ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    أطفال فلسطين يكسون أنفسهم من عرق جبينهم

    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : أطفال فلسطين يكسون أنفسهم من عرق جبينهم Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    أطفال فلسطين يكسون أنفسهم من عرق جبينهم Empty أطفال فلسطين يكسون أنفسهم من عرق جبينهم

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الإثنين 26 يناير 2009, 11:00 am

    هناك في فلسطين، وفي مدنها الشامخة والصامدة في وجه الاحتلال، ينتزع الأطفال قوت يومهم من عرق جبينهم؛ حيث لا طعام ولا مأوى في ظل تفاقم الأوضاع سوءا، وانقطاع الرواتب منذ أكثر من ستة أشهر بسبب الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.
    ونحن نطرق أبواب العام الدراسي الجديد، عاد أطفال فلسطين للالتحاق بمدارسهم التي انقطعوا عنها لثلاثة أشهر، قضاها بعضهم في الرحلات والمخيمات الصيفية، بينما واجه آخرون المصير المحتم دوما وهو العمل.

    رجل البيت
    تحت أشعة الشمس، يرقد الفتى خليل عبد الرحيم الذي لم يتجاوز 7 سنوات من عمره، على (بسطة) البيع خاصته المتواضعة، وسط دوار الشهداء في مدينة نابلس، وأحيانا لا يجد مقعده الذي يجلس عليه، فيفترش الأرض ويبتاع عليها.

    خليل هو الابن الأكبر لوالده الذي قتله الاحتلال بعد أن أصابه برصاصة، رمِّلت زوجه ويتِّم أبناؤه الثلاثة، يعمل بائعا "للحسنات" -إن جاز لنا التعبير-، فهو يبتاع العلكة والسكاكر والملبسات، وبصوت عال وبنبرة أمل يصرخ خليل ما بين الفينة والأخرى: "بشيكل، علكة، عشان الله بشيكل"، فإن لم تكن من هواة العلكة أو السكاكر، فإن شفقتك ترحم هذا الطفل، وتجعلك تشتري ما تريد.

    يقول خليل: "أنا رجل البيت!" -قالها بملء فيه- ثم تابع: "نعم، فأنا أعول أمي وإخوتي الصغار، وهم لا يجدون من يقدم لهم المصروف، ولذلك أبتاع الحلويات كي أستطيع أن أشتري كسوتي في المدرسة، من قرطاسية وشنطة وملابس لي ولهم".

    وأضاف خليل "هذه أول سنة أعمل فيها، وقد حصّلت مبلغا معقولا، ولذلك سأحاول أن أستمر خلال أيام الدراسة في العمل، بحيث لا يتعارض ذلك مع أيام دراستي".

    وما كدنا أن ننتهي من لقاء خليل، حتى أبصرت عيننا، طفلا كاد أن يتهرب منا، واختفى لحظات، كي لا نلمحه، فبالإضافة إلى أنه رفض التصوير، فهو أيضا عارض بداية أن نكتب عنه.

    وعندما اقتربنا منه أكثر، وأشعرناه بأننا لن نؤذيه، نظرا لمهنته -يمسح السيارات- تحدث إلينا بسرعة، لأنه وكما قال: "مطلوب مني العمل بسرعة، وأن أنظف عددا كبيرا من السيارات".

    بدون رأس المال

    تحدث إلينا الفتى ربيع كما أطلق على نفسه، ابن الاثني عشر ربيعا، بلهفة وسرعة أيضا، وقال: "أنا أعمل بتنظيف السيارات منذ بداية العطلة المدرسية، وهذا العمل لا يتطلب مني سوى المجهود فقط، فأنا لا أريد رأس مال، وهذا ما يجعلني أنظف عددا كبيرا من السيارات وبسرعة فائقة، وكلما زاد العدد زاد الدخل".

    وأردف ربيع قائلا: "لقد جمعت قسطي المدرسي، وكذلك ساعدت أشقائي في قسطهم، ومصروفهم المدرسي، ورغم ذلك فأنا حزين جدا، فوالدي لن يقبل هذا العمل، فهو لا يعمل".

    ومعظم الأطفال يشتغلون في العطل المدرسية بالعمل الحر؛ لأن المؤسسات لا تقبل أن تشغلهم، وهناك من يقوم بتشغيلهم مقابل مبالغ بخسة لا تؤمن قوتهم اليومي.

    وبهذا يرى الفتى عبد الحميد فوزي 15 عاما أن ضمانه لشجيرات التين في قريته، من باب تحمل مسئولية نفسه والإنفاق عليها.

    ضمان على عاتقه

    ويقول عبد الحميد: "أقوم في كل عام من هذا السنة بتجارة تتناسب وسكان قريتي، فأنا أضمن عددا من شجر التين والصبر أيضا، وأقطف ثماره، وأبيعه إلى التجار، وأنا والحمد لله جمعت مبلغا من المال، حيث أستطيع شراء ما أريد من ملابس وغيرها، وكذلك أوفر بعض المال كمصروف يومي لي، بدلا من طلب ذلك من والدي يوميا، فحالته المادية ليست جيدة".
    أما محمد سميح 17 عاما فلم يلجأ إلى العمل بمفرده، وفضل مساعدة والده في عمل المطعم الذي يقع على كاهل أبيه وحده، وقد تعلم محمد بالإضافة إلى عمله من والده صنعته، وقال بأنه يمكنه العمل بها لوحده.

    ويقول محمد: "ساعدت والدي منذ بداية العطلة الصيفية، وقد زاد دخل المطعم والحمد لله، لأننا كنا نتعاون في إدارته، وفتح أبوابه، فبدلا من أن يقوم بإغلاق المحل كنت أقف مكانه لحظة غيابه، وفي فترة المناسبات في القرية، كإقامة بطولات دورية لكرة القدم، آخذ معي (سندوتشات) وعصائر وأبيعها هناك، فكنت أجمع مبلغا ليس بالقليل، وكذلك فأنا أساعد والدي في دكان المدرسة "المقصف" الذي ضمناه منها، وبهذا فقد خففت عن والدي عبء شراء مستلزمات المدارس".

    وبين هذا وذاك نجد من الأطفال من يفضلون العمل حتى ولو كان مهينا، أو مذلا من قبل عدوهم، فالمهم العمل، وكسب قوت الطفل من عرقه.

    عمل على الحواجز

    فالطفل حسام غانم من إحدى قرى شرق مدينة نابلس، لا يمانع أن يعمل على حاجز حواره، وحاجز زعترة شرقي المدينة، فهو يبيع للداخلين والخارجين إلى نابلس والمدن والقرى الأخرى.

    يقول حسام: "أنا أبتاع الشاي والقهوة على الحواجز الإسرائيلية للمواطنين، وقد ابتعت الكثير والحمد لله، وأنا أعتبر ذلك خدمة للناس رغم أنني أتقاضى ثمن ذلك".

    لكن حساما لم يكن يعمل ليجمع النقود لشراء مستلزمات مدرسته، بل ليقدم قسط شقيقته الجامعية؛ حيث إن الوالد قد توفاه الله، وأصبح حال الأسرة يشتكي الفقر، وسوء الأوضاع زاد الطين بلة.

    ويضيف حسن "لقد استطعت أن أجمع مبلغا يساعد شقيقتي على تسجيل هذا الفصل، وبالنسبة للمصروف اليومي لها فسأعمل على تدبيره من خلال عملي، وخاصة أني أنوي العمل بعد انتهاء دوامي بالمدرسة".

    يُذكر أن عمالة الأطفال رغم أنها تكاد من المحرمات دوليا، إلا أن أطفال فلسطين لا يمكنهم النظر بصمت إلى ذويهم الذين لا حول لهم ولا قوة، وبالتالي هم يعملون على جمع القرش بأيديهم، في محاولة منهم لإظهار أنه بإمكانهم تقديم شيء والمساعدة في تحمل المسئولية.

    وتشير الإحصائيات الفلسطينية الصادرة عن مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، أن الأطفال في الفئة العمرية 5-17 يشكلون القسم الأكبر من السكان؛ حيث بلغ عددهم -حسب إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني- 1313663 فرد؛ أي ما نسبته 34.9% من إجمالي عدد السكان، وبلغ عدد الأطفال العاملين منهم 40139 طفلا في منتصف عام 2005

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 26 نوفمبر 2024, 4:06 am