مع كل مواجهة واستنفار يحدث بين الأسرى الفلسطينيين من جهة، وإدارة المعتقل الإسرائيلي من جهة أخرى، يتم استدعاء وحدات خاصة لقمع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في أقسامهم، حيث كان آخرها مجزرة سجن النقب، والتي راح ضحيتها الأسير محمد الأشقر وأصيب خلالها أكثر من 250 أسيرا على أيدي وحدات المتسادا والناخشون.
"فلسطين" تسلط الضوء من خلال هذا التقرير على هذه القوات، طبيعة عملها ومهامها، وتكشف مدى خطورتها الهادفة إلى إذلال الأسرى الفلسطينيين وارتكاب الجرائم بحقهم.
"المتسادا"
يعود اصل هذه الكلمة إلى فترة السبي البابلي، وتعني "المتسادا" قلعة مسعدة الموجودة على الضفة الشرقية منتصف البحر الميت، وهي قلعة مرتفعة جدا ومحصنة من بناء العهد الروماني, وفي الرواية اليهودية أن الجيش الروماني حاصر القلعة التي تحصن بداخلها أكثر من 1000طفل وامرأة ورجل يهودي، ولم يتمكن من اقتحامها والوصول إلى اليهود بداخلها، وبعد اشهر من الحصار الشديد اقترح حاخامات يهود على سكان القلعة أن يجري ذبح أطفالهم ونسائهم بحد السيف، ومن ثم يطعن الرجال الرجال في أول صورة تاريخية معروفة عن الانتحار".
ويعتبر اليهود هذه العملية الانتحارية البشعة بطولة رائعة، ويمجدونها دائما وقد ورد في العهد الجديد (متسادا لن تسقط ثانية).ولكن لا يعرف بعد الصلة بين "متسادا" كعملية انتحارية بشعة من صنيع الحاخامات اليهود ضد أطفالهم ونسائهم وبين اسم فرقة اقتحام السجون التي نتناول الحديث عنها في تقريرنا هذا، علما أن جيش الاحتلال مهووس بإطلاق أسماء لافتة على عملياته العسكرية والهجومية، مثل فرسان الليل وحبة الندى وعلاج الجزر والسور الواقي وفكَي الكماشة وآخر الأرض وجهنم وغيرها من المسميات، التي يطلقها على عملياته في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبالعودة إلى وحدة "المتسادا" فيشير عبد الناصر فروانة الباحث والاختصاصي في شؤون الأسرى إلى أنها قوة خاصة تتبع لمصلحة السجون الإسرائيلية، وشكلت خصيصاً منذ سنوات لقمع الأسرى ومدربة جيداً، ومزودة بأسلحة مختلفة، منها الهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص الحارق، وفي أحيان كثيرة استخدموا الكلاب، وتضم عسكريين ذوي خبرات وكفاءات عالية جدا سبق لهم أن خدموا سابقا في وحدات حربية مختلفة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
"الناخشون"
بحثنا في القاموس العبري عن معنى كلمة ناخشون" فوجدنا أن أصول الكلمة يشير إلى القوة والصلابة، والقسوة في التعامل وهذا ما يتميز به أفراد هذه الوحدة، ويعتقد أن اسم الوحدة مرتبط باسم مؤسسها، ويمتلك أعضاء الناحشون مهارات قتالية تقنية، وقد تلقى عناصرها تدريبات على أساليب خاصة لقمع " تمرد" الأسرى ومواجهة كافة حالات الطوارئ داخل السجون والمعتقلات، بما فيها عمليات احتجاز رهائن،وتعمل تلك الوحدات 24 ساعة، وتستدعى على عجل عند حدوث خلاف ما ولو بسيط بين الإدارة والمعتقلين العُزل الذين يناضلون لنيل حقوقهم، ومن مهامها الإشراف على عمليات نقل الأسرى الفلسطينيين من سجن إلى آخر(البوسطة) إضافة إلى نقليات المحاكم.
"القوة 100"
لا يختلف عناصر هذه القوة عن أفراد وعناصر "المتسادا" و"الناخشون" من حيث التدريب والمهمة المتمثلة في القمع ، إلا أن مهمة هذه القوة تكمن في إجراء عمليات عد الأسرى واستقبالهم من السجون الأخرى، كما يُجري أفراد هذه القوة العد الأمني والتفتيش وعمليات فحص الغرف والخيام وأرضيات الأقسام، وتتولى عمليات الحراسة في السجون، كما ويتم استدعاء أفرادها أثناء عمليات اقتحام الأقسام بالاشتراك مع وحدتي "المتسادا" و"الناخشون".
سلاح خاص
يمتلك أفراد هذه الوحدات سلاحا خاصا لمواجهة الأسرى الفلسطينيين العزل، الذين لا يملكون سوى سلاح الإرادة والتحدي، كما أن مصلحة إدارة السجون العامة في (إسرائيل) ترفض الحديث أو الكشف عن طبيعة وماهية هذا السلاح، حيث أشار الأسرى في معتقل النقب الصحراوي في رسالة هربت إلى خارج المعتقل، أن أفراد المتسادا والناخشون استخدموا سلاحا جديدا في أحداث الاثنين الماضي،ومن جهته قال"ايلي غفيزون" مسؤول الجنوب في مصلحة السجون:" إن هذه وسائل سرية خاصة بوحدة "متسادا" المسؤولة عن مكافحة "شغب المعتقلين" ولا يمكن الكشف عنهاً.
سرعة انجاز المهمة
ويقول الأسير المحرر محمد عمر الذي أفرج عنه من سجون الاحتلال قبل حوالي خمسة أشهر:"فرقة أو وحدة "ناخشون"، فرقة مؤهلة ومدربة على اقتحام غرف وخيام الأسرى الفلسطينيين،تنجز مهمتها بأسرع وقت،ومن دون وقوع إصابات في صفوف أفرادها"،وتابع يقول:"يتمتع جنود هذه الوحدة باللياقة البدنية العالية،ويمتلك أفرادها الهراوات المكهربة،إلى جانب بنادق الغاز المسيل للدموع، وأسلحة رشاشة صغيرة الحجم تطلق حبات الفلفل الحارقة".
وعن مهام هذه الوحدة،أشار محمد إلى أن المهمة الأساسية لها،هي الضغط على الأسرى والعمل على تحطيم معنوياتهم،وذلك من خلال الاقتحامات الليلية للغرف والخيام وإتلاف وتحطيم ممتلكات الأسير التي حصل عليها من خلال زيارة الأهل".
تعذيب وحشي
بينما يشير الأسير المحرر وليد علي" أن هذه فرقة إرهاب لأول مرة نشاهد مثلها يقتحمون غرف الأسرى وهم نيام وينهالون عليهم بالضرب بعد مباغتتهم، وعادة ما يأتون لاختطاف احد الأسرى بحجة انه قيادي أو يملك جهاز هاتف نقال ويستخدمون "الكراتيه" في إيذاء الأسرى"، مضيفا أن هذه الفرق تأخذ الأسير إلى الحبس الانفرادي لعدة اشهر، وفي الغالب لمدة ستة اشهر يكون فيها داخل زنزانة لوحده، ولا يتصل بالعالم ويحرم من زيارة ذويه وأحيانا من زيارة المحامي.
أما الأسير المحرر باسل غريب الذي دعا إلى فضح ممارسات الوحدات الخاصة التابعة لمصلحة السجون.... ( متسادا،وناخشون،وقوة 100 ) لما تقوم به من فظائع وممارسات لا أخلاقية بحق الأسرى على مدار الساعة ، كما طالب غريب بتكثيف النشاط الإعلامي بهذا الخصوص وتحرك جميع المؤسسات والقوى المحلية والدولية لرفع المعاناة اليومية عن الأسرى، كما طالب كل الهيئات المعنية بالأمر بزيارة السجون والإطلاع عن كثب عما يتعرض له المعتقلون من مهانة وإذلال والاستماع إلى شكوى الأسرى من أفواههم .
خلاصة القول: إن تاريخ تلك الوحدات حافل بالجرائم السوداء، التي يمكن توثيقه وملاحقتها قضائياً ضمن المحاكم الدولية، على اعتبار أن ما تقوم به هو جرائم حرب تتنافى وكل الأعراف والمواثيق الدولية.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر