دفعتهم ظروف الفقر والبطالة التي يعيشونها للمخاطرة بحياتهم في سبيل تحصل لقمة العيش، فانحنوا على الأرض أمام فوهات البنادق غير مبالين بجنود الاحتلال المتمترسين خلف أبراجهم ومواقعهم الحصينة.
لم تخفهم الطلقات التحذيرية ولا الانتشار المكثف للدبابات، ولم يردعهم احتمال إصابة أو اعتقال زملائهم عن الوصول إلى أخطر المناطق في قطاع غزة.
أدواتهم حفار يدوي صغير ودلو فارغ، وكل ما يتمنونه أن تمهلهم الدبابات قليلا من الوقت، قبل أن تبدأ بمطاردتهم بإطلاق النار باتجاههم، لإجبارهم على مغادرة المنطقة.
لقمة مغمسة بالدم
"عمال الحصمة"، أو "المغامرون"، كما يطلق عليهم البعض، مجموعات من الشبان والفتية قرروا المخاطرة بحياتهم للحصول على لقمة العيش في أكثر المناطق خطورة، فيغادرون منازلهم في ساعات الصباح، ويضعون عرباتهم التي تجرها حيوانات على مسافة بعيدة من معبر "صوفاه"، ويتقدمون ببطء وفي أيديهم حفارات صغيرة نحو بقايا أكوام من الحصمة، يملؤون الدلاء بها وينقلونها إلى عرباتهم، ثم يعودون لملئها مجدداً.
بدت علامات السعادة واضحة على وجه الفتى محمد معمر (16 عاماً)، بينما كان عائداً من محيط معبر "صوفاه"، وهو يجلس على عربة عليها كمية من الحصمة، نجح في جلبها من المنطقة.
معمر أكد أن نقص الحصمة في القطاع وارتفاع أسعارها دفعه وزملاءه للمغامرة والمخاطرة والتوجه إلى مكب الحصمة القديم، حيث كانت الشاحنات الإسرائيلية تفرغ حمولتها، لتبدأ لاحقاً الشاحنات الفلسطينية بنقلها إلى داخل القطاع.
وأشار إلى أن عمله المحفوف بالمخاطر يدر عليه دخلاً جيداً، وأحياناً يفوق ما يجنيه في يوم واحد ما يحصل عليه عمال الأنفاق في أسبوعين.
أما الشاب إبراهيم العبد، وكان يسير خلف معمر مستقلا عربة مماثلة عليها كمية من الحصمة، فيؤكد أنه وزملاءه وقعوا على منجم للذهب، موضحا أن الحصمة في قطاع غزة أصبحت مطلوبة أكثر من الذهب، وأسعارها في ارتفاع مستمر.
ويقول العبد إنه وزملاءه اعتادوا المخاطر، ولا يأبهون بما يتعرضون له من إطلاق للنار، مشيراً إلى أن الجنود الإسرائيليين يتعمدون إطلاق النار عليهم، رغم أنهم يعلمون علم اليقين أنهم عزل، ولم يأتوا إلا لجمع بقايا الحصمة المتناثرة هنا وهناك.
مزاجية وخوف
واعتبر أن حياتهم رهن بمزاجية الجنود الإسرائيليين المتمركزين داخل الدبابات ونقاط المراقبة المحيطة بالمعبر المذكور، لافتاً إلى أن بعض الجنود يتركونهم، وإذا ما شعروا بكثرة عددهم أو اقترابهم من السياج الفاصل يطلقون طلقات نارية تحذيرية في الهواء، بينما يسارع جنود آخرون لاستهدافهم بشكل مباشر، كما حدث مع أحد الشبان الذي أصيب بعيار ناري في الظهر، خلال عمله في المنطقة قبل نحو أسبوع.
وفي بعض الأحيان، يتسلل الجنود ويختطفون العمال خلال عملهم، كما حدث مع شابين كانا في تلك المنطقة قبل عدة أيام.
ولم ينكر معمر والعبد شعورهما بخوف شديد خلال تواجدهما في المنطقة المذكورة، خاصة خلال الأيام القليلة الماضية، التي صحبها تصعيد عسكري لافت، لكنهما أكدا أن رغبتهما في الحصول على أكبر كمية من الحصمة تفوق شعور الخوف، لذا يعودان إلى دائرة الخطر مجدداً.
لم تخفهم الطلقات التحذيرية ولا الانتشار المكثف للدبابات، ولم يردعهم احتمال إصابة أو اعتقال زملائهم عن الوصول إلى أخطر المناطق في قطاع غزة.
أدواتهم حفار يدوي صغير ودلو فارغ، وكل ما يتمنونه أن تمهلهم الدبابات قليلا من الوقت، قبل أن تبدأ بمطاردتهم بإطلاق النار باتجاههم، لإجبارهم على مغادرة المنطقة.
لقمة مغمسة بالدم
"عمال الحصمة"، أو "المغامرون"، كما يطلق عليهم البعض، مجموعات من الشبان والفتية قرروا المخاطرة بحياتهم للحصول على لقمة العيش في أكثر المناطق خطورة، فيغادرون منازلهم في ساعات الصباح، ويضعون عرباتهم التي تجرها حيوانات على مسافة بعيدة من معبر "صوفاه"، ويتقدمون ببطء وفي أيديهم حفارات صغيرة نحو بقايا أكوام من الحصمة، يملؤون الدلاء بها وينقلونها إلى عرباتهم، ثم يعودون لملئها مجدداً.
بدت علامات السعادة واضحة على وجه الفتى محمد معمر (16 عاماً)، بينما كان عائداً من محيط معبر "صوفاه"، وهو يجلس على عربة عليها كمية من الحصمة، نجح في جلبها من المنطقة.
معمر أكد أن نقص الحصمة في القطاع وارتفاع أسعارها دفعه وزملاءه للمغامرة والمخاطرة والتوجه إلى مكب الحصمة القديم، حيث كانت الشاحنات الإسرائيلية تفرغ حمولتها، لتبدأ لاحقاً الشاحنات الفلسطينية بنقلها إلى داخل القطاع.
وأشار إلى أن عمله المحفوف بالمخاطر يدر عليه دخلاً جيداً، وأحياناً يفوق ما يجنيه في يوم واحد ما يحصل عليه عمال الأنفاق في أسبوعين.
أما الشاب إبراهيم العبد، وكان يسير خلف معمر مستقلا عربة مماثلة عليها كمية من الحصمة، فيؤكد أنه وزملاءه وقعوا على منجم للذهب، موضحا أن الحصمة في قطاع غزة أصبحت مطلوبة أكثر من الذهب، وأسعارها في ارتفاع مستمر.
ويقول العبد إنه وزملاءه اعتادوا المخاطر، ولا يأبهون بما يتعرضون له من إطلاق للنار، مشيراً إلى أن الجنود الإسرائيليين يتعمدون إطلاق النار عليهم، رغم أنهم يعلمون علم اليقين أنهم عزل، ولم يأتوا إلا لجمع بقايا الحصمة المتناثرة هنا وهناك.
مزاجية وخوف
واعتبر أن حياتهم رهن بمزاجية الجنود الإسرائيليين المتمركزين داخل الدبابات ونقاط المراقبة المحيطة بالمعبر المذكور، لافتاً إلى أن بعض الجنود يتركونهم، وإذا ما شعروا بكثرة عددهم أو اقترابهم من السياج الفاصل يطلقون طلقات نارية تحذيرية في الهواء، بينما يسارع جنود آخرون لاستهدافهم بشكل مباشر، كما حدث مع أحد الشبان الذي أصيب بعيار ناري في الظهر، خلال عمله في المنطقة قبل نحو أسبوع.
وفي بعض الأحيان، يتسلل الجنود ويختطفون العمال خلال عملهم، كما حدث مع شابين كانا في تلك المنطقة قبل عدة أيام.
ولم ينكر معمر والعبد شعورهما بخوف شديد خلال تواجدهما في المنطقة المذكورة، خاصة خلال الأيام القليلة الماضية، التي صحبها تصعيد عسكري لافت، لكنهما أكدا أن رغبتهما في الحصول على أكبر كمية من الحصمة تفوق شعور الخوف، لذا يعودان إلى دائرة الخطر مجدداً.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر