بقلم: موشيه آرنس
(وزير جيش سابق)
في ختام زيارته الى واشنطن – بعدما بدا كسلسلة اهانات مقصودة – قال رئيس الوزراء انه وجد السبيل الذهبي بين مطالب الرئيس اوباما وبين مواقف اسرائيل. وسرعان ما سيتبين له ان هذا السبيل الذهبي غير موجود – اوباما يريد ان يسير حتى النهاية. وهو سيكون مستعدا، ربما، لان يقضم من مواقف اسرائيل تدريجيا وليس دفعة واحدة، ولكنه يعرف الى اين بالضبط يريد ان يصل.
كل شيء بدأ في خطاب اوباما في القاهرة في حزيران 2009. اوباما لم يخف شيئا. لاول مرة منذ عهد ايزينهاور، في 1957 كشف على الملأ خلافات بين الولايات المتحدة واسرائيل. الخلافات في الرأي بين الدولتين سادت على مدى سنوات طويلة، ولكن في الماضي كانت تبقى في السر. اسرائيل سيتعين عليها ان توقف بناء المستوطنات، اعلن الرئيس الامريكي امام الجمهور في جامعة القاهرة. لا حاجة للمرء ان يكون عبقريا كي يفهم بأن تعبير "المستوطنات" لم يقصد به اوباما فقط يهودا والسامرة بل كل ما يوجد خلف الخط الاخضر، بما في ذلك تلك الاجزاء من القدس التي توجد خلفه.
وبدلا من الاعلان بوضوح بأن هذا المطلب يمس بالحقوق الاساس لاسرائيل، وعليه لن يكون ممكنا تنفيذه، تبنت حكومة اسرائيل تكتيك الموافقة الجزئية على مطالب اوباما ومحاولة كسب الوقت. الخطوة الاولى كانت خطاب بار ايلان، الذي وافق فيه نتنياهو على اقامة دولة فلسطينية. بعد ذلك قررت الحكومة تجميد البناء في المستوطنات على مدى 10 أشهر. عندما اثنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون على اسرائيل لقرارها غير المسبوق هذا – اعتقدت الحكومة بانها نجحت بالايفاء بمطالب واشنطن. غير ان واشنطن اوضحت بان من ناحيتها الطريق لا يزال طويلا.
عندما وصل نائب الرئيس جو بايدن لزيارة اسرائيل، والتي وصفت كزيارة نية طيبة، وقعت للامريكيين فرصة لتحويل قرار موظف من مستوى منخفض، في اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في القدس، الى "شعور بالاهانة". رئيس الوزراء والناطقون بلسانه تعاملوا مع هذه المهزلة بجدية مبالغ فيها، اعتذروا المرة تلو الاخرى وشرحوا بأن الحديث كان يدور عن خطأ في التوقيت، دون ان يفهموا بأن الامريكيين يعارضون ليس فقط التوقيت بل ويعارضون كل بناء مهما كان في الاجزاء التي خلف الخط الاخضر من القدس.
كان هذا هو هدف الاهانات في اثناء زيارة نتنياهو – ايضاح الامور لمن يعاني من مشاكل في الاستيعاب. لا ينبغي الوقوع في الخطأ، واشنطن سبق ان قررت بالضبط ماذا ستكون الشروط التي ينبغي لاسرائيل ان تستوفيها من اجل جلب محمود عباس الى طاولة المفاوضات. عمليا، بعد ان عرض الامريكيون هذه الشروط على محمود عباس لا يمكنهم ان يتراجعوا عنها.
ينبغي ان يكون واضحا: لواشنطن توجد افكار محددة بالنسبة للشكل الذي ستبدو عليه التسوية النهائية بين اسرائيل والفلسطينيين وهي تعتزم اجبار اسرائيل على التوقيع على مثل هذا الاتفاق في السنتين القادمتين. وهم لن ينصتوا الى الاصوات التي تقول بأن هذا ليس السبيل لاحلال السلام في المنطقة.
عندما لا تستخدم ادارة اوباما اساليب القوة، فهي تحاول التوجه الى العقل السليم للجمهور الاسرائيلي ولرئيس الوزراء. الوضع الراهن لا يمكنه ان يستمر، يقول الامريكيون. لهذه الجملة البسيطة، التي قيلت باللاتينية العوجاء (مناحيم بيغن، الذي عرف اللاتينية، درج على الاصرار على الادعاء بأنه يجب القول "الوضع الراهن المضاد" وليس فقط "الوضع الراهن"). (استاتوس كو انتيه)، يوجد اغلب الظن تأثير هائل على جمهور السامعين. نائب الرئيس بايدن حظي بهتافات عالية حين قالها في خطابه في جامعة تل ابيب، ووزيرة الخارجية كلينتون تلقت هتافات أقل ارتفاعا بقليل حين قالتها في مؤتمر ايباك.
هذه الامور ذات قيمة مساوية لقول: "افعلوا شيئا ما! مهما يكن! كل شيء سيكون افضل من الوضع الحالي!". ولكن الاسرائيليين يعرفون ان هذا ليس صحيحا. الوضع الحالي أبعد من ان يكون كاملا، مثل كل شيء آخر في الشرق الاوسط، ولكن عندما يقولون ان شيئا لا يمكنه ان يكون اسوأ من الوضع الحالي، فان الاسرائيليين الذين لسوء حظهم رأوا امورا اسوأ بكثير – يجدون صعوبة في الموافقة على ذلك. ما تحاول واشنطن الان ان تدسه بالقوة في حلق اسرائيل من شأنه ان يؤدي الى شيء أكثر سوءا بكثير
(وزير جيش سابق)
في ختام زيارته الى واشنطن – بعدما بدا كسلسلة اهانات مقصودة – قال رئيس الوزراء انه وجد السبيل الذهبي بين مطالب الرئيس اوباما وبين مواقف اسرائيل. وسرعان ما سيتبين له ان هذا السبيل الذهبي غير موجود – اوباما يريد ان يسير حتى النهاية. وهو سيكون مستعدا، ربما، لان يقضم من مواقف اسرائيل تدريجيا وليس دفعة واحدة، ولكنه يعرف الى اين بالضبط يريد ان يصل.
كل شيء بدأ في خطاب اوباما في القاهرة في حزيران 2009. اوباما لم يخف شيئا. لاول مرة منذ عهد ايزينهاور، في 1957 كشف على الملأ خلافات بين الولايات المتحدة واسرائيل. الخلافات في الرأي بين الدولتين سادت على مدى سنوات طويلة، ولكن في الماضي كانت تبقى في السر. اسرائيل سيتعين عليها ان توقف بناء المستوطنات، اعلن الرئيس الامريكي امام الجمهور في جامعة القاهرة. لا حاجة للمرء ان يكون عبقريا كي يفهم بأن تعبير "المستوطنات" لم يقصد به اوباما فقط يهودا والسامرة بل كل ما يوجد خلف الخط الاخضر، بما في ذلك تلك الاجزاء من القدس التي توجد خلفه.
وبدلا من الاعلان بوضوح بأن هذا المطلب يمس بالحقوق الاساس لاسرائيل، وعليه لن يكون ممكنا تنفيذه، تبنت حكومة اسرائيل تكتيك الموافقة الجزئية على مطالب اوباما ومحاولة كسب الوقت. الخطوة الاولى كانت خطاب بار ايلان، الذي وافق فيه نتنياهو على اقامة دولة فلسطينية. بعد ذلك قررت الحكومة تجميد البناء في المستوطنات على مدى 10 أشهر. عندما اثنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون على اسرائيل لقرارها غير المسبوق هذا – اعتقدت الحكومة بانها نجحت بالايفاء بمطالب واشنطن. غير ان واشنطن اوضحت بان من ناحيتها الطريق لا يزال طويلا.
عندما وصل نائب الرئيس جو بايدن لزيارة اسرائيل، والتي وصفت كزيارة نية طيبة، وقعت للامريكيين فرصة لتحويل قرار موظف من مستوى منخفض، في اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في القدس، الى "شعور بالاهانة". رئيس الوزراء والناطقون بلسانه تعاملوا مع هذه المهزلة بجدية مبالغ فيها، اعتذروا المرة تلو الاخرى وشرحوا بأن الحديث كان يدور عن خطأ في التوقيت، دون ان يفهموا بأن الامريكيين يعارضون ليس فقط التوقيت بل ويعارضون كل بناء مهما كان في الاجزاء التي خلف الخط الاخضر من القدس.
كان هذا هو هدف الاهانات في اثناء زيارة نتنياهو – ايضاح الامور لمن يعاني من مشاكل في الاستيعاب. لا ينبغي الوقوع في الخطأ، واشنطن سبق ان قررت بالضبط ماذا ستكون الشروط التي ينبغي لاسرائيل ان تستوفيها من اجل جلب محمود عباس الى طاولة المفاوضات. عمليا، بعد ان عرض الامريكيون هذه الشروط على محمود عباس لا يمكنهم ان يتراجعوا عنها.
ينبغي ان يكون واضحا: لواشنطن توجد افكار محددة بالنسبة للشكل الذي ستبدو عليه التسوية النهائية بين اسرائيل والفلسطينيين وهي تعتزم اجبار اسرائيل على التوقيع على مثل هذا الاتفاق في السنتين القادمتين. وهم لن ينصتوا الى الاصوات التي تقول بأن هذا ليس السبيل لاحلال السلام في المنطقة.
عندما لا تستخدم ادارة اوباما اساليب القوة، فهي تحاول التوجه الى العقل السليم للجمهور الاسرائيلي ولرئيس الوزراء. الوضع الراهن لا يمكنه ان يستمر، يقول الامريكيون. لهذه الجملة البسيطة، التي قيلت باللاتينية العوجاء (مناحيم بيغن، الذي عرف اللاتينية، درج على الاصرار على الادعاء بأنه يجب القول "الوضع الراهن المضاد" وليس فقط "الوضع الراهن"). (استاتوس كو انتيه)، يوجد اغلب الظن تأثير هائل على جمهور السامعين. نائب الرئيس بايدن حظي بهتافات عالية حين قالها في خطابه في جامعة تل ابيب، ووزيرة الخارجية كلينتون تلقت هتافات أقل ارتفاعا بقليل حين قالتها في مؤتمر ايباك.
هذه الامور ذات قيمة مساوية لقول: "افعلوا شيئا ما! مهما يكن! كل شيء سيكون افضل من الوضع الحالي!". ولكن الاسرائيليين يعرفون ان هذا ليس صحيحا. الوضع الحالي أبعد من ان يكون كاملا، مثل كل شيء آخر في الشرق الاوسط، ولكن عندما يقولون ان شيئا لا يمكنه ان يكون اسوأ من الوضع الحالي، فان الاسرائيليين الذين لسوء حظهم رأوا امورا اسوأ بكثير – يجدون صعوبة في الموافقة على ذلك. ما تحاول واشنطن الان ان تدسه بالقوة في حلق اسرائيل من شأنه ان يؤدي الى شيء أكثر سوءا بكثير
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر