مؤتمر حركة فتح والمصالحة الوطنية والتسوية
بقلم:د.إبراهيم ابراش
وزير الثقافة الفلسطيني السابق
منذ بداياتها الأولى كفكرة منذ خمسة عقود خلت، لم تكن حركة التحرر الوطني الفلسطيني (فتح) مجرد حزب سياسي كبقية الأحزاب العربية أو الفلسطينية التي ظهرت فيما بعد،بل كانت تعبيرا وتجسيدا لهوية وطنية صاعدة.تماهت حركة فتح مع الوطنية الفلسطينية ومع الهوية والثقافة والشخصية الوطنية حتى باتت فتح تعني فلسطين وفلسطين تعني فتح وهو الأمر الذي انعكس بالتأييد العارم الذي حضت به الحركة ليس فقط فلسطينيا بل عربيا ودوليا،وحتى عندما ظهرت فصائل فلسطينية يسارية وقومية وحاولت توطين أيديولوجياها لم تتمكن من الحلو ل محل فتح في التعبير عن الوطنية الفلسطينية،إلا أن وجودها مع حركة فتح في إطار منظمة التحرير الفلسطينية أضفى عليها وعلى المنظمة طابعا وطنيا حررها من الوصاية العربية وخصوصا بعد عام 1968.
ولأن فتح لم تكن حزبا فإنها لم تقيد نفسها بإيديولوجية محددة- إلا إذا اعتبرنا تجاوزا الوطنية إيديولوجية- ولذا لم تلتزم الحركة بمتطلبات العمل الحزبي الضيق ولم يكن ذلك ممكنا حتى إن رغبت بذلك نظرا لشعبيتها الواسعة وتداخل الانتماء التعاطفي مع الانتماء الحزبي الملتزم تنظيميا وخصوصا بعد معركة الكرامة قي مارس 1968.غياب التنظيم الدقيق والايدولوجيا إن شكلا سابقا ميزة مكنت الحركة من توسيع القاعدة الشعبية والتسيد في النظام السياسي إلا أنها انقلبت سلبا على الحركة حيث انقطعت الصلة والتواصل ما بين قيادة الحركة من جانب وجماهيرها الواسعة ومنطلقاتها الأولى من جانب آخر، وما عزز هذه القطيعة تحوُّل الانتماء لفتح من انتماء من اجل العطاء والتضحية إلى ارتباط من اجل الوظيفة والمصلحة عندما تدفقت الأموال على الحركة والمنظمة وأصبحت مصدرا للتوظيف دون اشتراط مؤهلات نضالية وحتى أخلاقية،هذا الأمر تفاقم بعد تأسيس السلطة وتَحَمُل حركة فتح كل أعباء السلطة و إسقاط كل أخطاء وتعثرات السلطة على الحركة،وتراجع التثقيف السياسي والعمل التنظيمي التعبوي لصالح الصراع على السلطة والمصالح الضيقة والمليشيات المسلحة المرتبطة بأشخاص دون رؤية نضالية حتى بات جيل كامل من الشباب ممن يُنسبون لحركة فتح لا يعرف عن تاريخ الحركة وفكرها إلا النزر اليسير فهو لم يدخل الحركة إيمانا بمنطلقاتها ومبادئها بقدر ما كان سعيا وراء الوظيفة والراتب أو لمجرد حمل السلاح.
بالرغم من تعرض حركة فتح لكثير من النكسات التي كانت تتطلب وقفة مراجعة في بنيتها التنظيمية وتوجهاتها السياسية إلا أن هذه الوقفة لم تحدث واستمرت أوضاع الحركة تسير من سيء إلى أسوء حتى الهزيمة بانتخابات يناير 2006 أمام حركة حماس ثم في يونيو 2007 الذي اخرج حركة فتح من السلطة ومن الحياة السياسية في قطاع غزة لم يفلحا في استنهاض الحركة وحثها على لملمة صفوفها والعودة لأصولها ودورها الريادي كتعبير عن الوطنية والهوية والشخصية الفلسطينية المستقلة.واليوم وبعد سنوات من الحديث عن عقد المؤتمر السادس للحركة ما زالت الأمور تراوح في مكانها وما زال الغموض سيد الموقف حول تاريخ ومكان انعقاده،وما نسمعه عما يدور في الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر وفي اجتماعات اللجنة المركزية والهيئات القيادية من جدل حول المحاصصة والحديث عن تكتلات وخلافات لا تخلو من صراع على مصالح ضيقة ولا تعبر عن حرص على الحركة والمصلحة الوطنية،يثير كثيرا من القلق.
بالرغم من الإعاقات الداخلية لاستنهاض الحركة إلا أننا نعتقد أن العائق الرئيس أمام استنهاض الحركة مصدره خارجي وإن كان يوظف أدوات داخلية سواء من داخل الحركة نفسها أو خارجها كمساعدة ولو بطريفة غير مباشرة لقوى سياسية منافسة للحركة على الانتشار،ذلك أن إسرائيل تدرك جيدا ان نقيض مشروعها الصهيوني هو المشروع الوطني ومن يحمل هذا المشروع ويمثله هو حركة فتح وليس أية جهة أخرى،حتى منظمة التحرير فلا قيمة أو تأثير لها –مع كامل التقدير لكل القوى السياسية المنضوية فيها- بدون حركة فتح، كما أن قوى اليسار وحدها لا تمثل المشروع الوطني لاعتبارات إيديولوجية ولاعتبارات مادية واقعية لها علاقة بتشرذمها ومحدودية امتدادها الجماهيري .
بقلم:د.إبراهيم ابراش
وزير الثقافة الفلسطيني السابق
منذ بداياتها الأولى كفكرة منذ خمسة عقود خلت، لم تكن حركة التحرر الوطني الفلسطيني (فتح) مجرد حزب سياسي كبقية الأحزاب العربية أو الفلسطينية التي ظهرت فيما بعد،بل كانت تعبيرا وتجسيدا لهوية وطنية صاعدة.تماهت حركة فتح مع الوطنية الفلسطينية ومع الهوية والثقافة والشخصية الوطنية حتى باتت فتح تعني فلسطين وفلسطين تعني فتح وهو الأمر الذي انعكس بالتأييد العارم الذي حضت به الحركة ليس فقط فلسطينيا بل عربيا ودوليا،وحتى عندما ظهرت فصائل فلسطينية يسارية وقومية وحاولت توطين أيديولوجياها لم تتمكن من الحلو ل محل فتح في التعبير عن الوطنية الفلسطينية،إلا أن وجودها مع حركة فتح في إطار منظمة التحرير الفلسطينية أضفى عليها وعلى المنظمة طابعا وطنيا حررها من الوصاية العربية وخصوصا بعد عام 1968.
ولأن فتح لم تكن حزبا فإنها لم تقيد نفسها بإيديولوجية محددة- إلا إذا اعتبرنا تجاوزا الوطنية إيديولوجية- ولذا لم تلتزم الحركة بمتطلبات العمل الحزبي الضيق ولم يكن ذلك ممكنا حتى إن رغبت بذلك نظرا لشعبيتها الواسعة وتداخل الانتماء التعاطفي مع الانتماء الحزبي الملتزم تنظيميا وخصوصا بعد معركة الكرامة قي مارس 1968.غياب التنظيم الدقيق والايدولوجيا إن شكلا سابقا ميزة مكنت الحركة من توسيع القاعدة الشعبية والتسيد في النظام السياسي إلا أنها انقلبت سلبا على الحركة حيث انقطعت الصلة والتواصل ما بين قيادة الحركة من جانب وجماهيرها الواسعة ومنطلقاتها الأولى من جانب آخر، وما عزز هذه القطيعة تحوُّل الانتماء لفتح من انتماء من اجل العطاء والتضحية إلى ارتباط من اجل الوظيفة والمصلحة عندما تدفقت الأموال على الحركة والمنظمة وأصبحت مصدرا للتوظيف دون اشتراط مؤهلات نضالية وحتى أخلاقية،هذا الأمر تفاقم بعد تأسيس السلطة وتَحَمُل حركة فتح كل أعباء السلطة و إسقاط كل أخطاء وتعثرات السلطة على الحركة،وتراجع التثقيف السياسي والعمل التنظيمي التعبوي لصالح الصراع على السلطة والمصالح الضيقة والمليشيات المسلحة المرتبطة بأشخاص دون رؤية نضالية حتى بات جيل كامل من الشباب ممن يُنسبون لحركة فتح لا يعرف عن تاريخ الحركة وفكرها إلا النزر اليسير فهو لم يدخل الحركة إيمانا بمنطلقاتها ومبادئها بقدر ما كان سعيا وراء الوظيفة والراتب أو لمجرد حمل السلاح.
بالرغم من تعرض حركة فتح لكثير من النكسات التي كانت تتطلب وقفة مراجعة في بنيتها التنظيمية وتوجهاتها السياسية إلا أن هذه الوقفة لم تحدث واستمرت أوضاع الحركة تسير من سيء إلى أسوء حتى الهزيمة بانتخابات يناير 2006 أمام حركة حماس ثم في يونيو 2007 الذي اخرج حركة فتح من السلطة ومن الحياة السياسية في قطاع غزة لم يفلحا في استنهاض الحركة وحثها على لملمة صفوفها والعودة لأصولها ودورها الريادي كتعبير عن الوطنية والهوية والشخصية الفلسطينية المستقلة.واليوم وبعد سنوات من الحديث عن عقد المؤتمر السادس للحركة ما زالت الأمور تراوح في مكانها وما زال الغموض سيد الموقف حول تاريخ ومكان انعقاده،وما نسمعه عما يدور في الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر وفي اجتماعات اللجنة المركزية والهيئات القيادية من جدل حول المحاصصة والحديث عن تكتلات وخلافات لا تخلو من صراع على مصالح ضيقة ولا تعبر عن حرص على الحركة والمصلحة الوطنية،يثير كثيرا من القلق.
بالرغم من الإعاقات الداخلية لاستنهاض الحركة إلا أننا نعتقد أن العائق الرئيس أمام استنهاض الحركة مصدره خارجي وإن كان يوظف أدوات داخلية سواء من داخل الحركة نفسها أو خارجها كمساعدة ولو بطريفة غير مباشرة لقوى سياسية منافسة للحركة على الانتشار،ذلك أن إسرائيل تدرك جيدا ان نقيض مشروعها الصهيوني هو المشروع الوطني ومن يحمل هذا المشروع ويمثله هو حركة فتح وليس أية جهة أخرى،حتى منظمة التحرير فلا قيمة أو تأثير لها –مع كامل التقدير لكل القوى السياسية المنضوية فيها- بدون حركة فتح، كما أن قوى اليسار وحدها لا تمثل المشروع الوطني لاعتبارات إيديولوجية ولاعتبارات مادية واقعية لها علاقة بتشرذمها ومحدودية امتدادها الجماهيري .
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر