الاحتفال كل عام بعيد المرأة العالمي أصبح تقليداً مهماً في حياة الشعوب على اختلاف مشاربها وانتماءاتها السياسية أو الفكرية. المناسبة لا تمثل محطة هامة لتوجهات المرأة وتطلعاتها نحو غد أفضل فقط (فهذه ألف باء المعنى الكامن وراء هذا اليوم)، بل تمثل يوماً للمجتمع كله رجالاً ونساءً ومن كافة الأعمار، كما أنه يوم للفرح ولتقديم التحية والتقدير لنساء قدمن لأوطانهن وشعوبهن أعظم الهبات ونخص هنا نساء فلسطين اللواتي ضربن أروع الأمثلة في التضحية والفداء.
النساء أمهاتنا، أخواتنا، زوجاتنا، رفيقاتنا، بناتنا ومن يملأن حياتنا حبوراً وبهجة، هؤلاء جميعهن يمثلن في الحقيقة سر الحياة والبقاء في كل يوم وليس في الثامن من آذار فقط، فلهن منا كل الحب والوفاء والاعتراف بفضلهن، حيث لا طعم للدنيا بدون المرأة بكل مواقعها وصفاتها.
كتب الكثير عن يوم المرأة وعيدها وسجلت أقلام المئات من المناضلين والمفكرين كثيراً عن معاني الحياة بوجود المرأة بجانب الرجل وفي مواجهة عسفه وأرفقت حريتها بحريته لتكتمل دورة الحياة وبهجتها كذلك. اليوم نحتفل بالمرأة في عيدها وبيد كل منا باقة ورد نقدمها لكل امرأة أعطت الحياة بعض رونقها وجمالها وديمومتها أيضاً، لتلك النسوة من صناديد الشعب المكافح لنيل استقلاله وحريته في كل مكان. لتلك اليد التي تحنو على المجتمع وترفق به فتطبعه بطابع المودة والتآلف وترتفع حين يجد الجد في وجه الطغاة لتدافع عن كرامة بنات جلدتها وأمتها، وهي بذلك تقدم المثل والقدوة في الإيثار والتضحية.
ليس هناك ثمن أعز وأغلى من دمعة أم الشهيد أو زوجته أو شقيقته أو رفيقته تعطي للشهادة عمق المعنى ونبل الإحساس. وليس هناك أكبر ولا أعظم من زغرودة أم تسير خلف جثمان ولدها الشهيد، فهل نوفي بيوم العيد لهن الدين في عنق كل واحد منا؟
هذا اليوم وهذه المناسبة فرصة للجميع لكي يمعنوا النظر في حال المرأة العربية سواء في فلسطين أو في غيرها من الأقطار العربية، ليسأل بعد ذلك نفسه بصدق وشجاعة: هل فعلاً نحن نقدم لنسائنا الحقوق التي تستحقها المرأة؟ هل نحترم منطوق ومعنى وثيقة حقوق الإنسان وخاصة المرأة والتي صدرت منذ ما يقرب السبعين عاماً؟.
الحقيقة أن أمامنا في الوطن العربي أشواط كبيرة للوصول للحد الأدنى على هذا الصعيد، ونعرف أن هناك تفاوت في هذا الشأن من بلد لآخر لكن الصفة العامة أننا نعطل بهذا القدر أو ذاك طاقة نصف المجتمع عبر التمييز ضد المرأة وخذلانها في توجهها نحو العدل والمساواة.
إن الدعوة للمساواة يجب أن تبقى على أجندتنا باستمرار غير أنها تصبح ذات مغزى خاص حين تأتي مناسبة اليوم العالمي للمرأة. المساواة التي تبقي المجتمع كاملاً ومتوازناً ولا تخلط الحابل بالنابل أو تسطح الفكرة وجوهرها فيما يخص حرية المرأة ومساواتها بالرجل.
أراني في هذا اليوم الذي يعني النساء في كل الدنيا أستعيد بعض ذكرياتي مع والدتي قبل أن ترحل عنا منذ إحدى وثلاثين عاماً لأقدم لروحها الطاهرة كل آيات الحب والامتنان والعرفان والتبجيل والتعظيم لما قدمته لأبنائها بعد رحيل والدهم ولن أوفيها، لها مني دعوات الرحمة ووفاء الابن الذي لم يعش أو يتقدم إلا بحنوها ورعايتها الكريمة والصادقة.
لكل الأمهات في هذا اليوم نقدم باقات الحب والعرفان. للأسيرات من بناتنا كل الاحترام والتقدير ولكل من تقبض على حزنها الدفين نقدم قلوبنا وأرواحنا فداءً ومحبة.
العيد للفرح وأنتن يا نساء وطني مصدر هذا الفرح فتقبلن منا محبتنا وكلماتنا صادقة : كل عام وأنتن بخير، والوعد بأن نعمل من أجل عيد قادم أكثر عطاء وبهجة للمرأة العربية.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر