أهـالي الأسـرى: يا وجـع نيســان.. متى تـرحل؟
ليس سهلاً أن تطرق نسمـات نيسان أبـواب أهالي وذوي الأسرى دون أن تتفتح أوجاعهم جرحاً بعد آخـر.
فاليوم (السبت) السابع عشـر من نيسان؛ يوم تدفق الذكريات ووجع الانتظار
الطويل لا يترك لمن كوتهم نيران الفراق سوى احتضان الصور الغائب أصحابها
ونزف الدموع المالحـة من عيـونٍ أغمض الحزن نورها.
"السبيل" وفي يـوم الأسير الفلسطيني -وحيث بريق الاحتفالات يعـلو وأعين
الكاميرات لا تتوقف عن التقاط الصـور- اقتربت من وجـوهٍ عابسة غادرها
الفرح لتنقل برقيات الجالسين على أرصفة الترقب الطويل.
وبحـروفٍ اعتادت على عزف ذات اللحن الحزين تحدثت أم الأسير "حمدي زويدي"
المحكوم بالسجن مدى الحيـاة عن تاريخ الوجع في نيسان فقـالت: "يوم الأسـير
الفلسطيني يذكرنا بالراحلين عنا.. نحن لا ننساهم أبدا ولكن هذا اليوم
يزيدنا حرقة عليهم وعلى ما يعانون من عذابات".
ولا تبخل الأم على ولدها بالسيـر في طرقات غزة مع كافة ذوي وأهالي الأسـرى
لإحياء فعاليات يوم الأسير والهتاف بحناجرٍ الغضب والاشتياق.. تصمت طويلاً
ثم ما تلبث أن تستدرك بصوتٍ غائب: "أكثـر من 14 عاماً وأنا أردد ذات
النداء.. وأطوف ذات الشوارع.. لقد تعبت قلوبنا وأجسادنا".
وعلى مقربةٍ من أم الأسير "زويدي" يقف والد الأسير "أشرف البعلوجي" وقد
حفرت أيام وليالي الانتظار على وجهه تجاعيد الوجع الصامت.. يرفع صورة
الابن الغائب منذ سنوات وسنوات فيما يصدح صوته بالدعاء: "يارب عجّل
بالفرج.. وأنقذ أولادنا من سجون الموت والظلام", ويعترف الوالد -بأسى- بأن
كل الأيام والتواريخ تمر على قلبه قاسية غير أن حدتها تزداد في نيسان.
وتتمنى والدة الأسير رامي عواد أن يتحول تاريخ الـ"السابع عشر من نيسان"
إلى يومٍ للحرية يحتفل فيه الأسرى وذووهم بساعات الفرح بعيداً عن أمكنة
فارغة, وبصوتٍ ممزوج ما بين ألمٍ وأمل قالت لـ"السبيل": "نتمنى أن يأتي
العام القادم وقد خرج أسرانا وتحرروا من قيد السجان".
يموتون.. ونموت
وفي يوم الأسير لا تصمت نداءات الفصائل والقوى الفلسطينية وكافة المنظمات
الأهلية والإنسانية والحقوقية، عن التذكير بأوجاع الأسرى وما يعانونه داخل
السجون.
ويخرج ذوو الأسـرى في هذا اليوم حاملين صور أحبتهم وعلى شفاههم يكبر السؤال الوحيد: "متى سيعود الأسرى؟".
تماضر ابنة الأسير جلال صقر والمحكوم بالسجن مدى الحياة رفضت أن يتحول
والدها وباقي الأسرى إلى أرقامٍ فقط وتواريخ يتم الاحتفال بها بين الفينة
والأخرى. وأضافت في حديثها لـ"السبيل": "نريد أن نطالب بالإفراج عن الأسرى
في كل يوم.. وأن نرى وسائل الإعلام تكتب وتصور ليس في يوم الأسير وحسب؛ بل
في كل ساعة، فوجع الأسرى أكبر من كل التواريخ والأيام..".
ويزيد من وجع نيسان هذا العام حالة التوتر والقلق الشديد لدى أهالي الأسرى
حيث ينفذ أبناؤهم داخل السجون إضراباَ شاملاً عن الزيارات وجزئياً عن
الطعام في خطواتٍ تصعيدية ضد إدارة السجـون وسوء ما يلاقونه من معاملة.
وفي يوم أحبتهـم الغائبين تبكي أم الأسير "طارق شلهوف" أحلاماً وأدتها
ظلمة السجن والأبواب الدائمة الإغلاق.. تقول والحزن يخنق صوتها: "يموت
أسرانا هناك ونموت نحن هنا.. وما من أحدٍ يتحرك.. كل العالم ينتفض من أجل
أسير إسرائيلي واحد.. أما آلاف الأسرى الفلسطينيين فلا عزاء ولا بواكي
لهم".
وتستمر المعاناة
وعن التغير الذي شهدته قضية الأسرى طوال تلك الأعوام تصمت زوجة الأسير
"نافذ حرز" لتعترف بأسى: "للأسف من سيئ إلى أسوأ.. لقد أصبحت قضيتهم أكثر
تعقيدا، بل وتدهورت أكثر من السابق.. كنا فيما مضى نزورهم ونطمئن عليهم
أما الآن فلقد حُرمنا من ذلك، وزادت المعاناة أضعاف ما كانت.. نتمنى أن
نحتفل به العام القادم وقد انفك قيدهم".
وتحتفل غزة بيوم الأسيـر الفلسطيني الذي يصادف اليوم (17 نيسان) من كل عام
من خلال عدة فعاليات تنظمها الفصائل والقـوى الفلسطينية إلى جانب الجمعيات
المعنية بشؤون الأسـرى.
وتتركز الفعاليات على إقامة المسيرات الحاشدة والمهرجانات الخطابية وزيارة
ذوي المعتقلين وشد أزرهم، ويبلغ عدد أسرى قطاع غـزة بحسب مصادر حقوقية
(860) أسيرًا يعانون ظروفًا قاسية.
وتشير مؤسسات معنية برعاية شؤون الأسرى والمعتقلين في بيانات أصدرتها
بمناسبة ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، إلى أن أكثر من 10750 أسيرًا في الضفة
وغزة يتواجدون في سجون الاحتلال.
وأكدت تلك المؤسسات أن الأسرى والـمعتقلين الفلسطينيين يعانون ظروفا اعتقالية قاسية ولاإنسانية.
ومن بين هذه الانتهاكات رداءة الطعام كمًا ونوعًا، والتفتيش الاستفزازي
الـمهين، والاقتحام الليلي لأقسام وغرف الأسرى، واستخدام سياسة العزل
الانفرادي، والحرمان من الزيارات والـمراسلات، والإهمال الطبي، والـمماطلة
في تقديم العلاج، وفرض العقوبات والغرامات الـمالية لأتفه الأسباب، والنقل
التعسفي.
ليس سهلاً أن تطرق نسمـات نيسان أبـواب أهالي وذوي الأسرى دون أن تتفتح أوجاعهم جرحاً بعد آخـر.
فاليوم (السبت) السابع عشـر من نيسان؛ يوم تدفق الذكريات ووجع الانتظار
الطويل لا يترك لمن كوتهم نيران الفراق سوى احتضان الصور الغائب أصحابها
ونزف الدموع المالحـة من عيـونٍ أغمض الحزن نورها.
"السبيل" وفي يـوم الأسير الفلسطيني -وحيث بريق الاحتفالات يعـلو وأعين
الكاميرات لا تتوقف عن التقاط الصـور- اقتربت من وجـوهٍ عابسة غادرها
الفرح لتنقل برقيات الجالسين على أرصفة الترقب الطويل.
وبحـروفٍ اعتادت على عزف ذات اللحن الحزين تحدثت أم الأسير "حمدي زويدي"
المحكوم بالسجن مدى الحيـاة عن تاريخ الوجع في نيسان فقـالت: "يوم الأسـير
الفلسطيني يذكرنا بالراحلين عنا.. نحن لا ننساهم أبدا ولكن هذا اليوم
يزيدنا حرقة عليهم وعلى ما يعانون من عذابات".
ولا تبخل الأم على ولدها بالسيـر في طرقات غزة مع كافة ذوي وأهالي الأسـرى
لإحياء فعاليات يوم الأسير والهتاف بحناجرٍ الغضب والاشتياق.. تصمت طويلاً
ثم ما تلبث أن تستدرك بصوتٍ غائب: "أكثـر من 14 عاماً وأنا أردد ذات
النداء.. وأطوف ذات الشوارع.. لقد تعبت قلوبنا وأجسادنا".
وعلى مقربةٍ من أم الأسير "زويدي" يقف والد الأسير "أشرف البعلوجي" وقد
حفرت أيام وليالي الانتظار على وجهه تجاعيد الوجع الصامت.. يرفع صورة
الابن الغائب منذ سنوات وسنوات فيما يصدح صوته بالدعاء: "يارب عجّل
بالفرج.. وأنقذ أولادنا من سجون الموت والظلام", ويعترف الوالد -بأسى- بأن
كل الأيام والتواريخ تمر على قلبه قاسية غير أن حدتها تزداد في نيسان.
وتتمنى والدة الأسير رامي عواد أن يتحول تاريخ الـ"السابع عشر من نيسان"
إلى يومٍ للحرية يحتفل فيه الأسرى وذووهم بساعات الفرح بعيداً عن أمكنة
فارغة, وبصوتٍ ممزوج ما بين ألمٍ وأمل قالت لـ"السبيل": "نتمنى أن يأتي
العام القادم وقد خرج أسرانا وتحرروا من قيد السجان".
يموتون.. ونموت
وفي يوم الأسير لا تصمت نداءات الفصائل والقوى الفلسطينية وكافة المنظمات
الأهلية والإنسانية والحقوقية، عن التذكير بأوجاع الأسرى وما يعانونه داخل
السجون.
ويخرج ذوو الأسـرى في هذا اليوم حاملين صور أحبتهم وعلى شفاههم يكبر السؤال الوحيد: "متى سيعود الأسرى؟".
تماضر ابنة الأسير جلال صقر والمحكوم بالسجن مدى الحياة رفضت أن يتحول
والدها وباقي الأسرى إلى أرقامٍ فقط وتواريخ يتم الاحتفال بها بين الفينة
والأخرى. وأضافت في حديثها لـ"السبيل": "نريد أن نطالب بالإفراج عن الأسرى
في كل يوم.. وأن نرى وسائل الإعلام تكتب وتصور ليس في يوم الأسير وحسب؛ بل
في كل ساعة، فوجع الأسرى أكبر من كل التواريخ والأيام..".
ويزيد من وجع نيسان هذا العام حالة التوتر والقلق الشديد لدى أهالي الأسرى
حيث ينفذ أبناؤهم داخل السجون إضراباَ شاملاً عن الزيارات وجزئياً عن
الطعام في خطواتٍ تصعيدية ضد إدارة السجـون وسوء ما يلاقونه من معاملة.
وفي يوم أحبتهـم الغائبين تبكي أم الأسير "طارق شلهوف" أحلاماً وأدتها
ظلمة السجن والأبواب الدائمة الإغلاق.. تقول والحزن يخنق صوتها: "يموت
أسرانا هناك ونموت نحن هنا.. وما من أحدٍ يتحرك.. كل العالم ينتفض من أجل
أسير إسرائيلي واحد.. أما آلاف الأسرى الفلسطينيين فلا عزاء ولا بواكي
لهم".
وتستمر المعاناة
وعن التغير الذي شهدته قضية الأسرى طوال تلك الأعوام تصمت زوجة الأسير
"نافذ حرز" لتعترف بأسى: "للأسف من سيئ إلى أسوأ.. لقد أصبحت قضيتهم أكثر
تعقيدا، بل وتدهورت أكثر من السابق.. كنا فيما مضى نزورهم ونطمئن عليهم
أما الآن فلقد حُرمنا من ذلك، وزادت المعاناة أضعاف ما كانت.. نتمنى أن
نحتفل به العام القادم وقد انفك قيدهم".
وتحتفل غزة بيوم الأسيـر الفلسطيني الذي يصادف اليوم (17 نيسان) من كل عام
من خلال عدة فعاليات تنظمها الفصائل والقـوى الفلسطينية إلى جانب الجمعيات
المعنية بشؤون الأسـرى.
وتتركز الفعاليات على إقامة المسيرات الحاشدة والمهرجانات الخطابية وزيارة
ذوي المعتقلين وشد أزرهم، ويبلغ عدد أسرى قطاع غـزة بحسب مصادر حقوقية
(860) أسيرًا يعانون ظروفًا قاسية.
وتشير مؤسسات معنية برعاية شؤون الأسرى والمعتقلين في بيانات أصدرتها
بمناسبة ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، إلى أن أكثر من 10750 أسيرًا في الضفة
وغزة يتواجدون في سجون الاحتلال.
وأكدت تلك المؤسسات أن الأسرى والـمعتقلين الفلسطينيين يعانون ظروفا اعتقالية قاسية ولاإنسانية.
ومن بين هذه الانتهاكات رداءة الطعام كمًا ونوعًا، والتفتيش الاستفزازي
الـمهين، والاقتحام الليلي لأقسام وغرف الأسرى، واستخدام سياسة العزل
الانفرادي، والحرمان من الزيارات والـمراسلات، والإهمال الطبي، والـمماطلة
في تقديم العلاج، وفرض العقوبات والغرامات الـمالية لأتفه الأسباب، والنقل
التعسفي.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر