفيد لا الرعاة ولا المزارعين من المياه التي يجرها الوادي بسرعة، فلا برك للتجميع ولا مصبات مائبة مبنية من الاسمنت في المنطقة لحجز المياه هنا التي تسيطر عليها إسرائيل بشكل كامل، من سطحها حتى جوفها.
    وفي أعالي الوادي تنساب مياه رقراقة عذبة عندما تتدفق من العين الحلوة وتجري في قنوات ترابية, وفي مجرى آخر تنساب مياه شديدة الملوحة.
    لكن صبيح يقول انه لا يستفيد منها.يردد المعنى ذاته سكان آخرون يبدون حسرة على نضوب مياه الوادي خلال الفترة الأخيرة.
    ويلتقي المجريان في نقطة بعد جريان المياه لعدة أمتار، وتتعكر المياه ويزيد تلوثها روث الأبقار التي ترعى عند حواف الوادي، لذلك بنى صبيح الذي لم تعد تصله مياه المجريين آمالا عريضة خلال السنوات الماضية على الاستفادة من هذه المياه.
    لقد الجفاف دفن كل أحلام صبيح.
    وليس هناك زراعات مروية في منطقة وادي المالح بسبب جفاف النهار. لكن على بعد اقل من نصف كيلومتر من مزرعة صبيح التي كلفته نصحو نصف مليون شيكل كما يقول، تنمو أشجار زيتون بشكل سريع.
    إنها أشجار المستوطنين الذي يسيطرون على جزء من الأراضي، تبدو خضراء وارفة الظلال.
    ولا يستفيد المستوطنون من المياه الضحلة في الوادي، لكن المياه تصلهم عبر أنابيب ضخمة تحت أرضية من منطقة طبريا. وبعض هذه الأنابيب تمر من تحت أقدام صبيح عندما يجلس قبالة الوادي الجاف.
    على تله تشرف على الوادي، قال صبيح إن الماء الذي كان يجري هنا كان أساس الحياة التي تلاشت شيئيا فشيئا، حتى هجر جيرانه الذين اعتادوا على الزراعة المنطقة.
    ويشير إلى منزل مهجور على بعد أمتار من منزله، رحل عنه مالكه قبل عام، بعد أن نضبت مياه الوادي.
    وتظهر في ارض مجاورة بعض اشتال الحمضيات الجافة كان صبيح تخلى عن بستانه الذي زرعه قبل سنتين آملا في ذلك الوقت أن يجر المياه من الوادي ليرويها.
    لكن في الصيف الذي تلا سرعان ما جفت مياه الوادي، وسرعان ما ماتت غراس الليمون.
    وقال الرجل' الحياة هنا قطرة ماء. الوادي في الشتاء جاف. في الصيف الحياة لا تطاق '.
    وبينما يبدو الوادي منطقة خربة الا من مساكن الرعاة, تبدو الحياة عند بعض ينابيعه التي تتدفق أعاليه منطقة زاخرة بالحياة فيما مضى اذ توجد بنايات ومطاحن ومصبات مياه للمستجمين والمرضى.
    هنا تنبع عين المياه المعدنية الوحيدة في الأراضي الفلسطينية.
    ويشكل هذا الوادي الذي اخذ اسمه من ملوحة مياهه في هدأة الصباح في الربيع لوحة طبيعية يغلب عليها الصمت.
    كانت السماء صافية هذه الظهيرة، بيد إنها في ساعات المساء سرعان ما تلبدت مرة أخرى بسحب داكنة بعد أن انقشعت الغيوم بعد ليل ماطر.
    وقال السكان انه فيما مضى من السنوات التي يكون فيها المطر غزيرا يفيض الوادي على جانبيه ويشكل خطرا على سكان المضارب الخيشية، لكن صبيح وجيران له يقولون أنهم لن يروا الوادي يجر المياه مرة أخرى كما كان في السابق.
    'ذلك مستيحل' قال الرجل، في إشارة منه إلى السيطرة الإسرائيلية على المياه الجوفية.
    يردد المعنى رعاة آخرون كانوا يرعون مواشيهم في المناطق التي تطل على الوادي.
    في الغور يشعر السكان القريبين من الوادي بالأسى.
    ويسرى التشاؤم من عدم عودة مياهه بعمق.
    لكن المياه جرت الليلة في الوادي بشكل ظاهر وبشكل مؤقت.
    فقد هطلت أمطار في كل الغور.
    في مناطق كثيرة من جريانه يبدو الوادي خالٍ من أي مظهر من مظاهر العمران لكن الاقتراب من منابعه يكشف عن بعض الأبنية العتيقة التي ما عاد يستخدم بعضها احد.
    من هذه الأبنية التي تداعت بعض اجزاءها بفعل العوامل الطبيعية المطحنة التي يقول السكان انها كانت تخدم منطقة الغور قبل العام 1967 لتحويل القمح إلى دقيق.
    وقال عارف دراغمه وهو مسؤول محلي في المنطقة، إن هذه المطحنة ظلت تعمل حتى الستينيات من القرن الماضي حتى احتل الإسرائيليون المنطقة وهجر السكان البدو مضاربهم الى الدول المجاورة.
    ويروي دراغمه نقلا عن السكان الذي عاصروا ذلك الوقت كيف كان السكان يفدون من عدة مناطق الى المطحنة يوميا بالعشرات كي يحولوا القمح الى دقيق.
    ووادي المالح جزء من المشكلة المائية التي تعاني منها منطقة الغور التي يسيطر الإسرائيليون على مواردها، وتأثرت بقلة هطول الأمطار خلال السنوات الماضية.
    وقال سامي داوود مدير مجموعة الهيدرولوجيين في شمال الضفة الغربية، وهي مؤسسة تعنى بقضايا المياه، إن الينابيع التي تتدفق في الوادي تتأثر بكمية مياه الأمطار التي تهطل كل عام.
    'المياه تقل سنويا وبشكل تدريجي في هذا الوادي. في الأساس بقاء المياه هنا يعتمد على مياه الأمطار'.
    في منطقة الأغوار يكون متوسط هطول المطر من 200-250ملم.وهذه الليلة هطلت كمية من المطر أفرحت الرعاة.
    وقد تزداد كمية المياه المتدفقة من الينابيع الموسمية.
    وقليلون في الغور يستفيدون من مياه الينابيع الصغيرة، وحتى صبيح ذاته ومزراعين آخرين عندما فكروا في هذا الأمر، وجروا المياه مئات المترات من نبع قريب، جاء الجيش الاسرائيلي واقتلع الأنابيب البلاستيكية من جذورها.
    يقول سكان المنطقة إن الإسرائيليين ذاتهم جاءوا في إحدى السنوات وردموا عين ماء رئيسية في أعالي الوادي لتجفيف منابع المياه المعدنية الحارة.
    وقال داوود' القيود الإسرائيلية تحرمنا من إجراء صيانة فنية أو بناء جدران استنادية للينابيع'.
    الأمر ذاته يردده مزارعون ورعاة يسكنون في مناطق متناثرة قرب ضفاف الوادي. وفي المنطقة التي تنبع منها مياه الوادي العذبة قال راع، إن الجيش يمنعهم من ترميم النبع وسحب مياهه.
    رغم أن الغور يقع فوق واحد من الأحواض المائية الفلسطينية الثلاثة، إلا انه الأشد تأثرا الآن بشح المياه، مثل صبيح تماما الذي يقف فوق بحر من المياه تجري من تحت قدميه لمستوطنة 'روتم: القريبة من مسكنه، ولا يملك أن يملأ قارورة صغيرة من المياه كي يطفىء ظمأه.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024, 4:18 pm