بثقة عالية بالنفس،
وبقدرة تفوق قدرة أقرانها الرجال، بات مشهد صفية البلبيسي، تقود سيارة
إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في أزقة وشوارع محافظة
طولكرم، مألوفا للمواطنين، مع أنه يثير استغراب البعض منهم.
فمن
مقر فرع الجمعية في قلب مدينة طولكرم، تلبي صفية نداء الواجب، وتنطلق
مسرعة بسيارة الإسعاف، متجاوزة كل الصعاب، لتصل إلى الهدف المنشود، لتقدم
يد العون وتساعد نفسها وزملاءها في اداء مهامهم الإنسانية.
تطلق
صافرة سيارتها، وتنطلق نحو "الحالة" دون أي تردد، تطلق الصافرة لاشعار
السائقين الآخرين بوجودها وبضرورة تسهيل مهمتها، فتتجاوز سيارة تلو
الأخرى، وسرعان ما تصل لتقدم المساعدة لمن يطلبها.
بعزيمة وإصرار،
استطاعت صفية صبحي بلبيسي، ابنة الحادية والثلاثين عاما، من بلدة عنبتا،
تسجيل نفسها كأول سائقة اسعاف في فلسطين، إلى جانب كونها ضابطة اسعاف في
جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني منذ العام 1998.
تعرضت في بداية
انتفاضة الاقصى، وتحديدا في العام 2001، لحادث سير مروع خلال توجهها وأحد
زملائها، لتقديم العون في إحدى مناطق المحافظة، أغابها عن الوعي لأشهر
خمسة، واغتيل شقيقها بعدها بعام واحد خلال قصف اسرائيلي للمدينة.
وفي
العام 2002، خرجت صفية وزملاؤها لإسعاف ضحايا سيارة مقصوفة وسط المدينة،
فتعرضت السيارة لاطلاق نار كثيف، أدى إلى استشهاد زميلها ضابط الإسعاف
ابراهيم أسعد، وإصابتها بجروح متوسطة.
ما تعرضت له في مسيرتها
كضابطة إسعاف، وتحديدا استشهاد زميلها ابراهيم أسعد خلال قيادته سيارة
الإسعاف، دفعها في العام 2005، للتسجيل في دورة سياقة لسيارات الإسعاف،
وتتجاوزها بنجاح، لتصبح أول سائقة اسعاف في فلسطين، وسط تشجيع منقطع
النظير من زملائها في العمل، الذين رأوا فيها أهلا للمهمة.
لم تخف
صفية قلقها وخوفها لحظة خروجها للمرة الأولى خلف مقود سيارة الاسعاف: "كنت
مترددة وخائفة في المرة الأولى التي خرجت فيها كسائقة، لكنه كان تحديا
كبيرا مع نفسي ومع المجتمع، ووسط تشجيع من الأهل والزملاء، استطعت تجاوز
الأمر، حتى بات عاديا جدا في المرة الثانية".
وعن تقبل المجتمع
لفكرة قيادتها لسيارة الإسعاف، قالت: "في البداية كان الأمر غريبا، ولاحظت
استغراب الناس من كوني اقود سيارة الاسعاف، وأسرع في حالات معينة، إلا
انهم سرعان ما تقبلوا الفكرة، وبات الأمر عاديا جدا".
وأضافت:
"لقيت تشجيعا كبيرا من زملائي في الجمعية، ومن أهلي، فوالدي هو من وجهني
لأكون ضابطة اسعاف، وهو من شجعني على القيادة، واشقائي هم من علموني قيادة
السيارة الخصوصية، ومنحوني ثقة كبيرة بنفسي".
وعن تعاون السائقين
معها، أشارت بلبيسي إلى ان السائقين يتعاونون معها بشكل كبير، وسرعان ما
يفسحون لها الطريق، مع ان بعضهم يبدي استغرابه، عندما أقوم بتجاوز سيارته،
ويتبين له أن سائق سيارة الإسعاف هو فتاة.
وشجعت بلبيسي الفتيات
على العمل والتطوع في جهاز الإسعاف والطوارئ، مشيرةً إلى ان بعض الحالات
تتطلب وجود فتيات للتعامل معها، متمنية أن تخطو أخريات خطوها في مجال
سياقة سيارة الإسعاف، قائلةً: "الأمر سهل جدا، بقليل من العزيمة، وتحد مع
النفس، يصبح الأمر عاديا جدا".
إصرار بلبيسي وعزيمتها القوية،
وقدرتها العالية ومهنيتها في التعامل مع الحالات المحتاجة للمساعدة، دفع
زملاءها في العمل، في قسم الاسعاف والطوارئ في فرع جمعية الهلال الأحمر
الفلسطيني في جنين، لتشجيعها والشد من أزرها لتحقيق ما تصبو إليه.
فمن
جانبه، عبّر زميلها ضابط الإسعاف مؤيد طعمه، ابن الثلاثين عاما، والذي
التحق بجهاز الاسعاف والطوارئ منذ العام 2003، عن فخره الشديد، وزملائه في
قسم الاسعاف بفرع طولكرم، بالعمل الذي تقوم به زميلته صفية، قائلا: "إن ما
تقوم به فخر لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ،ولفرعها في محافظة طولكرم".
وأضاف:
"ينتابني شعور بالسعادة وزملائي، عندما نشاهدها تعمل في الميدان، كسائقة
ماهرة، تتجاوز المخاطر، وتوصل زملاءها إلى بر الأمان لأداء مهامهم
الإنسانية، وكضابطة إسعاف ذات مهنية عالية، تقدم الخدمة ببراعة لمن
يحتاجها".
وأشار إلى أنه فور نضوج فكرة السياقة في مخيلة صفية،
سارع الجميع لمساعدتها وتشجيعها على المضي قدما فيما تفكر فيه، وعند
حصولها على رخصة القيادة، قاموا بتشجيعها ومنحها الفرصة لإثبات نفسها،
مضيفا: "هذا ما قامت به".
ولفت طعمه إلى قوة الشخصية التي تتحلى
بها، والتي تساعدها كثيرا على التعامل مع الحالات، لافتا إلى قدرتها
العالية على ضبط نفسها في الحالات الصعبة، ومثنيا على اسلوبها في التعامل
مع الحالات وفق طبيعة كل حالة.
وهو ما أكد عليه مدير قسم الاسعاف
والطوارئ بفرع طولكرم، محمود السعدي، مشيرا إلى أن صفية أثبتت قدرة كبيرة،
ومهنية عالية، كسائقة وضابطة اسعاف متميزة، ما دفعنا للتعويل عليها في
كثير من الحالات.
وأضاف: " قد تكون لاقت استغرابا من الناس في
بداية مسيرتها كسائقة، إلا أن الموضوع الآن بات عاديا جدا، بل أن هناك
تعاونا كبيرا معها من الناس، وبخاصة المارة والسائقين، بل يتعدى ذلك إلى
حد تشجيعها للمضي بعملها الذي وصفوه "بالرائع".
صفية بلبيسي، أثبتت
نفسها كواحدة من النساء الرائدات في الوطن، باقتحامها لعالم الإسعاف
والطوارئ، واثبات نفسها كسائقة اسعاف متميزة إلى جانب زملائها الرجال، ما
يفتح الباب أمام فتيات أخريات لاقتحام هذا المجال، والبحث عن أنفسهن فيه.
وبقدرة تفوق قدرة أقرانها الرجال، بات مشهد صفية البلبيسي، تقود سيارة
إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في أزقة وشوارع محافظة
طولكرم، مألوفا للمواطنين، مع أنه يثير استغراب البعض منهم.
فمن
مقر فرع الجمعية في قلب مدينة طولكرم، تلبي صفية نداء الواجب، وتنطلق
مسرعة بسيارة الإسعاف، متجاوزة كل الصعاب، لتصل إلى الهدف المنشود، لتقدم
يد العون وتساعد نفسها وزملاءها في اداء مهامهم الإنسانية.
تطلق
صافرة سيارتها، وتنطلق نحو "الحالة" دون أي تردد، تطلق الصافرة لاشعار
السائقين الآخرين بوجودها وبضرورة تسهيل مهمتها، فتتجاوز سيارة تلو
الأخرى، وسرعان ما تصل لتقدم المساعدة لمن يطلبها.
بعزيمة وإصرار،
استطاعت صفية صبحي بلبيسي، ابنة الحادية والثلاثين عاما، من بلدة عنبتا،
تسجيل نفسها كأول سائقة اسعاف في فلسطين، إلى جانب كونها ضابطة اسعاف في
جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني منذ العام 1998.
تعرضت في بداية
انتفاضة الاقصى، وتحديدا في العام 2001، لحادث سير مروع خلال توجهها وأحد
زملائها، لتقديم العون في إحدى مناطق المحافظة، أغابها عن الوعي لأشهر
خمسة، واغتيل شقيقها بعدها بعام واحد خلال قصف اسرائيلي للمدينة.
وفي
العام 2002، خرجت صفية وزملاؤها لإسعاف ضحايا سيارة مقصوفة وسط المدينة،
فتعرضت السيارة لاطلاق نار كثيف، أدى إلى استشهاد زميلها ضابط الإسعاف
ابراهيم أسعد، وإصابتها بجروح متوسطة.
ما تعرضت له في مسيرتها
كضابطة إسعاف، وتحديدا استشهاد زميلها ابراهيم أسعد خلال قيادته سيارة
الإسعاف، دفعها في العام 2005، للتسجيل في دورة سياقة لسيارات الإسعاف،
وتتجاوزها بنجاح، لتصبح أول سائقة اسعاف في فلسطين، وسط تشجيع منقطع
النظير من زملائها في العمل، الذين رأوا فيها أهلا للمهمة.
لم تخف
صفية قلقها وخوفها لحظة خروجها للمرة الأولى خلف مقود سيارة الاسعاف: "كنت
مترددة وخائفة في المرة الأولى التي خرجت فيها كسائقة، لكنه كان تحديا
كبيرا مع نفسي ومع المجتمع، ووسط تشجيع من الأهل والزملاء، استطعت تجاوز
الأمر، حتى بات عاديا جدا في المرة الثانية".
وعن تقبل المجتمع
لفكرة قيادتها لسيارة الإسعاف، قالت: "في البداية كان الأمر غريبا، ولاحظت
استغراب الناس من كوني اقود سيارة الاسعاف، وأسرع في حالات معينة، إلا
انهم سرعان ما تقبلوا الفكرة، وبات الأمر عاديا جدا".
وأضافت:
"لقيت تشجيعا كبيرا من زملائي في الجمعية، ومن أهلي، فوالدي هو من وجهني
لأكون ضابطة اسعاف، وهو من شجعني على القيادة، واشقائي هم من علموني قيادة
السيارة الخصوصية، ومنحوني ثقة كبيرة بنفسي".
وعن تعاون السائقين
معها، أشارت بلبيسي إلى ان السائقين يتعاونون معها بشكل كبير، وسرعان ما
يفسحون لها الطريق، مع ان بعضهم يبدي استغرابه، عندما أقوم بتجاوز سيارته،
ويتبين له أن سائق سيارة الإسعاف هو فتاة.
وشجعت بلبيسي الفتيات
على العمل والتطوع في جهاز الإسعاف والطوارئ، مشيرةً إلى ان بعض الحالات
تتطلب وجود فتيات للتعامل معها، متمنية أن تخطو أخريات خطوها في مجال
سياقة سيارة الإسعاف، قائلةً: "الأمر سهل جدا، بقليل من العزيمة، وتحد مع
النفس، يصبح الأمر عاديا جدا".
إصرار بلبيسي وعزيمتها القوية،
وقدرتها العالية ومهنيتها في التعامل مع الحالات المحتاجة للمساعدة، دفع
زملاءها في العمل، في قسم الاسعاف والطوارئ في فرع جمعية الهلال الأحمر
الفلسطيني في جنين، لتشجيعها والشد من أزرها لتحقيق ما تصبو إليه.
فمن
جانبه، عبّر زميلها ضابط الإسعاف مؤيد طعمه، ابن الثلاثين عاما، والذي
التحق بجهاز الاسعاف والطوارئ منذ العام 2003، عن فخره الشديد، وزملائه في
قسم الاسعاف بفرع طولكرم، بالعمل الذي تقوم به زميلته صفية، قائلا: "إن ما
تقوم به فخر لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ،ولفرعها في محافظة طولكرم".
وأضاف:
"ينتابني شعور بالسعادة وزملائي، عندما نشاهدها تعمل في الميدان، كسائقة
ماهرة، تتجاوز المخاطر، وتوصل زملاءها إلى بر الأمان لأداء مهامهم
الإنسانية، وكضابطة إسعاف ذات مهنية عالية، تقدم الخدمة ببراعة لمن
يحتاجها".
وأشار إلى أنه فور نضوج فكرة السياقة في مخيلة صفية،
سارع الجميع لمساعدتها وتشجيعها على المضي قدما فيما تفكر فيه، وعند
حصولها على رخصة القيادة، قاموا بتشجيعها ومنحها الفرصة لإثبات نفسها،
مضيفا: "هذا ما قامت به".
ولفت طعمه إلى قوة الشخصية التي تتحلى
بها، والتي تساعدها كثيرا على التعامل مع الحالات، لافتا إلى قدرتها
العالية على ضبط نفسها في الحالات الصعبة، ومثنيا على اسلوبها في التعامل
مع الحالات وفق طبيعة كل حالة.
وهو ما أكد عليه مدير قسم الاسعاف
والطوارئ بفرع طولكرم، محمود السعدي، مشيرا إلى أن صفية أثبتت قدرة كبيرة،
ومهنية عالية، كسائقة وضابطة اسعاف متميزة، ما دفعنا للتعويل عليها في
كثير من الحالات.
وأضاف: " قد تكون لاقت استغرابا من الناس في
بداية مسيرتها كسائقة، إلا أن الموضوع الآن بات عاديا جدا، بل أن هناك
تعاونا كبيرا معها من الناس، وبخاصة المارة والسائقين، بل يتعدى ذلك إلى
حد تشجيعها للمضي بعملها الذي وصفوه "بالرائع".
صفية بلبيسي، أثبتت
نفسها كواحدة من النساء الرائدات في الوطن، باقتحامها لعالم الإسعاف
والطوارئ، واثبات نفسها كسائقة اسعاف متميزة إلى جانب زملائها الرجال، ما
يفتح الباب أمام فتيات أخريات لاقتحام هذا المجال، والبحث عن أنفسهن فيه.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر