بقلم: سيفر بلوتسكر
في نهاية شهر اذار نشرت الصحيفة الالمانية "نويس دويتشلاند" (المانيا الجديدة) رسالة علنية رفعها "100 يساري اسرائيلي" الى قيادة حزب اليسار الالماني "دي لينكا" (اليسار) الذي الصحيفة هي الناطقة بلسانه. في الماضي البعيد كانت ناطقة بلسان الحزب الشيوعي لالمانيا الشرقية. عندما سقط السور في تشرين الثاني 1989 توقفت عن الصدور هذه الصحيفة الكريهة.
غير أن طرق السياسة غير متوقعة. فالحزب الشيوعي لالمانيا الشرقية لم يشطب تماما من الخريطة. وبينما اجتذب اليه خائبي الامل من اتحاد الالمانيتين والمشتاقين الى الشيوعية الضائعة نجح الحزب في اعادة بناء نفسه بالتدريج، ولا سيما في المحافظات الشرقية لالمانيا. وقد وسع ايديولوجيته، استوعب قوى شابة ذات مذهب اكثر اعتدالا واتحد مع المنسحبين من الاشتراكيين الديمقراطيين و "الخضر".
وهكذا تشكل "دي لينكا" الذي فاز في الانتخابات العامة في المانيا في خريف العام الماضي بـ 12 في المائة من الاصوات – وهو انجاز جارف وغير متوقع. في ايار 2009 بلورت قيادة الحزب وثيقة تدعى "اطار النهج تجاه النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني". ومع ان الوثيقة انتقادية جدا تجاه اسرائيل الا انه في واقع اليسار الاوروبي منفلت العقال ضد اسرائيل وضدها وحدها، فهو مفاجىء سواء بتوازنه وتفكره ام في الوقوف الصادق والعلني ضد الدعوات لمقاطعة اسرائيل وضد كل تشبيه بين افعال اسرائيل وبين الكارثة. وجاء في الوثيقة ان "النهج احادي الجانب تجاه النزاع لا يساهم في الحل. فقد ثبت بانه هدام ولهذا فقد رفضناه".
وهنا، في هذه النقطة بالضبط، دخلت الى الصورة الرسالة العلنية لرجال اليسار الاسرائيليين – اليهود – التي ارسلت الى قيادة "ديلنكا" في 27 اذار من هذا العام. وينتقد الموقعون عليها (ولا اعتزم طرح اسمائهم) انتقادا شديدا نهج الحزب الالماني من اسرائيل لكونه رقيقا، متسامحا، مراعيا ومتوازنا جدا. حزب "اليسار" الالماني، شبه الشيوعي، يتهمه موقعو الرسالة من اسرائيل بانحرافات فظيعة عن الخط المناهض لاسرائيل الدارج في هذه الدوائر: باقرار نشاط مجموعة بحث تؤيد السلام، بصمت زعمائه عن "الجرائم المتواصلة لاسرائيل، وباسناد "النشاطات العسكرية المختلفة لاسرائيل وتشجيع دعايتها العسكرية والقومية المتطرفة".
في مقطع تقشعر له الابدان على نحو خاص في الرسالة يتطرق الموقعون عليها لجملة هامة ظهرت في وثيقة الاطار آنفة الذكر لحزب اليسار. فقد كتب الالمان يقولون: "موقفنا المؤكد هو أنه بسبب الجرائم الفظيعة للالمان ضد اليهود فان دولتنا مسؤولة اخلاقيا مسؤولية خاصة تجاه اسرائيل". انتم مخطئون، يصرخ عليهم بغضب اليهود من اسرائيل. بالذات بسبب دروس التاريخ الالماني "لا نفهم كيف انتم في المانيا يمكنكم ان تبرروا سياسة الاحتلال الاسرائيلي".
القوا جانبا بتردداتكم الضميرية – التاريخية وانضموا فورا الى حملة التنديدات والمقاطعات ضد اسرائيل، يأمر المثقفون والسياسيون من اسرائيل رفاقهم في اليسار الالماني. وعلى نحو محدد يطالبون "ديلنكا" الالماني "بمنع كل تطوير للعلاقات التجارية بين الاتحاد الاوروبي واسرائيل". "المطالبة بالوقف التام لتصدير السلاح من المانيا الى اسرائيل"، "تبني تقرير غولدستون" وغيره. اليهود الاسرائيليون يطالبون اليسار الالماني البرلماني المتطرف بعدم الرأفة تجاه اسرائيل بسبب مشاعر الذنب. لا تخجلوا، يحفزون الالمان، اضربوا حكومة اسرائيل.
كانت هناك سنوات سافرت فيها وفود الحزب الشيوعي الاسرائيلي الى موسكو كي تشرح لزعماء الكرملين بان سياستهم تجاه اسرائيل متصالحة جدا. واليوم ايضا من الحق التام لرجال اليسار المتطرف من اسرائيل التوجه الى منظمات يسارية أجنبية بالدعوة للعمل ضد سياسة اسرائيل. هكذا تعمل الديمقراطية. ومع ذلك، يوجد شيء مرفوض من اساسه، مثير وغير أخلاقية في الدعوة للتجند الاقوى ضد اسرائيل الموجهة الى حزب في المانيا، ويرافقها شرح منمق حسب دروس التاريخ الالماني ينبغي بموجبها تعزيز الانتقاد الالماني لاسرائيل. يمكن ان تطلق هذه الدعوة من القدس الى أي مكان في العالم. ولكن ليس الى برلين بالذات؛ يوجد حدود للاهانة الذاتية.
في نهاية شهر اذار نشرت الصحيفة الالمانية "نويس دويتشلاند" (المانيا الجديدة) رسالة علنية رفعها "100 يساري اسرائيلي" الى قيادة حزب اليسار الالماني "دي لينكا" (اليسار) الذي الصحيفة هي الناطقة بلسانه. في الماضي البعيد كانت ناطقة بلسان الحزب الشيوعي لالمانيا الشرقية. عندما سقط السور في تشرين الثاني 1989 توقفت عن الصدور هذه الصحيفة الكريهة.
غير أن طرق السياسة غير متوقعة. فالحزب الشيوعي لالمانيا الشرقية لم يشطب تماما من الخريطة. وبينما اجتذب اليه خائبي الامل من اتحاد الالمانيتين والمشتاقين الى الشيوعية الضائعة نجح الحزب في اعادة بناء نفسه بالتدريج، ولا سيما في المحافظات الشرقية لالمانيا. وقد وسع ايديولوجيته، استوعب قوى شابة ذات مذهب اكثر اعتدالا واتحد مع المنسحبين من الاشتراكيين الديمقراطيين و "الخضر".
وهكذا تشكل "دي لينكا" الذي فاز في الانتخابات العامة في المانيا في خريف العام الماضي بـ 12 في المائة من الاصوات – وهو انجاز جارف وغير متوقع. في ايار 2009 بلورت قيادة الحزب وثيقة تدعى "اطار النهج تجاه النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني". ومع ان الوثيقة انتقادية جدا تجاه اسرائيل الا انه في واقع اليسار الاوروبي منفلت العقال ضد اسرائيل وضدها وحدها، فهو مفاجىء سواء بتوازنه وتفكره ام في الوقوف الصادق والعلني ضد الدعوات لمقاطعة اسرائيل وضد كل تشبيه بين افعال اسرائيل وبين الكارثة. وجاء في الوثيقة ان "النهج احادي الجانب تجاه النزاع لا يساهم في الحل. فقد ثبت بانه هدام ولهذا فقد رفضناه".
وهنا، في هذه النقطة بالضبط، دخلت الى الصورة الرسالة العلنية لرجال اليسار الاسرائيليين – اليهود – التي ارسلت الى قيادة "ديلنكا" في 27 اذار من هذا العام. وينتقد الموقعون عليها (ولا اعتزم طرح اسمائهم) انتقادا شديدا نهج الحزب الالماني من اسرائيل لكونه رقيقا، متسامحا، مراعيا ومتوازنا جدا. حزب "اليسار" الالماني، شبه الشيوعي، يتهمه موقعو الرسالة من اسرائيل بانحرافات فظيعة عن الخط المناهض لاسرائيل الدارج في هذه الدوائر: باقرار نشاط مجموعة بحث تؤيد السلام، بصمت زعمائه عن "الجرائم المتواصلة لاسرائيل، وباسناد "النشاطات العسكرية المختلفة لاسرائيل وتشجيع دعايتها العسكرية والقومية المتطرفة".
في مقطع تقشعر له الابدان على نحو خاص في الرسالة يتطرق الموقعون عليها لجملة هامة ظهرت في وثيقة الاطار آنفة الذكر لحزب اليسار. فقد كتب الالمان يقولون: "موقفنا المؤكد هو أنه بسبب الجرائم الفظيعة للالمان ضد اليهود فان دولتنا مسؤولة اخلاقيا مسؤولية خاصة تجاه اسرائيل". انتم مخطئون، يصرخ عليهم بغضب اليهود من اسرائيل. بالذات بسبب دروس التاريخ الالماني "لا نفهم كيف انتم في المانيا يمكنكم ان تبرروا سياسة الاحتلال الاسرائيلي".
القوا جانبا بتردداتكم الضميرية – التاريخية وانضموا فورا الى حملة التنديدات والمقاطعات ضد اسرائيل، يأمر المثقفون والسياسيون من اسرائيل رفاقهم في اليسار الالماني. وعلى نحو محدد يطالبون "ديلنكا" الالماني "بمنع كل تطوير للعلاقات التجارية بين الاتحاد الاوروبي واسرائيل". "المطالبة بالوقف التام لتصدير السلاح من المانيا الى اسرائيل"، "تبني تقرير غولدستون" وغيره. اليهود الاسرائيليون يطالبون اليسار الالماني البرلماني المتطرف بعدم الرأفة تجاه اسرائيل بسبب مشاعر الذنب. لا تخجلوا، يحفزون الالمان، اضربوا حكومة اسرائيل.
كانت هناك سنوات سافرت فيها وفود الحزب الشيوعي الاسرائيلي الى موسكو كي تشرح لزعماء الكرملين بان سياستهم تجاه اسرائيل متصالحة جدا. واليوم ايضا من الحق التام لرجال اليسار المتطرف من اسرائيل التوجه الى منظمات يسارية أجنبية بالدعوة للعمل ضد سياسة اسرائيل. هكذا تعمل الديمقراطية. ومع ذلك، يوجد شيء مرفوض من اساسه، مثير وغير أخلاقية في الدعوة للتجند الاقوى ضد اسرائيل الموجهة الى حزب في المانيا، ويرافقها شرح منمق حسب دروس التاريخ الالماني ينبغي بموجبها تعزيز الانتقاد الالماني لاسرائيل. يمكن ان تطلق هذه الدعوة من القدس الى أي مكان في العالم. ولكن ليس الى برلين بالذات؛ يوجد حدود للاهانة الذاتية.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر